الوطن:
2025-05-26@03:42:19 GMT

«غزال» أول مرة تنتخب: «ماكنتش أعرف يعني إيه انتخابات»

تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT

«غزال» أول مرة تنتخب: «ماكنتش أعرف يعني إيه انتخابات»

عاشت 98 عاماً تتنقل من محافظة لأخرى، لم تعرف لنفسها مدينة بعينها، لكنها تحب مصر التى ولدت بها ونشأت وعاشت حياتها على أرضها، وبحكم ترحالها لم تشارك من قبل فى أى استحقاق دستورى، لكنها صممت هذه المرة على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، بعدما شعرت بالاستقرار وشاهدت حجم المشروعات التى جعلت حياتها وأبناءها وأحفادها أفضل.

بـ«السارى البدوى»، وبصحبة أبنائها وزوجاتهم وأحفادها، قطعت غزال سلمى سعود، السيدة البدوية البالغة من العمر 98 عاماً، نحو 8 كيلومترات من محل إقامتها إلى اللجنة الانتخابية للإدلاء بصوتها فى أول تجربة انتخابية لها، وفق حديثها لـ«الوطن»: «ماكنتش أعرف يعنى إيه انتخابات، عشت طول عمرى بحكم طبيعتنا متنقلة من مكان للتانى، لكن لما استقرينا وبدأت أتابع التليفزيون عرفت أهميتها، وقطعت مسافة كبيرة علشان مصر والسيسى».

عاصرت السيدة التسعينية حقباً كثيرة؛ أولها أيام الملك فاروق، حيث ولدت عام 1925، لكنها لم تكن تعرف ماذا تعنى كلمة انتخابات أو أهمية التصويت فى الاستحقاقات: «كنت باتنقل وعاصرت أيام الملك مروراً بزعماء ورؤساء كنت باسمع أسماءهم فقط، زمان ماكانش عندنا بيوت لأن إحنا بدو أو عرب رحّل، بيوتنا هى الأراضى الزراعية والخيام، فماكانش عندنا رفاهيات التليفزيون، لكن لما بقى لينا بيوت جبنا تليفزيونات وعرفت أهمية الانتخابات».

سعادة كبيرة انتابت السيدة «غزال» بعد إدلائها بصوتها لأول مرة: «مبسوطة لأنى باشارك

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: انتخابات الرئاسة صناديق الاقتراع

إقرأ أيضاً:

السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء

 

 

زكريا الحسني

في محطات الحياة، تمرُّ علينا وجوه كثيرة، نُصادفها في الزمان والمكان، فتترك فينا أثرا ثم ترحل. لكنّ بعض الوجوه لا تكتفي بالمرور أو ترك الأثر؛ بل تتجاوزهما إلى السكون في القلب، بحيث تُقيم فيه برصيدها العالي من الرزانة، ومن الطيبة، وبالنور الخاص الذي يشعُّ من النفوس النبيلة.. هكذا كانت السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي- رحمها الله- والدة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المُعظم- أبقاها الله.

لم تكن فقط خالتي، ولا مجرد جارةٍ عشتُ بالقرب منها في طفولتي؛ بل كانت حضورًا هادئًا في حياتنا، كأنَّها ظلٌ أمّ ثانية أطول من الثانية المعتادة، تمشي بيننا ببصيرة، تتحدث بفمٍ من القلب. أتذكرها جيدًا، كما لو أنَّ الزمن عاد بي إلى ذلك الحيّ؛ حيث كانت البيوت مُتقاربة، والقلوب أكثر قربًا. كنت صغيرًا، أطرق بابها حاملًا ما أوصتني به أمي، وأجد عندها دائمًا الوجه المُشرق، والابتسامة الهادئة، وكأنَّ الدنيا مهما تعقدت، تتوقف عند عتبتها لتتنفس بعض الطمأنينة.

كانت امرأةً بسيطة في مظهرها، عظيمة في جوهرها.

لم تكن كثيرة الكلام، ولكن متى تكلّمت، سكنت القلوب؛ لأنَّها كانت تتحدث بحكمة من جرّب، وصبرُ من رأى، ورِضا من فهم سرّ الحياة. كانت تعرف كيف تواسي دون أن تفرض، وكيف تُرشد دون أن تُحرج، وكيف تفيض بالأمومة حتى على من لم تلدهم.

وما من لحظة مرّت بها إلّا وكانت راسخة، ثابتة، كجبلٍ وديعٍ يحتضن من حوله بالظل والسكينة. لم تكن تهتزّ في المِحن، ولا تتبدل في الأزمات؛ بل كانت مصدر اتزانٍ وهدوء، تستمده من إيمان عميق، ورضا داخلي لا يتزعزع.

جُمعتْ في شخصها صفات الأمّ الحنون، والمرأة القوية، والإنسانة التي تقابل الجميع بابتسامة، دون أن تنقص هيبةً، أو تتخلى عن وقار. لم تكن يومًا تبحث عن الأضواء، لكنها كانت الضوء الذي يهتدي به من حولها دون أن يشعر.

ولا نبالغ إن قلنا إنّ البيت الذي سكنته، لم يكن مجرد جدران وسقف؛ بل كان موئلًا للطمأنينة، ملتقى للمُحبين، ومرسى لكل من أرهقته الحياة. كانت قد صنعت فيه كهفاً للحنان، وللبركة، يمنح الأثر الذي لا يُمحى.

وإن كان يُعرف الإنسان من أثره، فإنَّ خالتي "خالصة" تركت فيمن عرفوها بصمةً لا تُنسى، وذاكرةً لا يشوبها النسيان. وكانت ثمرة حياتها، السيدة الجليلة "عهد"، الشاهدة على هذا المجد الصامت، وعلى تلك التربية العميقة التي لا تنبت إلا من قلبٍ صادق، ويدٍ خفيّة تصنع العظمة دون أن تتحدث عنها.

واليوم.. وقد عادت روحها إلى بارئها، لا أملكُ سوى أن أرفع يديّ بالدعاء: اللهم، يا من خلقت الطُهر وأودعته في بعض الناس، اغمر روحها بنور رحمتك، وارفع مقامها عندك، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، فمن كانت بهذا النقاء، لا يليق بها إلا جوارك، يا واسع الرحمة، يا أرحم الراحمين.

مقالات مشابهة

  • 42 عاما على رحيل الملك إدريس أول وآخر ملوك ليبيا
  • بوقرة :”أعرف قطر جيدا وهدفنا التتويج بكأس العرب”
  • المية ومية مسؤوليتك تنتخب بالإجماع: فوز كامل للائحة تعكس نبض الأهالي وتنوعهم
  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول قتل أمل الغزيين لكنها تكرر إخفاقات الماضي
  • بعض الناشطين في السياسة عندنا في حاجة فعلاً إلى اختبار (مناط التكليف)
  • السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء
  • محاولة فهم ما يجري عندنا !
  • عمرو الدردير: الزمالك يمر بأسوأ الظروف لكنها فترة وهتعدي
  • «الملك» يبحث عن إنجاز لم يتحقق أمام الوصل منذ 11 عاماً
  • سفينة ضخمة طولها 135 مترا تقتحم حديقة منزل | أعرف القصة