القاهرة-(رويترز) – شرعت مصر اليوم الخميس في مسعى جديد لوقف القتال بين الفصيلين المتحاربين في السودان واحتواء الأزمة الإنسانية، مستغلة قمة لدول الجوار في إحياء الجهود الدولية لاحتواء الحرب. ودعا زعماء الدول السبع المجاورة للسودان في بيان مشترك طرفي الصراع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وناشدوا دول المنطقة ألا يتدخلوا في الصراع، واتفقوا على تيسير توصيل المساعدات.
كما حذروا من احتمال تفكك دولة السودان أو “تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها”. ودعوا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالمساعدات التي تم التعهد بها الشهر الماضي. واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات
الدعم السريع في العاصمة الخرطوم في أبريل نيسان وأذكى تصاعدا حادا في أعمال العنف في ولاية دارفور المضطربة كما نشب قتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ونزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص انتقل منهم 700 ألف إلى البلدان المجاورة التي يعاني معظمها من الفقر والصراع. وحذرت الأمم المتحدة من أزمة جوع متزايدة. ويجد الجيش الذي يعتمد على الضربات الجوية والقصف المدفعي صعوبة في طرد
قوات الدعم السريع من مواقعه في أنحاء الخرطوم. وتوسطت الولايات المتحدة والسعودية في عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السودان، لكنهما علقتا المحادثات في جدة بسبب انتهاكات من طرفي الصراع. واستضافت إثيوبيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري قمة إقليمية لدول شرق أفريقيا لكن الجيش السوداني قاطعها متهما كينيا، الراعي الرئيسي، بالتحيز. وقال دبلوماسيون إن أولويات مصر التي حافظت على علاقات وثيقة مع الجيش السوداني تشمل إعادة تأكيد وجودها في ملف تشعر أن الجهود الإقليمية الأخرى استبعدتها منه، وأيضا منع وصول الدعم عبر الحدود إلى قوات الدعم السريع. وقال مصدران أمنيان مصريان إن خطة مصر تستهدف تحقيق وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وفتح مسارات لنقل المساعدات من خلال عقد اجتماعات مع الجيش وزعماء القبائل، مستندة إلى العلاقات طويلة الأمد. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة على “ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا والعمل على الحفاظ على سيادة ووحدة السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم استقرار أو أمن السودان بل والمنطقة”. مفاوضات السد ولم يحضر الاجتماع ممثلو قوات الدعم السريع والجيش السوداني. لكن مجلس السيادة الحاكم في السودان برئاسة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قال إنه يرحب بالنتائج وأن الجيش مستعد لوقف القتال إذا أوقفت قوات الدعم السريع الهجمات على المواقع المدنية والحكومية وتوقفت عن قطع الطرق والنهب. ورحب بعض الزعماء المشاركين في القمة بالمبادرة المصرية فيما يبدو لكنهم عبروا عن أملهم في تنسيقها مع جهود دبلوماسية أخرى. ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى موائمة عمليتي القاهرة وجدة مع المبادرة الإقليمية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) التي تم الإعلان عنها في وقت سابق هذا الأسبوع. وقال أبي “أود أن أؤكد أن مثل هذه العمليات، بما في ذلك قمة اليوم، يتعين أن تلتئم مع المبادرة الحالية التي وضعتها إيجاد وتلك المدعومة من الاتحاد الأفريقي”. وشوهد أبي أحمد وهو منخرط في محادثة حيوية مع السيسي ومسؤولين مصريين كبار آخرين مع بدء جلسة مغلقة للقمة. ووصف مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس أمس الأربعاء محاولات الوساطة بأنها “دبلوماسية طوارئ”. وقال إن قوات طرفي الصراع استخدمت وقف إطلاق النار السابق لتعديل مواقعها. وأضاف “ما زال كلا الطرفين المتحاربين يعتقد أن بوسعه الانتصار في الحرب لذا يقبلان المبادرات الدبلوماسية حين يعتقدان أنها قد تساعدهما في تحقيق أهدافهما”. وتوترت العلاقات بين مصر وإثيوبيا في السنوات الأخيرة بسبب الخلاف على سد عملاق شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق. والتقى الزعيمان أمس الأربعاء قبل القمة، بعد أن قال أبي أحمد الأسبوع الماضي إنه سيبطئ الملء الرابع للسد ويضمن حصول السودان ومصر على ما يكفي من المياه في خطوة تصالحية. وبعد القمة، أصدرت مصر وإثيوبيا بيانا قالتا فيه إنهما ستبدآن مفاوضات عاجلة للانتهاء من اتفاق يتعلق بالسد في غضون أربعة أشهر.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
قوات الدعم السریع
الجیش السودانی
فی السودان
فی الصراع
إقرأ أيضاً:
"أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
الخرطوم- اتهمت شبكة أطباء السودان، الأربعاء 28 مايو 2025، قوات الدعم السريع، باعتقال 178 شخصا في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور (غرب).
وقالت الشبكة (غير حكومية)، في بيان: “اعتقلت قوة من الدعم السريع، 178 شخصا، بينهم كادر طبي، بمدينة الضعين، بولاية شرق دارفور، ضمن حملتها للتجنيد القسري للمدنيين”.
وأضافت أن “الدعم السريع” حاولت “إرغامهم على القتال في صفوفها، وعقب رفضهم، خيرتهم بين القتال إلى جانبها أو دفع فدية لإطلاق سراحهم”.
الشبكة، أدانت “عمليات الاعتقال القسري والزج بالمدنيين في الصراع والدفع بهم إلى صفوف القتال بطريقة تخالف كل القوانين الإنسانية والدولية”.
وعبَّرت عن أسفها لـ”اقتياد كادر طبي ضمن المعتقلين، وتخيير أسرته بين دفع الفدية أو الدفع به في صفوف القتال”.
ودعت الشبكة، المجتمع الدولي إلى “الضغط على الدعم السريع لإيقاف هذه الممارسات التي تتنافى مع كل الأعراف الدولية”.
وحتى الساعة 16:40 “ت.غ” لم تعقب “الدعم السريع” على بيان شبكة أطباء السودان.
والسبت، أعلنت الإدارة المدنية التابعة لـ”الدعم السريع” في شرق دارفور حالة الطوارئ والتعبئة العامة بالولاية.
وجاء هذا التطور في أعقاب تقدم الجيش السوداني مؤخرا في ولايات كردفان الثلاث المتاخمة لولاية شرق دارفور.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بحوالي 130 ألفا.
وفي 21 مايو/ أيار الجاري، أعلن الجيش اكتمال استعادة السيطرة على ولاية النيل الأبيض (جنوب)، في أعقاب إعلان مماثل بشأن ولاية الخرطوم، حيث توجد العاصمة.
أما في الولايات الـ16 الأخرى، فلم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، و4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور.