موقع 24:
2025-05-29@03:59:24 GMT

بلومبرغ: حرب إسرائيل على غزة غير إنسانية وغير ذكية

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

بلومبرغ: حرب إسرائيل على غزة غير إنسانية وغير ذكية

قال الكاتب السياسي في شبكة "بلومبرغ" مارك تاشمبيون إن بايدن كان على حق في وصف حملة القصف الإسرائيلية على غزة بـ"العشوائية"، لأن ذلك أمر مهم من الناحية الأخلاقية وربما القانونية.

في بروتوكولات اتفاقية جنيف لسنة 1949 تعرف الهجمات العشوائية بشكل واسع للغاية، بالهجمات التي "قد يُتوقع أن تسبب خسائر عرضية في أرواح المدنيين".

ويوم الأربعاء، بدا أن الإدارة تراجعت عن بيان بايدن إذ قالت وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة، لم تحدد رسمياً، إذا كانت تصرفات إسرائيل عشوائية. صعوبة إحصاء الضحايا تثير المسألة قضيتين في غاية الصعوبة: إحصاء قتلى الحرب في الوقت الفعلي، وتحديد ما الذي قد يشكل قصفاً "عشوائياً" في حرب المدن الحديثة. علم الكاتب لأول مرة بمدى صعوبة احتساب عدد القتلى عند وصوله إلى رومانيا لتغطية آثار ثورة 1989. نشرت التقارير الإخبارية في وقت مبكر من القتال رقماً غامضاً وخاطئاً للتلفزيون الحكومي بلغ 60 ألف قتيل. وسرعان ما انخفضت التقديرات إلى 20 ألفاً ثم 4500، واليوم، رغم الشكـ يستقر العدد عند نحو 1100. ثم جاءت الحرب في يوغوسلافيا السابقة، حيث كان على المراسلين بشكل روتيني إحصاء الجثث المكدسة في الشاحنات والمستشفيات لتأكيد أو نفي المزاعمعن المذابح. وصلت تقديرات الضحايا في البوسنة إلى 280 ألفاً في الحرب بين 1992 و1995، وانخفضت إلى نحو 97 ألفاً عند توثيقها بعد ذلك. أرقام الضحايا الفلسطينيين

في غزة، أحصت السلطة الصحية التي تديرها حماس منذ البداية بانتظام الذين تقول إنهم يقتلون على يد الجيش الإسرائيلي، وهي تدرك تمام الإدراك أهمية ذلك في تآكل الدعم الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول). من المستحيل عملياً التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، لكن هذا لا يعني أنه يمكن تجاهلها، رغم انهيار الأنظمة.

Whether or not Israel's bombing in Gaza can be rated as “indiscriminate,” it is counterproductive, @MarcChampion1 writes https://t.co/X8Ay4Z9J7x via @opinion

— Bloomberg (@business) December 14, 2023

أولاً وقبل كل شيء، يرجع ذلك وفق الكاتب إلى أنه خلال عمليات التوغل السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة، ثبت أن عدد القتلى الذي أعلنته هيئة صحة حماس في الوقت الفعلي كان دقيقاً بشكل ملحوظ. ثانياً، ربما تسخر السلطات الإسرائيلية من فكرة تصديق كل ما تقوله حماس، ولكنها أيضاً لم تبذل أي جهد جاد لدحض هذه الأرقام.

وأخيراً، إن معدل الضحايا غير المسبوق بين موظفي الأمم المتحدة، في غزة والمستويات الهائلة من الدمار يوضحان أن عدد الوفيات بين السكان الفلسطينيين عموماً لا بد أن يكون مرتفعاً أيضاً.

السؤال الموالي

المسألة الموالية هي معرفة عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا بين إجمالي القتلى الذي بلغ 18205 حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) وإذا كانت هذه النسبة مرتفعة أم منخفضة مقارنة مع معارك مماثلة. أي بعبارة أخرى، معرفة إذا كان عدد القتلى المرتفع في غزة يتوافق مع التكتيكات العشوائية، أم أنه نتيجة حتمية لحرب المدن.

‘Indiscriminate’ or Not, Israel’s Gaza Bombing Isn’t Smart https://t.co/NDErGEDv8K

— Adam Cohen (@adamrcohen) December 14, 2023

تصر القوات الإسرائيلية على أنها تفعل أكثر مما يفعله أي جيش آخر، بما فيه جيش الولايات المتحدة، لتفادي المدنيين. وتقول إنها ترسل تحذيرات عبر الرسائل النصية، وتلقي خرائط الضربات، والمناطق الآمنة، و"تطرق" أسطح المنازل بعبوات صغيرة قبل تدميرها.

يحظى هذا الادعاء ببعض الدعم من المحللين العسكريين، بمن فيهم جون سبنسر المتخصص في حرب المدن في معهد الحرب الحديثة، في ويست بوينت.

الأرقام المتاحة

أكد الجيش الإسرائيلي منذ أسبوع، أن التقارير عن مقتل 5 آلاف من مقاتلي حماس حتى الآن كانت دقيقة تقريباً. إذا كان هذا صحيحاً، وبالنظر إلى ادعاءات حماس عن الضحايا في ذلك الوقت، فإنه يعني ضمناً مقتل مدنيين اثنين مقابل كل مقاتل.

وفي الموصل، وهي أقرب نظير حديث لما يحاول الجيش الإسرائيلي فعله في غزة، استغرقت القوات ذات الأغلبية العراقية 252 يوماً لتطهير المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 1.4 مليون نسمة، من مقاتلي داعش.
قُتل ما يصل إلى 10 آلاف مدني، وعدد مجهول من مقاتلي داعش وأكثر من 8 آلاف من قوات التحالف خلال العملية. وتتراوح تقديرات قوة داعش في بداية المعركة بين 3 آلاف و 12 ألفاً.

وبالتالي من المرجح أن عدد المدنيين الذين قتلوا مقابل كل مقاتل أقل من اثنين إلى واحد. لم تولد الخسائر في صفوف المدنيين في الموصل مستوى الغضب الدولي الذي سببته الخسائر البشرية في غزة، لأسباب ليس أقلها أن العراقيين في غالبيتهم هم الذين كانوا يقاتلون من أجل تحرير عراقيين آخرين من الاحتلال. ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل قوة احتلال، وليست قوة محررة.

معضلة.. 

حتى المقارنة مع الموصل قد تكون أقل تعبيراً بسبب الطريقة التي قتل بها المدنيون. وفق منظمة إيروورز غير الربحية في المملكة المتحدة. إن عدداً غير متناسب من القتلى لم يسقط على يد جنود مشاة عراقيين، ولكن بطائرات أمريكية وبريطانية، أسقطت آلاف الأطنان من المتفجرات على المدينة. والأهم من ذلك أنه كلما كانت المنطقة التي تقصف أعلى كثافة سكانية، زاد عدد الضحايا المدنيين، وغزة أكثر كثافة سكانية من الموصل.
وأوضح الكاتب أن المعضلة التي يواجهها القادة هي أنه دون قوة جوية، يكون القتال الحضري حازماً ومكلفاً للغاية بالخسائر في صفوف القوات. بالنسبة إلى روسيا في حلب السورية وماريوبول الأوكرانية، كان حل هذه المعضلة بسيطاً، تسوية المدن بالأرض. وحملات القصف التي شنها الحلفاء ضد ألمانيا واليابان، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية لم تحاول تجنب المدنيين، بل استهدفتهم على أمل أن يؤدي ذلك إلى كسر الرغبة في مواصلة القتال.

دمرت القاذفات الأمريكية والبريطانية وسط مدينة دريسدن وقتلت ما يصل إلى 25 ألف شخص خلال يومين فقط في فبراير (شباط) 1945، وهي المذبحة التي لم يكن لها تأثير يذكر على مسار الحرب.

نتائج عكسية

لذلك، تابع الكاتب، أن الجيش الإسرائيلي ربما فعل أكثر من غيره لتحذير المدنيين، لكن قد لا تكون لذلك أهمية. في مثل هذه المنطقة الصغيرة، لا توجد ملاذات آمنة حقاً لغير المقاتلين، لذلك لا بد من رفع المعايير.

وخلاصة القول وفق تشامبيون هي أنه سواء صنفت حملة الجيش الإسرائيلي "عشوائية" ضمن السياق الوحشي الدائم لحرب المدن، أم لم تصنف كذلك، فإنها تبقى حرباً غير إنسانية وستؤدي إلى نتائج عكسية. فهي تهدد بتحويل العالم ضد إسرائيل وبدفن ذكرى 7 أكتوبر، وبزرع التطرف في جيل جديد من المجندين المحتملين لحماس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

أولمرت : “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة

الثورة نت/..

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، إن “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة، مؤكداً أن العمليات العسكرية في غزة لن تُنقذ الأسرى .

وأكد أولمرت في تصريحات صحفية، أن دعوة وزراء إسرائيليين لتجويع سكان غزة وإبادتهم هي دعوة لجريمة حرب، دون أن يعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ذلك.

وأشار إلى أن توسيع الحرب لن تحقق أي غرض أو هدف عسكري، مؤكداً “وكلنا على يقين تام بأنه لا يوجد أي هدف يمكن تحقيقه يبرر الاستمرار في هذه العملية أو توسيعها”.

وقبل أيام، وصف أولمرت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهرا، بأنها “حرب عبثية وبلا أهداف”.

واعتبر أن هذه الحرب “يتم جرّها عمدا للتهرب من إنهائها، وللهروب من محاولة إنقاذ الأسرى”، مشيراً إلى أن أكثر من ألف من كبار العسكريين في “إسرائيل” يرون ضرورة وقف الحرب فورا لأنها بلا جدوى.

مقالات مشابهة

  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • أولمرت : “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل مستمرة في فرض المجاعة وتدفع المدنيين إلى فوضى مذلّة
  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • صادرات الساعات السويسرية تقفز 18% في أبريل قبل رسوم ترامب
  • مدريد/ الأناضول تباينت مواقف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره الألماني يوهان ديفيد فادفول، بشأن غزة، خلال لقائهما في مدريد. وفي المؤتمر الصحفي المشترك، الاثنين، بدا أن القاسم المشترك الوحيد بين ألباريس وفادفول هو تعريف حماس على أنها R
  • شركات الطيران الأجنبية التي ألغت أو أجلت رحلاتها إلى “إسرائيل” نتيجة الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غوريون”
  • المستشار الألماني: إسرائيل تؤذي المدنيين الفلسطينيين