ماذا يحدث في غزّة؟
إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
مهند طلال الأخرس من الأردن يكتب لنا من زاويته “ماذا يحدث غزة”؟
حين استشهد المستشفى ونام ضمير العالم
#مهند_طلال_الاخرس/الأردن
طائرات أمريكية فوق سماء #فلسطين تحمل الموت وعلم إسرائيل، تخرق السماء وتجوب الأجواء، تبحث عن غايتها في حرب إبادة تستهدف القتل والتهجير…
تُشمّ رائحة #الموت المنبعثة من صواريخها وقنابلها التي تطلقها عن قرب.
تصيب نيرانُها بيوتَ السّكان الآمنين فيسقط الأطفال والنساء والشيوخ وتدمَّر الشوارع وتهدَّم البيوت على رؤوس أصحابها في مشهد دامٍ يراه كلّ سكان المعمورة.
يهرع كلّ من سَلِمَ لإنقاذ من يصرخون من تحت أكوام الرّكام.. ينجو من لم تستطع قنابل الاحتلال الوصول إليه ويصعد إلى السّماء العدد الأكبر…
بالعادة تُهرع سيارات الإسعاف لنجدة المنكوبين … لكن هذه المرّة لم تتحرّك سيارات الإسعاف؟!
كان القصف قد استهدفها وقتل طواقمَها… يُهرع المواطنون ومن تبقى على قيد الحياة لنجدة من كتبت لهم النجاة أو أخطأتهم صواريخ الاحتلال، يبحثون بين الركام عن أنفاس مخنوقة وسط غبار كثيف وبصيص أمل.. تتعالى الأصوات وتبدأ الصرخات، ثمّة أنين يأتي ويروح… إنّه تحتنا، هنا لا بل هناك! افسحوا المجال أزيلوا الركام من هنا! جاء صوت من بعيد …احذروا وانتبهوا لعلّ الطائرات تعود من جديد!!
يردّ آخر لا مجال للانتظار ثمّة أصوات تنبعث من تحت الركام.. تكاثرت الجموع وتقدمت أكثر وأكثر اعتلّت أكوام الركام تبحث عن مصدر الانين..
صاح أحدهم هنا هنا، أنا اسمعهم بوضوح!
تتشارك الأيدي الكثيرة بإزاحة الركام تتّضح الصورة أكثر وينقشع الغبار..
أولادي.. أولادي!!
هنا هنا، إنّها امرأة!! صاح أحد المنجدين..
ساعدوني يا جماعة.
تخرج امرأة من تحت اكوم الركام وهي تصيح أولادي أولادي! وتأبى أن تُسعف قبل البحث عن أطفالها..
تُحمَل على الأكتاف وهي تتمتم:
أسمع صراخ أحدهم أرجوكم أعيدوني.. دعوني أرجع إليهم، دعوني أبحث عنهم أو أموت بينهم..
تستجيب الجموع لرغبات الأمّ الثكلى وصياحها..
تسكب على رأسها رشّات من المياه علّها تزيل شيئا من الغبار الذي يملؤها من رأسها لأخمص قدميها.. تظهر ملامح وجهها المهشم والجريح.. يتعرّف عليها أحدهم، ولا يهمّك يا أم عايد كلّنا ولادك..
تصيح في وجهه: أولادي! أولادي تحت الردم وكمان حجابي!!
يخلع أحدهم قميصه ويغطّي به رأسها..
عادت أم عايد تضرب على صدرها وتصرخ: أولادي أولادي…!!!
انصاعت الجموع لصرخاتها فأسندتها لأقرب جدار تبقّى وبقيت يدها تشير إلى الركام وهي تصرخ أولادي أولادي..!!
وجد المنقذون أحدهم.. كان أنينه مسموعا والغبار قد انقشع.. وصلت يد المنجدين له، هلّلوا وكبروا..
نهضت الأم الثكلى مستندةً على الجدار وأكتاف من يحيطون بها.. وسارت أقدامها المترنِّحة باتّجاه الركام… تلقّفت ابنها وحوطته بنوبات من البكاء وصرخات من العويل.. كان مصابا والدماء تنزف منه وبالكاد تُعرف ملامحه.. أوصلها أحدهم إلى سيّارة هُرعت للنّجدة وأوصلهم إلى أقرب مستشفى [المعمداني] وهناك سلمته أمّه لأطباء الطوارئ وطلبوا منها الانتظار …
بعد دقائق وخرج الطبيب محاولا طمأنتها وتهدئة روعها قائلا: هناك أمل، لكننا بحاجة إلى بعض الوقت… إن شاء الله الأمور تكون بخير…
هدأ بالها لبرهة ثمّ سرعان ما علت صرخاتها مجدّدا: أولادي أولادي…!! وانطلقت باتّجاه بوابة المستشفى حتّى وجدت السيارة التي أوصلتها.. لحقت بها بعض النسوة يهدّئن من روعها. كانت تمسك برقبة صاحب السيارة وهي تصرخ أولادي أولادي…!
طلب منها صاحب السيارة بمساعدة النسوة المتحلِّقات التحلّي بالصبر وأن تهدِّئ من روعها..
بقيت المرأة تصيح أولادي أولادي…!!
لوهلة اعتقد الجميع أنّ المرأة تهذي أو أصابها مسّ أو صرع من هول ما حدث…!
بعض النسوة التقطن حروف الكلمات المبعثرة المنطلقة من فم المرأة الثكلى، وجمعن أشلاء الكلمات والتقطن سرّ ذلك الهذيان.
-لديها أطفال آخرين ما زالوا تحت الركام، تريد الذهاب إليهم…!
يُهرع صاحب السيارة التي زَجّت بنفسها فيها وهي تندب وتولول.. وسريعا انطلقت السيارة عائدة نحو مكان القصف حيث منزل أم عايد المهدّم.. غادرت أم عايد وتركت خلفها صدى وجعها ودعوات النسوة التي تغصّ وتمتلئ بهنّ ساحات المستشفى المعمداني في غزّة…
وصلت أم عايد مدخل حارتها حيث المربع السكني المهدّم، ترجّلت من السيّارة وسارت بأقدامها العارية فوق أكوام الركام، كان المسعفون والمواطنون ورجال الدفاع المدني قد انتشلوا كافة أفراد الأسرة من تحت الأنقاض.. كانوا كلهم شهداء…!
دارت الدنيا في عيون أم عايد حتى غابت عن الوعي.. وحين استفاقت.. سألت عن طفلها الذي أودعته مستشفى المعمداني… لم يُجبها أحد، صرخت وولولت وهي تقول: أولادي أولادي.. وحين لم يُجبها أحد.. أُغشي عليها مجدّدا وحين استفاقت ثانية علمت بهول ما جرى؟؟
كان طائرات الاحتلال قد قصفت مستشفى المعمداني حيث أودعت طفلها الناجي الوحيد للعلاج.. كان طفلها قد صعدت روحه إلى السماء برفقة خمسمائة آخرين جُلّهم من الأطفال الذين لاذوا بساحات المستشفى والكنيسة المحاذية طلبا للأمن والأمان، وللاحتماء من رائحة الموت المنتشرة في سماء غزّة على يد طائرات الموت الإسرائيلية الحُبلى دائما بالصواريخ والقنابل والفسفور الأبيض والحقد الأسود والموت الزؤام. مقالات ذات صلة الصمت الكافر 2023/12/19
إحدى الكاميرات التلفزيونية التقطت اللحظة وعلى وقع المجزرة سألت أمّ عايد عمّا جرى، فقالت:
“كان هناك أمل صغير، هذا ما أخبرني به الطبيب عن طفلي، ذهبت لأطمئن على من بقي من أبنائي تحت الأنقاض، وجدت أرواحهم قد فاضت إلى السماء…وعدت، وحين عدت لم أجد لا طفلي، ولا الطبيب، ولا المستشفى… كان الجميع قد استشهد.”!!
استشهد المستشفى… استشهد المستشفى.. كلمات أخذت طريقها على لسان أم عائد وملأ صداها أرجاء المكان ووصل مداها مسامع كلّ انسان؛ لكن بقيت الأكفّ فارغة يمتلئ بها ماء الوجه وقلّة الحيلة ولسان حالها يقول:
“لقد أسمعت لو ناديت حياّ … ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت … ولكن أنت تنفخ في رماد”
كانت الكاميرا لازالت تجول وتصور وترصد ما يحدث ويجري في ساحة المستشفى من هرج ومرج وصيحات التكبير وموجات الغضب المختلط بالبكاء والعويل… كانت الأشلاء مبعثرة، جلّها لأطفال بعمر الورد لم يبقَ منهم إلا رائحةَ الموت وبعض الأشلاء وعمود غبار يتصاعد نحو السماء.. لعلّه يحمل أرواحهم أو يشكي أمرهم إلى ربّ السّماء..
استشهد المستشفى… استشهد المستشفى كلمات جرت على لسان تلك المرأة الثكلى وبقي صداها عالقا بالأثير علّها تهزّ ضمير العالم أو تلامس نخوة المعتصم… فلا هي هزّت ضمير العالم ولا لامست نخوة المعتصم، جلّ ما حدث جرح جديد في الجسد الفلسطيني، ونُدبة أخرى على جبين الإنسانية، ووصمة عار أخرى تضاف إلى سيرة الاحتلال الملطَّخة بالدّم والحافلة أصلا بقاموس لا يعجز أن يستولد كلّ يوم اسما وفعلا جديدا لمجزرة أو محرقة أو حرب إبادة شاملة.
استشهد المستشفى…استشهد المستشفى… كلمات خرجت من فم ام عائد وصل مداها سائر ارجاء الارض وطاف وعاد حيث أم عايد… وحين عاد كان صوت أمّ عايد قد ابتلعته المجزرة.
رحل عايد وإخوته وصوت أمّه وكلّ من ساقه الرصاص والهلع إلى المستشفى… ففاضت الجثث وطافت الشظايا وغرقت الأحلام في ساحة المستشفى [المعمداني] ونام العالم كما ينام دائما بعد كلّ مجزرة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: فلسطين الموت استشهد المستشفى أولادی أولادی ماذا یحدث فی غز ة من تحت
إقرأ أيضاً:
الخرطوم تنهض من تحت الركام
الخرطوم تنهض من تحت الركام (2-3)
المحقق – محمد مصطفى المامون
قلت في الحلقة الأولى من هذه التقارير، إني عدت إلى الخرطوم القديمة منذ منتصف يوليو الماضي وطفت أرجاء محليات الولاية الـ7، و وجدت أن محليات الخرطوم وشرق النيل و أم درمان والخرطوم بحري، عبارة عن قرية كبيرة يكسوها الظلام وتغطيها غابات الحشائش و استوطنت فيها الأمراض وحاصرتها التفلتات وتوالدت فيها الحشرات ونواقل الأمراض ليلاً ونهاراً، وأن هذا الحال بدأ يتغير منذ نوفمبر الماضي.
العود أحمد:
عادت الخرطوم أولا من بوابة الأمن، بالانتشار الواسع للشرطة والحملات المتواصلة للقوات النظامية المشتركة وسيارات النجدة والمرور المتواجدة في أرجاء المدينة، وما يعزز ذلك القول هو ظاهرة نوم الشباب خارج المنازل وفي “الحيشان”.
المياه:
و اشتغلت محطات مياه مهمة مثل المقرن وسوبا وبحري والحلفاية و الشجرة وجبل أولياء و المنارة وغيرها، فغطت مدن وأحياء عديدة بنسبة تجاوزت الـ 60 في المئة، إذ ما زالت مناطق وأحياء في الخرطوم وجبل أولياء وشرق النيل وبحري تعاني من الشح والانعدام ، خصوصاً جنوب الحزام ومناطق الامتداد والصحافة والديم السجانة.
الصحة:
حين تعود الخدمة تعود الطمأنينة، والمجهودات في إعادة تشغيل المؤسسات الصحية والمستشفيات والمراكز الصحية بائنة وواضحة، فقد عادت مراكز بعدد من الأحياء إلى الخدمة بكفاءة معقولة تناسب حجم السكان الموجود،
فَفي أسبوع واحد فقط عادت مستشفى الذرة إلى الخدمة واستقبلت في اليوم الأول 40 حالة بحسب الإحصائيات الرسمية، والأعمال جارية في مستشفيات الأسنان والشعب والأطفال، والتي سبقتها مستشفيات التميز بالامتداد والطوارئ بجبرة وإبراهيم مالك بالصحافة، وهذه تجري فيها أعمال الصيانة على قدم وساق وكذلك بن سيناء بالعمارات ومركز القلب بأركويت.
وفي ذات الأسبوع أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم، عبر الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية، إعادة تشغيل ثلاثة مراكز صحية مهمة هي:(السلمة جنوب – دار المصطفى – حمد النيل) ، بعد اكتمال الصيانة والتأهيل.
كما اكتملت أعمال صيانة مركز الرخاء الصحي بدعم مكتب الوالي ومساهمة منظمتي جسمار وبلان.
وتقول الدكتورة ريم عبد المنعم إن هذه العودة ليست تشغيلًا لمبانٍ، بل إحياء لمسار وقائي وعلاجي سيحسّن الوصول للخدمة في كل محليات الولاية.
الشباب والرياضة:
حين تبدأ الرياضة يبدأ النهوض
في الديوم، حيث الصمود الشعبي ضرب أروع الأمثلة خلال الحرب، شهدت المحلية ختام بطولة شباب الكرامة بحضور قيادات المحلية.
وفي خطاب مؤثر، أكد المدير التنفيذي عبد المنعم البشير أن صمود شباب المنطقة وحفاظهم على مجتمعهم كان حصنًا منيعًا في وجه التمرد.
المرحلة القادمة — كما قال — ستشهد عودة تدريجية للكهرباء والخدمات الصحية
الأسواق:
عادت إلى الخدمة أسواق السجانة والحرية و الشجرة و المحلي والمركزي والميناء البري والعشرة والمنطقة الصناعية والغالي والشرقي والرميلة وباشدار ، و نوعاً ما السوق الشعبي، إلى جانب مواقف المواصلات في جاكسون والاستاد والعربي وأبو حمامة والميناء البري والمركزي والصينية
عودة أسواق الأحياء:
لا يمر يوم على أحياء الخرطوم إلا وتنفتح أبواب لبقالة أو صيدلية أو مطعم أو محال تجارية
َوأعلنت محلية الخرطوم إعادة قرب افتتاح سوق أبو حمامة للبيع المخفض، كأول سوق يعود للعمل ضمن منظومة الأسواق المخفضة التي كانت حاضرة قبل الحرب.
ووإضافت إنه سيتم اعتماد التجار السابقين، وتحديد أسعار تركيزية واضحة، واستقطاب شركات ومنتجين لتوفير سلع مباشرة للمواطنين.
صورة قلمية:
الشاهد الأبرز عودة متصاعدة للمواطنين بإحياء الخرطوم خصوصاً أحياء غرب الخرطوم وأقصى شرق الخرطوم حيث تلحظ بوضوح حركة الشارع والأحياء في الشجرة والعزوزاب والرميلة والقوز والديم والسجانة، ومربعات محدودة في الصحافة والامتداد وأركويت وشرقا الجريف والبراري وناصر
مشاهد أخرى تقع ضمن مجهودات اللجنة العليا لتأهيل الخرطوم تبدت باتساع دائرة العمل في إحياء المتنزهات وشواهدها في ذلك حدائق 6 أبريل والرياض والساحة الخضراء والمطاعم السياحية حيث بانت أعمال اللجنة العليا في هذه الميادين والساحات وان لم تكتمل بعد لأسباب سنتاولها لاحقاً.
إيضا يلاحظ اكتمال الأعمال في تأهيل شوارع وطرق رئيسية شملت شارع المطار والستين والنيل ويجري العمل في صيانة شارع الغابة وتضمنت أعمال التأهيل الإنارة والانتر لوك والكيرفستون وطلاءها بألوان زاهية جديدة مع ظهور بارز للوحات الاعلانية رغم السلبيات التي صاحبتها والتي سنعرضها في الحلقة الأخيرة
الجامعات:
والملفت للانظار أيضا العمل الكبير والمتسارع في إعادة تأهيل الجامعات الحكومية والخاصة إيذانا ببداية الدرسة فيها مثل جامعات الخرطوم والنيلين والسودان، والتي استقبلت طلابها وبدأت الدراسة فيها، وتزدحم مراكز امتحانات جامعة السودان في الغربي والجنوبي بالطلاب والطالبات
وتستعد كلية الموسيقى والدراما التابعة لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لتخريج دفعة جديدة من طلاب الدراما بعرض 16 مشروع تخرج من مسرح الكلية الذي طالته أيدي الخراب، فيما ستبدأ بقية الجامعات نشاطها في ديسمبر الجاري إنفاذا لتوجيهات وزير التعليم العالي وبعودة الجامعات، وستشهد الخرطوم حركة اكثر كثافة لعودة المواطنين حيث ان العديد من الأسر كانت في انتظار هذه الخطوة لتحزم امتعتها للعودة للديار…
. ….
الخرطوم تنهض
..
الان فقط منذ الأول من ديسمبر يمكن القول إن الخرطوم تنهض من تحت الركام
الخرطوم تنهض من تحت الركام (3-3)
المحقق – محمد مصطفى المامون
قلت في الحلقة الثانية من التقارير إن الخرطوم نهضت من تحت الركام من بوابة الأمن وتدفق المياه وعودة المستشفيات والمراكز الصحية بقدر يكفي تعداد السكان بوضعهم الراهن، و تسارع وتيرة انتظام المدارس والجامعات والأسواق ومواقف المواصلات
معالم النهضة:
نهضت الخرطوم بالجهد الرسمي والجهد الشعبي مسنوداً بالعمل الطوعي الدولي والمحلي والمهارات الفردية هنا وهناك، إلى جانب حضور القوات المسلحة من كل إتجاه
التدافع:
والمراقب لحالة الخرطوم هذه الأيام يلحظ تدافع السكان في الأحياء التي دخلتها خدمات الكهرباء بما يعني إن عودة الكهرباء تعني تشجيع المواطنين بالعودة إلى ديارهم وتعني تراجع الجريمة والسرقات وتعزيز الأمن كما هو الحال في الكلاكات وأبو آدم والشجرة والحماداب ومربعات في الصحافة وإركويت وجبرة ويثرب وغيرها
ملف الكهرباء:
على الرغم من الجهد المبذول لاستعادة خدمات الكهرباء، إلاّ إنه من الواضح إن المساحات التي تحتاج إلى أن تشملها التغطية ما تزال كبيرة،
إذ هناك أحياء مثل اللاماب بحر أبيض و الرميلة ماتزال تعيش في الظلام وتعتمد على مجهود الخيرين الذين وفروا طاقات للمساجد وإنارة عدد من الشوارع
اللاماب بحر أبيض المقابلة للمدرعات، والتي قدمت عشرات الشهداء واستهدفتها المليشيا بالتدمير الممنهج والسرقات المتواصلة.
المظهر العام:
هناك أماكن ازدخام السكان في الرميلة واللاماب بحر أبيض ماتزال بعيدة عن خدمات الولاية إذ ماتزال الأعمدة والأسلاك على الأرض تنتظر مَن يقوم بإماطتها عن الطرقات.
المظاهر السالبة ماتزال ماثلة فعربات الكارو تحوم محملة بالأحطاب وبعض ممتلكات المواطنين وفيها كل ما خف وزنه، محمولاً في شوالات.
هواجس:
ومع التدخلات التي أجرتها أجهزة الرقابة وحماية الأراضي الحكومية بإزالة المساكن العشوائية تنامت هواجس الخوف عن مصير سكان تلك المناطق إن لم تستعجل حكومة الولاية في إيجاد البدائل والتعوضيات بموجب القانون، فالمراقبة وحدها لن توقف السكان العشوائي.
صحة البيئة:
وفيما يلي البيئة واضح أن مجهوداً بذل في تنظيف مصارف المياه وإزالة الحشائش والسيارات ومخلفات الحرب، غير أن صحة البيئة تشكل ثغرة تحتاج إلى مضاعفة الجهد لردمها، إذ مايزال البعوض يتهدد الناس في الفضاء وداخل المساكن والأحياء ليلاً ونهاراً وبدأت الحميات تنتشر من جديد
نبض الحياة:
حركة البيع والشراء والعودة التدريجية للبنوك جعلت العملية التجارية تنبض بالحياة خصوصا في مناطق الكثافة السكانية والأسواق كما هو الحال في أسواق السجانة الشجرة
التكافل:
من المظاهر الإيجابية التي أفرزتها تجربة الحرب وتؤكد التماسك الأسري هي التسابق في التكافل الاجتماعي والشعبي بعدد من الأحياء بالخصوص أحياء البراري، الحماداب، الامتداد، والصحافة، اللاماب ناصر، اللاماب بحر أبيض، الشجرة، و الرميلة والقوز وغيرها.
مناظر جديدة:
ومن المناظر المبهحة انخراط الشباب والشابات في مشروع النقد مقابل العمل الذي تموله أحدي المنظمات الدولية، وبالمقابل فشلت المحليات في حشد طاقات الشباب فيما يلي نظافة الأحياء ومساعدة إدارات الكهرباء الانتظام في الحراسات الليلة ومساعدة الشرطة المجتمعية
آخر القول:
وأخيرا يمكن القول إن الخرطوم نهضت من تحت الركام وتنتظر السلطات الحكومية جهداً مضاعفا بإعادة وضع الأولويات على أرض الواقع.
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)2025/12/12 إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع2025/12/12 وداع إفريقيا في “أقصر حرب في التاريخ”!2025/12/11 «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار2025/12/09 السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09 ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل”2025/12/07شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير الخرطوم تنهض من تحت الركام (1-3) 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن