تواجه البشرية تهديدات متزايدة جراء تغير المناخ، وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم مجموعة متنوعة من المخاطر التي باتت أمراً واقعاً وليست تهديداً مستقبلياً.

المخاطر التي يحملها التغير المناخي يمكن أن تقود إلى آثار مدمرة على البشر والبيئة، وقد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق بما في ذلك الهجرة والمجاعات والمعاناة من الكوارث الطبيعية.

ويُعد COP28 فرصة مهمة للحكومات والجهات الفاعلة الأخرى للبدء باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ، لا سيما وأنه يشهد اختتام أول مراجعة عالمية لقياس التقدم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس.

وعلى مدار أيام المؤتمر الذي بدأت فعالياته نهاية نوفمبر الماضي، أكد المشاركون أهميته في توجيه دفة العمل المناخي العالمي، وإعادة العالم إلى المسار الصحيح في تقييم التحديات البيئية وإيجاد الحلول، كما أكدوا أهمية المبادرات والإعلانات والأحداث التي شهدها.

ومع انطلاقته شهد الحدث الإعلان عن تفعيل الصندوق العالمي للمناخ ، وهو الصندوق الذي طال انتظاره، والذي سيعمل على تعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، في خطوة تاريخية من شأنها أن تسهم في تمكين الدول التي تتضرر من الكوارث التي يتسبب بها المناخ، لا سيما بالنسبة لدول الجنوب العالمي.

وبالفعل شهد الحدث تعهدات بقيمة وصلت إلى 792 مليون دولار حتى الحادي عشر من ديسمبر.

وأعلنت الإمارات خلال الحدث عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويهدف إلى جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.

وشهد المؤتمر الذي وصفه الكثير من المسؤولين الدوليين بالاستثنائي، إقرار العديد من التعهدات التي من شأنها أن تغير توجهات الدول والمؤسسات على مستوى العالم فيما يخص التعامل مع قضايا المناخ والتحديات المستقبلية.

ومن ضمن التعهدات إقرار إعلان COP28 زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة، وإقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة، وإقرار COP28 الإمارات بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة، وإقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة، وإقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة، وإقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة، كل ذلك بالإضافة إلى العديد من التعهدات والمشاريع والمبادرات الأخرى.

وشهدت أجندة COP28 العديد من الأمور الاستثنائية التي حدثت لأول مرة، كإدراج موضوع التجارة، واحتضان أول اجتماع للبرلمان الدولي في تاريخ COP، بالإضافة إلى منح الشباب والأطفال دور متنامي ليكونوا في طليعة العمل المناخي باعتبارهم أصحاب المستقبل.

كما شهدت فعاليات الحدث الدولي أكبر تمثيل للقطاع الخاص الذي أبدى انخراطه في مسار مواجهة العالم للتغير المناخي، وكذلك كان الأمر بالنسبة للقطاع المصرفي وممثلي المؤسسات العاملة في مجال التمويل حول العالم.

وكان COP28 هو النسخة التي شهدت أكبر نسبة تركيز على قضية الصحة والمناخ، والأمن الغذائي والمناخ.

وقال سانغ هيوب كيم، الرئيس المشارك للجنة الرئاسية المعنية بحياد الكربون والنمو الأخضر في كوريا ، أن مؤتمر الأطراف COP28 في دبي مهم للغاية وتاريخي كونه يمثل أول تقييم عالمي يتم إجراؤه، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بما قمنا به حتى الآن وما هي المسارات الجديدة والطرق الإبداعية المبتكرة التي يمكن أن تساعدنا في مهمتنا المناخية مستقبلاً.

وأشار إلى أن أهمية الحدث الدولي تكمن في الكثير من الأمور وعلى رأسها الجمع ما بين كافة العناصر التي نحتاج إليها في التعامل مع التغير المناخي، والتي تشمل بشكل أساسي ثلاثة عناصر هي: تخفيف الانبعاثات، والتكيف مع التغير المناخي، ووسائل التنفيذ التي تتضمن التمويل والتكنولوجيا.

وأكد الدكتور تشارلز باتي، المدير التنفيذي لمؤسسة Tree Adoption Uganda، أهمية التركيز المتزايد الذي أبداه مؤتمر المناخ COP28 على قضية أثر المناخ على الصحة، لافتاً إلى أنها المرة الأولى في جميع اجتماعات مؤتمر الأطراف التي تم عقدها يتم فيها تخصيص يوم كامل للصحة.

وقال ” أرى أن الصحة ستكون جزءاً لا يتجزأ من المناقشات المتعلقة بتغير المناخ، وهو أمر مهم لأن حياة الناس معرضة للخطر بسبب تغير المناخ”.

وقال البروفيسور بروسبر بي ماتوندي، السكرتير الدائم لوزارة البيئة والمناخ والحياة البرية في زمبابوي، “الملفت للنظر هو أننا نقف هنا في بلد يعتمد الآن في جزء كبير من طاقته على الطاقة المتجددة، والإمارات مثال يرينا كيف يمكن تحقيق الأهداف”.

وتعتبر مواجهة التغير المناخي وأثره على العالم أولوية لم تعد تحتمل الانتظار، ووفق للبنك الدولي يمكن أن يجبر تغيّر المناخ 216 مليون شخص على الهجرة داخل بلدانهم بحلول عام 2050، مع ظهور بؤر ساخنة للهجرة الداخلية بحلول عام 2030.

ويقول إن تغير المناخ يمكن أن يخفض غلة المحاصيل، وخاصة في أكثر مناطق العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي.

وفي الوقت نفسه، تتسبب أساليب الزراعة وتغيير استخدام الأراضي في نحو 25% من انبعاثات غازات الدفيئة.

وبحسب الأمم المتحدة، فتغير المناخ من التهديدات الكبرى للسلام والأمن الدوليين، فبسبب آثار تغير المناخ يحتدم التنافس على الموارد، مثل الأراضي والغذاء والمياه، الأمر الذي يؤجج التوترات الاجتماعية والاقتصادية ويؤدي بصورة متزايدة إلى النزوح الجماعي للسكان.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”.. ” يهدّد تغير المناخ قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي العالمي واستئصال الفقر وتحقيق التنمية المستدامة”.

وتشير إلى أن لتغير المناخ تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على السواء على النُظم الزراعية والغذائية بسبب تغيّر أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة التي لا يمكن التنبؤ بها، وزيادة تواتر الظواهر المناخية القصوى والكوارث مثل موجات الجفاف والفيضانات وتفشي الآفات والأمراض.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها



وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار 2025-07-29Ali Ghaddarسابق وزير الثقافة محمد ياسين الصالح: معرض دمشق الدولي رسالة حضارية تقول إن شعبنا يعرف كيف يبني، ويعرّف الآخر على إرثه انظر ايضاًاتفاق على إنشاء مجلس تنسيقي مشترك بين سوريا والأردن

عمان-سانا اختتمت في العاصمة الأردنية عمان اليوم، اجتماعات اللجنة الوزارية الأردنية السورية المشتركة، بالاتفاق على …

آخر الأخبار 2025-07-29مندوبة الولايات المتحدة تؤكد ضرورة دعم ومساعدة الحكومة السورية للانتصار في الحرب على الإرهاب 2025-07-29هيئة الاستثمار السورية تبحث مع شركات التطوير العقاري سبل تعزيز دورها في مرحلة إعادة الإعمار 2025-07-29في يومه الثاني.. ملتقى الكتاب السوريين يجمع عصارة إبداع نخبة من المثقفين 2025-07-29الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار 2025-07-28الخطوط الجوية التركية تعلن استئناف رحلاتها إلى حلب بداية آب المقبل 2025-07-28نائب وزير الاقتصاد يبحث مع غرفة تجارة ريف دمشق سبل تعزيز البيئة التجارية والاستثمارية 2025-07-28المراسلات الإدارية والقانونية والبروتوكولات الرسمية ضمن دورة تدريبية لوزارة التنمية الإدارية- فيديو 2025-07-28الهيئة العامة للمنافذ: منع استيراد 20 منتجاً حرصاً على دعم الإنتاج المحلي 2025-07-28السعودية وفرنسا تدعوان لإنهاء الحرب في غزة وتطبيق حل الدولتين 2025-07-28ترامب وستارمر يتفقان على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المعاناة في غزة

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الهند تطلق قمرًا صناعيًا بالتعاون مع "ناسا" لمراقبة التغيرات المناخية
  • كيف يسبب تغير المناخ زيادة تشكل الحفر الأرضية الغائرة؟
  • إدارة ترامب تمهد لنسف الأساس القانوني لمكافحة تغير المناخ
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية بلاتو بنيجيريا
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو
  • Avatar: Fire and Ash.. مواجهة نارية تعيد وهج باندورا إلى الشاشة
  • تقرير يحذر من أزمة شوكولاتة في أوروبا بسبب الانهيار المناخي
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • خبير يكشف أسباب التطرف المناخي وارتفاع درجات الحرارة