حلم إسرائيلي لا ينام.. لماذا ستفشل خطة تهجير الفلسطينيين من غزة؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
منذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، أُثيرت التساؤلات واشتعلت التكهنات حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه رد إسرائيل على الإهانة التي لحقت بها. تضخّمت هذه التساؤلات منذ الأيام الأولى للحرب، وذلك مع أخذ القصف الإسرائيلي على القطاع وتيرة غير معهودة، دفعت شراستها وكثافتها إلى التساؤل عن أهدافها، وإذا ما كانت تتجاوز فكرة الرد العسكري إلى ما هو أبعد من ذلك.
تعززت هذه التساؤلات بفعل التصريحات الإسرائيلية التي أكدت أنها تريد أن تقضي تماما على حركة حماس في غزة، وأعلنت منذ بدء العملية البرية دعوتها الصريحة لأهالي شمال غزة للهجرة جنوبا، مع تركُّز القصف (خلال تلك المرحلة) في مناطق الشمال، بما يشمل المستشفيات والمخابز والمدارس، لتدفع كل هذه التحركات والتصريحات إلى محاولة استكشاف النيات الإسرائيلية حول إمكانية تهجير أهالي القطاع إلى خارجه وخوض حرب مفتوحة مع المقاومة، وهو ما وضع "سؤال التهجير" عنوانا لمعظم التحركات الدبلوماسية، وموضوعا مفصليا في تحليل المشهد.
التهجير.. مسلسل مستمر منذ النكبةوفقا لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (PEBS) وحتى عام 2023، بلغ عدد الفلسطينيين الموجودين في أراضي ما يُعرف اليوم بـ"دولة فلسطين"، أي في الضفة الغربية وغزة، 5.48 ملايين شخص، وهو ما يُشكِّل قرابة 38% من نسبة الفلسطينيين الذين بلغ عددهم 14.5 مليون شخص حول العالم، ما يعني أن 62% من الفلسطينيين يعيشون خارج أراضيهم، وهو وضع يعود بشكل أساسي إلى الحدثين الأساسيين في تاريخ القضية الفلسطينية اللذين رسّما الواقع على الأرض اليوم؛ حرب عام 1948 (النكبة) وما تبعها من حملات تهجير قسري حتى عام 1949، وحرب الخامس من يونيو/حزيران عام 1967 (النكسة).
اعتمدت العصابات الصهيونية في عملية تهجيرها للفلسطينيين في عام 1948 بشكل أساسي على مجموعة من المجازر التي ارتكبتها بحق بعض القرى الفلسطينية، وحاولت من خلالها أن ترهب الفلسطينيين وتدفعهم إلى مغادرة أراضيهم، وهي حالة ساهمت فيها المذبحة بالتوازي مع البروباغندا التي ترافقت معها، وتُعَدُّ مذبحة دير ياسين النموذج الأساسي في هذا السياق، التي تعتبرها العديد من الدراسات حدثا مفصليا في تهجير الفلسطينيين عام 1948، واستمر الاحتلال بتهجير الفلسطينيين بوضوح إلى غاية منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.
اتجه الفلسطينيون المُهجَّرون في أكثر من اتجاه، ابتداء من الضفة وغزة وصولا إلى الأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق، وهي المناطق التي تلقت الوزن الأكبر من اللجوء الفلسطيني، إلى جانب مجموعات عديدة لجأت إلى مختلف دول العالم. على سبيل المثال، يضم الأردن اليوم أكثر من أربعة ملايين فلسطيني مُجنَّس ولاجئ، فيما تضم جزر الكاريبي البعيدة بضعة آلاف من الفلسطينيين.
غير أن الهجرات الفلسطينية بدأت -وفقا للعديد من المصادر- قبل عام 1948 نتيجة الضغوط التي مارسها الانتداب البريطاني والعصابات اليهودية على الفلسطينيين، ومع ذلك، فإن تهجير الكتلة الكبيرة عام النكبة، التي بلغت قرابة 700 ألف فلسطيني، كان النقلة النوعية في مشروع الإحلال، التي أظهرت طبيعة العقلية الاستعمارية التي تمتلكها هذه العصابات. كما أن التهجير استمر بين حرب عام 1948 وحرب عام 1967، وقد شكَّلت تلك الأخيرة المحطة الأساسية الثانية في هجرة الفلسطينيين، التي سُمِّي معظم مهاجريها بـ"النازحين"، وتوجه معظمهم إلى الأردن، وتُقدَّر أعدادهم بأكثر من ربع مليون، كما توجَّه جزء منهم إلى مصر، وكان جزء كبير منهم من المهجرين عام 1948.
لم تتوقف الهجرة الفلسطينية مع حرب 1967، فمع أنها كانت الحرب الكُبرى الأخيرة التي أطلقها الاحتلال لتوسيع أراضيه ونتج عنها تهجير واسع، فإنه لم يتوقف بعدها عن ممارسة سياسات قهرية وترحيلية رفعت من كلفة العيش المادية والمعنوية على الفلسطينيين في أراضيهم، مما ولّد حالة تهجير صامت وبطيء رصدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بالأرقام عام 2016، وهي سياسات شملت التضييق الاقتصادي، وهدم المنازل، والسيطرة على الأراضي، وتقييد الحركة، والاعتقالات، وتكثيف السياسات الأمنية، حيث دفعت هذه السياسات مجتمعة بكثير من الفلسطينيين، وخصوصا الشباب والنخب العاملة والمتعلمة، إلى البحث عن فرص في الخارج.
تُظهر هذه الشواهد أن الاحتلال الإسرائيلي رغم مزاعمه المستمرة بالسعي لتحقيق ما جاء في اتفاقية أوسلو وتطبيق ما يُعرف بـ"حل الدولتين"، فإن ممارسته السياسية والعسكرية على الأرض تكشف عكس ذلك تماما، حيث يستمر في اقتطاع الأراضي الفلسطينية في الضفة وبناء المستوطنات فيها، وتطبيق سياسات ترحيل وتضييق على الفلسطينيين في كلٍّ من الضفة والقدس، لدرجة تبدو معها الضفة اليوم إسرائيلية أكثر مما هي فلسطينية. تعكس هذه السياسات أن مشروع السيطرة على كامل الرقعة الفلسطينية هو الأكثر حضورا في مخيلة سلطات الاحتلال، خاصة بعد تصدُّر القيادة اليمينية المتطرفة اليوم للمشهد السياسي هناك. يمكن القول إن أحد أبرز تجليات استمرار حضور مشروع الإحلال في ذهنية الاحتلال هو التغير الكبير الحاصل في أعداد المستوطنين في المناطق الفلسطينية من 40 ألفا عام 1977 إلى 604 آلاف عام 2017، ويتوقّع أن يبلغوا قرابة 1.9 مليون في عام 2050، أي ما يعادل 30% من سكّان الضفة حينها، وهو ما تعززه "سياسة الاستيطان الرعوي" وسياسات أخرى تمارسها دولة الاحتلال بلا هوادة.
يبقى التهجير على ما يبدو حُلما قائما في المخيال الإسرائيلي، ينتظر اللحظة المواتية للشروع في تطبيقه من خلال مؤسساته العسكرية والسياسية، وهذا ما ينعكس في الأفعال الإسرائيلية، وإن تعددت المنطلقات في ذلك بين يسار إسرائيلي يرى في قيام الدولة الفلسطينية خطرا قوميا على كيانه، وبين تيارات اليمين التي تجد في هذا استحقاقا وواجبا دينيا لا بد أن يحدث على خريطة واسعة تتجاوز حتى فلسطين بأكملها، لكن المقدس الأعلى لديهم يقبع في كلٍّ من أراضي السامرة -جبال نابلس- والقدس لتمثيلهما عاصمتين لممالك بني إسرائيل البائدة.
هل يهجّر المهجّرون من غزة؟عادت الهجرة التي تُمثِّل هاجسا فلسطينيا وعربيا، وفرصة وحلما للاحتلال، لتُطرح مرة أخرى على طاولات السياسيين والمحللين مع تطور المعركة على الأرض في غزة، خاصة أن الاحتلال وضع لحملته هدفا سياسيا وعسكريا بعيدا هو القضاء على حماس ووقف "التهديد" القادم من غزة، وهو ما يعني فعليا تطبيق سياسة "الأرض المحروقة" من أجل السيطرة على غزة التي تتكون على أقل تقدير من "طابقين"، أحدهما فوق الأرض والآخر تحتها.
مع اكتمال هذه الصورة، جاءت التصريحات العربية الرافضة للتهجير وفي مقدمتها تصريحات كلٍّ من الأردن ومصر لتشي أن "الملف الأسود" للتهجير بات مطروحا على الطاولة بغض النظر عن حجمه وتفاصيله والمكونات التي سيشملها. وبدا أن التصريحات الأردنية والمصرية المتكررة حول رفض التهجير هي في جوهرها أصداء لما يتردد في الغرف المغلقة، أو ما تحكيه فعليا خارطة الحرب التي يشنها الاحتلال على الأرض، وهو ما أكدته لاحقا ورقة سياسات صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وتشير إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة نحو سيناء هو الخيار الأكثر مثالية بالنسبة للاحتلال.
تؤكد الورقة الإسرائيلية أنه رغم كون عملية التهجير تواجه مجموعة من التحديات على الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية، فإنها تظل الخيار الأفضل لإسرائيل على المدى الطويل، حيث يرى الاحتلال أن نموذج السلطة الفلسطينية، مع أنه "يمكن احتماله"، خيار لم ينجح تماما كما توضح تجربة "حفظ الأمن" في الضفة، كما أن نموذج التخلي عن الاحتلال ومغادرة الأراضي كما حدث في غزة لم ينجح أيضا، ما يُبقي خيار التهجير خيارا أخيرا ومفضَّلا للجانب الإسرائيلي، وهو خيار يواجه عوائق على ثلاثة مستويات رئيسية.
عوائق التهجيرأول هذه العوائق من وجهة نظر الاحتلال هو التحدي الدبلوماسي العالمي، وهو يتعلق بتأثير هذه الخطوة على شرعية إسرائيل ومكانتها الدولية. لقد اكتسبت دولة الاحتلال في مطلع تسعينيات القرن الماضي شرعية لم تحزها سابقا، وذلك بعد مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاق أوسلو عام 1993، حيث كانت هناك مجموعة كبيرة من الدول التي ربطت اعترافها بدولة الاحتلال بتوصلها والسلطة الفلسطينية إلى اتفاق سلام، أي إن جزءا لا يتجزأ من شرعية دولة الاحتلال نابع من وجود وقيام دولة فلسطينية، أو الوعود بذلك في أدنى الأحوال. وبهذا فإن إسرائيل عند التفكير في مشروع التهجير الذي يعمل على تصفية وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، فإنها تغامر بحجم شرعيتها الدولية، ويزداد هذا التحدي تبعا للطريقة التي ستتبعها في دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم.
في الوقت نفسه، فإن أي عملية تهجير واسعة لا بد لها من حملات سياسية وإعلامية كبيرة وممتدة لإقناع الرأي العام العالمي بها، وبأنها الحل الوحيد المتبقي لـ"استقرار المنطقة" حسب المزاعم الإسرائيلية، وهي العملية التي يأمل قادة الاحتلال أن تُفضي إلى بناء دولة يهودية موحدة على كامل الأرض الفلسطينية. وعموما، يبدو هذا عرضا صعب الترويج، خصوصا من حكومات يمينية يُنظر إلى توجهاتها على أنها نابعة من نزعات دينية متطرفة أكثر من كونها توجهات سياسية "عقلانية"، وهو ما يصعّب عملية اتصال دولة الاحتلال مع العالم.
العائق الثاني ذو طابع إقليمي، وهو يتعلق بمواقف دول الجوار من الخطة الإسرائيلية. واجهت دول المنطقة هجرات فلسطينية عدة مرات، وراهنت في فترات معينة على إمكانية قلب ميزان القوى والصراع عن طريق المواجهة، وفي فترات أخرى على اتفاقيات سلام قد تؤدي إلى تسوية ما من أجل عودة اللاجئين أو على الأقل إقامة الدولة الفلسطينية بمَن فيها من سكان، وهو ما أثبت فشله طوال العقود الماضية، بل على العكس، فقد استمرت إسرائيل بإرسال رسائل مفادها أنها مستمرة بالتوسع والسيطرة على الأراضي وضمّها.
هذا الواقع دفع الدول العربية المحيطة بفلسطين، وعلى رأسها الأردن ومصر، إلى اتخاذ مواقف بدت في صيغتها السياسية والإعلامية حازمة بخصوص تهجير الفلسطينيين، إذ سيُمثِّل ذلك من وجهة نظرها شهادة وفاة رسمية لمشروع الدولة الفلسطينية، مما سيولد تغيرات كبيرة في الإقليم، ويفتح الباب أمام سؤال حرج بخصوص الحدود التي تقف عندها توسّعات دولة محكومة بسلطة يمينية تؤمن بخارطة لدولة إسرائيل تتجاوز حدود فلسطين بأكملها.
لذلك، يُمثِّل تهجير الفلسطينيين لهذه الدول قضية سياسية واجتماعية واقتصادية مركبة، تضعها في تحدٍّ صعب أمام قدراتها وأمام مجتمعاتها، فبالنسبة لعمَّان يُعَدُّ تهجير أهل غزة إيذانا بخطة مماثلة مع سكان الضفة، الأكثر عددا، والمحاذية للأردن. في هذا السياق يجدر القول إن الأردن استقبل بعد لجوء الفلسطينيين عام 1948 و1967 أكثر من موجة هجرة أثرت عميقا على التركيبة الديموغرافية في البلاد، على رأسها موجة هجرة العائدين من الخليج نتيجة حرب الخليج الثانية، ثم هجرات العراقيين والسوريين الناجمة عن تداعيات الربيع العربي، وهو ما وضع عمّان أمام تحدٍّ اقتصادي واجتماعي وسياسي. وحتى ولو عمل العالم على حل الإشكال الاقتصادي الناتج عن أزمة اللجوء بتسويات معينة، فإن أحدا لن يتمكن من حل الأزمة الاجتماعية الناتجة عن تهجير ذي صيغة دائمة.
وبالنسبة لمصر، فإن تهجير الفلسطينيين من غزة نحوها قد لا يُشكِّل أزمة اجتماعية بشكل أساسي نتيجة أن عدد سكانها يقارب 10 أضعاف سكان الأردن، ما يعني احتمالات تأثير أقل على البنية الاجتماعية، لكنه يعني تحديا أمنيا بشكل أساسي، واقتصاديا بشكل ثانوي. فتهجير سكان غزة، المعقل الرئيسي للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، التي تضم فصائل مقاومة مسلحة تقدر أعدادها بعشرات الآلاف، ناهيك بمئات الآلاف من الحواضن الاجتماعية لهذه المقاومة، يعني أن معاقل هذه المقاومة سوف تنتقل بالتبعية إلى مصر وتحديدا شبه جزيرة سيناء، ما يترك القاهرة أمام خيارين أحلاهما مُرٌّ من وجهة نظرها: فإما التدخل بنفسها لقمع أي مقاومة فلسطينية محتملة من أراضيها، وإما المخاطرة بتحول حدودها الشرقية إلى ساحة مشتعلة للصراع مع إسرائيل، ما يفتح الباب لحرب أوسع نطاقا.
يضاف إلى ذلك الأزمة التي ستواجهها شرعية هذه الأنظمة أمام شعوبها إن هي سمحت بتصفية القضية الفلسطينية، خصوصا أن الدور الذي يُطلب من هذه الدول ليس فقط استقبال المهاجرين، بل العمل على هندسة عملية الهجرة ومنع تبلور مقاومة جديدة، وهو دور يجعل هذه الدول -حال قبوله- شريكة فعليا في عملية التهجير. ونتيجة لذلك، فإن العديد من دول المنطقة أبدت مواقفَ واضحة تعارض هذه الخطوة، وكان الموقفان الأردني والمصري أكثرها وضوحا، حيث اعتبرا ضمنيا أي محاولة تهجير بمنزلة إعلان حرب عليهما، وهو ما يضع الاحتلال أمام تحدٍّ حقيقي مع محيطه الذي يُفترض أن يستقبل اللاجئين.
خصوصية غزة ومجتمعهاكما ذكرنا سابقاً فإن جزءاً مهماً من عملية التهجير التي أتمّتها العصابات اليهودية كان عملية الدعاية والتهويل بخصوص المذابح التي قامت بها، وهو ما دفع الفلسطينيين في كثير من الحالات إلى مغادرة أراضيهم قبل أن يصلهم أفراد هذه العصابات، كما أن جزءاً من أسباب المغادرة كان الاعتقاد بأنها ستكون هجرة مؤقتة، وأن العودة ستكون قريبة مع هدوء الأوضاع، إلا أن خبرة الفلسطينيين وخصوصاً الذين هُجّروا، تثبت عكس ذلك، وهو ما حوّل ذات الفلسطينيين إلى العنصر الأهم اليوم في إجهاض أي محاولة تهجير قبل أي معاملٍ آخر.
يضم قطاع غزة وفقاً لإحصائيات الأونروا قرابة 2.2 مليون فلسطيني، منهم نحو 1.7 مليون لاجئ ، وهو ما يعني أن معظم أهالي غزة هم فلسطينيون عايشوا الهجرة بحد ذاتها، بما هي فعل ترك الأرض والممتلكات ومغادرتها، أو السياقات المعيشية الصعبة التي أنتجتها بعد ذلك، من هنا يجدر القول إن الوعي الذي طوره أهالي القطاع بالأحداث التاريخية ودورها في التهجير، مضافاً إليه خبرتهم الذاتية بخصوص الهجرة، تبني ما يشبه نظام مناعة تجاه مشروع التهجير وخصوصاً ما ينبني منه على أسس نفسية، وهو ما يجعل تهجير المهجرين معادلة تحتاج إلى جهود مضاعفة على رأسها القتل والمجازر التي يحاول الاحتلال أن يأخذها إلى أقصى مدى ممكن منذ بدأت الحرب ولم تجدِ إلى الآن.
كما أن أهالي القطاع عايشوا خبرةً فلسطينية لم يعايشها سواهم، من خلال حروب متكررة واشتباكات قبل تحرير القطاع، تطورت لتأخذ شكل حروب دامية بعد تحريره، وهو ما بنى لديهم حالة من البناء النضالي لذهنية هذا المجتمع بكليته، وعلى مستوى الوسائل والأدوات، وعلى مستوى التوقعات وعلى مستوى الأفكار أيضاً.
إن الحالة النفسية والذهنية التي يمتلكها أهالي القطاع يضاف إليها تلك الصلة بين بنيتهم الاجتماعية وحركات المقاومة، وهي بنية غاية في التشابك، ذلك أن عشرات الآلاف من المقاومين الفلسطينيين المنتسبين للأجنحة العسكرية المختلفة هم أبناء ذات المجتمع، بل إن أجيالاً من الفلسطينيين في الكفاح المسلح بدأت تسلّم أجيالاً بعدها في غزة، ما يعني أن الصلة بين الاجتماعي والسياسي والعسكري هناك لا يمكن فضّها بسهولة، فحين يتم الحديث عن تهجير الغزيين لا بد من فهم هذا الترابط العميق بين المقاومين والمجتمع، والتي تصعّب من حالة التهجير وإنهاء الحالة والفكر النضالي.
كل هذه المعدلات تحكي أن الاحتلال يواجه ظروفاً صعبة ومعقدة في وجه مشروعه للتهجير، لا يجد من حلٍ أمامها سوى الاستمرار في المجازر، والاستمرار بالضغط على العالم وعلى المنطقة للقبول بمشروعه، وهو الذي قد يأخذ كامل المنطقة إلى الانفجار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تهجیر الفلسطینیین الدولة الفلسطینیة على الفلسطینیین الفلسطینیین فی من الفلسطینیین دولة الاحتلال أهالی القطاع بشکل أساسی على الأرض وهو ما ی ما یعنی یعنی أن أکثر من کما أن من غزة الذی ی عام 1948 فی غزة
إقرأ أيضاً:
أحزاب تشيد بكلمة الرئيس السيسي عن الأوضاع في غزة.. ويؤكدون: تعكس الموقف المصري الرافض أي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية
جيهان مديح: مصر تتحرك بشرف ومسؤولية وكلمة الرئيس السيسي عن غزة أخرست المشككين
عضو عليا الوفد: كلمة الرئيس السيسي نفت بشكل قاطع ماترددة الحملة المسمومة للنيل من مصر
حزب الاتحاد: تصريحات الرئيس السيسي تؤكد ثوابت مصر الوطنية تجاه القضية الفلسطينية
العربى للعدل والمساواة: كلمة الرئيس السيسي أكدت التزام مصر الأخلاقي تجاه غزة
تيسير مطر: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تؤكد دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
المصريين الأحرار: الرئيس السيسي أعاد تصحيح البوصلة الدولية.. لا تهجير.. لا تنازل.. لا تفريط
المصريين : كلمة الرئيس السيسي عن الأوضاع في غزة أكدت ضرورة حل الدولتين
أشاد عدد من الأحزب بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بشأن الأوضاع في قطاع غزة ، وأكدوا أن كلمة الرئيس تعكس الموقف المصري الثابت والراسخ في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية القضية.
في البداية أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بشأن الأوضاع في قطاع غزة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، لتُغلق الباب أمام كل الأصوات المشككة، وتؤكد أن مصر تتحرك من منطلقات أخلاقية راسخة ومسؤولية قومية لا تتزعزع، موضحة أن الرسائل التي حملتها الكلمة وضعت النقاط فوق الحروف، بأن تشغيل معبر رفح ليس قرارًا منفردًا لمصر، بل يتطلب تنسيقًا مع الأطراف المعنية، وهو ما يدحض الحملات الممنهجة التي تحاول تحميل مصر مسؤولية تأخير دخول المساعدات.
وأشارت مديح في تصريحات صحفية لها اليوم، إلى أن الدولة المصرية أظهرت، منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، التزامًا عمليًا ضخمًا، عبر تجهيز المئات من شاحنات الإغاثة اليومية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية، في وقت تتقاعس فيه دول كبرى عن أداء دورها الإنساني. مؤكدة أن ما تقوم به مصر على الأرض أكبر من مجرد تضامن، بل هو معركة متكاملة لخدمة الشعب الفلسطيني والضغط دوليًا لوقف نزيف الدم.
وشددت على أن مصر لم تتاجر يومًا بالقضية الفلسطينية، ولم ترفع شعارات فارغة، بل دفعت ثمنًا باهظًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وظلت تتحرك بثبات رغم الضغوط والتشويش المتعمد من جماعات مأجورة تسعى لإرباك المشهد، مشددة على أن من يهاجم مصر اليوم أو يشكك في دورها، إنما يكشف عن أجندة مفضوحة تتقاطع مصالحها مع خصوم فلسطين الحقيقيين.
وأوضحت أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس السيسي، هي الطرف الوحيد الذي يتحرك بشرف وواقعية وعقلانية، بعيدًا عن المهاترات والمزايدات، وأن الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية في هذا الظرف هو الرد الأبلغ على كل من يحاول الطعن في الموقف المصري الشريف والداعم دومًا لفلسطين.
وأكد حمادة بكر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي ،أجابت على كل التساؤلات، ونفت بشكل قاطع ماترددة الحملة المسمومة التي تريد النيل من مصر .
وأضاف "بكر" أن مصر هى قلب الأمة العربية النابض، بالقومية العربية ،ولم تقف مصر أو تتخذ أبدا دور المشاهد،بل دائما تقف مع البلدان العربية وليس أهل فلسطين فقط،فمصر الوحيدة المهمومة بالقضية الفلسطينية، والرئيس السيسى الوحيد الذي أعلن رفضة التهجير حفاظا على القضية الفلسطينية .
وأشار "بكر" إلى أن الرئيس أعلن فى خطابة أن مصر لم تتوقف عن الحديث عن ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وأن القطاع يحتاج إلى 600 – 700 شاحنة مساعدات فى الأيام العادية، متابعا: "خلال الـ 21 شهرا اللى فاتوا حرصنا على إدخال أكبر حجم من المساعدات".
وشدد "بكر " على ضرورة الدول العربية الشقيقة بتوحيد الكلمة حول إقامة الدولة الفلسطينية،وإعلان رفض التهجير ، والعمل على وقف الحرب فى غزة وإعادة الإعمار .
وطالب " بكر" الدول المتحالفة إقتصاديا مع الولايات المتحدة وإسرائيل ،بإشتراط وقف الحرب على غزة ،نظير إستمرار التعاون الإقتصادى ،والذى من شأنه سيوقف الحرب فعليا .
وأعلن عضو الهيئة العليا رفضة للحملة المسمومة، التى يقف خلفها رعايا الإرهاب والمتطرفين،فقد وقفت مصر وحدها تحارب الإرهاب فى سيناء ،واستشهد الكثير من شباب الوطن من أبطال الجيش والشرطة المصرية، حماية للمنطقة بأكملها، فالإرهاب لايستهدف دولة بعينها، فمع ترابط الحدود ،يصبح الخطر يهدد الجميع .
وأكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الوضع في غزة تعكس الموقف المصري الثابت والراسخ في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية القضية.
وقال صقر في تصريحات صحفية له اليوم، إن تأكيد الرئيس على أن «تهجير الفلسطينيين يؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين من مضمونها» يعبر عن التزام مصر التاريخي بحماية الحقوق الفلسطينية، مشددًا على أن أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض مرفوضة شكلًا وموضوعًا.
وأضاف رئيس حزب الاتحاد أن ما أشار إليه الرئيس بشأن الجهود المصرية المستمرة لفتح معبر رفح وإدخال أكبر حجم من المساعدات الإنسانية، يبرهن على الدور المصري المحوري في التخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الكارثية التي يمر بها القطاع.
وأشار إلى أن دعوة الرئيس السيسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب ببذل كل الجهد لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، تؤكد حرص مصر على الحلول الدبلوماسية وتحقيق السلام العادل والشامل، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وشدد على أن الرئيس السيسي بكلمته عن غزة رد على كل المزايدات التي تشنها بعض الجهات على مصر.
واختتم صقر تصريحه قائلاً: «مصر ستظل سندًا قويًا للأشقاء الفلسطينيين، ولن تحيد عن مبادئها الثابتة في نصرة القضية الفلسطينية، ودعم كل المساعي الرامية إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين».
وأشاد خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، بالكلمة الشفافة والواضحة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أنها جاءت في توقيت بالغ الأهمية لكشف الحقائق أمام الرأي العام المحلي والدولي، وردًا عمليًا على حملات التضليل التي تروّج لمزاعم غير دقيقة حول موقف مصر من إدخال المساعدات الإنسانية وفتح معبر رفح.
وقال خالد السيد علي في بيان له إن الرئيس السيسي تحدث بلغة العقل والضمير، مؤكدًا أن الدولة المصرية لم تتوقف يومًا عن المطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة، وأن القطاع يحتاج في الأيام العادية إلى ما بين 600 و700 شاحنة يوميًا، وهو ما حرصت مصر على تأمينه خلال الـ21 شهرًا الماضية، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الالتزام الإنساني الهائل الذي تتحرك به الدولة المصرية دون ضجيج أو مزايدة.
وأوضح رئيس حزب العربي للعدل والمساواة أن تصريحات الرئيس وضعت الأمور في نصابها الصحيح فيما يخص معبر رفح، مؤكدًا أن تشغيل المعبر لا يتم من جانب مصر وحدها، بل يتطلب تنسيقًا متبادلًا مع الطرف الفلسطيني الموجود داخل القطاع، وهو ما يجعل حركة دخول المساعدات مرهونة بالوضع الأمني واللوجستي داخل غزة، وليس بأي قرار مصري بوقف أو تعطيل المعبر كما يزعم البعض.
وأضاف خالد السيد علي: "الرئيس السيسي تحدث بصراحة بالغة حين قال إن هناك حجمًا ضخمًا من المساعدات المصرية جاهز للدخول إلى القطاع، وأن قيم وأخلاق الدولة المصرية لا تسمح بمنع هذا الدعم في أحلك الظروف. هذا التصريح وحده كافٍ لإسكات كل من يشكك في النوايا المصرية أو يحاول تحميلها مسؤولية ما يحدث داخل غزة من معاناة إنسانية نتيجة القصف والعدوان."
وأشار إلى أن مصر لا تتحرك وحدها في هذا الملف، بل تبذل جهودًا تنسيقية رفيعة المستوى مع كافة الأطراف الفاعلة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف ضمان عبور المساعدات بشكل منظم وآمن، وإيجاد حلول عملية لتخفيف الحصار المفروض على القطاع، ووقف نزيف الدم الفلسطيني.
وأكد خالد السيد علي أن هذه الكلمة أعادت تصويب البوصلة، وقدّمت مصر كما يعرفها العالم دومًا: دولة سلام ومسؤولية وإنسانية، تتحرك بمبادئ واضحة وضمير حيّ، وليست طرفًا في أي صراع أو مساومة، بل شريكًا فاعلًا في تحقيق الاستقرار والدفاع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
واختتم رئيس حزب العربي للعدل والمساواة بيانه بتجديد دعوته لجميع القوى الوطنية داخل مصر إلى دعم الموقف الرسمي للدولة، والتصدي للحملات الإعلامية المشبوهة التي تستهدف تشويه دور مصر الإنساني، مشددًا على أن التاريخ سيحفظ لمصر هذا الموقف النبيل، كما حفظ لها من قبل مواقفها المشرفة في كل المعارك المصيرية للأمة العربية.
وأكد النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل والأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن الموقف المصري من القضية الفلسطينية وإنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، تعبر بصدق عن ثوابت الدولة المصرية الراسخة ومواقفها الوطنية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف "مطر" في بيان له أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تواصل أداء دورها التاريخي والمحوري في دعم الشعب الفلسطيني، والعمل الدؤوب من أجل وقف العدوان، ورفع المعاناة عن الأشقاء في غزة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، رغم التحديات الإقليمية والدولية.
وشدد على أن تحالف الأحزاب المصرية يدعم بالكامل جميع قرارات الدولة المصرية وقيادتها السياسية في هذا الملف، مؤكدًا أن خطاب الرئيس السيسي عكس حكمة القيادة المصرية، وتمسكها بالشرعية الدولية وحلول السلام العادل والشامل، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم "مطر" كلمته بالتأكيد على أن الشعب المصري بكل مكوناته السياسية والحزبية يقف خلف قيادته الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، ويُثمّن ما تقوم به الدولة من جهود مخلصة لصالح القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية وواحدة من ثوابت السياسة الخارجية المصرية.
ثمن حزب «المصريين الأحرار» بكل فخر واعتزاز الكلمة التاريخية التي ألقاها اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والتي جدد فيها مواقف مصر الثابتة والواضحة تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر لم ولن تحيد عن دورها الأصيل كداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال حزب المصريين الأحرار في بيان صحفي، إن الحزب يرى في تأكيد الرئيس رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، إعلانًا صريحًا بأن الأمن القومي العربي لا يُساوَم، وأن القاهرة ستظل الحائط الأخير الصلب في وجه مشاريع العبث والاقتلاع والتطهير.
وأشاد الحزب كذلك بجهود القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس السيسي، في التنسيق الدولي مع أطراف فاعلة – منها الولايات المتحدة وقطر – لدعم مساعي وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وتقديم المساعدات الإنسانية، بما يعكس التزام مصر الأخلاقي والإنساني تجاه أبناء غزة، رغم التحديات والصعوبات اللوجستية الناجمة عن تعنت الطرف الآخر في فتح المعابر من جانبه.
وأضاف، إننا في حزب المصريين الأحرار، نؤكد أن كلمة السيد الرئيس حملت رسائل واضحة للعالم بأن العدالة لا تُجزأ، وأن السلام لا يأتي بالحصار ولا بالقتل الجماعي، بل بإحقاق الحق، داعين المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة تجاه معاناة المدنيين الأبرياء في القطاع، والتحرك الفوري لوقف نزيف الدم، ودعم مبادرات الحل السياسي العادل والدائم.
وختامًا، شدد الحزب على أن مصر – بقيادتها وشعبها – ستبقى صوت الحق في هذا العالم المضطرب، وصاحبة الدور الشريف والمخلص في دعم القضية الفلسطينية، مهما كانت التحديات أو تبدلت الظروف.
وثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الأوضاع فى غزة، موضحًا أنها تأتي في توقيت شديد الحساسية لتؤكد على الموقف المصري الثابت والواضح تجاه الأوضاع في قطاع غزة، وهو موقف لا يتزعزع منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر.
وقال "أبو العطا"، في بيان، إن كلمة الرئيس السيسي في هذا التوقيت تُمثل إعادة تأكيد قوية وواضحة للموقف المصري الثابت تجاه الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة، وهو موقف لم يتزعزع قيد أنملة منذ اندلاع الأزمة في السابع من أكتوبر الماضي، ومن الواضح أن الرئيس يحرص على مخاطبة قاعدة واسعة ومتنوعة من الجمهور؛ ليس فقط الشعب المصري الذي يُمثل السند الأساسي والثقل الداعم لأي قرار سيادي، ولكن أيضًا الرأي العام العربي والدولي بأسره، ويعكس هذا التوجه إدراكًا عميقًا من القيادة السياسية لأهمية الدعم والتفهم الدولي للمساعي والجهود التي تبذلها مصر في هذه القضية المحورية.
وأوضح رئيس حزب "المصريين"، أن الرئيس السيسي لخص الجهود المصرية
في ثلاثة أهداف محورية شكلت جوهر التحركات المصرية بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين مثل قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وهي إيقاف الحرب، وهو الهدف الأسمى والأكثر إلحاحًا، فالعنف المستمر يُهدد حياة الأبرياء ويزعزع استقرار المنطقة بأسرها، فضلاً عن إدخال المساعدات، لا سيما في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، تُعد المساعدات شريان الحياة الوحيد للمدنيين المحاصرين، وتكثيف جهود إدخالها أولوية قصوى، علاوة على الإفراج عن الرهائن، حيث تُعد قضية الرهائن نقطة محورية في أي مفاوضات، والجهود المصرية تسعى لحل هذه الأزمة بما يُمهد الطريق لتهدئة شاملة.
وأشار إلى أن هذه النقاط الثلاث ليست مجرد أهداف دبلوماسية، بل هي متطلبات إنسانية وأمنية ملحة لا يمكن تجاوزها لضمان أي أفق لحل سلمي، مؤكدًا أن تأكيد الرئيس السيسي على ضرورة توضيح الموقف المصري في هذا الوقت بالتحديد يُشير إلى وجود ضغوط أو تضليل إعلامي يحاول تشويه الحقائق أو التشكيك في الدور المصري.
وأكد أن كلمات الرئيس السيسي بمثابة تذكير قوي للجميع بالمواقف الإيجابية التي تدعو دائمًا إلى إيقاف الحرب، وتفعيل حل الدولتين، وإيجاد حل سلمي وشامل للقضية الفلسطينية، وهذا التأكيد يُعزز الثقة في التوجه المصري، ويدحض أي محاولات للتشويش على جهوده الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، موضحًا أن كلمة الرئيس السيسي تعكس النهج المصري الشامل الذي يجمع بين الدبلوماسية النشطة، والجهود الإنسانية، والتأكيد على المبادئ الثابتة للسلام العادل والشامل.
ولفت إلى أن مصر لم ولن تحيد عن دعم القضية الفلسطينية، وترى في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية الضمانة الوحيدة لأمن واستقرار المنطقة.