هل من حراك يمحو العار وينقذ ما تبقى من وطن؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
محو العار الذي الحقته سلطات الامر الواقع المنقلبة علي مجمل الأوضاع في السودان في 25 اكتوبر 2021 كتتويج للتامر المستمر علي ثورة ديسمبر، تلك السلطات المنشقة علي نفسها والمكونة لطرفي الحرب العبثية المدمرة، يحتاج لفعل عاجل ومؤثر علي الارض.الحقت تلك السلطات بتحالفاتها العار بالشعب السوداني ومرغت كرامته في التراب العطن، بين قتل وحرق وتنكيل ونزوح وهجرة ونهب ممتلكات وتدمير منشات ، لكنها لم تكتفي بذلك بل وامعانا في الذل والمهانة أصبحت تفرض الرسوم والجبايات والاتاوات التي لم تسبقها عليها التركية السابقة.
فوق ذلك فهي لم تعبأ بالدفاع عن المواطنين في الداخل والخارج فحسب بل تتامر و (تبدع) و تبدع في اجتراح كل ما هو مهين، حتي وصل الأمر كما ورد في الأخبار لفرض رسوم علي عذرية البنات كشرط لاكمال بعض الاجراءات (كما ورد في مقال صحفي تناقلته الاسافير)..فهل هناك عار اكبر من هذا؟
ان سكوت الشعب السوداني علي مخازي هذه السلطات لهو انعكاس علي الازمة القومية الشاملة التي يعيشها المجتمع السوداني وهي أزمة اضافة لجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهي ايضا تتحول لازمة قيم وعجز عن الفعل، مما يعني ان الأوضاع في السودان قد وصلت لدرك سحيق من الانحطاط يهدد بشكل جدي تماسك السودان ووجوده كدولة.
صحيح ان ما حدث في البلاد مروع وقد احدث صدمة اجتماعية ونفسية عظمي، لكن اذا لم تبقي هناك قوة حية لاستنهاض الهمم والشروع في مقاومة شعبية حيوية شاملة ضد الظلم والعار الذي يلحق بالبلاد ومواطنيها فعلي الدنيا السلام، فما حدث ويحدث هو اقصى درجات التردي الذي يمكن ان يحدث لشعب ما.
هناك العديد من الدعوات والبيانات والاجتماعات والمؤتمرات التي تمت وعقدت في الداخل والخارج فيما يتعلق بالازمة السودانية، لكن اي منها لم يحقق اي اختراق مهم في طريق مسار مقاوم فعليا لافعال لوردات الحرب من الجانبين، بل ان الأحوال تتدهور يوماً بعد آخر والحرب تزداد ضراوة وتدميرا وأصبحت الحلول الفردية هي الخيار الاول حتي ان تهريب البشر اصبح تجارة رابحة.
لقد وصل الكثير من الناس الي حالة اليأس ما عدا استثناءت مشرقة هنا وهناك معظمها ذا طالع فردي أو تطوعي، أما الفعل المنظم المنتج الفعال علي الارض من القوى السياسية والمدنية فهو في حدود الكلام والنوايا الحسنة ان لم نقل انه منعدم التأثير، والدليل علي ذلك تمادي سلطات الامر الواقع في تدمير البلاد عبر الحرب والامعان في اهانة الشعب السوداني وافقارة وابتزازه بالرسوم والجبايات مقابل احتكار للخدمات الاساسية حتي في المأكل والمشرب والصحة والتعليم وغيرها. ان الوضع لا يطاق وقد فاق حدود الممكن والمستحيل والصمت عليه يعني موت البلاد أو كما قال تقرير للاكونميست البريطانية (ان السودان قد مات ولم يجد من ينعيه)...البلاد تحتاج لصيحة عالية وصحوة كبرى لكي تفيق من نومتها الحالية التي أرجو ان لا تكون نومة ابدية.
اقتراب ذكرى اندلاع ثورة ديسمبر سيعطي مؤشرا علي إتجاه سير الامور خاصة وسط الشباب والنساء العناصر الأكثر فعلا في الثورة، فاذا قام حراك نشط فيما يسمي بالولايات الامنة فسيعطي ذلك أمل في طريق الخلاص الشاق المليء بالمخاطر والتضحيات، اما اذا لم يحدث فهناك ما يدعو للقلق والخوف العظيم.
7ديسمبر 2023
mnhassanb8@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أكثر من 170 وفاة خلال أسبوع جراء تفشي الكوليرا في السودان
الخرطوم- أعلنت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء 27 مايو 2025، عن ازدياد كبير في عدد الإصابات بالكوليرا في البلاد حيث سُجّلت 2700 إصابة و172 وفاة خلال أسبوع واحد.
وقالت الوزارة في بيان إن 90% من الإصابات سجّلت في ولاية الخرطوم حيث تعطّلت إمدادات الطاقة والمياه بشدّة في الأسابيع الأخيرة جراء ضربات بالمسيّرات نُسبت إلى قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
وسُجّلت حالات أخرى في جنوب ووسط وشمال البلاد.
يعد وباء الكوليرا متوطنا في السودان لكنه يتفشى بشكل أسوأ بكثير وأكثر تكرارا منذ اندلعت الحرب التي أدت إلى تدهور البنى التحتية الهشة أساسا للمياه والصحة والصرف الصحي.
وقالت الوزارة الثلاثاء الماضي إن 51 شخصا لقوا حتفهم جراء الكوليرا من بين أكثر من 2300 حالة تم تسجيلها على المدى الأسابيع الثلاثة الماضية، 90 في المئة منها في ولاية الخرطوم.
شنّت قوات الدعم السريع ضربات هذا الشهر على أنحاء الخرطوم، بما في ذلك على ثلاث محطات للطاقة، قبل إخراجها من آخر مواقع كانت تسيطر عليها في العاصمة الأسبوع الماضي.
وأدت الضربات إلى خروج شبكة الطاقة ولاحقا المياه المحلية عن الخدمة، بحسب "أطباء بلا حدود"، ما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر المياه غير الآمنة.
وقال منسق الشؤون الطبية لدى أطباء بلا حدود في السودان سليمان عمار في بيان "انقطعت الكهرباء عن محطات معالجة المياه ولم يعد بإمكانها توفير المياه النظيفة من النيل".
وقد يؤدي وباء الكوليرا الذي يتسبب بإسهال حاد ناجم عن تلوث المياه أو الغذاء إلى الوفاة في غضون ساعات ما لم يحصل المصاب على العلاج.
لكن الوقاية منه وكذلك علاجه أمر سهل عندما تتوفر المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية في وقتها.
دفعت الحرب نظام الرعاية الصحية الهش أساسا في السودان إلى "نقطة انهيار"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأُجبرت حوالى 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك، بحسب اتحاد الأطباء، فيما تم اقتحام المنشآت الصحية بشكل دوري وقصفها ونهبها.
وأودت الحرب التي دخلت عامها الثالث بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح 13 مليون شخص متسببة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.