"كوب 28".. كيف تؤثر الحرارة العالية على الصحة العامة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
علي الرئيسي **
تقول صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية إن موضوع الصحة العامة في مناقشات المناخ لم يكن يحظى بأهمية قصوى، غير أن المؤتمر الأخير المنعقد في دبي أولى اهتمامًا كبيرًا بهذا الموضوع.
فقد زادت تداعيات درجة الحرارة المرتفعة على الحالات الطبية القائمة، مثل أمراض الرئة والقلب، بحيث تجعل هذه الأمراض أكثر فتكا.
لكن.. ما تأثير ذلك على الاقتصاد؟ هذا ما تناولته دراسة نشرتها مجلة "لانست" الطبية؛ حيث قدرت الدراسة أن عدد ساعات الغياب عن العمل بلغ حوالي 490 مليار ساعة عمل في عام 2022، وبخسارة في الناتج المحلي الإجمالي للعالم بلغت 863 مليار دولار. وذلك يتجاوز 3 أضعاف الخسائر التي لحقت بالاقتصاد العالمي من حالات الطقس غير الطبيعية مثل البراكين والعواصف والفيضانات.
الزراعة، كانت أكثر القطاعات تضررًا بارتفاع درجة الحرارة؛ حيث تعتمد على قيام العمال بالعمل في الخارج. وكان التأثير على المناطق الفقيرة أكبر، نظرًا لاعتمادهم أكثر على القطاع الزراعي، ومناطقهم هي الأعلى في درجات الحرارة. بالنسبة لإجمالي القطاع الصناعي تقدر الأرباح المحتملة التي خسرت من جراء الارتفاع في الحرارة بحوالي 5% من الناتج المحلي في منطقة جنوب شرق آسيا، وحوالي 4% في أفريقيا.
هذا الأمر سيزداد سوءًا، درجات حرارة العالم الآن، في المتوسط بين 1.1 درجة مئوية و1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، إذا ما ارتفعت درجة الحرارة بنسبة أقل من 2 درجة مئوية، سيزيد فقدان ساعات العمل للعمال بنسبة 50% أخرى، وفق التقرير.
الحرارة العالية لا تحد فقط قدرة الناس على العمل في بعض المناطق، مما يؤثر على انخفاض في إجمالي الناتج المحلي، وإنما تجعل الآخرين مرضى، مما يحمل المجتمع كلفة أخرى وهي كلفة علاجهم والاهتمام بهم.
بالنسبة لسلطنة عُمان فإنها تقع في منطقة حارة جدًا، والتوقع أن يكون لتغير المناخ تأثيرات متنوعة على الاقتصاد العماني. تشمل بعض التأثيرات المحتملة مثل: تغيرات في قطاع الزراعة والصيد، وزيادة في ندرة المياه، وتآكل السواحل نتيجة ارتفاع مستوى البحر، وتأثيرات على السياحة والبنية الأساسية. ويمكن أم تكون لهذه التأثيرات آثار اقتصادية واسعة المدى؛ بما في ذلك تأثيرات محتملة علي الناتج المحلى الإجمالي، وكذلك على التجارة والتوظيف، كما سيكون هناك تأثير على الإنفاق العام في مجال الصحة والرعاية العامة.
وعلى الرغم من عدم توفر تقديرات محددة حول آثار المناخ على الاقتصاد العماني، فمن الواضح أن تغير المناخ يمكن أن يكون له آثار تتراوح بين تحديات كبيرة وفرص للاقتصاد العماني. وهذا يدعو الى التصدي لهذه التأثيرات، من خلال استراتيجيات التكيف والاستثمار في الصناعات البديلة، وزيادة التعاون الدولي.
** باحث في قضايا التنمية والاقتصاد
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
درجات الحرارة العالمية لا تزال عند مستويات قياسية
باريس "أ.ف.ب": حافظت درجات الحرارة العالمية على مستويات مرتفعة قياسية في أبريل، لتستمر بذلك موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الكوكب منذ سنتين تقريبا وتثير تساؤلات لدى الأوساط العلمية بشأن تسارع وتيرة الاحترار المناخي.
على الصعيد العالمي، احتل أبريل 2025 المرتبة الثانية كأكثر شهر حار بعد أبريل 2024، بحسب مرصد كوبرنيكوس الأوروبي الذي يعتمد على مليارات القياسات من الأقمار الاصطناعية ومحطات الأرصاد الجوية وأدوات أخرى.
وساهم الشهر الفائت في امتداد سلسلة من درجات الحرارة القياسية أو شبه القياسية يستمر تسجيلها منذ يوليو 2023، أي منذ نحو عامين.
مُذّاك، وباستثناء واحد، كانت كل الأشهر تسجّل احترارا بمقدار أقلّه 1,5 درجة مئوية مقارنة مرحلة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900).
ومع ذلك، توقع عدد كبير من العلماء أن 2023 و2024- وهما العامان الأكثر حرّا على الإطلاق المسجلان عالميا- ستتبعها فترة أقل سخونة، مع تلاشي الظروف الدافئة التي تتسبب بها ظاهرة ال نينيو.
وقال يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لتأثيرات المناخ في ألمانيا: "بحلول 2025، كان يُفترض أن يتباطأ هذا المعدل، ولكن بدلا من ذلك لا نزال في مرحلة الاحترار المتسارع".
ولاحظ عدد كبير من العلماء اقتراب بلوغ عتبة الاحترار البالغة 1,5 درجة مئوية بشكل مستقر، وهي الحد الأكثر طموحا لاتفاق باريس. وأكد كوبرنيكوس أن هذا الوضع قد يُصبح سائدا بحلول عام 2029.
لكن المناقشات والدراسات تتزايد لتحديد التأثير المناخي لتطور السحب، أو انخفاض التلوث الجوي، أو قدرة الأرض على تخزين الكربون في أحواض طبيعية مثل الغابات والمحيطات.
وتعود سجلات درجات الحرارة العالمية السنوية إلى عام 1850. لكن عينات الجليد، ورواسب قاع المحيط، وغيرها من "أرشيفات المناخ" تؤكد أن المناخ الحالي غير مسبوق منذ 120 ألف عام على الأقل.