الإشادة بالدحدوح والشهيد أبو دقة تتصدر يوما تضامنيا لصحفيي مصر
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
القاهرة- طالب يوم تضامني في نقابة الصحفيين بمصر، مساء الثلاثاء، بحق مصور قناة الجزيرة الشهيد سامر أبو دقة، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة بقطاع غزة، مشيدا بشجاعة زميله مراسل القناة وائل الدحدوح.
وتحول اليوم التضامني مع الصحافة الفلسطينية في مقر النقابة وسط القاهرة، إلى مناسبة للإشادة بأيقونات الصحافة، لاسيما أبو دقة والدحدوح، ودورهما في كشف جرائم إسرائيل، وسط حديث عن توجه لإطلاق معاهدة تضمن سلامة الصحفيين أثناء النزاعات والحروب، وفق تصريحات خاصة حصلت عليها "الجزيرة نت".
وشهد اليوم التضامني مع الصحافة الفلسطينية مشاركة مصرية وفلسطينية واسعة، ومؤتمرا صحفيا حضره نقيب صحفيي مصر خالد البلشي، وندوة بعنوان "التهجير خط أحمر"، إلى جانب أنشطة فنية وغنائية.
وسبق أن تم ترشيح وائل الدحدوح في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري من قبل مجلس أمناء جائزة الصحافة المصرية، التابع لنقابة الصحفيين المصريين، لنيل جائزة حرية الصحافة المصرية.
وعلى هامش اليوم التضامني، قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في حديث مع الجزيرة نت، إن "الشهيد سامر أبو دقة، كان مصورا خارقا وخدوما لجميع الصحفيين"، وأوضح أن "الجهد متواصل مع نقابة الصحفيين المصريين والاتحاد الدولي للصحفيين لملاحقة قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية"، مؤكدا أن النقابة الفلسطينية جهزت كامل الملفات القانونية التي تدين قادة الاحتلال الاسرائيلي.
وحذر أبو بكر من أن "ما حدث مع وائل الدحدوح وسامر أبو دقة، يمكن أن يحدث الفترة القادمة ولكن بصورة أكبر، كأن تحدث مجزرة كبرى ضد الصحفيين الفلسطينيين".
وقال مدير البرامج والسياسات بالاتحاد الدولي للصحفيين منير زعرور، في حديث للجزيرة نت، إن الاتحاد الدولي سيتقدم في الفترة المقبلة بمبادرة جديدة لإقرار معاهدة تضمن سلامة الصحفيين أثناء النزاعات والحروب عبر الأمم المتحدة.
وأوضح أن هذه المبادرة تلقى دعما من بعض الدول، معربا عن تمنياته "أن تلقى دعما من جميع الدول، حتى نحافظ على الكلمة وحريتها"، مناشدا الدولة المصرية المشاركة في التوقيع على هذه الاتفاقية.
وأوضح زعرور أن الاتحاد الدولي يتعاون مع النقابتين الفلسطينية والمصرية لضمان سلامة الصحفيين الفلسطينيين، وملاحقة القتلة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال وكيل نقابة الصحفيين المصريين محمد سعد عبد الحفيظ في حديث للجزيرة نت إن "ترشيح الدحدوح لجائزة حرية الصحافة هو تقدير نقابي له، وهو يعد نموذج الصحفي الميداني كما يجب أن يكون".
وأشار إلى أن "الدحدوح بات رمزا للصحافة العربية، فهو صحفي جسور يعود كل مرة ليمارس عمله ومهنته ودوره في إيصال الحقيقة، رغم ما يتعرض له من إرهاب صهيوني واستهداف مباشر، طاله وأهله وزميله بالعمل بشكل متعمد".
كما قالت ابنة عمة الشهيد سامر والقيادية في الجبهة الشعبية مريم أبو دقة للجزيرة نت إن "الصحافة الفلسطينية باتت سلطة أولى لا سلطة رابعة، فقد وصلت إلى كل مكان".
وأضافت أن "ما صنعه الدحدوح وسامر، ومن قبلهما شيرين أبو عاقلة، إنما هو تجسيد حي لعظمة الدور الصحفي في معركة التحرير الفلسطينية، وفي مواجهة الإعلام الغربي الصهيوني".
وأكدت أبو دقة أن "الرواية الفلسطينية وصلت هذه المرة إلى الغرب، الذي يسيطر عليه التحالف الدولي الداعم لإسرائيل، وأثبت الصحفيون الفلسطينيون بالصوت والصورة كافة الحقائق، ووصلت موثقة للجميع في الشرق والغرب".
وأشادت أبو دقة بدور الجزيرة في تغطية الأحداث في فلسطين، قائلة إن "الجزيرة تقدم الحقيقة والصورة الشاملة، ولذلك كان الثمن باهظا من شيرين أبو عاقلة لسامر أبو دقة ثم إصابة وائل الدحدوح"، مشيدة أيضا بتكريم الدحدوح.
قال عضو مجلس نقابة الصحفيين بمصر محمد خراجة للجزيرة نت "إن الدحدوح يقدم صورة مهمة للصحفي البطل، القابض على الحقيقة، الذي لم تفت في عضده الضربات من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وإيصال صوتها للجميع".
وأضاف خراجة أن "الصحافة الفلسطينية في مرحلة تاريخية، تدفع فيها ثمن تمسكها بالحقيقة في مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية، والعاقبة لها في نهاية المطاف".
وقال رئيس لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين المصريين علي القماش للجزيرة نت "إن الإعلام الفلسطيني أعطى درسا للعالم كله، الذي يملك أدوات تكنولوجية ومهارات وتدريبات أكثر منه، وتفوق عليه وجعله صفرا على الشمال".
وحول تكريم الدحدوح، أوضح القماش أن "هذا أفضل اختيار؛ لأنه صار نموذجا عالميا للصحفي الذي ضغط على جميع أوجاعه من أجل أن يوصل صوت القضية الفلسطينية بمهنية عالية جدا".
وأشار رئيس لجنة الأداء بنقابة الصحفيين المصريين إلى أن "استهداف قناة الجزيرة منذ شيرين أبو عاقلة ثم سامر أبو دقة، هو استهداف للحقيقة".
وخلال مؤتمر صحفي على هامش يوم التضامن، قال نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، إن "اغتيال سامر أبو دقة جريمة حرب، واستهداف للحقيقة والسردية الفلسطينية التي نجحت ووصلت إلى العالم".
واستنكر البلشي "تصاعد أعداد شهداء الصحفيين الفلسطينيين وسط صمت عالمي وإصرار الكيان الصهيوني على عدم وصول الحقيقة للعالم".
وأكد أن "ترشيح الدحدوح لجائزة حرية الصحافة المصرية قبل أيام، هو تكريم لكل الصحافة الفلسطينية، ولجسارة هذا المهني الذي يواصل عمله تحت القصف رغم ما أصاب أسرته وفريق عمله".
وشهد اليوم التضامني ندوة بعنوان "التهجير خط أحمر"، حذر خلالها الخبير الإستراتيجي عمرو الشوبكي، من "استمرار الانحياز الأميركي مع الاحتلال الإسرائيلي، بما يجعلها دولة فوق القانون الدولي والشرعية الدولية".
وأوضح أن "الضغوط الشعبية والإنسانية لم تعد تؤدي فقط إلى تبني السردية الفلسطينية في الغرب، بل أصبح لدى العرب في الغرب رسالة سياسية أوسع، تتحدث عن أهمية وجود نخب بديلة في المجتمع الغربي".
وقال الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عبد العليم محمد "إننا أمام مخطط إجرامي كبير، يحتاج إلى التلويح بأوراق أكبر مما يحدث الآن من الدول العربية، بشكل قد يصل إلى التلويح بتعليق العمل بالمعاهدات والاتفاقيات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نقابة الصحفیین المصریین الصحفیین الفلسطینیین الصحافة الفلسطینیة الیوم التضامنی الفلسطینیة فی وائل الدحدوح سامر أبو دقة الشهید سامر للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
مستشفى الشفاء وغزة ساوند مان يعززان رصيد الجزيرة 360 من الجوائز العالمية
حققت منصة الجزيرة 360 إنجازا جديدا يضاف إلى سجلها الحافل بالجوائز العالمية، حيث حصد فيلمان وثائقيان من إنتاجها جوائز مرموقة في مهرجان لاتيتيود السينمائي ببريطانيا. فقد فاز فيلم "مستشفى الشفاء" بالجائزة الفضية، بينما توج فيلم "غزة ساوند مان" بالجائزة الذهبية، في تأكيد جديد على جودة وتميز المحتوى الذي تقدمه المنصة وقدرتها على المنافسة في المحافل الدولية.
وفي هذا السياق، صرح جمال الدين الشيال، مدير إستراتيجية المحتوى بمنصة الجزيرة 360، قائلا: "إن فوز فيلمي "مستشفى الشفاء" و"غزة ساوند مان" بهذه الجوائز المرموقة هو شهادة على التزامنا الراسخ بتقديم قصص إنسانية مؤثرة تسلط الضوء على القضايا الهامة، وخاصة القضية الفلسطينية. نحن نؤمن بقوة السرد القصصي في إحداث التغيير وزيادة الوعي، وسنواصل جهودنا في إنتاج محتوى عالي الجودة يعكس الواقع ويمنح صوتا لمن لا صوت لهم. هذه الجوائز هي تقدير لجهود فريق عمل مبدع ومخلص، وهي دافع لنا للمضي قدما في رسالتنا الإعلامية".
ويقدم فيلم "مستشفى الشفاء"، الذي نال الجائزة الفضية، توثيقا بصريا مؤثرا للأحداث التي شهدها مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال العدوان الإسرائيلي. ويروي الفيلم قصصا إنسانية للطواقم الطبية والمرضى الذين عاشوا تحت الحصار والقصف، مسلطا الضوء على التحديات الهائلة التي واجهوها وصمودهم الأسطوري في وجه الظروف القاسية. ويعد الفيلم شهادة حية على حجم المعاناة والدمار الذي لحق بالقطاع الصحي في غزة، ودعوة قوية للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
إعلانأما فيلم "غزة ساوند مان"، الحائز على الجائزة الذهبية، فيأخذ المشاهد في رحلة فريدة من نوعها عبر عالم مهندس الصوت "محمد ياغي"، الذي يوثق من خلال عمله أصوات الحياة والموت في غزة. يرصد الفيلم أصوات القصف والدمار، ولكنه في الوقت نفسه يلتقط أيضا أصوات الصمود والأمل والحياة التي لا تزال تنبض وسط الركام، ما يعكس أهمية الصوت كأداة توثيقية قادرة على نقل المشاعر والقصص الإنسانية بصدق وعمق.
ويعد مهرجان لاتيتيود السينمائي منصة دولية مرموقة تحتفي بصانعي الأفلام المستقلين من جميع أنحاء العالم، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال التي تتميز بالأصالة والإبداع. وتكتسب جوائز المهرجان أهمية كبيرة نظرا لتنوع الأعمال المشاركة وقوة المنافسة، مما يجعل فوز "الجزيرة 360" إنجازا مهما على الساحة الوثائقية الدولية.
ويأتي هذا الفوز ليعزز رصيد "الجزيرة 360" من الجوائز العالمية، إذ سبق للمنصة أن نالت جوائز مرموقة مثل "تيللي" العالمية، وجائزة "أنهار" في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان، وجوائز "بيبودي"، وجائزة "شورتي"، وغيرها، ما يعكس التزامها الدائم بتقديم محتوى إعلامي هادف وعالي الجودة يعالج قضايا جوهرية تهم الجمهور العربي والعالمي.