مسقط- الرؤية

نظمت أمس وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الدورة التدريبية للكوادر الصحية، بهدف تعزيز القدرات الوطنية للكشف عن حالات الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية للتعامل مع حالات الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN) والاستجابة لها.

رعى افتتاح الدورة التي تستمر لمدة 5 أيام سعادة جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان، بحضور عدد من المسؤولين بوزارة الصحة وجمع من المشاركين والمدعوين.

ويشارك في هذه الدورة عدد من المختصين بدوائر الصحة العامة ومراقبة ومكافحة الأمراض والصحة البيئية والمهنية ومركز السموم ومكافحة الإشعاع، وأطباء خدمات الطوارئ والمختصين بالطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية  في مؤسسات  الرعاية الصحية (قسم الطوارئ، الأطباء، الممرضون، الفنيون) وفريق إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة، بالإضافة إلى أصحاب العلاقة من خارج القطاع الصحي ذوي الاختصاص من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهئية البيئة وهيئة تنظيم الخدمات العامة، وممثلين وخبراء من إقليم شرق البحر المتوسط كمحاضرين ومدربين ، وخبراء من وزارة الصحة الذين استعرضوا ما قامت به وزراة الصحة في هذا الخصوص لحالات الطورائ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

وتسعى الدورى إلى تعزيز قدرة الدولة على رصد واكتشاف والاستجابة للأحداث/حالات الطوارئ المتعلقة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية؛ وتعزيز قدرات المهنيين الطبيين على الإدارة السريرية لحالات المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية؛ وتعزيز قدرات مرافق الرعاية الصحية لمواجهة حالات الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

وتُعقد ورشة العمل التدريبية لتوفير العناصر الأساسية حول كيفية اكتشاف حوادث المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والاستجابة لها وتوفير الرعاية الطبية للأشخاص المعرضين بشكل مفرط، بما في ذل: المساهمة في بناء قوة عمل مدربة في حالات الطوارئ، والمساهمة في توفير رعاية طوارئ آمنة وقابلة للتطوير.

وتضمن اليوم الأول من البرنامج التعريف بحالات الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN) واللوائح الصحية الدولية (2005) وتقييم المخاطر للفرد والمجتمع، كما استعرضت وزارة الصحة منظومة إدراة الحالات الطارئة.

واليوم، من المقرر أن يتم التركيز على الحالات الطوارئ البيولوجية إقليميا ودوليا، واستعراض الأعمال التي تقوم بها وزارة الصحة فيما يخص مراقبة ومكافحة الأمراض، إضافة إلى استعراض تجـربة الوزارة خلال جـائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى محـاكاة عـملـية.

وسيركز البرنامج في اليوم الثالث على حالات الطوارئ الكيميائية إقليميا ودوليا، وستستعرض وزارة الصحة تجربة مركز السموم بالوزارة ومركز الاتصال، وسيكون هنالك تدريب عملي في نهاية اليوم للموضوع، أما اليوم الرابع فيركز على حالات الطوارئ الإشعاعية إقليميا ودوليا مع استعراض وزارة الصحة للأعمال التي تقوم بها بالشراكة مع القطاعات الحكومية ذات الاختصاص، وستكون هناك تجارب عملية في نهاية اليوم للموضوع، كما يشهد اليوم الخامس تنظيم ورشة عمل تدريبية للكواد  الصحية والطبية لعملية لبس وخلع وسائل الوقاية الشخصية من مخاطر طورائ الصحة العامة في المستوى (ج) لوسائل الوقاية الشخصية في مؤسسات الرعاية الصحية.

وتشهد فعاليات البرنامج تنظيم ورشة عمل من خلال نهج تشاركي، وستتضمن مجموعة متنوعة من المنهجيات التفاعلية بما في ذلك العروض التقديمية المستهدفة، الأعمال الجماعية والمناقشات، جلسات عملية.

ومن المتوقع أن يخرج البرنامج بعدد من التوصيات مثل: ضرورة تعزيز القدرات الوطنية لرصد الأحداث/حالات الطوارئ المتعلقة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية واكتشافها والاستجابة له، وتعزيز استعداد مرافق الرعاية الصحية بشكل أفضل لحالات الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: العبور إلى حكومة الكفاءات

بعد شهور من الترقب والتعقيدات السياسية، أعلن رئيس الوزراء د. كامل إدريس أمس استكمال تشكيل “حكومة الأمل”. هذه الحكومة، التي تأخر تشكيلها نتيجة تعقيدات التوازنات السياسية والمجتمعية، الحدث مثل لحظة فارقة بما عكسه من محاولات جادة لإعادة هيكلة الدولة وإعادة ثقة السودانيين في مؤسساتهم.

تشكيل هذه الحكومة لم تكن سهلة، إذ كان على رئيس الوزراء الموازنة بين متطلبات تمثيل القوى المسلحة، والضغوط المناطقية، وأولوية الكفاءة، مع ضرورة إشراك الشباب والنساء ، ما جعل عملية اختيار الوزراء معقدة ومرهقة. بدأ واضحًا أن التحدي الأكبر يكمن في الجمع بين الكفاءة والتمثيل السياسي والاجتماعي دون الإخلال بتوازنات حساسة، وهو ما انعكس في طول فترة التشكيل وتغير بعض الأسماء حتى اللحظة الأخيرة.

من أبرز سمات الحكومة الجديدة تعيين الدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرة لشؤون مجلس الوزراء، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات، أن تتبوأ امرأة هذا المنصب الحيوي. هذا التعيين بجانب أنه رمز للتمثيل النسائي، مثل خيارًا استراتيجيًا مبنيًا على الخبرة المهنية، إذ تمتلك الدكتورة لمياء سجلًا متميزًا في التخطيط الاستراتيجي والتنمية وقضايا المرأة، مما يعزز من قدرات الجهاز التنفيذي على التنسيق والعمل المؤسسي المتناغم.

في وزارة الخارجية أثار تعيين السفير عمر صديق الكثير من النقاش، بسبب عدم منحه حقيبة الخارجية كاملة. الرجل يمتلك خبرة دبلوماسية ضخمة تمتد من سويسرا إلى بكين، ولديه سجل حافل في التعامل مع المنظمات الدولية. في ظل حاجة السودان الملحة إلى تحرك خارجي مكثف لإعادة التموضع إقليميًا ودوليًا. وسط حديث عن رغبة رئيس الوزراء تولي الحقيبة بنفسه هذا إن صدق فإنه يظهر خلل بنيوي قد يؤدي إلى إرهاق القيادة التنفيذية، ويُفقد السياسة الخارجية الدور المطلوب، خاصة وأن الملف الخارجي يحتاج إلى قيادة متفرغة ذات خبرة وحيوية لاستعادة العلاقات الدولية وبناء سردية متماسكة عن موقف السودان من الحرب.

من ثم يظل خيار ترفيع عمر صديق لتولي حقيبة الخارجية متوازنًا أكثر، إذا لم يتراجع رئيس الوزراء عن توليها بنفسه، وهو خيار يعكس الحاجة إلى كفاءة مهنية متخصصة في الوقت الراهن.

كذلك برز حضور واضح للكفاءات الفنية، حيث أسندت وزارة الطاقة إلى المهندس المعتصم إبراهيم الذي يحمل سيرة مهنية حافلة، حيث شغل في السابق منصب المدير العام لشركة “شل” العالمية في السودان، قبل أن يُنتدب إلى جنوب أفريقيا مديراً عاماً لها بجوهانسبرغ، ما أكسبه خبرات نوعية في إدارة ملفات الطاقة والبترول على المستويين الإقليمي والدولي.

كما يترأس إبراهيم حالياً مجلس أمناء جامعة شندي، مما يعكس تداخله بين الجوانب الأكاديمية والتطبيقية، ويمنحه رؤية متوازنة بين الإدارة، والتطوير المؤسسي، وتوطين المعرفة.

كذلك تولى المهندس أحمد الدرديري غندور القادم من قطاع الاتصالات وزارة التحول الرقمي والاتصالات، في ظل إدراك متزايد لدور التكنولوجيا الحديثة في تحديث مؤسسات الدولة وتعزيز الاقتصاد الرقمي. يمتلك الشاب غندور خبرة تتجاوز 17 عامًا في قطاع الاتصالات، ويُعد متخصصًا في إدارة أمن المعلومات والتقنيات الحديثة.

على صعيد التعليم، جاء الدكتور التهامي الزين حجر إلى الوزارة من مقاعد الاستاذية حيث كان يشغل رئيسا لقسم الكيمياء بجامعة بحري ، ما يؤشر إلى استمرارية جهود إصلاح القطاع التعليمي الذي تأثر بالحرب، بينما أُسندت وزارة الشباب والرياضة إلى البروفيسور أحمد آدم، في محاولة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع المهم في بناء الطاقات الوطنية وتوجيه الشباب.

من الناحية التنظيمية، يشكل دمج بعض الوزارات مع أخرى تحديًا جديدًا، إذ تتطلب هذه الخطوة إعلانًا واضحًا للمهام والاختصاصات الموكلة إلى كل وزارة، لتجنب الازدواجية وتحقيق التنسيق الفعال بين الجهات المختلفة. ففي وقت شهدت فيه الحكومة دمج وزارات عدة مثل وزارة الري والزراعة وزارة الخارجية والتعاون الدولي، يبقى الإعلان عن اختصاصات كل وزارة خطوة حاسمة لضمان وضوح الأدوار، وتقليل التعقيدات البيروقراطية، وتسريع تنفيذ البرامج والخطط الحكومية.

ومع ذلك، لا تزال حقيبتي البيئة والخارجية بانتظار الحسم الكامل، ويُرجح أن تُمنح وزارة البيئة لشخصية نسائية لاستكمال تمثيل المرأة ضمن التشكيل الوزاري، مما يعكس التزامًا ملموسًا بتعزيز دور المرأة.

بحسب #وجه_ الحقيقة فإن عبور حكومة الكفاءات الوطنية نحو الأمل يمثّل لحظة تاريخية في مسار الانتقال السياسي لبلادنا، حيث تتقدّم الكفاءة على المحاصصة، وتُعلّق الآمال على قدرة الحكومة في تجاوز الأزمات التي تواجه السودان. إن اكتمال التشكيل الوزاري لا يكفي بذاته، بل يُعدّ بداية لاختبار حقيقي لفعالية هذه الكفاءات في تحويل الإرادة السياسية إلى نتائج ملموسة على الأرض. وتبقى المعيارية الحاسمة لنجاح هذه الحكومة في قدرتها على بناء مؤسسات فاعلة بجانب استعادة الثقة الشعبية، وإرساء أسس دولة العدالة والتنمية والسلام . فالأمل في واقعنا اليوم لم يعد شعارًا ، بل استحقاقًا يتطلب الرؤية، والشفافية، والعمل المسؤول.
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الثلاثاء 29 يوليو 2025م [email protected]

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ… محاضرة تفاعلية حول إدارة الكوارث
  • مركز عمليات الطوارئ الصحية يوجه بإسناد مباشر لولايات دارفور وكردفان
  • استقبال 222 حالة طارئة خلال 24 ساعة بمستشفى الطوارئ الجديد بجامعة سوهاج
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: العبور إلى حكومة الكفاءات
  • الخدمات الصحية والتطور الملحوظ
  • الصحة السورية تبحث تعديل المرسوم الناظم لعمل المنشآت الصحية الخاصة
  • وزارة الصحة تبحث مع سفير الهند تعزيز التعاون في تأهيل الطواقم الطبية
  • الآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئة
  • الشباب والرياضة تنفذ ورشة لمدربي برنامج تعزيز قدرات السلطات المصرية في قضايا العنف ضد المرأة
  • الإجهاد الحراري.. الصحة توجه نصائح للمواطنين لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع حرارة الطقس