تتسم المشاركات في المعرض الدولي إكسبو 2023 الدوحة للبستنة بالثراء والتنوع كماً ونوعاً. وتظهر هذه المشاركات نجاح اللجنة المنظمة للمعرض الذي يقام في حديقة البدع بقلب الدوحة حتى 28 مارس من العام المقبل، في تعزيز حضور «عيالنا» بالفعاليات والإسهام بإيجابية في اطلاع زوار المهرجان عليها وبما تحمله من قيم فنية وتراثية تعبر عن تاريخ وحضارة المجتمع القطري ذي المرجعية العربية الإسلامية، وتبرز مشاركة «عيالنا» في الفعاليات كونهم حملة تراث الأجداد والهوية القطرية إلى المستقبل.

 
كانت اللجنة المنظمة للمعرض قد أعلنت قبل أيام من انطلاقه في 2 أكتوبر الماضي، عن وجود اهتمام خاص يدعم مشاركات «عيالنا» في الفعاليات والأنشطة المصاحبة، وهو ما تحقق بالفعل في أكثر من نشاط يرتبط معظمه بالتراث الوطني. 
في هذا السياق يقدم الجناح القطري وجبة تراثية وثقافية دسمة لزوار المنطقة الدولية بالمعرض ويتصدره إلى جانب رقصة السيف «العرضة»، رقصات «لمراداه» وجلسات «الحزاوي الحكائية» ويعتمدان بالأساس على مشاركة إيجابية «لعيالنا» من الفتيان والفتيات خاصة في رقصة «لمراداه» النسائية التي تبهر زوار الجناح الذين وجدوا أنفسهم أمام تراث أهل قطر في الأعياد والمناسبات الوطنية والتاريخية والاجتماعية.
وتضفي مشاركة «عالينا» في «الحزاوي» حالة من التصالح والتناغم مع تراث الشعبي الذي تركه الأجداد وفق تقاليد متعارف عليها هي أن يرتدي الجميع الثياب التراثية كنوع من التفاعل مع القصص المقدمة ومعايشة زمن الأولين الذين عاصروها.
وبجوار  حكايات «الحزاوي» التاريخية تفرض فعاليات «لمراداه» وجودها، وتؤديها فتيات يرتدين الحلي التقليدية والملابس التراثية بألوانها الزاهية وتطريزاتها المميزة، ويتزين بنقوش الحناء، وأكاليل الريحان والياسمين يرددن بالأغاني الشعبية والأهازيج التراثية.  
ويمتد نشاط «عالينا» في فعاليات مهرجان إكسبو 2023 الدوحة إلى الخيام التراثية «العنة» بالمنطقة الثقافية لتعريف زوار المعرض بأهم الحرف التراثية التقليدية، كما يشاركون في التعريف بهذه الحرف القديمة للأجداد مثل السدو، بجانب فعالية تلاقي الرمال، وهى عبارة عن أنشطة ممتعة للأطفال أقل من 7 سنوات بجانب لعبة «الدامة» الشهيرة.
وتحتل الألعاب الشعبية القطرية مكانة متميزة داخل «عنة إكسبو» ويقدمها بصورة يومية عيالنا المشاركون في فعاليات المعرض الدولي تعريفاً بالتراث القطري. 
ويؤدي عالينا هذه الألعاب وسط متابعة كبيرة من زوار المعرض على اختلاف جنسياتهم سواء كانوا مقيمين أو زوار. 
ويأتي في صدارة هذه الألعاب، «الدحروج» ويلعبها الصبيان وكل منهم يمسك عصا يدحرج بها عجلة، والفائز فقط هو الذي يستطيع دحرجة العجلة لأطول مسافة ممكنة، وتعتبر هذه اللعبة في زمان الطيبين أشبه بسيارة أو دراجة الأحلام. وكان الأهالي يستخدمونها كطريقة لتعليم الأطفال المشي.
وتأتي لعبة «القيس» وهي عبارة عن مربعات مرسومة على الأرض بالطبشور أو الحصى، ويضع الأطفال رقماً على كل مربع، ويرمي أحد اللاعبين حصاة لتصل إلى مربع، وبعدها، يقفز برجل واحدة للوصول إلى هذا المربع، مع الحفاظ على التوازن أثناء القفز. كانت هذه اللعبة تلعب بأكثر من طريقة.
وتحظى  لعبة «طاق طاق طاقية» بمكانتها بين الأجيال الجديدة، حيث يواصلون أداء هذه اللعبة كمجموعة بجلوس الجميع على شكل دائرة على الأرض، بينما يقوم شخص واحد بمسك طاقية ويدور حول الآخرين وهو يغني أغنية خاصة باللعبة. وبعدها، يضع هذا اللاعب الطاقية خلف ظهر أحد اللاعبين، ويبدأ بالركض محاولاً الجلوس على الأرض قبل أن يمسكه اللاعب الآخر.
كما يلعب عالينا لعبة «التيلة» بكرات كريستال الواحدة بحجم حبة الكرز، ويمسك اللاعب بكرة إما بالسبابة والإبهام أو بالسبابة والوسطى. ومن ثم يرمي هذه الكرة باتجاه الكرات الأخرى بطريقة لولبية على أرض منبسطة وتشبه إلى حد بعيد لعبة البولينج.
ولم تقتصر مشاركات الأطفال في الفعاليات على القطريين وإنما امتدت إلى أبناء جنسيات أخرى منها الجالية الصينية الذين يقدمون موسيقى شعبية ورقصات تراثية لزوار معرض للأعمال الخزفية والفنية الصينية المستمد من التراث غير المادي الصيني مرتدين أزياء ذات ألوان ذهبية وأورجوانية على وقع معزوفات ورقصات تراثية بديعة تعبر عن تراث وحضارة بلاد التنين. 
يشار إلى أن اللجنة المنظمة للمعرض الدولي «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة حرصت على أن تكون الهوية القطرية حاضرة في المعرض، مثلما كانت حاضرة وبقوة في كافة الفعاليات والمنتديات الكبرى التي استضافتها البلاد على مدار سنوات طويلة مع الأخذ في الاعتبار إتاحة الفرصة للمشاركات الدولية الهادفة لإثراء هذا الحدث العالمي الكبير، وهو ما تحقق بالفعل في الأيام الماضية من عمر الإكسبو.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 إکسبو 2023 الدوحة

إقرأ أيضاً:

نصفهم في غزة.. مقتل 67 صحفيًا خلال تأدية مهامهم خلال 2025

قُتل 67 صحفيًا خلال تأدية مهامهم أو بسبب طبيعة عملهم خلال سنة في العالم، نصفهم تقريبا في قطاع غزة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية، بحسب حصيلة عام 2025 التي أصدرتها منظمة "مراسلون بلا حدود" يوم الثلاثاء.

وشهد عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم بين الأول من ديسمبر 2024 والأول من الشهر عينه سنة 2025، ارتفاعًا في ظل الممارسات الإجرامية للقوات المسلحة، نظامية كانت أو غير نظامية، وعصابات الجريمة المنظمة"، بحسب المؤسسة التي تعنى بالدفاع عن حرية الصحافة، وتؤكد في تقريرها أن "الصحفيين لا يموتون بل يًقتلون".

أخبار متعلقة مقتل طاقم طائرة عسكرية سودانية بعد تحطمها خلال محاولتها الهبوطانتشال جثامين 15 شهيدًا من مقبرة مؤقتة بمستشفى الشفاء في غزة503 صحفيين مسجونين

وذكرت "مراسلون بلا حدود" بوضع 503 صحفيين مسجونين راهنًا في 47 بلدًا (بينهم 121 في الصين و48 في روسيا و47 في بورما)، كما أحصت المنظمة 135 صحفيًا مفقودًا، بعضهم منذ أكثر من 30 سنة، و20 صحفيًا مختطفًا.

وكانت "مراسلون بلا حدود" أحصت عام 2023 مقتل 49 صحفيًا، في حصيلة هي من الأدنى المسجلة خلال السنوات العشرين الماضية، لكن حرب إسرائيل في غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 أعادت رفع الحصيلة عامي 2024 (66 بحسب أرقام محدثة) و2025 (67).

وقالت المدير التحريري للمنظمة آن بوكانديه في تصريحات لوكالة فرانس برس: "هذا هو المآل الذي يفضي إليه كره الصحفيين، هذا هو مآل الإفلات من العقاب".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مقتل 67 صحفيًا خلال تأدية مهامهم أو بسبب طبيعة عملهم نصفهم في غزة - BBC

وتابعت: "الرهان الفعلي اليوم يقضي بأن تعيد الحكومات التركيز على مسألة حماية الصحفيين ولا تجعل منهم في المقابل أهدافًا".

جيش الاحتلال أسوأ عدو للصحفيين

وأكدت "مراسلون بلا حدود" أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي هو أسوأ عدو للصحفيين"، مع مقتل 29 متعاونًا مع وسائل إعلام خلال الأشهر الاثني عشرة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية خلال تأدية مهامهم، و220 على الأقل منذ أكتوبر 2023، مع إضافة هؤلاء الذين قضوا خارج إطار نشاطهم المهني.

وفي حين ينبغي حماية الصحفيين كالمدنيين في مناطق النزاع، اتُهم جيش الاحتلال مرارًا باستهدافهم عمدًا، ولقد أصبح موضع شكاوى لجرائم حرب في هذا السياق.

ونددت المدير التحريري للمنظمة بميل الاحتلال إلى "التشهير" بالصحفيين "لتبرير الجرائم".

وأكدت أنه "ما من رصاص طائش، هو فعلًا استهداف متعمد للصحفيين لأنهم ينقلون إلى العالم ما يحصل في هذه المناطق".


مقالات مشابهة

  • الكشري المصري.. كيف تحول من وجبة شعبية إلى تراث عالمي؟
  • طبق المصريين الشعبي يخطف الأضواء عالميا.. الكشري تراث إنساني معتمد
  • لجنة تراث مطروح تقيم مسابقة للشعر الشعبي بمناسبة ذكرى معركة وادي ماجد
  • مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا
  • مدن المستقبل.. الإنسان والهوية والاستدامة
  • تراث حضرموت يصل العالمية: الدان الحضرمي على قائمة اليونسكو
  • المصنوعات التراثية السعودية تستوقف زوار "مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل"
  • نصفهم في غزة.. مقتل 67 صحفيًا خلال تأدية مهامهم خلال 2025
  • جناح شرطة أبوظبي يستقطب زوار قمة «بريدج 2025»
  • المصنوعات التراثية السعودية تستوقف زوار “مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل”