استجابة عالمية للإضراب الشامل تضامنا مع غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
الرؤية- الوكالات
شهدت العديد من المدن العربية والأجنبية أمس استجابة قوية للدعوات التي جابت كل أنحاء العالم للإضراب الشامل، رفضا للعدوان على غزة وتنديدا بالفيتو الأميركي ضد وقف العدوان بمجلس الأمن.
والمختلف في الإضراب الحالي عن سابقيه أن الدعوة إليه بدأت خارج الأراضي الفلسطينية، ثم أصبحت فلسطين جزءا منه، مما شكل نقلة نوعية في نشاطات وفعاليات القوى المتضامنة مع القضية بأنحاء العالم.
ففي الضفة الغربية، عمّ الشلل كافة مناحي الحياة إذ أغلقت المحلات التجارية وسط دعوات للاعتصام في مراكز المدن والقرى الفلسطينية والتصعيد والاشتباك مع جيش الاحتلال في نقاط التماس بأنحاء الضفة.
وأعلنت نقابات واتحادات وبنوك وفصائل فلسطينية وشركات انضمامها للإضراب العام في الضفة الغربية، إذ شلت حركة المواصلات في كل محافظات الضفة الغربية، وأغلقت المؤسسات والبنوك والمدارس والوزارات والمحال التجارية، كما علقت اليوم جلسة التداول في البورصة المحلية.
كما عم الإضراب الشامل مدينة القدس المحتلة، حيث أغلقت المحلات التجارية والمدارس والبنوك والمؤسسات الأهلية والخدماتية أبوابها في كافة أحياء وشوارع المدينة، بما في ذلك البلدة القديمة، بينما التزم السكان بيوتهم.
وفي لبنان، أعلن مجلس الوزراء اللبناني إقفال كافة الإدارات والمؤسسات في البلاد، ضمن الحراك العالمي وتضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة والمصارف والإدارات العامة وعدد من الإدارات الخاصة، التزاما بقرار الحكومة.
وتداول مغردون مقاطع فيديو تظهر إغلاق أسواق تجارية أبوابها بالكامل في مختلف المدن الأردنية، كما أظهر التراجع الملحوظ في حركة السير وأعداد الطلبة المتوجهين إلى المدارس والجامعات، مستوى التجاوب مع الإضراب.
وفي موريتانيا، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تأجيل كافة الدروس والاختبارات للمشاركة في النشاطات التي تنظم تضامنا مع قطاع غزة.
ودعا الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين، والتجمع الطلابي الموريتاني لنصرة القدس والأقصى، طلاب جامعة نواكشوط، إلى المشاركة في الإضراب الشامل من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة.
كما دعت مجموعة من هيئات المجتمع المدني الموريتاني للمشاركة في الإضراب احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي.
ورصد عدد من النشطاء إغلاق محال تجارية في مدينة إسطنبول التركية، كما أعلنت عدة مدارس خاصة ومعاهد تعليمية، تعليق دوامها اليوم، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.
كما شهدت عدة دول أخرى من بينها المغرب وتونس وقطر والعراق ودول أوروبية مشاركات فردية في الإضراب من قبل بعض النشطاء وأصحاب الشركات الخاصة والمحال التجارية التي أعلنت عن إغلاق أبوابها وتعليق خدماتها لهذا اليوم تضامنا مع غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی الإضراب
إقرأ أيضاً:
الخدمة الصحية البريطانية تواجه أسوأ سيناريو مع ارتفاع إصابات الإنفلونزا
حثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأطباء المقيمين على التراجع عن الإضراب المقرر الأسبوع المقبل، واصفاً المضيّ فيه بأنه "تصرف غير مسؤول" في فترة يواجه فيها نظام الصحة الوطني أوضاعًا حرجة، في خضم تفاقم أزمة "الإنفلونزا الفائقة" التي تضرب المستشفيات البريطانية بقوة غير مسبوقة.
وجاءت تصريحات ستارمر بعد ليلة من تقديم الحكومة عرضاً جديداً لنقابة الأطباء البريطانية يتعلق بتوسيع فرص التدريب للأطباء في بداية مشوارهم المهني، في محاولة أخيرة لوقف الإضراب الممتد خمسة أيام والمقرر أن يبدأ الأربعاء المقبل.
وقال ستارمر للصحفيين: "لقد قدمنا بالفعل زيادة كبيرة في الرواتب، وهناك قضايا أخرى استمعنا إليها ووضعنا حلولاً لها، لكن لا يمكن أن نمضي في تنفيذ العرض إذا أصر الأطباء على الإضراب، خصوصًا مع اقتراب عيد الميلاد وفي ظل أزمة الإنفلونزا الحالية."
وأضاف: "في قرارة أنفسهم، لا أعتقد أن كثيراً من الأطباء يرغبون فعلاً في هذا الإضراب."
وضع خطير وتجاوز لأسوأ السيناريوهات
جاءت دعوة ستارمر بعد تحذير صارخ من نظام الصحة الوطني البريطاني بأن الخدمة الصحية تواجه بالفعل "أسوأ سيناريو" لهذا الشتاء، إثر ارتفاع حالات دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا بنسبة 55% خلال أسبوع واحد.
وبحسب البيانات الرسمية، وصل متوسط عدد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات الأسبوع الماضي إلى 2,660 شخصاً يومياً، وهو أعلى رقم يسجَّل في هذا الوقت من العام.
وقالت فيكي برايس، رئيسة جمعية الطب الحاد: "نواجه ما يشبه موجة تسونامي من الإنفلونزا، الأطباء يفحصون المرضى في الممرات لعدم وجود غرف، وحتى المخازن تحولت إلى أماكن رعاية مؤقتة. هذا مستوى غير مسبوق من الضغط."
عرض حكومي وخلاف حول الأجور
وعد وزير الصحة ويس ستريتنج بمضاعفة عدد أماكن التدريب التخصصي المتاحة للأطباء المقيمين، في خطوة تأمل الحكومة أن تمهّد لتسوية النزاع.
ورغم وصف قادة نظام الصحة الوطني العرض بأنه "خليط غير متجانس"، إلا أنهم وافقوا على طرحه على الأعضاء عبر استفتاء داخلي محايد سيحدد مصير الإضراب.
ويعطي هذا التطور بصيص أمل لمسؤولي المستشفيات، إذ قال دانييل إلكيليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة اتحاد مزوّدي الخدمات الصحية في بريطانيا، إن رد النقابة "يعطي بعض الأمل"، مضيفاً أن "هناك احتمالاً واقعيًا لإلغاء الإضراب الأسبوع المقبل".
لكن النقاش حول الأجور يظلّ نقطة الخلاف الأساسية. فالعرض لا يتضمن أي زيادة إضافية للعام الحالي، كما لا يقترب من مطلب الأطباء برفع الأجور بنسبة 26% خلال السنوات المقبلة، لتعويض تآكل الرواتب منذ 15 عاماً.
وقال الدكتور جاك فليتشر، رئيس النقابة: "العرض لا يعالج مسألة الأجور على الإطلاق ولا يؤدي إلى زيادة حقيقية في عدد الأطباء. لكنه يحتوي على عناصر متعلقة بالتشريعات، ولهذا سنعرضه على الأعضاء."
وأوضحت النقابة أنها ستلغي الإضراب في حال صوّت أغلبية أعضائها لصالح مواصلة التفاوض حول العرض الجديد.
من جانبه، شدد الدكتور شيفام شارما، نائب رئيس النقابة، على أن الأزمة "نزاع حول الرواتب والوظائف معاً"، مضيفاً: "من الصعب أن أرى كيف سيقبل الأعضاء بهذا العرض الذي لا يقدّم شيئاً على صعيد الأجور."
أزمة تتصاعد.. وضغوط قبل الأعياد
تأتي هذه التطورات في وقت يدخل نظام الصحة الوطني في بريطانيا ذروة ضغط الشتاء، حيث يجتمع ارتفاع إصابات الإنفلونزا، ونقص الكوادر، وتراكم قوائم الانتظار، ما يجعل أي إضراب جديد تهديداً إضافياً لقدرة النظام على الصمود.
وبينما تعوّل الحكومة على تصويت الأطباء لإلغاء الإضراب، تستعد المستشفيات للأسوأ، في ظل تحذيرات من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى قدرة نظام الصحة الوطني على تجاوز موجة الشتاء دون انهيار.