يبقى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأكثر أهمية فى مستقبل الاقتصاد الرقمى والشمول المالى وخلق فرص العمل والتدريب والتأهيل وأيضاً التصدير وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية والأكثر استيعاباً للكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى كبريات الشركات العالمية.
والجديد فى هذا المجال والذى يحظى باهتمام بالغ من الدولة حالياً هو التصنيع الإلكترونى الذى يعززه مكانة مصر وقوتها البشرية وغناها بالكوادر المؤهلة وأيضاً البنية التحتية الرقمية المتميزة، إلى جانب أنها أكبر الأسواق العربية والأفريقية وكما يقول الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن طموح مصر بلا حدود فى توطين وتطوير صناعة الإلكترونيات خاصة مع توافر الكثير من مواهب مصرية شابة تعمل فى هذا القطاع المهم الذى يستهدف تصدير الخدمات التكنولوجية للسوق العالمية.
وخلال توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ايتيدا وشركة سيمنز العالمية يوم الاثنين الماضى، أكد رئيس الوزراء أن الأمر فى غاية الأهمية وأن هناك فرصاً حقيقية لضخ مزيد من استثمارات الشركة فى السوق المصرية وأكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أيضاً أهمية النهوض بصناعة الإلكترونيات، مشيراً إلى استراتيجية مصر تصنع الإلكترونيات التى تستهدف توطين صناعة الإلكترونيات وأن توقيع هذه المذكرة مع شركة عالمية مثل سيمنز بما تتضمنه هذه المذكرة من مجالات عديدة للتعاون تمثل ركائز أساسية للنهوض بهذه الصناعة الحيوية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن توطين وتطوير صناعة الإلكترونيات لن يتحقق إلا بالاستفادة من الخبرات العالمية فى نقل المعرفة ودعم أنشطة البحث والتطوير بمجال تصميم وتصنيع الإلكترونيات والتكنولوجيات المتقدمة، مما يعزز من تنافسية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الصعيد العالمى.
أيضا هناك إقبال كبير من الشباب للتدريب والتأهيل والعمل فى هذه التخصصات وهو الأمر الذى يؤكد وعى وإدراك لما يمكن وصفه بأنه ثورة فى دنيا التعليم والتدريب والتوظيف حيث أدرك الشباب بوعى كبير أن فرص العمل الحقيقية التى تدر دخلاً كبيراً موجودة فى تخصصات تكنولوجيًا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمى والشمول المالى والأمن السيبرانى والتصنيع الإلكترونى والتعهيد وهى صناعات عالمية عابرة للقارات وقابلة للتصدير وجذب استثمارات ضخمة وتحقيق النمو الاقتصادى الكبير.
وفى الآونة الأخيرة، تأكد ذلك من خلال الأرقام حيث شهدت الصادرات الرقمية لمصر نمواً كبيراً إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية وهنا لابد من الإشادة ببرامج التدريب والتأهيل التى تقدمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات إيتيدا وزيادة فرص التدريب ومضاعفة أعداد الكوادر البشرية المؤهلة ومضاعفة الميزانيات المخصصة للتدريب وهو الأمر الذى جعل مصر الأكثر جاهزية لوجود الشركات العالمية وزيادة الاستثمارات وأيضا جعل شباب مصر قادراً على الالتحاق بالعمل فى كبريات الشركات الأجنبية.
وهو ما ظهر بوضوح فى كلمات مايك إيلو، نائب الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز العالمية الذى أكد أن الشركة مهتمة بالسوق المصرية ولديها خطط طموحة للعمل به خلال الفترة المقبلة.
وفى إطار حرص الحكومة المصرية على تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار الأجنبى وإقامة شراكات فاعلة ومثمرة مع القطاع الخاص وفى ظل دعم الحكومة المستمر لقطاع تكنولوجيا المعلومات المصرى، والتعاون المشترك مع كبرى الشركات العالمية لتعزيز المقومات التنافسية للدولة فى صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود وتسريع جهود الابتكار التكنولوجى فى مصر.
هناك دائما طموح لا حدود له.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ع الطاير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات صناعة الإلکترونیات
إقرأ أيضاً:
إنعاش القرى اقتصاديا
دانيال حنفى
القاهرة (زمان التركية)- السنوات تمر، والحرب الأوكرانية تثير الكثير من الجدل حول أسبابها، والبادىء بشنها، والمعتدى فيها.
حتى كيفية انهاء هذه الحرب هو موضوع محل جدل، اذ ظهرت أطراف تتبنى مبدأ المواجهة حتى النهاية وحتى لا تنتصر روسيا عسكريا بأى حالّ، وحتى لا تتغلب المثابرة الرويسية على قدرة التحمل الغربية والأوروبية على وجه التحديد. والجانب الروسى عاد بأسباب الحرب الى عشرات السنوات الماضية التى شهدت خطة مخابراتية أوروبية محكمة ضد روسيا الأوروبية أيضا وفقا للروايات الروسية التى يرددها مسؤولون روس. وبذلك صارت الحروب الروسية الأوكرانية نتيجة مستهدفة لذاتها وحربا مجدولة مخطط لها من قبل قوى غربية قامت بانشاء جيل من النازيين الذين قتلوا أربعة عشر الف روسيا فى منطقة دونباس خلال سنوات . ولولا هذه العنصرية العنيفة القاتلة ضد الروس فى دنباس ما تدخلت روسيا وفقا لرويات الجانب الروسى. وبالإضافة إلى ما تقدم، نجد تقاريرا اعلامية ذات مصداقية تشير الى مخططات أمريكية قديمة لخنق روسيا واضعافها والقضاء عليها ، وما أوكرانيا وإسرائيل الا زراعين للولايات المتحدة الأمريكية، ولولا الدعم المادى والعسكرى الأمريكى لاسرائيل ولأوكرانيا لسقطتا .
لا أحد يعرف كيف سنتهتى الحرب، ولكن الحرب تجلب الخسائر للجميع، وقد لا يستطيع الاتحاد الأوروبى أن يدعم أوكرانيا ماديا وعسكريا لفترة طويلة قادمة – مثلما يتعهد القادة الأوروبيون علاتية – وخاصة اذا ما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عن المواجهة مع روسيا.
وقد أتاحت هذه الحرب وهذا العداء الصارخ لروسيا فرصا جيدة لروسيا لتحقيق الكثير من اهدافها التى لم تكن تحلم بتحقيقها كلها تباعا وفى وقت قصير: من إنعاش القرى والمدن الروسية كلها اقتصاديا وبناء المصانع فيها ، الى عقد التحالفات العسكرية الهامة والخطيرة مع فاعلين مهمين على الساحة الدولية من كوريا الشمالية الى الصين الى إيران، الى إنعاش وتزكية التجارة الدولية القائمة على تبادل العملات المحلية والبعد عن الدولار الأمريكى . كل ما تقدم وكثير من الأهداف الأخرى حتى العون العسكرى بالعتاد والجنود من دول أخرى نظرا لطول أمد الحرب ووقوع الكثيرين من الجنود صرعى ، وفرار كثير من الشباب الروسي أيضا من أهوال الحرب وخطر الموت إلى بلاد أخرى خوفا من التجنيد الاجبارى. ولذلك رأى المتابعون تواجدا عسكريا أسيويا على الجبهة الروسية، الأمر الذى يحاول اروس نفيه بوضعه فى اطار التطوع الفردى وبعيدا عن العون العسكرى الرسمى، تماما مثلما يتواجد عدة مئات من المواطنبن الألمان على الجبهة الروسية إيمانا بالحقوق الروسية، وحبا فى المغامرة وكسرا للملل.
حتى العقوبات المفروضة على روسيا والتى وصل عددها الى أكثر من سبعة عشرة الف عقوبة ساعدات روسيا اكثر مما أضعفتها، ووضعت هذه العقوبات الشعب الرواسى أمام تحديات مصيرية ووطنية لا يمكن لشعب طيب الا أن يتغلب عليها ويقهرها وينمو فوقها مثل حدث مع الشعب الروسى. تماما مثلما نجحت ايران – تحت الكم الهائل من العقوبات الغربية – فى تطوير نفسها وتحديث وتعزيز قدراتها العسكرية واقتصادها والصمود طوال هذه السنين.
واليوم نجد أن ايران بلد ناجح اثبت قدرته على الحياة وعلى النجاة تحت كل ضغوط العقوبات الدولية المفروضة عليها لسنوات طويلة، مثلما هو الحال فى روسيا التى تأقلمت على العقوبات الدولية ووجهتها لصالحها وفى اتجاه تحقيق إنجازات روسية قيمة قد لا يمكن تحقيقها فى ظروف عادية.
إن الحديث اليوم عن ” صداقة الولايات المتحدة الأمريكية ” هو حديث عن المصالح، وخاصة فى الوقت الراهن الذى يعبر عن سقوط قواعد النظام العالمى التقليدى الذى يتقيد بالقواعد والأعراف والقوانين وصعود نظام سيطرة الأقوى فقط لا غير وفقط الأقوى الذى يستطيع بسط يده والاستيلاء على ما يريد.
Tags: القرىحرب اوكرانيا