إن القلب يقطر دما على غزة الصمود وكل فلسطين، فهنيئا لمن ارتقى إلى ربه شهيدا، والخزي والعار والمذلة والهزيمة لمن تقاعس وطبع وساند كيان العدو الصهيوني المؤقت، فو الله انها أقدس معركة يخوضها أبطال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، وكتائب سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، وكتائب شهداء الأقصى وكل الفصائل المقامة في قطاع غزة والضفة الغربية وكل فلسطين المحتلة، واستغرب جدا من الجيوش العربية التي ظلت سنين تكدس أسلحتها في المخازن وتستعرض به أمام شعوبها !! متى ستتحركون؟ وماذا تنتظرون؟!
أتظنون أن هناك معركة أقدس من هذه المعركة؟! لا والله لا يوجد على الاطلاق، فالمعركة اليوم دفاع عن المقدسات الإسلامية، ونصرة للمظلومين من أطفال ونساء غزة الصمود وكل ضعفاء فلسطين، وقد يقول قائل: الأنظمة العربية عميلة !! ومتى كانت غير عميلة أصلا؟! فالقاصي والداني والكبير والصغير يعرف أن زعماء وقادة الدول العربية أحذية وأدوات رخيصة تحركهم أم الإرهاب أمريكا والماسونية العالمية وكيان الاحتلال الإسرائيلي المؤقت، فقمتهم العربية والإسلامية هي فقط للإدانة والشجب، كما أن هناك أنظمة دول عربية مشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في قتل أبناء فلسطين والكل يعرف أنظمة تلك الدول الخائنة والمطبعة مع العدو الإسرائيلي، وخير دليل على ذلك استقبالها لرئيس الكيان الإسرائيلي في ظل الحرب القائمة، وفتح مهرجانات للرقص والترفية لصرف الأنظار عما يرتكب من إبادة جماعية بحق أطفال ونساء قطاع غزة المحاصر.
فلا يغركم تشدقهم بخدمة الحرم الشريف وإرسال مساعدات (أكفان) إلى غزة، فقد صنفوا حركة حماس بأنها منظمة إرهابية وصنفوا حركة الجهاد الإسلامي بأنها ذراع شيعي تخدم إيران، ونحن نقول لهم موتوا بغيضكم وبحقدكم وبكذبكم، فليس غريباً عليكم ما قلتم في الشعب اليمني من قبل من دعايات كاذبة وتحريضات لا تخدم الأمة العربية والإسلامية، فقمتم بشن عدوان سافر طيلة 9 سنوات متواصلة، قتلتم الأطفال والنساء بأقوى أنواع الأسلحة الأمريكية، ودمرتم كثيراً من المستشفيات والمدارس والطرقات وكل الخدمات والبنية التحتية التي يستفيد منها شعبنا الحر والصامد، وبعون الله وقوته استطاع اليمن أن يقف صامدا مجاهدا وعلمكم الرجولة في جبهات العزة والكرامة ونال منكم ومن عملائكم في الداخل، وقصفكم بصواريخه البالستية وطائراته المسيرة وجعلكم تتباكون أمام العالم على مخزونكم النفطي، ولن ينفعكم باتريوت أمريكا ولا جنود الجنجويد ولا أقبع مرتزقتكم، وأجبركم الشعب اليمني على التفاوض معه بعد 9 سنوات من القتل والتدمير والحصار برا وبحرا وجوا، وحتى اللحظة لم ولن تتحقق أهدافكم، وعرفكم العالم بأنكم أنظمة عميلة تتحرك بأوامر غربية وصهيونية، أين عاصفة حزمكم وأين طائراتكم F35 الأمريكية الحديثة؟! لماذا لا تقاتل العدو الإسرائيلي؟ لمَ لا تشكلون تحالفاً عربياً لدعم الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، أم هي فقط للاستخدام الداخلي والإسلامي؟ ..هل عرفتم كم أنتم جبناء وخبثاء وعملاء؟ لا تجرؤون أن تجعلوا شعوبكم تخرج في مظاهرة سلمية فقط دعما واسنادا للشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، تخافون وتتحرجون من أسيادكم الأمريكان وكيان العدو الإسرائيلي، بل وتسخرون إعلامكم لتهويل جيش كيان العدو وما يمتلك من قوة ضاربة حسب زعمكم، وانه الجيش الذي لا يقهر، وانه ثالث اقوى جيش في العالم، كما أن قنواتكم لا تجرؤ على قول إن إسرائيل كيان مؤقت وعدو للإسلام، وتسمي الشهداء الذين يسقطون في سبيل الله بالقتلى أو الضحايا، وتتحدث قنواتكم عمَّن من سيدير غزة بعد القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يكفيكم نفاقا وتطبيعا مع أخبث وأجبن عدو للعرب والمسلمين، ومن هنا ادعوكم للتكفير عن ذنوبكم وتوجيه عدائكم نحو العدو الحقيقي والرجوع إلى حضن أحرار الأمة وقطع كل العلاقات مع هذا العدو وطرد السفراء والسفارات من كل الدول العربية والإسلامية والعمل الجاد على إيقاف المجازر التي ترتكب كل يوم بحق أهلنا ومقاومتنا في غزة الصمود وكل فلسطين المحتلة وذلك أضعف الإيمان.
وأخيرا أتقدم بالشكر والعرفان لكل من وقف وساند وناصر أهلنا في غزة الصمود وكل فلسطين سواء بالمسيرات التضامنية أو بالدعم المالي والإعلامي وقطع العلاقات مع العدو وهم قلة قلية في هذا العالم المنافق، كل التحية والتقدير لجيشنا اليمني الشجاع وقيادته الحكيمة الذي كان الأول عالميا وعربيا وإسلاميا مناصرا ومساندا ومدافعا عن غزة وكل فلسطين، وأعلن الحرب على كيان العدو المؤقت رسميا وبكل فخر واعتزاز، وأطلق عدة صواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيرة مفخخة إلى إيلات المحتلة عدة مرات رغم التهديدات والترغيبات التي تلقاها من الأمريكان بعدم الدخول في الحرب، واستخدم أقوى ورقة يملكها وهي منع السفن الإسرائيلية من الإبحار في البحر الأحمر (باب المندب) والبحر العربي، وأخذ السفينة غصبا واقتادها إلى شواطئ الساحل الغربي بكل عنفوان وخبرة منقطعة النظير، وكذلك استهدافه السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي أجبر كيان العدو على تغيير مسار الملاحة لسفنه وتكبيده خسائر اقتصادية كبيرة، فيا جيشنا اليمني العظيم لك من كل الشعب اليمني وكل شعوب العالم الحر التحية والتقدير، فالعالم الآن ينظر إليك كمنقذ للمستضعفين المظلومين في غزة الصمود وكل فلسطين المحتلة، والكل يرفع لك القبعات لما تقوم به من ضربات موجعة لكيان العدو، وقد شاهدنا المتحدث العسكري باسم كتائب القسام كيف وجه التحية لجيشنا العظيم وكذلك المتحدث العسكري باسم كتائب سرايا القدس كيف وجه التحية لليمن وجيشها الشجاع، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وكثير من الفلسطينيين وأحرار العالم، وهذا يزيدنا فخرا واعتزازا بجيشنا الشجاع، فنحن معك ومع كل محور المقاومة الشجاع فقد برز محور المقاومة كله للشرك كله، وتخلفت الأنظمة العربية والإسلامية كلها، فعدونا لا يفهم إلاّ لغة واحدة هي لغة الحرابة، فمن يسيطر على أراضينا المحتلة ويتحكم على مقدساتنا ويدنسها بالقوة لا يخرج منها إلاّ بالقوة، لن نعترف بإسرائيل ولن نعترف بحل الدولتين والتعايش السلمي مع اليهود كما يروج له بعض حكام العرب المنافقين والمطبعين مع هذا الكيان المحتل، فلسطين للفلسطينيين فقط وغزة عنوان الصمود لمقاومتنا والقدس لنا ولكل المسلمين، واليهود لا مكان لهم بيننا كعرب ومسلمين، ويجب أن نربي أبناءنا وأجيالنا على ذلك، عاشت اليمن وفلسطين حرة أبية ولا نامت أعين المطبعين والمتخاذلين والمنافقين الجبناء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القره داغي للجزيرة نت: دعوة إلى تشكيل تحالف إسلامي للدفاع عن القدس وفلسطين
الدوحة – كشف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي عن مبادرة للاتحاد لتكوين "التحالف الإسلامي الاقتصادي والعدلي" للدفاع عن القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، موضحا أنه قدم مشروعا في هذا الإطار للدول الإسلامية والعربية، وينتظر الالتقاء ببعض الرؤساء لمناقشة المشروع.
وأضاف القره داغي في حوار للجزيرة نت، أن ما تشهده غزة والمسجد الأقصى من انتهاكات غير مسبوقة يعكس استغلال الاحتلال الإسرائيلي حالة العجز والصمت الدوليين لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض مشروعه للهيمنة على الشرق الأوسط بدعم وتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة.
وأكد أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتبر هذه المرحلة فرصة ذهبية لإنهاء ملف المقاومة، وإعادة ترتيب المنطقة وفق أجندته، مشيرا إلى أن العدوان المتواصل على غزة منذ ما يقارب السنتين، والتصعيد داخل باحات المسجد الأقصى، يجري وسط صمت عربي ودولي مؤسف، بل وتواطؤ من بعض الأطراف.
وتاليا نص الحوار:
وجدت دولة الاحتلال، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الفرصة الكاملة للقضاء على القضية الفلسطينية وتنظيم شرق أوسط جديد، حسب ما يراه نتنياهو، الذي أعلن أنه سيسافر إلى واشنطن لأجل ذلك الترتيب.
فمن وجهة نظر نتنياهو، تعد الفرصة مواتية للقضاء على هذه القضية وتحقيق السيطرة الكاملة والهيمنة التامة على الشرق الأوسط، بالتنسيق والتعاون والشراكة مع الولايات المتحدة، لتكون شرطي المنطقة نيابة عن أميركا، وبالتعاون معها، والسبب في ذلك هو العجز العربي الواضح جدا؛ بل إن الأمة العربية –ونتكلم عن الحكومات– بين العجز الكامل والصمت.
إضافة إلى صمت الحكومات الغربية، وحتى الحكومات الشرقية مثل الصين وروسيا، فليس لهم موقف حقيقي قوي، بل مجرد إدانة أو شيء من هذا القبيل. وأمام هذه الحالة الغريبة، من الطبيعي أن تنتهز دولة الاحتلال الفرصة وتصعد كل الانتهاكات.
إعلان جماعات الهيكل، التي تدعمها سلطات الاحتلال، خطت خطوات غير مسبوقة في الأقصى في الفترة الأخيرة، وقد نستيقظ بلا أقصى، فما الموقف حينئذ؟فعلا، شهدت خطط جماعات الهيكل خطوات غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، وهناك تخوف شديد من هذا الأمر، وقد نستيقظ يوما ما بلا أقصى. وقد شهدنا، لأول مرة، تعطل صلاة الجمعة حينما ضربت طهران، والمظاهرات والاحتفالات التلمودية على أشدها داخل باحات الأقصى.
كما أن تصريح ذلك الصهيوني المجرم، وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، واضح جدا، إذ قال: "القدس لنا، وليس هناك شيء اسمه تقسيم الأقصى، الكل لنا، وغزة لنا، والشرق الأوسط لنا"، هكذا يقولون.
أما العالم العربي، فهو في حالة صمت. فاليوم، إسرائيل ليست في غزة فقط، بل تدخلت في سوريا واحتلت جزءا آخر منها، وتصول وتجول في سماء لبنان، تقتل من تشاء وتدمر ما تشاء، فهو احتلال كامل.
هل يتناسب التحرك العلمائي والشعبي والرسمي لنصرة الأقصى مع تلك الخطوات المتصاعدة من جماعات الهيكل وسلطات الاحتلال؟التحرك الشعبي في العالم العربي ضعيف جدا، ليس على مستوى غزة، ولا على مستوى الأقصى، ولا على مستوى الانتهاكات الخطِرة لدولة الاحتلال. أما التحرك الرسمي في الأمة العربية من هذا الجانب، فعلى ثلاثة مستويات: فهناك دول تسعى بقدر جهدها، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، وهناك دول صامتة، وهذا هو الغالب، وهناك دول داعمة. هذه هي المواقف الرسمية –مع الأسف الشديد– لنصرة الأقصى، في ظل الخطوات المتسارعة من جماعات الهيكل وسلطات الاحتلال.
أما الموقف الشعبي العالمي، فهو أفضل بألف مرة من موقفنا نحن المسلمين، ولكن الحكومات الغربية، وحتى غير الغربية، لا تزال ليست على المستوى المطلوب. أما الأمم المتحدة، فقد انتهت تقريبا، وأهملها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا تستطيع أن تحمي مؤسساتها مثل "أونروا"، فما الذي نتوقعه؟
أما دور العلماء، فالعلماء أيضا على ثلاثة أنواع: علماء أصحاب العمائم واللحى، يعبّرون عما تريده دولة الاحتلال، ويحمّلون حماس المسؤولية، وهو نفس كلام نتنياهو، وهناك علماء ربانيون يدافعون عن القضية بكل صدق، وهناك علماء ساكتون يحافظون على مصالحهم.
نحن، في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من النوع الذي يسعى بكل جهده، ومنذ "طوفان الأقصى" إلى الآن، لم يتوقف الاتحاد عن المبادرات القولية، والبيانات، والفتاوى، وقد التفت حول الاتحاد جمعيات علمائية في إندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وتركيا، وفي كل العالم الإسلامي.
فنحن لسنا جهة سياسية، ولا عسكرية، ولا دبلوماسية، نحن جهة علمائية شعبية، وفي نظري، إن الاتحاد العالمي، بقدر إمكانياته، بذل كل جهده. ولا شك، لو كان هناك تعاون مع بعض الدول، لاستطعنا فعل المزيد. وقد قدمنا تسعة مقترحات للدول الإسلامية والعربية، ولم يُسمع لنا، بل إنه ليس لنا الحركة المطلوبة المسموح بها في بعض الدول العربية.
ما الدور الذي يجب أن يضطلع به العلماء في الدفاع عن المسجد الأقصى ونصرته؟العلماء يجب عليهم أن يضطلعوا بتحريك الشعب، وبالتوعية والتعبئة. وكما قلت، العلماء على ثلاثة أنواع: منهم مطبّعون، ومنهم صامتون، ومنهم متحرّكون. وإن شاء الله، نحن في الاتحاد العالمي ضمن هذا الجزء، بقدر استطاعتنا.
إعلان كيف نتدارك الإهمال والتقصير تجاه المسجد الأقصى؟هذا ما اقترحته، حقيقة، منذ 9 يناير/كانون الثاني 2024، حيث قدمت مقترحا إلى العالم الإسلامي والعالم كله، لما سميته بـ"حلف الفضول"، وهو شبيه بمنظمة دول عدم الانحياز، وقدمت هذا المشروع إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وإلى رئيس وزراء ماليزيا، وغيرهما، ويهدف إلى تشكيل حلف من ممثلي 120 أو 140 دولة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك قبل أكثر من عام ونصف عام، ولكن إلى الآن، لا مجيب، مع الأسف الشديد.
وقبل فترة وجيزة، قمت بتطوير هذا المطلب، وطلبت تكوين "تحالف إسلامي اقتصادي وعدلي"، وقدمت مشروعا في هذا المجال أيضا. وإن شاء الله، الآن ننتظر أن نلتقي ببعض الرؤساء في هذا المشروع.
الآن، اليد الطولى فعلاً لدولة الاحتلال، تصل إلى كل مكان، وتدمر من لم يستجب لها. فقد قدمنا هذا المشروع، وهو المشروع الوحيد الذي ينقذ الأمة، ومشكلتنا في تفرقنا، وفي عجزنا.
كيف نُفعّل الوعي الشعبي تجاه ما يتعرض له الأقصى؟يجب علينا أن نقوم بتفعيل الوعي الشعبي، من خلال الجانب الديني، ومن خلال ما ذكره القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ثم ما قاله علماؤنا وقادتنا السابقون من خطورة هذا الوضع. وإذا بقينا على هذا الحال، سننتهي تمامًا، ولن تبقى لنا قوة ولا قدرة، حتى على إدارة أموالنا، وستُفرض علينا إتاوات تحت أي اسم آخر. فلذلك، يجب أن نفعّل هذا الوعي الشعبي، بل نوصل هذا الوعي إلى قادة الأمة الإسلامية والعربية، ونستثمر هذه الجهود، إضافة إلى التاريخ، والواقع.
ما الخطوات العملية التي يمكن أن يقوم بها المسلمون في مختلف أنحاء العالم نصرة للأقصى؟الخطوات العملية –في نظري– تقسم وفق مكونات الأمة الإسلامية، فبالنسبة لما يخص الدول، يجب اتخاذ خطوات عملية لتحقيق التحالف. أما بالنسبة للعلماء، فالمطلوب هو وحدة العلماء المسلمين وتفعيل دور الجمعيات العلمائية. وبالنسبة للشعوب، ينبغي تطوير وتقوية أدوات الضغط، من خلال المظاهرات المنظمة والفعالة، والضغط على الحكومات والسفارات، وكل ذلك يمكن أن يُوضع في إطار خطة إستراتيجية واضحة وموزعة المهام.
كيف يمكن توجيه الدعم الشعبي والمؤسساتي لخدمة قضيته؟لا شك أن توجيه الدعم الشعبي والمؤسساتي لخدمة القضية ممكن، من خلال خطة إستراتيجية شاملة، تغطي مختلف أنواع الدعم، مثل الدعم السياسي، والدبلوماسي، والاقتصادي، والخيري، والتعليمي، والدعم المظاهراتي، وغيرها من أشكال الدعم، ونحن بحاجة حقيقية إلى توسيع دائرة الدعم.
ما الكلمة التي توجهونها للأمة الإسلامية والعلماء والمؤسسات الدينية عن المسجد الأقصى في هذه المرحلة الحرجة؟كلمتي هي، إننا نقف اليوم أمام خطر وجودي، لا سيما في فلسطين. فيا أمة الإسلام، هل تقبلون بأن تنتهي هذه القضية؟ هل تقبلون بأن تنتزع منكم قبلتكم الأولى التي حررها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخذ فيها العهد، ووقع الاتفاقية مع المسيحيين، ثم حررها بعده صلاح الدين الأيوبي، بدماء عشرات الآلاف من خيار الناس من العلماء والقادة والمجاهدين؟ فهل تقبلون أن تُسلَّم قبلتكم الأولى لهؤلاء المحتلين النازيين المجرمين؟ هذا هو الجانب الأول.
أما الجانب الثاني: فأين إحساسكم الإسلامي؟ كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فبيننا وبين فلسطين، وبيننا وبين غزة، علاقة الجسد الواحد.
ثم أوجه كلمتي إلى قادة أمتنا الإسلامية: فوالذي نفسي بيده، إن لم تتحركوا، وإن لم تدافعوا، وإن لم تتوحدوا وتتحالفوا تحالفا حقيقيًا، عسكريا واقتصاديا، فوالله ستتغير فعليا معالم الشرق الأوسط، وستكونون أول الضحايا لهذا التغيير، على يد أولئك المجرمين الذين لا يعرفون حقا ولا ذمة. هؤلاء يبدؤون بالمعارضين، ثم بالصامتين، ثم حتى بالمؤيدين. فهم لا يقبلون بوجود دولة ولا قوة يمكن أن تقف في وجوههم.
إعلان