مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي نشهده، لم يعد الاهتمام بغرس الثقافة لدى الطفل نوعا من الرفاهية، بل يعد أساسا لخلق مجتمع قادر على التمسك بجذوره الثقافية والحضارية منطلقا في وجه التحديات المستقبلية، ومتسقا مع التغيرات بما لا يمس هويته وأصالته، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز كل ما يساهم في تشكيل الوعي الثقافي للأطفال بوسائل تواكب عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي.

ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة تطبيق توت الإلكتروني، كمنصة رقمية تعليمية وترفيهية تهدف إلى ترسيخ قيم ودعم المهارات وتوفير مناخ ثقافي مناسب للأطفال في عمر ما قبل المدرسة وحتى 18 عاما، ضمن بيئة آمنة يمكن للطفل التفاعل معها، حيث تمثل الثقافة محورا أساسيا في بناء شخصية واعية مستنيرة تساهم في تنمية المجتمعات وبناء الأوطان، ولا سيما إذا كان هناك حرص على زرعها وتنميتها منذ الطفولة، حيث يكتسب الطفل بكل سهولة ما يحيط به من قيم ومبادئ ومعرفة، تؤتي ثمارها في المراحل المتقدمة على هيئة إنسان فطن واسع الأفق، وتنعكس على اهتماماته وسلوكه وقدراته.

وحول الهدف الرئيسي الذي انطلقت منه فكرة التطبيق، قال دميان مرقص مدير قصر ثقافة بيلا في كفر الشيخ ومطور تطبيق توت الإلكتروني، إن التطبيق يعد بمثابة هدية من وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة لكل طفل مصري، حيث يتوفر التطبيق بشكل مجاني لتوصيل المحتوى المميز الذي تنتجه الوزارة والهيئة وتحويلها للشكل الرقمي الذي يفضله الأطفال في عصر الرقمنة، ولضمان اطلاع الأطفال على محتوى ثقافي هادف وفي بيئة آمنة، موضحا أن التطبيق يضم أهم سلاسل القصص التي تصدرها هيئة قصور الثقافة للأطفال، والتي يتم الاستعانة فيها بكتاب ومؤلفين ورسامين متخصصين، ويتم تعزيزه بشكل دوري بمطبوعات وإصدارات إضافية.

وفيما يتعلق بالتنوع الثقافي لمحتوى القصص بالتطبيق، أكد مرقص، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الوزارة والهيئة حرصتا على إثراء المحتوى الثقافي في القصص المقدمة والاهتمام بأن يكون لذلك المحتوى دور مهم في ربط الطفل بالهوية الثقافية المصرية، إضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ أنشطة في بعض المناسبات كشهر رمضان الكريم، والاحتفاء به من خلال إضافة فوزاير توت الرمضانية تحت اسم (سلي صيامك مع توت)، تشمل 30 فزورة عن أماكن سياحية وشخصيات عامة، وخصصت الهيئة جائزة يومية لاثنين من الفائزين بالمسابقة التي لاقت إقبالا رائعا ومشاركة كبيرة.

ونظرا لأن التطبيق الإلكتروني يهدف بشكل أساسي إلى الاستخدام الهادف لأدوات التكنولوجيا، أوضح مطور التطبيق أنه يتضمن أدوات تفاعلية عدة، منها تحويل الكتب إلى صوتية إلى جانب المقروءة بناء على رغبة القراء، وذلك لمساعدة ذوي الهمم من المكفوفين، وليصبح للكتاب نسختان إحداهما مكتوبة والأخرى منطوقة بطريقة احترافية، إلى جانب الحرص على تقنية سهولة الاستخدام ليتمكن الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة من استخدام التطبيق دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية بالتطبيقات الأخرى، كخطوات تسجيل الدخول والتأكيد عبر البريد الإلكتروني، وهي خطوات يصعب على الأطفال في هذا السن القيام بها بمفردهم، وباستخدام تلك التقنية يستطيع الطفل بمجرد الدخول على التطبيق استخدامه بشكل مباشر واختيار القصة من غلافها والتصفح بمجرد لمس الشاشة، أو سماع القصص الصوتية بمجرد اختيارها.

وأشار إلى أن هناك حرصا دائما على مواكبة كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لجذب انتباه الأطفال بعيدا عن منصات التواصل الاجتماعي التي تمثل خطرا على الثقافة في حال استخدامها بشكل خاطئ، ولذلك يتم التجهيز للأجازة الصيفية للأطفال من خلال تنفيذ ألعاب تعليمية إلكترونية يستفيد منها الطفل خلال وقت اللعب، إلى جانب دراسة مقترح أن يقوم طفل أو مجموعة من الأطفال بكتابة قصتهم الخاصة، وتقديمها ليتم مراجعتها لغويا وإرشادهم للتحسينات للخروج بعمل لائق يمثل وزارة الثقافة.

وحول الخطوات المتبعة للترويج للتطبيق للوصول لعدد أكبر من الأطفال، أوضح مرقص أنه يتم المشاركة في الفعاليات الثقافية المهمة كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وطباعة رمز الاستجابة السريعة QR code على إصدارات الهيئة، ليتمكن الأطفال من الدخول إلى التطبيق مباشرة، إضافة إلى طباعته على اللوحات والملصقات والمطبوعات التي كان يتم توزيعها بالمعرض، واستغلال أداة CEO أو الأرشفة على محركات البحث وتحسينها حتى يظهر الموقع في أول النتائج بمجرد البحث باسمه، كما يحظى التطبيق باهتمام كبير على صفحات الهيئة العامة لقصور الثقافة على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاًجامعة جنوب الوادي تناقش إطلاق تطبيق رقمي لتسهيل حجز العناية المركزة والحضانات

جامعة المنيا تتجه نحو التميز الأكاديمي وتطبيق التحول الرقمي

تطبيق رقمي للاستفادة من مبادرة سيارات المصريين بالخارج.. «اعرف خطوات التقديم»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: توت تطبيق رقمي

إقرأ أيضاً:

موعد التقديم الإلكترونى للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال الأزهري بالقليوبية

أعلنت المنطقة الازهرية فى محافظة القليوبية، فتح باب التقديم الإلكترونى للمستوى الأول من مرحلة رياض الأطفال، والصف الأول من المرحلة الابتدائية بجميع المعاهد الأزهرية على مستوى محافظة القليوبية للعام الدراسى الجديد، 2025 - 2026 وذلك اعتبارًا من يوم الثلاثاء الموافق 1 يوليو 2025، وحتى يوم الخميس الموافق 31 يوليو 2025، عبر موقع التنسيق الإلكتروني.

وأضاف في بيان المنطقة الأزهرية بالقليوبية، أنه يمكن للراغبين في التقدم إلي مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية الأزهري يمكنه الدخول للتسجيل عبر ذلك الرابط المرفق التابع لموقع التنسيق الإليكتروني.

https://azhar.gov.eg/tnsek/

شروط الالتحاق بمرحلة رياض الاطفال والأول الابتدائى الأزهرى بالقليوبية

قالت المنطقة الازهرية بالقليوبية فى بيان لها انه يشترط للمتقدمين والراغبين فى الالتحاق ان يتوافر فيهم هذه الشروط:

أن يكون سن الطفل فى 1 أكتوبر 2025 كالتالي:

لمرحلة رياض الأطفال ان يكون سن الطفل من 4 سنوات إلى أقل من 6 سنوات بيوم واحد.

للصف الأول الابتدائى ان يكون سن الطفل من 6 سنوات إلى أقل من 9 سنوات.

ولفت بيان المنطقة الازهرية الى ان فتح باب التقديم الإلكترونى للمستوى الأول من مرحلة رياض الأطفال، والصف الأول من المرحلة الابتدائية بجميع المعاهد الأزهرية يأتى فى إطار حرص الأزهر الشريف على تطوير منظومة التعليم الأزهرى وتعزيز التحول الرقمى فى الخدمات المقدمة لأولياء الأمور، بما يسهم فى توفير الوقت والجهد، ويعكس توجهات الأزهر نحو التحديث المستمر بما يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة.

أوضح البيان أن قطاع المعاهد الأزهرية يولى اهتماماً بالغا بمرحلة رياض الأطفال باعتبارها اللبنة الأولى فى بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته العقلية والوجدانية، مؤكدًا أن المناهج التعليمية فى هذه المرحلة صُممت بعناية لتغرس فى نفوس الأطفال القيم الأخلاقية والوسطية والاعتدال، وتُعزز من مهارات التفكير والإبداع لديهم، بما ينسجم مع رسالة الأزهر الشريف فى إعداد أجيال قادرة على المساهمة الإيجابية فى المجتمع.

مقالات مشابهة

  • “تعليم جدة” يُطلق مبادرة “من أجل مستقبلهم” لتعزيز الوعي بالتسجيل في رياض الأطفال
  • أسباب وأعراض تؤكد إصابة الطفل بالتوحد
  • الأربعاء.. قصور الثقافة تدشن "صالون النشر الثقافي" بالجيزة
  • أسيوط تحتفي بتجربة مسرح الطفل: نموذج تربوي وفني ملهم لصعيد مصر
  • من الأسرة إلى المدرسة… كيف يحصن القانون المصري الطفل ضد الخطر؟
  • التربية الفكاهية.. دليل الآباء للتخلي عن الغضب مع الحفاظ على الجدية
  • المبادرات الثقافية.. ركيزة لنشر الوعي
  • اليوم.. حسين فهمي ضيف الجلسة الأولى لبرنامج المعرض العام الثقافي
  • موعد التقديم الإلكترونى للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال الأزهري بالقليوبية