نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريرا عن الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا في مصر شكّكت في نزاهتها، وقالت، إن ضعف موقف الرئيس المصري تجاه غزة يظهر في معاناة البلاد من الفقر والفساد والتضخم.

وأوضحت أنه بالنسبة للمصريين، كانت العلامات الوحيدة على أن هناك انتخابات وشيكة هي ملصقات صور الرئيس عبد الفتاح السيسي على كل جدار ولوحة إعلانية متاحة في جميع أنحاء البلاد.

وقالت، إن الصور المتكررة للسيسي، التي تحدق دائما بابتسامة "قاسية وإجبارية"، منتشرة في كل مكان لدرجة أن الناس تحولوا إلى الإنترنت، وهو المكان الوحيد الذي أصبح متاحا لهم لحرية التعبير، وصنع "ميمات" لهم لمشاركتها مع الآخرين.

في إحدى الصور، يورد تقرير غارديان، -التي يتداولها المصريون عبر الإنترنت- تظهر جاك وروز من فيلم تيتانيك جالسين على سطح السفينة محاطا بملصقات حملة السيسي، وفي أخرى، يمزح الناس بأن امرأة حامل نقلت كثيرا من صور السيسي وهي في طريقها إلى العمل، لدرجة أن طفلها حديث الولادة أصبح يشبه الرئيس.

لا يبدو أن هناك انتخابات

ونقلت غارديان عن محمد لطفي من المفوضية المصرية للحقوق والحريات قوله، إنه لا يبدو أن هناك انتخابات تجري، مضيفا أن الجميع منشغلون بما يحدث في غزة.

وأضاف محمد لطفي أنه لا يوجد أمل في أن تجلب هذه الانتخابات أي شيء جديد باستثناء ولاية ثالثة للسيسي، لذلك هناك نوع من القبول، والمرشحون الآخرون لا يترشحون للفوز، والجميع يفهم أنهم يترشحون لأنهم يأملون في الحصول على مزايا سياسية في المستقبل.

كما نسبت الصحيفة إلى السياسي المعارض محمد أنور السادات -ابن شقيق الرئيس المصري الراحل- أنور السادات قوله "لقد انتهت الانتخابات منذ وقت طويل، الآن الأمر كله يتعلق بمستوى الإقبال، وهذا يعني ما سيحصل عليه السيسي: هذه هي الانتخابات. وإلا فقد انتهى الأمر، في رأيي. بالتأكيد، هناك 3 مرشحين آخرين، لكنهم موجودون فقط لجعل الصورة العامة تبدو جميلة".

الأداء الاقتصادي

وألقى التقرير ضوءا على الأداء الاقتصادي لحكم السيسي، قائلا، إنه أدى -بعد 10 سنوات- إلى واقع قاسٍ، أصبح فيه ثلث الشعب المصري في دائرة الفقر، وفقا لتقديرات الدولة، وتجاوز التضخم هذا العام ما يقرب من 40% مع ارتفاع التضخم بشكل خاص في المواد الغذائية.

وأضاف التقرير أن وعود السيسي بالرخاء من مشروعاته التفاخرية الضخمة؛ مثل: العاصمة الجديدة اللامعة على مشارف القاهرة، لم تجلب شيئا للمصريين. واستمر تقرير الصحيفة البريطانية يقول، إن حكم السيسي جمع بين إجراءات التقشف القاسية للجمهور، والإنفاق الفخم داخل النظام.

كذلك أشارت غارديان إلى أن السيسي استخدم السنوات الـ 10 الماضية لـ "تطهير" المجتمع من أي شخص أو أي مؤسسة يمكن أن تشكل أدنى قدر من المعارضة.

وختمت الصحيفة تقريرها بتصريحات من تيموثي كلداس الخبير في الاقتصاد السياسي المصري بـ "معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط" قال فيها، عندما ننظر إلى أين تتجه مصر الآن، بعد 10 سنوات من حكم السيسي، من الصعب أن نفهم لماذا يعتقد أي شخص، بما في ذلك السيسي نفسه، أن مصر ستكون أفضل حالا إذا استمر في الحكم لمدة 6 سنوات أخرى.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

غيبوبة تشريعية.. نواب منشغلون في محولات الكهرباء ورواتب الرعاية

11 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يُهمل النواب العراقيون التشريع ويُغرقون في الحزبية والمصالح الشخصية، حيث يُعاني البرلمان العراقي من شلل تشريعي واضح، إذ تتراكم 130 مشروع قانون معطل على طاولاته دون حسم، وتتحول جلساته إلى ساحات للمناكفات الحزبية بدلاً من مناقشة القضايا الجوهرية.

وأُقيمت خلال ستة أشهر سابقة عشر جلسات فقط، فيما بلغت رواتب النواب 18 مليار دينار عراقي دون إقرار قوانين تخدم المواطن أو تحارب الفساد.

وغاب 100 نائب عن حضور الجلسات، مما وُصف بـ”الانهيار التشريعي”، ليُدخل البرلمان عطلته التشريعية حتى الشهر المقبل رغم بقاء ثلاثة أشهر فقط من ولايته.

ويُمارس النائب العراقي أدواراً بعيدة عن واجباته الأساسية، إذ يُنشغل بتثبيت محولات كهرباء، واستخراج رواتب رعاية اجتماعية، وتسريع معاملات متأخرة، بينما يُهمل دوره الرقابي والتشريعي.

ويُشار إلى أن النائب لا يُستجوب مسؤولاً فاسداً ولا يُساهم في تشريع القوانين المعطلة، مما يُعيق تقدم العراق نحو إصلاحات ملحة. ويُصنف شعبياً هذا النائب كـ”جيد” لخدمته المباشرة للناخبين، مما يُعزز إعادة انتخابه رغم تقصيره التشريعي.

ويُعكس هذا الواقع أزمة نظام انتخابي معيب، حيث يُكرس نظام “سانت ليغو” ولاء النائب للحزب بدلاً من الناخب، ويُحول دوره إلى وسيط معاملات بدلاً من مشرّع أو رقيب.

وأشار تقرير   إلى أن الجلسات “شبه خاوية”، مما يُفقد البرلمان وظيفته الرقابية. وكشف تقرير آخر عن عقد ست جلسات فقط خلال فصل تشريعي كامل، مما يُعرقل تمرير قوانين حيوية.

ويُذكّر هذا الشلل بأزمة مماثلة عام 2019، عندما فشل البرلمان في اختيار رئيس وزراء بعد استقالة عادل عبد المهدي، نتيجة احتجاجات “تشرين” التي طالبت بإصلاحات جذرية.

وأدت الخلافات الحزبية حينها إلى تأخير تشكيل الحكومة لأشهر، مما عزّز انعدام الثقة بالنظام السياسي.

ويُفاقم الوضع الحالي انقسامات الأحزاب الشيعية والكردية والسنية قبل انتخابات نوفمبر 2025، حيث تُعيق التحالفات المتشظية إقرار قوانين مثل قانون الأحزاب المُعطل منذ 2013. فيما يُحذر مراقبون من عزوف شعبي متوقع في الانتخابات إذا استمر هذا الفشل،

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غيبوبة تشريعية.. نواب منشغلون في محولات الكهرباء ورواتب الرعاية
  • مظاهرات في بوروندي للاحتفال بالانتخابات التشريعية والبلدية
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية
  • المنتخب النسوي لكرة القدم يستعد لتصفيات كأس آسيا
  • بعد 4 سنوات من اعتزاله.. الملاكم الأسطوري باكياو يستعد لخوض نزال عالمي
  • الرئيس السيسي لـ بوتين: الشعب المصري يهنئكم بعيد النصر.. وأشكركم على حفاوة الاستقبال
  • على هامش احتفالات يوم النصر.. الرئيس السيسي يدعم قرارات أبومازن ويطالب بوقف إطلاق النار بغزة
  • حزب الجيل: زيارة الرئيس السيسي لموسكو تؤكد قوة الحضور المصري دوليًا
  • أخبار التوك شو| حفل عشاء للقادة المشاركين في احتفالات عيد النصر.. بوتين يستقبل الرئيس السيسي.. مصطفى بكري: مساع مغرضة لحدوث الانقسامات والفتنة بالمجتمع المصري
  • حزب المصريين: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد النصر تُبرز مكانته الكبيرة