محللون: المتضررون من الهيمنة الأميركية لم يستثمروا فرصة حرب غزة الاستثنائية
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والدعم الأميركي غير المحدود لانتهاكات وجرائم الاحتلال المرتكبة فيها، أظهرا عدم فاعلية القانون الدولي والشرعية الدولية، لكنهم رأوا أن الدول والمؤسسات الدولية المتضررة من الهيمنة الأميركية لم يستثمرا الفرصة الاستثنائية التي وفرتها هذه الحرب لتحسين موقفها أمام تلك الهيمنة.
ومنذ 65 يوما، وإسرائيل تصب أقسى ما تحتويه ترسانتها العسكرية على سكان قطاع غزة المحاصرين، مما أسفر عن سقوط نحو 70 ألفا بين شهيد وجريح، أكثر من ثلثيهم نساء وأطفال، فيما استخدمت واشنطن الجمعة الماضية حق النقض (الفيتو) لإجهاض دعوة أممية لوقف إطلاق نار إنساني في غزة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد أقر بأن سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعجزه عن تبني قرار وقف إطلاق نار بغزة، وجدد التحذير من احتمال انهيار النظامين الصحي والعام في القطاع، وما قد يترتب على ذلك من تهجير لسكان القطاع، رغم الاتفاق على ضرورة تجنب هذا المآل.
وقال الكاتب والباحث السياسي وسام عفيفة إن التفاعلات الدولية مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كشفت بوضح أن لغة القوة باتت هي السائدة، وأنه لم يعد هناك معنى للقانون الدولي ولا للشرعية الدولية، في ظل عجز الدول والمؤسسات أمام الهيمنة الأميركية.
الراية البيضاءوأضاف في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن تقدم غوتيريش برسالته لمجلس الأمن لحثه على ضرورة المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، يضعنا أمام صورة كبيرة وبشعة لتقديم هذه المنظمة الدولية للراية البيضاء الأخيرة، لافتا إلى أن أداء المؤسسات الدولية الأخرى يسير في ذات المسار.
وأشار إلى أن الصليب الأحمر بات موقفه محصورا في تقديم الشكاوى بعدم القدرة على أداء دوره، رغم ما كان له من دور نسبي في حروب سابقة كان مسموحا به لإعطائه مساحة للمحافظة على حضوره، وليقال هناك مؤسسات ومجتمع دولي يلعبان دورا حياديا، وهو الأمر الذي لم يعد له مجال في هذه الحرب.
بينما يرى الكاتب والباحث السياسي، ساري عرابي، أن الأمر أكبر من مسألة عجز المؤسسات الدولية وقصورها عن دورها خلال هذه الحرب، فحتى الأدوار السابقة والتي كانت مستقرة ومعتادة كتولي الصليب الأحمر مسؤولية التواصل مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لم تعد متاحة هذه الأيام.
وأشار في هذا السياق، إلى أن المعتقلين في الفلسطينيين يعيشون ظروفا غير مسبوقة، تضمنت تجاوزات كبيرة وحرمانا كاملا لحقوقهم، دون أي موقف أو حتى تصريحات جدية تتعلق بدور ومسؤولية الصليب الأحمر، وهو ما يمكن قياس أداء جميع المؤسسات الدولية عليه.
حدث استثنائيويرى أن الحرب على غزة شكلت حدثا استثنائيا، وفر لكل الدول والقوى والهيئات المتضررة من الهيمنة الأميركية عبر إدارة واشنطن ظهرها للقوانين الدولية، فرصة حقيقية لتحسين موقفها أمام هذه الصورة المهينة للكرامة الآدمية والإنسانية، لكن للأسف لم تستثمر هذه الفرصة بشكل صحيح حتى الآن.
وبشأن الموقف العربي بعد نحو شهر من القمة العربية والإسلامية، يرى الكاتب وسام عفيفة، أن هناك خللا مركبا هو في حقيقة الأمر إرث قديم للجامعة العربية، فحتى القرارات الهزيلة المرتبطة بإدخال المساعدات الضرورية لم يتم تطبيقها، وبات الأمر محصورا في تحذير أهالي غزة من التهجير القسري دون مساهمة في التخفيف عنهم.
في حين يرى الكاتب ساري عرابي أن الأمر تجاوز العجز والتخاذل إلى التواطؤ من خلال حقائق كشفتها القرارات الهزيلة للقمة العربية الإسلامية، والتسريبات حول رفض دول عربية لمقترحات قرارات كانت أكثر جرأة، إضافة لمنظومة إعلامية تابعة لهذه الدول تتبنى الرواية الصهيونية في الحرب على غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الهیمنة الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
دعوات أوروبية لوقف الحرب ومسؤول أممي: غزة تمحى أمام أعيننا
قال جوناثان ويتال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة إن غزة تمحى أمام أعيننا، في حين تزايدت الدعوات الأوروبية مطالبة إسرائيل بوقف حربها على القطاع.
فقد أكد ويتال أنه لا مكان آمنا في غزة وأن المساعدات يتم تسليحها، وفي كل يوم يمر تتحول غزة إلى مسرح جريمة أكبر فأكبر.
وأضاف المسؤول الأممي أن المساعدات ليست كافية، وأن الناس يجبرون على الوقوف في طوابير من أجل فتات، مشيرا إلى أن الوضع في غزة لم يكن بهذا السوء من قبل.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
من جهته، جدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو الدعوة العاجلة لتقديم المساعدات فورا ودون عوائق في غزة، كما دعا إلى وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح الأسرى في غزة.
وأكد ستانو على ضرورة عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعلى أهمية دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
وأدان المسؤول الأوروبي بشدة عنف المستوطنين المستمر في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أن الاعتداءات والترهيب وحرق الممتلكات تؤدي لتهجير المجتمعات الفلسطينية. كما أدان أحداث يوم القدس بالبلدة القديمة والترهيب والتحريض على العنف.
إعلانوطالب إسرائيل باتخاذ خطوات لوقف عنف المستوطنين ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 970 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
إيطاليا تحذر
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الأربعاء إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، مُحذرا من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسرا.
وتحدث تاياني أمام البرلمان الإيطالي بشأن الوضع في قطاع غزة وسط تزايد الانتقادات الغربية لإسرائيل التي اجتاحت القطاع الفلسطيني.
وقال تاياني أمام البرلمان إن "رد فعل الحكومة الإسرائيلية المشروع على العمل الإرهابي المروع والعبثي (هجوم 7 أكتوبر) يتخذ أشكالا مأساوية وغير مقبولة إطلاقا وندعو إسرائيل إلى وقفها على الفور".
وأضاف تاياني خلال نقاش محتدم في مجلس النواب "يجب أن يتوقف القصف ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي".
وهاجمت أحزاب المعارضة، التي أعلنت عن مظاهرة في روما في السابع من يونيو/حزيران، الحكومة الإيطالية بشأن غزة وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل واعتراف إيطاليا رسميا بدولة فلسطين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فيه.
جاء ذلك في منشور على منصة "إكس"، الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتراف إسبانيا رسميا بدولة فلسطين.
ومن المتوقع أن يكون فرض عقوبات على إسرائيل على جدول أعمال لقاء سانشيز مع رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب في العاصمة مدريد غدا الخميس.
إعلان