12 سفينة للشركة الإسرائيلية ترفع جميعها أعلاماً أجنبية شركات تأمين إسرائيلية تؤكد ارتفاع التأمين على السفن بنسبة 300٪ بسبب مخاطر الحرب

الثورة / أحمد المالكي
أفادت شركة “زيم” الإسرائيلية بأنها تقوم بتغيير مسارات الإبحار مؤقتا ، وأنه من أجل الحفاظ على سلامة الطواقم والسفن والبضائع، ستقوم بنقل بعض سفنها المبحرة من شرق آسيا إلى موانئ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والعكس، عن طريق الإبحار حول أفريقيا.


وذكرت “زيم” أنه بسبب التغيير في طرق الشحن، سيتم تمديد أوقات الإبحار وتسليم البضائع لعملائها، وتمديد أوقات الإبحار سوف يؤثر على السعر. ومع ذلك، فإن هذا التأثير متوقع بشكل رئيسي في الصناعات التي يأتي جزء كبير منها من الشرق الأقصى وخاصة على المنتجات الكبيرة (ذات الحجم الكبير) وتلك التي يأتي فيها جزء كبير من السعر الذي يدفعه العميل من مكون تكلفة النقل.

تغيير المسار
ووفق الإعلام الصهيوني فإن سفينتا MSC أيضًا قامت بتغيير مسارهما، مما أدى إلى تأخير لمدة 20 يومًا في مدة الرحلة. يقول إيلاد برشان من شركة موران للشحن الجمركي: “إن حالة عدم اليقين في الوقت الحالي كبيرة، ولا نعرف من الذي سيقوم بالجولة، ومن سيتخلى تمامًا عن القدوم إلى إسرائيل. 30 % من التجارة إلى إسرائيل تمر عبر مضيق باب المندب، لكن إسرائيل نقطة صغيرة على الخريطة بالنسبة لشركات الشحن، وأخشى أن تغادرها السفن التي تحمل بضائع إسرائيلية في ميناء ما على الطريق”.
بالنسبة لهرتسل يفراه، الرئيس التنفيذي لشركة استيراد المواد الغذائية «Big Food Blue and White”، فإن التأخير حتى لمدة شهر في تسليم البضائع يعد بمثابة أخبار سيئة، حيث يقول: “لقد بدأنا يوم الأحد في تلقي أخبار من الموردين في الصين مفادها أن زيم تلغي السفن. أنا مستورد بضائع، وإذا كان النقل الذي استغرق 30 يومًا يستغرق الآن 65 يومًا، فأنا أقل من شهر على الأقل. هناك أيضًا مسألة نضارة الطعام، فأنا أحضر البصل المقشر من الصين، 100 طن أسبوعيًا، وبعد شهرين لا يعود بنفس المنتج”.
فيما يؤكد الإعلام العبري إن الهجمات على السفن ذات الارتباط الإسرائيلي تؤدي إلى إطالة مسارات سفن الشحن وقد تجعل المنتجات الكبيرة، مثل السلع الكهربائية، أكثر تكلفة، وقد تجف تماما من الأسواق وفق صحيفة “ذا ماركر” الاقتصادية العبرية التي تنشرها مجموعة “هآرتس” الإسرائيلية والتي سلطت الضوء على تداعيات التهديدات اليمنية التي تواجهها السفن الصهيونية في البحر الأحمر.

مخاوف
وقال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: إن المخاوف بشأن سلامة أي سفينة لها أي صلة بإسرائيل تبحر في البحر الأحمر تزداد بعد الهجمات الأخيرة ضد سفنها من قبل قوات صنعاء.
وذكر الباحث، يجال ماور، أنه “في أعقاب الهجمات البحرية المهمة التي وقعت مؤخراً في البحر الأحمر، بما في ذلك اختطاف السفينة غالاكسي ليدر، نشأت مخاوف بشأن سلامة أي سفينة تبحر ولها أي صلة بإسرائيل على هذا الطريق”.
ومن بين شركات الشحن التي تعمل في خدمة إسرائيل، قررت شركة “زيم” تغيير مسارات سفنها وتجنب عبور البحر الأحمر، حيث يتم تشغيل هذا الخط من “زيم” بواسطة 12 سفينة ترفع جميعها أعلاماً أجنبية.
ومعنى هذا القرار المتعلق بالخط الرابط بين آسيا وموانئ تركيا وإسرائيل، والناشئ من الخوف على سلامة السفن في هذا الخط وأطقمها، تمديد مسار الإبحار، وتأخير توصيل الحاويات إلى عملاء الشركة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في كل اتجاه، مقارنةً بمتوسط مدة الإبحار عبر قناة السويس المصرية.
ويقول ماور أن ذلك تدهور كبير في الخدمة المقدمة لعملاء الشركة، وأيضاً في نتائجها المالية، مقابل زيادة في نفقاتها الثابتة دون التعويض الملائم في أجور الشحن الموجودة في هذه التجارة”.
يوضح ماور أن تغيير مسار هذا الخط ينطوي على عبء اقتصادي كبير، فالتكلفة الإضافية لنحو 30 يوماً من الإبحار والاستهلاك الإضافي للوقود للرحلة حول أفريقيا والعودة، بدلاً من المرور عبر قناة السويس، تعتبر كبيرة للغاية.
وثمة نفقات أعلى بكثير من توفير عدم المرور في قناة السويس (الذي قد يصل إلى نصف مليون دولار أو أكثر للسفينة الواحدة في الرحلة الواحدة، وعدم دفع التأمين الحربي بسبب عدم المرور في البحر الأحمر.
وأفادت مراكز بحث إسرائيلية بأن قوات صنعاء البحرية نجحت في احتجاز سفينة إسرائيلية في أعماق البحر الأحمر، كما أكد الإعلام الإسرائيلي استهداف سفن إسرائيلية أخرى بواسطة المسيرات ما مثّل خطراً على التجارة البحرية الإسرائيلية وخطوط الإمداد التي تمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وكانت قناة كان الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن ميناء حيفا أُفرغ من السفن الأجنبية، وقالت: “انتبهوا إلى ما يحصل في ميناء حيفا، ميناء حيفا مغلق، كل السفن التي وصلت من دول أخرى، وليست سفناً (إسرائيلية)، موجودة خارج المرفأ ولا تدخل أيّ واحدة”.

ارتفاع الرسوم
تبلغ رسوم الحرب، التي بدأت شركات الشحن فرضها عندما بدأت الحرب ضد حماس، حاليا 100 دولار لكل حاوية أو سيارة، لكن المستوردين يقدرون أنها قد تصل إلى 800 دولار لكل حاوية أو سيارة. وهذا يعني زيادة في أسعار جميع المنتجات التي تأتي من الشرق. وفي حالة السيارات، حيث يتم فرض ضريبة الشراء أيضًا على تكاليف النقل، فإن الزيادة المتوقعة في السعر قد تصل إلى 6000 شيكل للسيارة الواحدة، فقط بسبب التهديدات التي تواجه الشحن.
ويوضح جيورا فلونسكر، نائب رئيس شركة مارش إسرائيل، الفرع الإسرائيلي لأكبر وسيط تأمين في العالم والذي ينشط في حوالي 140 دولة، أن الحرب تزيد بطبيعة الحال تكاليف الاستيراد، حيث يقول : “إن حالة الحرب التي نعيشها أدت إلى ارتفاع الأسعار، عندما نؤمن البضائع أو السفن يتعين علينا شراء تأمين ضد مخاطر الحرب، وعادةً ما يتم منحه تلقائيًا مقابل قسط التأمين، وفي أوقات الحرب يمكن لشركات التأمين إلغاء هذه التغطية بإشعار مسبق مدته سبعة أيام، وقد رأينا بالفعل هذا يحدث كثيرًا وبناء على ذلك بالفعل في بداية الحرب قفز سعر التأمين بنسبة 300 ٪ بسبب مخاطر الحرب.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر قناة السویس

إقرأ أيضاً:

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

محمد الحسن محمد نور

حين ننظر إلى المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط من منظور القرار الأمريكي في واشنطن، فإن السؤال الأكثر إلحاحًا لا يدور حول أخلاقية دعم هذا الطرف أو ذاك، بل حول حساب الربح والخسارة في معادلة معقدة. لماذا تظل الولايات المتحدة متمسكة بدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا، حتى عندما تتجاوز تصرفاتها حدود القانون الدولي وتسبب إحراجًا دبلوماسيا لواشنطن؟

الجواب لا يكمن في نقطة واحدة، بل في شبكة من المصالح المتشابكة التي تشكل عقيدة استراتيجية راسخة. فإسرائيل، برغم مساحتها الصغيرة، هي أكثر من مجرد دولة حليفة؛ إنها حاملة طائرات غير قابلة للغرق، ومختبر ميداني للتكنولوجيا العسكرية المتطورة، ووكيل موثوق لتنفيذ عمليات تحفظ واشنطن لنفسها تبعاتها المباشرة. هذا الدور التشغيلي الفريد يعطي لإسرائيل قيمة لا تُقدَّر بثمن في منطقة يعتبر الاستقرار فيها شحيحًا والولاءات متقلبة. ولكن تبقى هذه العلاقة محكومة بحسابات البراغماتية الصرفة، فالدعم الأمريكي لا ينبع من عاطفة أبدية، بل من تقاطع مصالح يُعاد تقييمه باستمرار تحت ضوء المتغيرات الإقليمية.

وفي الجهة المقابلة من هذه المعادلة، تقف المملكة العربية السعودية كعملاق جيوسياسي يطرح نفسه بديلاً استراتيجيا جذابًا لأمريكا. وربما مرعبًا لإسرائيل. فبرغم أن مساحة إسرائيل لا تقارن بمساحة السعودية الشاسعة، وبرغم أن ثروة الأخيرة الهائلة تجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يُستهان به كما أشار ترمب، إلا أن المقارنة الحقيقية ليست في الجغرافيا أو الثروة وحدهما.

فالسعودية تمتلك ما هو أثمن: نسبة عالية من الاستقرار الداخلي والإقليمي، وغياب الأعداء المباشرين الذين يحيطون بإسرائيل من كل حدب وصوب، ونفوذ ديني وثقافي يمتد لقلب العالم الإسلامي. والأهم من وجهة النظر الأمريكية، أن شراكة السعودية لا ترهق أمريكا بالحروب العديمة الجدوى، ولا تفرض عليها الدخول في صراعات مباشرة؛ بل تقدم نفسها كقوة مستقرة قادرة على إدارة ملفاتها الأمنية بنفسها، وتكون ركيزةً للاستقرار الإقليمي بدلاً من أن تكون بؤرة للصراع الدائم. هذا الواقع يطرح سؤالاً وجوديًا في أروقة تل أبيب: هل تخشى إسرائيل أن تكون السعودية بديلاً لها في يوم ما؟ الخشية حاضرة وبقوة، ولكنها ليست خشية من زوال، بل خشية من إعادة ترتيب للأولويات.

فالقلق الإسرائيلي العميق لا يتعلق باحتمال أن تتخلى واشنطن عن دعمها بين عشية وضحاها، بل بأن يتقلص دورها من حليف استراتيجي لا غنى عنه، إلى مجرد أداة واحدة ضمن عدة أدوات في صندوق أدوات السياسة الأمريكية. إن صعود التحالف الأمريكي-السعودي ليكون المحور المركزي في المنطقة يعني ببساطة أن القيمة التفاوضية لإسرائيل ستهبط، وأن قدرتها على الحصول على دعم غير مشروط لأجندتها الأمنية ستنخفض.

ولهذا، نرى أن إسرائيل تعمل جاهدة على إبقاء ملفات المنطقة ساخنة ومفتوحة، وتقاوم أي محاولة لترتيب الوضع الإقليمي على نحو يقلل من أهميتها العسكرية والاستخباراتية لواشنطن – من مقاومة الاتفاق النووي الإيراني 2015، مرورًا بالضغط لإفشال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وصولاً إلى عرقلة أي تقارب سعودي-إيراني حقيقي. إنها تدرك أن نفوذها مرتبط باستمرار حالة الطوارئ والصراع، فيما تقدم السعودية نفسها كضامن للاستقرار والطاقة والعلاقات الاقتصادية الواسعة، وهي سلع تزداد قيمتها في عالم تتزايد فيه المنافسة مع الصين وروسيا. وإذا حدث هذا التحول وأصبحت الرياض الشريك الأول لواشنطن، فإن المشهد سيتغير جذريًا.

فالسؤال المصيري هو: إذا تحول ميزان القوة لصالح السعودية، هل يزيد هذا من نفوذ أمريكا أم ينقصه؟ الإجابة معقدة وتحتوي على تناقضات.

على المدى القصير، قد يوسع هذا التحول من نفوذ أمريكا، إذ ستمتلك واشنطن بوابة مباشرة إلى قلب العالم العربي والإسلامي عبر شريك قوي ومستقر، قادر على تحقيق استقرار أوسع قد يخفف من حاجة الولايات المتحدة للتدخل المباشر المكلف.

لكن على المدى الطويل، قد تأتي الخسارة من حيث لا تُحتسب. فاستبدال حليف عسكري منضبط مثل إسرائيل، يتحرك كذراع تنفيذي سريع وحاد، بشريك كبير ذي أجندة وطنية مستقلة مثل السعودية، يعني أن واشنطن قد تفقد السيطرة على تفاصيل المشهد. قد تتبع الرياض سياسات اقتصادية أو تقاربًا مع منافسي أمريكا مثل الصين، أو تتبنى مواقف متصلبة في ملفات مثل إيران أو اليمن تتعارض مع الحسابات الأمريكية الدقيقة.

والأخطر من ذلك داخليًا، أن أي تحول في الدعم التاريخي لإسرائيل سيشعل حربًا سياسية ضارية داخل الولايات المتحدة بين المحافظين الإنجيليين والليبراليين وأصحاب المصالح، مما يُضعف قدرة واشنطن على تطبيق سياسة خارجية متسقة وقوية، وهو أكبر هدية يمكن تقديمها لمنافسيها على الساحة العالمية.

في الختام، إن اللعبة الكبرى التي تدور رحاها في الشرق الأوسط اليوم ليست بين السعودية وإسرائيل فحسب، بل هي اختبار حقيقي لذكاء الاستراتيجية الأمريكية نفسها. فالنفوذ الحقيقي لا يكمن في الانحياز الأعمى لحليف واحد، مهما بلغت قوته، بل في الفن الدقيق لإدارة التوازن بين جميع القوى في الساحة، وجعل كل طرف يشعر أنه في حاجة إلى الوسيط الأمريكي بطريقة مختلفة. المصلحة الأمريكية العليا ليست في دعم إسرائيل لأنها الأقوى عسكريًا، ولا في التحول إلى السعودية لأنها الأغنى، بل في منع أي منهما من أن تصبح قويةً لدرجة الاستغناء عن واشنطن، أو أن تشعر بالأمان لدرجة السير في طريق مستقل. الخطر الذي يتهدد النفوذ الأمريكي ليس من منافس خارجي يظهر فجأة، بل من تحول التنافس الخفي بين حلفائه إلى صراع مفتوح، يُجبر واشنطن على الاختيار فتخسر أحد رهاناتها.

وفي النهاية، الولايات المتحدة لا تخسر عندما يتقاتل أعداؤها… بل عندما يتصالح حلفاؤها.

الوسومأمريكا إسرائيل إيران الشرق الأوسط الصين الملف النووي الإيراني دونالد ترامب روسيا سوريا محمد الحسن محمد نور واشنطن

مقالات مشابهة

  • الأرصاد اليمنية تحذر من أجواء شديدة البرودة واضطرابات بحرية خلال الـ24 ساعة القادمة
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • حالة الطقس : أجواء باردة إلى شديدة البرودة واضطراب البحر
  • ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
  • وفاة 7 صيادين يمنيين عقب انقلاب قاربهم في البحر الأحمر
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • أسطول جديد لكسر حصار غزة يبدأ الإبحار في أبريل المقبل
  • شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصصه العائلية التي تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي لـ«اللي باقي منك»
  • غيدي المدينة الكينية التي خبّأتها الغابة ونسِيَها الزمن
  • تجمع خليجي لخبراء المطابقة يناقش تعزيز سلامة المنتجات وآليات تطبيق اللوائح الفنية