وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-06-25@11:23:30 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

أثر الحرب على الطفل ودور الاهل

سرايا - هناك ما نشاهده ومالا نشاهده.

فما نشاهده هي تلك الصور المؤلمة للمصابين والقتلى والدمار، وقد يكون الزمان كفيل بتجاوزها ونسيانها، ومالا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز أو قريب أو منزل يستظل بظله ليجد نفسه في العراء فالسلاح الأشد فتكاً في هذه الحروب هو التدمير النفسي الذي يدمر التوازن النفسي للمدنيين وعلى وجه الخصوص الأطفال.



ولعلنا في العالم العربي لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال أثناء الحرب في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به.

ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة.

و تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها )).

ومن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:

ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة

ـ المرض

ـ التشرد

ـ اليتم والفواجع

ـ المشاهد العنيفة

ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف

ـ الاضطراب في التربية والتعليم

وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.... وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد....

إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، التقيؤ، التبول اللاإرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب،وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.

وغالباً ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية.

حيث يجدون في العاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر،وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبريرات لاقبال الاطفال على اقتناء لعب العنف حيث ترى الاستاذة د. ناهد عبد الكريم رئيس قسم الاجتماع في كلية الاداب/ جامعة بغداد ان ظاهرة اقبال الاطفال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الاطفال وان لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الاخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم فالطفل لا يستطيع ان يعي ما تؤدي اليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة.

وهذه الظاهرة تعتمد على ما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه او عن طريق وسائل الاعلام كالفضائيات او ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الارتال العسكرية الاسرائيلية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الايحاء والعدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب والتي تحول الطفل من الجانب التربوي الى واحدة من حالتين الاولى (تخيفه وترهبه والثانية تشجعه على التخويف والارهاب وفي كلا الحالتين تؤدي بالطفل الى مرض نفسي خطير فاذا لم تمرضه نفسيا فانها تجعله متقلب المزاج وعندما يكبر سيتساءل ايهما اهم السلاح ام الحاجات الاخرى التي يحتاجها المجتمع.. فاذا تبين له ان السلاح اهم تشجع على خوض الحروب او يشجع عليها اما اذا احس ان العكس هو المطلوب لتوفير الحاجات الاساسية للناس وهذا ما يؤدي به الى كره اهله على الخطأ الذي أرتكبوه وهو تشجيعهم له في الطفولة على اقتناء الاسلحة على شكل العاب.

دور الأهل وهو الدور الهام جدا

تخلص توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.

وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات حتى لاتتراكم الصدمة.

ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها،ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في نفوسهم، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: هذه الحالات فی حال

إقرأ أيضاً:

أسيوط تحتفي بتجربة مسرح الطفل: نموذج تربوي وفني ملهم لصعيد مصر

شهد قصر ثقافة أسيوط، عدداً من الندوات وورش العمل للعديد من النقاد والكتاب المسرحيين، فى إطار أعمال المهرجان القومى للمسرح، حيث نظمت ثقافة أسيوط ندوة متميزة للكاتب والناقد الكبير حسام عطا تناولت تجربة فريدة ورائدة في مسرح الطفل بصعيد مصر، احتفاءً بعطاء صلاح شريت، والسيدة نادية الشبوري، وفرقة مسرح الطفل بأسيوط التي قدمت أعمالًا مسرحية تربوية وفنية راقية لأكثر من خمسة عشر عامًا.

استعرضت الندوة التعاون المثمر بين مؤسسات الدولة، ممثلة في وزارتي الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، إضافة إلى المجتمع المدني، لدعم هذه التجربة التي شكلت نموذجًا يحتذى به في العمل المسرحي الموجه للأطفال في محافظات الصعيد.

شهدت الندوة استعراضًا لسيرة أبرز أعضاء الفرقة، منهم المهندس ناصر عبد الحافظ، كبير مهندسي ديكور المسرح القومي بالقاهرة، الذي أبدع في تصميم الديكورات المسرحية، والملحن المتفرد محمد فرغلي، ابن أسيوط، الذي ساهم بألحانه في صياغة هوية موسيقية مميزة لعروض الفرقة. كما ذُكر خلال الندوة اسم الراحل الدكتور ممدوح الكوك، أستاذ الفنون الجميلة، والذي كان يصنع أقنعة مسرحية جمالية لافتة، إلى جانب مجموعة من الملحنين والموسيقيين الذين عملوا مع الفرقة، مثل أحمد إسماعيل، وأحمد شاهين، وحمدي الواعي. وقد تولت فرقة "East West Music" تقديم الموسيقى الحية بقيادة الفنان سامح فكري، الذي أصبح لاحقًا من العازفين المعروفين في فرنسا. كما أبدع الفنان فتحي مرزوق في تصميم الإكسسوارات والعرائس، وواصل مسيرته لاحقًا كمحترف لهذا الفن في القاهرة.

وأضاف حسام عطا أن العروض التي قدمتها الفرقة لم تقتصر على أسيوط وسوهاج فقط، بل عرضت أيضًا في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، ونالت استحسان النقاد، ومنهم منحة البطراوي (الأهرام)، عبلة الرويني (الأخبار)، إسماعيل العدلي (الأهالي)، فوزية مهران (روزاليوسف). وقد حظيت هذه التجربة بمتابعة واهتمام خاص من الكاتب الكبير الراحل يعقوب الشاروني، أحد أبرز كتاب أدب الطفل في مصر، والذي تابع نشاط الفرقة حين كان رئيسًا للمركز القومي لثقافة الطفل.

في موسم الشتاء، كانت جميع مدارس أسيوط بمراكزها وقراها تحرص على حضور عروض الفرقة بالتنسيق مع المحافظة، ضمن الفصل الدراسي الأول. أما في الصيف، فكانت العروض تُقام يوميًا في السادسة مساءً، بالتعاون مع مراكز الشباب، خاصة بجهود الأستاذ سعد الفرنساوي، وبالتنسيق مع الأستاذ صلاح شريط، من خلال إعلانات الشوارع والعربة المتنقلة التي كانت تدعو الأطفال للحضور إلى قصر الثقافة.

استطاعت فرقة مسرح الطفل بأسيوط أن تقدم نموذجًا تراكميًا متصلاً، أحدث فارقًا حقيقيًا في تشكيل وعي الأطفال، وأسهم في تفكيك مفاهيم متطرفة حول الفنون، مما ساعد في تنشئة جيل جديد من الأطفال الفاعلين في الحياة الثقافية والمجتمع المدني.

مقالات مشابهة

  • تعزيز حماية الأطفال وسرعة التعامل مع البلاغات بدمياط
  • خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟
  • منصة قوى توضح الحالات التي لا يجوز فيها نقل الموظفين غير السعوديين
  • تطبيق رقمي يجمع بين التعليم والترفيه لغرس الوعي الثقافي لدى الأطفال
  • أسباب وأعراض تؤكد إصابة الطفل بالتوحد
  • أسيوط تحتفي بتجربة مسرح الطفل: نموذج تربوي وفني ملهم لصعيد مصر
  • من الأسرة إلى المدرسة… كيف يحصن القانون المصري الطفل ضد الخطر؟
  • التربية الفكاهية.. دليل الآباء للتخلي عن الغضب مع الحفاظ على الجدية