بوابة الوفد:
2025-12-04@04:00:07 GMT

رسائل ما يجرى فى سوريا!

تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT

قلنا ونعيد التأكيد أن ما جرى فى سوريا أو ما اصطلح على وصفه بالثورة السورية لم يكن أمرًا بعيدًا عن الشبهات رغم الفرحة الغامرة التى ألمت بالكثيرين جراء سقوط بشار الأسد. لم نقل ذلك حبًا فى الأخير فله من المساوئ والعيوب الكثير أيضًا، ولكن المسألة على النحو الذى تمت به كانت تشير الى أن أمور سوريا ستؤول إلى آخرين كان لهم المصلحة الكبرى فى وصول الأوضاع الى ما هى عليه الآن.

بعيدًا عن دلالة ما يجرى بشأن غياب تأثير عربى من قريب أو بعيد أو أن هذا التأثير يأتى فى مرتبة التابع، وهو أمر يكاد أن ينسحب على ما يجرى فى المنطقة ككل، فإن الساحة السورية الأن تبدو وكأنها مسرح معد لتنامى دور إسرائيلى أمريكى مشترك رغم ما قد يبدو من مناوشات بينهما تكشف عن أن الاختلاف فى مستوى الأهداف وليس حول هذه الأهداف، بمعنى أخر ان الخلاف لا يعدو كونه خلافًا تكتيكيًا ليس إلا. لقد أصبحت سوريا منطقة مستباحة لإسرائيل تفعل بها ما تشاء، وأتصور أن تل أبيب لو أرادت أن تدخل بقواتها دمشق لفعلت بعد أن كانت هذه الأخيرة من الحصون المنيعة، وكانت لها صلابتها فى مرحلة من مراحل الصراع مع إسرائيل.

وإذا كانت الأحداث التى تؤكد ذلك تعددت منذ وصول الشرع للحكم إلا أن ما حدث الجمعة الماضية كان وفق تقدير البعض الهجوم الأشد دموية حتى الآن، حيث أسفر عن مقتل 13 شخصًا فى قرية بيت جن جنوب غرب دمشق على يد القوات الإسرائيلية تحت زعم استهداف عناصر من تنظيم الجماعة الإسلامية. ويعزز ذلك الهجوم فرضية أن تل أبيب أصبحت ترى سوريا بأكملها منطقة عمليات مستباحة دون قيد أو شرط، حيث لا يوجد فى أى مواثيق دولية أو غير دولية ما يبيح قيام دولة بعمليات عسكرية على هذا النحو سوى وفق منطق القوة على النحو الذى يبدو فى سلوك ترامب مثلاً تجاه فنزويلا.

أما الرئيس ترامب فيبدو أنه يقوم بما يمكن وصفه «تسوية» الأوضاع فى سوريا على نار هادئة فى أسلوب ربما يبدو أكثر عقلانية ودهاء مما تقوم به تل أبيب، فالرجل لا يتوانى عن الإشادة بما يجرى هناك، ولا يوفر مرة يأتى فيها على ذكر الشرع دون ذكر مآثره، فضلًا عن قيامه باستقباله بترحاب غير عادى تجاوز ما يقوم به مع زعماء عرب آخرين من دول لها وزنها فى المنطقة، فيما يبدو لتطويع إرادة النظام هناك ودفعه فى المسار السياسى الذى ترسمه له دمشق. وقد وصل إنحياز الرجل- ترامب- لسوريا الى حد تحذير إسرائيل ما اعتبره مغبة زعزعة استقرار سوريا وقيادتها الجديدة.. فى طريقها نحو دولة مزدهرة!!

ربما تنطلى هذه الرطانة الإنشائية، التى لا يمل الرئيس الأمريكى من ترديدها بشأن القيادة السورية على البعض، غير أن الحقيقى والخلاصة فى كل ما يجرى أن ترامب يسعى وبجد وحماس ربما يفوق تل أبيب إلى ضم سوريا لحظيرة التطبيع مع إسرائيل، ولتطوى بذلك صفحة رئيسية فى الصراع العربى الإسرائيلى باعتبار أن أساسًا رئيسيًا من ذلك الصراع يأتى على خلفية احتلال إسرائيل لأراض سورية على رأسها الجولان المحتل.

الملحوظة المهمة هنا أن الحديث عن الجولان المحتل واستعادته حتى كشرط لإقامة علاقات طبيعية مع الدولة العبرية غائب عن الخطاب السياسى السورى. قد يرى البعض أن ما ورثه النظام الحالى من سابقه يفرض عليه قدرًا من التريث والعقلانية.. ولكن المسار الذى يسلكه لا ينبى بكثير من الخير.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات الفرحة الغامرة الساحة السورية ما یجرى تل أبیب

إقرأ أيضاً:

ترامب: من المهم أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحفاظ على حوار قوي وحقيقي بين إسرائيل وسوريا أمر بالغ الأهمية، مشددًا على ضرورة عدم قيام أي شيء قد يعرقل تطور سوريا إلى دولة مزدهرة.

وقال ترامب في تدوينة على منصة “تروث سوشيال” مساء الاثنين، إن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يعمل بجد لضمان تحقيق نتائج إيجابية، وأن تتمتع سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة.

وأضاف أن هذه فرصة تاريخية تساهم في تعزيز النجاح الذي تحقق بالفعل في سبيل السلام في الشرق الأوسط.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى رضا الولايات المتحدة عن النتائج التي تحققت بفضل العمل الجاد والعزيمة في سوريا، مؤكدًا أن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لضمان استمرار الحكومة السورية في تنفيذ خططها لتحقيق إنجازات جوهرية وبناء دولة مزدهرة.

كما أشار ترامب إلى أن إنهاء العقوبات القاسية ساعد سوريا كثيرًا، وأن القيادة والشعب السوري قدّروا هذا الدعم بشكل كبير.

سوريا.. وزارة الداخلية تعلن القبض على متزعم ميليشيا “الدفاع الوطني” في حلب

أعلنت وزارة الداخلية السورية، يوم الاثنين، إلقاء القبض على سامي أوبري، متزعم ما كان يعرف بميليشيا “قوات الدفاع الوطني” في محافظة حلب خلال حكم النظام السابق.

وقال قائد الأمن الداخلي في حلب، العقيد محمد عبد الغني، إن وحدات الأمن الداخلي وبالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة تمكنت من القبض على أوبري استنادًا إلى معلومات دقيقة، بعد متابعة ورصد تحركاته فور دخوله البلاد متسللاً.

وأضاف عبد الغني أن أوبري ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة طالت المدنيين، مشيرًا إلى أنه شارك في تأسيس الميليشيا عام 2012 وتولى قيادتها حتى عام 2017.

كما أشرف على سلسلة من الانتهاكات، شملت إقامة حواجز واعتقال مدنيين وتسليمهم للأجهزة الأمنية، ونهب ممتلكات المهجرين قسراً من مدينة حلب عام 2016.

وذكر البيان أن أوبري عين في أواخر 2017 مسؤولًا للعلاقات العامة في الميليشيا واستمر في التنسيق مع تشكيلات طائفية مرتبطة بالنظام السابق، قبل أن يفر إلى لبنان عقب تحرير مدينة حلب.

وأكد عبد الغني أن الجهات المختصة تواصل استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملف إلى القضاء لضمان محاسبته وفق القانون.

مقالات مشابهة

  • ترامب: من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا
  • "أكسيوس": ترامب يضغط على إسرائيل للتهدئة مع سوريا
  • مشيدًا بالرئيس الشرع.. ترامب يحذر إسرائيل من التدخل في سوريا
  • ترامب يحذر إسرائيل من أي خطوات تزعج سوريا
  • عاجل. ترامب يشيد بالشرع ويحذّر إسرائيل.. ما خلف رسالته غير المألوفة إلى تل أبيب بشأن سوريا؟
  • ترامب يحذّر إسرائيل من “التدخل” في سوريا / تدوينة
  • ترامب: من المهم أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا
  • عاجل. ترامب يحذّر إسرائيل من التدخل في سوريا
  • ترامب: من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي مع سوريا