البوابة نيوز:
2025-12-13@18:44:50 GMT

الحوار هو الحل

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

الأمة التي تفتقد إلى أدب الحوار وقواعده لا يمكن أن يعرف التقدم والتحضر إليها سبيلًا. ولقد حثت جميع الأديان السماوية على غرس قيمة أدب الحوار بين المختلفين؛ نظرا إلى أهميتها. وقديما قالوا "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"، كما قيل- أيضا- "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". هذه هي الأدبيات والقيم التي من المفترض أن تنشأ عليها المجتمعات الإنسانية.

ولعل المجتمع المصري- عبر تاريخه الطويل- يمثل نموذجا فريدا في تأكيد قيمة الحوار، واحترام آراء المختلفين معك. غير أنه في الفترة الأخيرة التي سيطرت فيها تيارات الإسلام السياسي بتصارعاتها وتحزباتها على المشهد المصري إلى حد كبير، إلى جانب عوامل أخرى بنيوية وثقافية، كل هذا أدى إلى تغير الخريطة الثقافية المصرية بعض الشيء، كما حدث زلزال عنيف ضرب بنسيج القيم الاجتماعية، والتي كان على رأسها قيمة أدب الحوار بين المختلفين. لذلك رأيت أهمية تخصيص عدد من المقالات للتعرض لمعالجة هذا الأمر الذي يعوق تقدمنا، بل يعيدنا إلى قرون فكرية مظلمة. ولقد زادت حل التشنج الحواري فيما بعد عام 2011، فخلال هذه الفترة أصبح الرأي يفرض بالقوة، قوة الصوت، وقوة الحشد، وقوة الأتباع، بدلا من قوة الحجج والبراهين والأدلة. أصبحنا مؤخرا نأمل أن نستدعي الحالة الحوارية والفكرية والعقلية التي كانت تسود المجتمع المصري بدايات القرن العشرين. نحن في أمس الحاجة لاحترام حق الاختلاف بين الشباب والشيوخ، (عمريا)، بين الرجال والنساء (جندريا)، وبين الطالب والأستاذ (فكريا)، وبين المسلم والمسيحي، والمسلم واليهودي (دينيا)، بل بين المسلم والمسلم (اعتقاديا)، وبين مشجعي الأهلي ومشجعي الزمالك (رياضيا). إلى غير ذلك من الثنائيات المجتمعية، التي تبدو مختلفة أحيانا، أو متناقضة أحيانا أخرى، وفي حقيقة الأمر هي ليست كذلك، بل هي ثنائيات كل طرف منها يكمل الطرف الآخر، بل كلٌ منهما في أمس الحاجة للآخر، إذ لا يستطيع أي منهما العيش دون الآخر، بل لا تكون للحياة متعة دون في وجود أي منهما دون الآخر. وسوف أستهل طرح أول هذه الثنائيات من خلال ثنائية الشباب والشيوخ.

ثنائية الشباب والشيوخ (1)

يحدد الموروث الشعبي المصري العلاقة بين الصغير والكبير، أو بين الشباب والشيوخ، من خلال قانونين شعبيين مهمين، يمثلان قيمتين اجتماعيتين بارزتين، أول هذين المثلين، يقول: "إن كبر ابنك.. خاويه"، فهذا المثل الشعبي يحدد طبيعة العلاقة بين الشباب والشيوخ، هذه العلاقة التي قد تكون أسرية، بين الأب وابنه، أو فكرية بين الأستاذ وتلميذه. وهي علاقة ينبغي أن يسودها احترام الأكبر سنا (الأب أو الأستاذ) للأصغر سنا (الابن أو التلميذ)، فلا يسفِّه الكبير من رأي الصغير، أو يحقر من شأنه أو دوره، بل عليه أن يدعمه، ويوجهه، ويفرح بنجاحه، وألا يعتبره خصما أو منافسا أو منازعا له، سواء داخل البيت أو الجامعة، أو في أي مكان يجمع بين هاتين الفئتين العمريتين. ويأتي ثاني هذين المثلين ليحكم علاقة الأصعر سنا بالأكبر سنا، فيقول المثل الشعبي: "العين ما تعلاش عن الحاجب". فهذا المثل موجه للشباب (مثل الأبناء أو طلاب العلم) بألا ينخدعوا بشبابهم أو طاقتهم، أو بما تحصلوه من معارف، لم تتح الظروف للكبار أن يتحصلوا عليها. فهذا المثل رسالة اجتماعية موجهة إلى الشباب بأن يحترموا الكبير ويوقروه، وألا يأخذهم الغرور فيسيئوا التصرف والتعامل معهم، فيهتز النسيج الاجتماعي، مما يهدد استقراره. على هذا النحو الفلسفة الشعبية طبيعة علاقة الصغير بالكبير، وكذلك الكبير بالصغير، فإذا كان أول المثلين يوجب استيعاب الكبير لهنات الصغير وطيشه وتمرده أحيانا، فإن ثاني المثلين يفرض على الصغير ضرورة احترام الكبير، وإن صدر منه ما يعكر صفو هذا الاحترام. مثل هذه العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل بين فئتي الشباب والشيوخ، تجعل المجتمع أكثر استقرارا، وقابلية لإقامة  حوار خلاق بينهما، يفيد منه المجتمع ككل، بدلا من حالة الصراع بين الأجيال التي يمكن أن تهدد أواصر المجتمع؛ حيث يحاول كل منهما إثبات ذاته، وأحقيته وأهليته. ولعل في حكاية "الملك اللي أمر بقتل العواجيز"، ما يرسخ لحالة الحوار، بدلا من الصراع بين الأجيال. وهو ما سنستكمله في مقالنا السابق. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أدب الحوار الأديان السماوية الشباب والشیوخ

إقرأ أيضاً:

مجمع اعلام الفيوم وجامعة الفيوم يؤكدان أن الشباب هم قلب مصر النابض بحضور نواب رئيس جامعة الفيوم والبرلمان 

نظم مجمع اعلام الفيوم بالتعاون مع جامعة الفيوم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة لقاءًا إعلاميًا بعنوان " الشباب قلب مصر النابض" بالمكتبة المركزية للجامعة وذلك في اطار حملة قطاع الاعلام الداخلي برعاية الكاتب الصحفي الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وتوجيهات الدكتور احمد يحي رئيس القطاع للتأكيد على دور الشباب ومواجهة الشائعات 
بحضور، الدكتورة منى الخشاب عضو مجلس الشيوخ، الدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتور شريف العطار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، محمد هاشم، مدير مجمع إعلام الفيوم، مروه ايهاب ابوصميدة مسئول الإعلام السكاني بالمجمع، عبد الناصر بكري مدير عام الإدارة العامة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
 

وقد قدمت اللقاء مروه ايهاب ابوصميدة مؤكدًة إنه يمثل تكاملا حقيقيا لتضافر جهود مؤسسات الدولة من اجل التأكيد على توجيهات القيادة السياسية التي ترتكز على الإيمان بدور الشباب كقاطرة للتنمية، وكونهم جيش مصر الناعم، وقلبها النابض، والدم الذي يسري في عروقها،مشددة على أهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة ونبذ الافكار الهدامة وتعزيز ثقافة التحقق من مصدر المعلومات قبل تداولها من اجل استقرار الوطن،
كما اشار محمد هاشم أن هذا اللقاء يأتي في إطار رؤية استراتيجية الهيئة العامة للاستعلامات والمبادرات التي تبنتها  لتعزيز المشاركة السياسية، والاجتماعية من خلال التواصل المباشر وتنظيم فعاليات تثقيفية مع الشباب في الجامعات والمدارس، والتفاعل معهم،  مما يعكس حرص الهيئة ودورها الوطني لخدمة جموع المواطنين والوصول لكافة شرائح المجتمع.
 

كما أعرب الدكتور عاصم العيسوي عن امتنانه لهذا اللقاء مشيرا إلى سعيهم الدائم من خلال هذه المؤسسة التعليمية العريقة إلى دعم الشباب وتمكينهم ليكونوا قادة التنمية وشركاء في بناء الوطن، والعمل على توجيه طاقاتهم وإبداعهم لتحقيق أهدافهم وخدمة أوطانهم باعتبارهم صناع المستقبل.
 

وأوضح الدكتور شريف العطار أن تنظيم مثل هذه الندوات التثقيفية يمثل حجر الزاوية في بناء جيل واعٍ ومثقف سياسيًا، قادر على المشاركة الإيجابية والواعية في الحياة العامة مع إيمان العطار بضرورة الاستثمار في الشباب مع توفير تعليم جيد وتدريبهم على المهارات القيادية والتقنية ومن أجل خلق فرص عمل والمساهمة في ريادة الاعمال والابتكار.
 

وفي سياق متصل اعربت الدكتورة منى الخشاب عن ايمانها بان الشباب هم الثروة الحقيقية والعمود الفقري الذي يُبنى عليه المستقبل فهم قوة دافعة للتغيير ومصدر للطاقة حيث يتميز الشباب بالطاقة الجسدية والعقليه فهم قوة التغيير والابتكار.

 

وأشارت الخشاب أن الشباب يمتلك القدرة على مواجهة التحديات الأجتماعية والسياسية والاقتصادية والسعي لإيجاد حلول جذرية والمساهمة في التنمية الاقتصادية،كما دعت الخشاب الشباب إلى ضرورة الحفاظ على القيم والتراث وحماية الهوية الوطنية وتبنى سلوكيات ايجابية في ظل التغيرات الثقافية والعولمة، وضرورة الحفاظ على النسيج الوطني وعدم الانصياع للشائعات  و لا بد من الانخراط في الحياة السياسية والعمل التطوعي ومنظمات المجتمع المدني، كما القت الضوء على نماذج الشباب الناجح في مصر في مجال العلوم رياده الأعمال والتكنولوجيا والمجال الرياضي، وايضا نماذج شبابية إسلامية، وأوضحت الخشاب كيفية تمكين الشباب وهو  أحد المحاور الرئيسية في رؤية مصر 2030 لتشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأختتمت الخشاب كلمتها بان نهضة الأمم مرهونة بمدى إدراكها لأهمية الشباب وتوفير الفرص التي تسمح لهم بالإسهام الكامل في بناء وطنهم فإذا كان الماضي هو اساس الحاضر فإن الشباب شعلة المستقبل التي تنير طريق التقدم والازدهار.

 

 

 

 

 

 

مسنة عمرها 85 عامًا على كرسي متحرك تتحدى المطر للإدلاء بصوتها بلجنتها في طامية الفيوم 235070 235062 235066 235056 235068 235064 235048 235058 235060 235050 235046 235043 235052 235054

مقالات مشابهة

  • المحكمة عن سوزي الأردنية: خطر على الشباب وتروج للفساد والرذيلة
  • قنا تنظم ماراثون شبابي احتفالًا باليوم العالمي للتطوع|صور
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • بطلة تجديف نادي المعادي تتوج بالذهب في سباق Alpha X بالمتحف المصري الكبير
  • عرس جماعي لـ 42 عريسًا وعروسًا في ميفعة عنس بذمار
  • برنامج ثقافي مصاحب لبطولة المصارعة وزيارة الجامع الكبير بصنعاء
  • ورش توعية لمواجهة الإدمان والشائعات ضمن القوافل التعليمية بالإسكندرية
  • مراكش تستضيف برنامج الحوار الإسلامي الإفريقي العربي بمشاركة ليبية
  • مجمع اعلام الفيوم وجامعة الفيوم يؤكدان أن الشباب هم قلب مصر النابض بحضور نواب رئيس جامعة الفيوم والبرلمان 
  • مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية اسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (24)