كشف الجيش الإسرائيلي في مؤتمر صحفي عقده في قاعدة عسكرية شمال تل أبيب، عن بعض المواد التي تم جمعها منذ بدء الحرب الجديدة ضد حماس، وقال إنه يقوم بتحليل المعلومات التي توفرها لاستخدامها في ضبط خطط المعارك.

وتم جمع بعض تلك المواد من قتلى حماس، والبعض الآخر  من داخل قطاع غزة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وعثر الجيش على مواد توضح بالتفصيل مواقع منشآت وأنفاق حماس، بما في ذلك كيفية عمل الجماعة المسلحة تحت الأرض، وفقًا للوثائق والمعلومات الأخرى التي أتاحها الجيش الإسرائيلي للصحيفة الأميركية. 

كما استعاد الجيش جهاز كمبيوتر محمولا يُظهر خطة لحماس أرادت من خلالها الاستيلاء على عدد من المناطق في هجوم 7 أكتوبر، بما في ذلك قاعدة عسكرية جنوب تل أبيب.

وقال الجيش إن المواد الأخرى التي بحوزته تشمل خرائط ومنشورات، وأجهزة إرسال وهواتف وكاميرات وأجهزة اتصال لاسلكية وأجهزة كمبيوتر محمولة.

وقال مسؤولون إن المعلومات التي أتاحتها بعض تلك المواد هي الآن بصدد التحليل من قبل وحدة إسرائيلية جديدة تعمل بشكل يومي للوصول إلى النتائج بسرعة وإرسالها إلى الجنود الذين يقاتلون في القطاع.

ووفر الجيش إمكانية الوصول إلى بعض تلك الوثائق الاستخباراتية بموجب اتفاق مع وسائل إعلام على عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة مع إتاحة بعض المعلومات للنشر.

واضطر صحفيون إلى استخدام قفازات للتعامل مع مواد كان بعضها ملطخا بدم جاف.

وكانت المواد التي استعرضتها صحيفة نيويورك التايمز متسقة مع الوثائق والأدوات الأخرى التي تم العثور عليها في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، وهي معلومات نشرها الجيش الإسرائيلي وعثر عليها في مقاطع فيديو لحماس. 

وراجعت الصحيفة  أيضا صورا لأعضاء حماس القتلى ومتعلقاتهم الشخصية مع بعض العناصر التي شاركها الجيش في المؤتمر الصحفي.

وتكشف بعض الوثائق، حسبما تقول الصحيفة، معلومات حول تكتيكات حماس وتشكيلاتها العسكرية. 

وتضمنت إحدى الوثائق التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" تفاصيل إحدى الكتائب المقاتلة، بما في ذلك أعمار المقاتلين فيها "وكان أكثر من نصفهم أكبر من 25 عاما، مما يشير إلى أن هذه الفصيلة بالذات كانت مليئة بالأعضاء المتمرسين".

وقام الجيش أيضا بجمع صور ومقاطع فيديو لقادة عسكريين في حماس، وهي معلومات يمكن استخدامها لأغراض الاستهداف المباشر. 

والثلاثاء، نشر الجيش الإسرائيلي صورة لمن قال إنهم قادة عسكريون كبار في حماس في شمال غزة وهم يستمتعون بالطعام داخل نفق، مؤكدا أن خمسة منهم قتلوا.

وقال الجيش إن وحدة استخبارات إسرائيلية قامت بتحليل الصورة التي تم العثور عليها في نفق بغزة قرب المستشفى الإندونيسي.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أكدت في وقت سابق مقتل ثلاثة رجال على الأقل في الصورة.

الجيش الإسرائيلي ينشر صورة "نادرة" لقادة حماس العسكريين نشر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، صورة توضيحية لأحد عشر قائدا عسكريا في حركة حماس، مشيرا إلى أنه قتل خمسة منهم. 

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد مجلات وكُتيّبات، كان يحملها مهاجمو حماس، بالإضافة إلى متعلقات شخصية أخرى.

وبالاعتماد على مثل هذه المعلومات، قال اللواء بالجيش الإسرائيلي، قائد سلاح المدرعات، هشام إبراهيم، إن إسرائيل أجرت "تعديلات طفيفة على استراتيجية القتال" منذ بدء الحرب.

وقال أيضا "في هذه الحرب، نشهد شيئا لم نشهده في الحروب السابقة، وهو استفادة القوات البرية، بما في ذلك سلاح المدرعات، من معلومات استخباراتية دقيقة في الوقت الفعلي". 

وتابع "يتم نقل المعلومات من وحدات الاستخبارات بسرعة إلى القوات المقاتلة على الأرض".

ويشن الجيش الإسرائيلي هجوما مضادا مدمرا بعد أن قتل مهاجمون من حماس حوالي 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية. 

وفي محاولة للقضاء على حماس، قام الجيش بقصف واجتياح القطاع، في حرب أسفرت عن مقتل أكثر من 16 ألف من سكان غزة، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.

ويشرف الجنرال إبراهيم (46 عاما) قائد سلاح المدرعات، على حرب الدبابات، التي تجري في منطقة مكتظة بالسكان. 

وهذا الجنرال هو أحد كبار الضباط من الطائفة الدرزية في إسرائيل، وهي أقلية دينية ناطقة بالعربية.

وقال اللواء إبراهيم إن لديه ستة فرق صغيرة على الأرض في غزة تنتظر الحصول على معلومات من وحدات مختلفة، بينها تلك التي أفصحت عنها المواد التي تمت مشاركتها مع نيويورك تايمز. 

وقال إنه يتم إرسال نشرات بشكل متوصال إلى القوات كل بضعة أيام.

وقال أيضا إنه استخلص شخصيا، دروسا، من حرب روسيا على أوكرانيا، حيث أصبحت الدبابات الروسية في بعض الأحيان أهدافا سهلة لجيش كييف. 

وللتكيف مع تهديد طائرات حماس بدون طيار، قال إن إسرائيل سارعت للتأكد من أن الدبابات مجهزة بمظلات.

وقال اللواء إبراهيم، المعروف أيضا باسم "البرجولات"، إن طائرات حماس بدون طيار تتجنب الدبابات ذات المظلات لأنها توفر الحماية ضد الرؤوس الحربية. 

دبابة إسرائيلية مجهزة بمظلة مضادة للطائرات بدون طيار

ووصف المظلات بأنها إجراء منخفض التقنية يستخدم للدفاع ضد الطائرات بدون طيار، مضيفًا أن الجيش يتمتع بمزايا عالية التقنية، بما في ذلك نظام دفاع يعرف باسم "الكأس".

تحديات

تسلط المواد الضوء على التحديات الأخرى التي يواجهها اللواء إبراهيم وفريقه. 

وتظهر كُتيّبات لدى حماس، اطلعت عليها الصحيفة، نقاط الضعف في دبابات ميركافا الإسرائيلية، بمدافعها الضخمة من عيار 120 ملم، فضلا عن ناقلات الجنود المدرعة الإسرائيلية. 

ومسلحو حماس لديهم أيضًا تعليمات بشأن نوع الرؤوس الحربية التي يجب استخدامها ضد الدروع الإسرائيلية. 

وقال اللواء الإسرائيلي إن مسلحي حماس يعتمدون في الغالب على قاذفات القنابل الصاروخية في هجماتهم على المدرعات.

وقال أيضا إنهم سيعيدون تنظيم صفوفهم بعد تعرضهم لخسائر فادحة وسيعودون للقتال في المناطق المدمرة، مشيرا إلى أن الجيش تكيف مع أرض المعركة وأصبح يتجنب العبوات الناسفة. 

وسواء كان الأمر يتعلق باستعادة الرهائن أو استهداف كبار قادة حماس في شبكة الأنفاق الواسعة تحت غزة، فإن التصرف بسرعة بناءً على معلومات استخباراتية جديدة تم الحصول عليها من ساحة المعركة أمر ضروري لنجاح المهمة، يقول مسؤولون عسكريون وعناصر مخابرات أميركيون حاليون وسابقون وفق ما تنقله ذات الصحيفة.

وقال ميك مولروي، وهو متقاعد عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن البحث عن الرهائن يعتمد أساسا على الاستخبارات بشكل كبير. 

وأضاف أن وحدات العمليات الخاصة المدربة تدريباً عالياً تكون مدمجة مع القوات التقليدية التي تقوم بعمليات برية أو في حالة تأهب في مكان قريب للرد بسرعة على مثل هذه المعلومات الحساسة.

وبينما تقوم القوات البرية الإسرائيلية بـ"تطهير" مناطق جنوب غزة، قال مولروي إن الجنود سيستخدمون على الأرجح تطبيقات الرسائل المشفرة لتنبيه بعضهم البعض بشأن التكتيكات أو التقنيات أو الإجراءات الجديدة التي تستخدمها حماس. وقال: "يمكن نشر الدروس المستفادة بسرعة كبيرة".

وقال اللواء إبراهيم إن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل كبير على ما يعرف بالقتال المشترك بالأسلحة، أي استخدام الدبابات والمشاة والهندسة القتالية تحت غطاء الغارات الجوية الثقيلة.

وقال "هذه التقنية مضاعفة للقوة، وكانت فعالة للغاية في غزة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی اللواء إبراهیم الأخرى التی وقال اللواء قال اللواء بما فی ذلک التی تم قال إن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يدفع بجميع ألويته النظامية إلى غزة

دفع الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الـ 24 الماضية، بجميع ألويته النظامية من المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة، في تحشيد عسكري هو الأوسع منذ بدء الحرب، وذلك في إطار ما وصفته تل أبيب بتوسيع المناورات البرية، بينما يتواصل نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين تحت وطأة القصف والدمار.

الجيش الإسرائيلي أدخل جميع ألويته النظامية إلى قطاع غزة في إطار توسيع عملياته البرية ضمن خطة "عربات جدعون" (رويترز)

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن مصادر عسكرية لم تسمها، أن الجيش استكمل إدخال 9 ألوية نظامية إلى القطاع، تشمل وحدات مشاة ومدرعات، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق تنفيذ المرحلة التالية من عملية "عربات جدعون"، التي صادق عليها المجلس الوزاري المصغر في الرابع من مايو/أيار الجاري.

العملية البرية تركز على شمال القطاع وخان يونس مع تقدم بطيء وتغطية جوية لتقليل خسائر الجنود (رويترز)

وكانت إسرائيل قد بدأت تنفيذ هذه العملية فعليا في 18 من الشهر الجاري، بشن هجمات برية من عدة محاور، في وقت تشير فيه تقديرات عسكرية إلى أن العمليات ستستمر لأشهر، وتتضمن "إجلاء شاملا" لسكان المناطق التي تصفها إسرائيل بمناطق القتال، وعلى رأسها شمال غزة وخان يونس جنوبا.

الحكومة الإسرائيلية صادقت على خطة "عربات جدعون" في 4 مايو/أيار وبدأت تنفيذها بهجمات برية من عدة محاور في القطاع (رويترز)

وخلال الأسبوع الأخير، أعلن الجيش الإسرائيلي عن دخول الفرقتين العسكريتين 98 و162 إلى قطاع غزة، لتنضما إلى فرق 252 و143 و36 المنتشرة مسبقا في القطاع.

إعلان

وقالت هيئة البث إن هذه الخطوة تمثل بداية "المرحلة المكثفة" من عملية "عربات جدعون"، التي تشمل إدخال آلاف الجنود الإضافيين إلى مسرح العمليات.

إسرائيل تواجه اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وسط دعم أميركي غير مشروط واستمرار الحرب للشهر العشرين (رويترز)

ورغم التصعيد البري، أكدت المصادر العسكرية أن التحرك يتم بوتيرة بطيئة، في ضوء تعليمات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الذي وجّه بالتركيز على "الأمن وتقليل الخسائر في صفوف الجنود على حساب السرعة"، وهو ما يترجم ميدانيا بتغطية جوية مكثفة للتقدم البري.

الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال (رويترز)

وبالتزامن مع هذه العمليات، تشهد مناطق واسعة من قطاع غزة موجة نزوح كبيرة، إذ أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الجمعة، أن أكثر من 172 ألف فلسطيني فرّوا من منازلهم خلال أسبوع واحد فقط، جراء القصف العنيف والتصعيد المتواصل.

موجة النزوح الأخيرة أسفرت عن تهجير أكثر من 172 ألف فلسطيني خلال أسبوع واحد جراء القصف الإسرائيلي (رويترز)

ولكن النازحين، بحسب شهادات سكان محليين، لا ينجون من الهجمات الإسرائيلية حتى في المناطق التي يقصدونها، حيث استُهدفت تجمعات نازحين وقوافل فرار، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربا وصفت بأنها "الأعنف" في تاريخ عدوانها على غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، في ظل حصار خانق ونزوح جماعي لمئات الآلاف.

وتواجه إسرائيل اتهامات واسعة من منظمات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري، في حرب مستمرة للشهر الـ20، وتحظى بدعم أميركي غير مشروط.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيليّ: هذه هويّة المُستهدف في بلدة ياطر
  • المطبخ العالمي: الجيش الإسرائيلي لم يوفر طرقا آمنة لإيصال الإمدادات لنا
  • بالصور: الجيش الإسرائيلي يُعلن بدء تشغيل آلية توزيع المساعدات في رفح
  • قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تقتحم مدينة رام الله وتداهم بعض محلات الصرافه فيها
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: اعترضنا قبل قليل صاروخا آخر أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخًا أُطلق من اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يُعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بالإخلاء لسكان محافظة خان يونس و"بني سهيلا" و"عبسان" و"القرارة" في قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي : الحرب على غزة ليست بدون نهاية
  • الجيش الإسرائيلي يدفع بجميع ألويته النظامية إلى غزة