مفاوضات مكثفة في مجلس الأمن لتجنب فيتو أميركي على قرار بشأن حرب غزة
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
تجري مفاوضات مكثفة في مجلس الأمن الدولي قبل تصويت متوقع في وقت لاحق، صباح الأربعاء، على مسودة قرار بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في مسعى لتجنب "فيتو" أميركي.
وكان من المفترض التصويت على القرار صباح أمس الاثنين، لكنه أُجِّل 3 مرات، لإتاحة الفرصة لمزيد من المفاوضات ومحاولة تفادي فيتو أميركي جديد.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في الأمم المتحدة لـ"العربي الجديد" إن إحدى نقاط الخلاف تتعلق بالقفرة الرابعة بالمسودة التي تشير إلى إنشاء الأمين العام للأمم المتحدة لآلية مراقبة في قطاع غزة مزودة بالأفراد والمعدات اللازمة، تحت سلطة الأمين العام. ومن غير الواضح ما إذا كان الجانب الأميركي لا يريد إنشاء الآلية بتاتاً، أو أنه يريد تقليص مهامها.
واستخدمت الولايات المتحدة حتى الآن الفيتو مرتين ضد مشاريع قرارات حول الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وفي المقابل، اعتمدت الجمعية العامة قرارات مشابهة في نصوصها لتلك التي لم يجرِ تبنيها في مجلس الأمن، بسبب الفيتو الأميركي، لكن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانوناً للدول الأعضاء، كما قرارات مجلس الأمن.
من جهته، شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، على أن عمليات المساعدات الإنسانية لغزة على حافة الانهيار، في الوقت الذي زاد فيه عنف المستوطنين ووصل التوسع الاستيطاني إلى وتيرة غير مسبوقة وسط اجتياحات أمنية إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وجاءت إحاطة المسؤول الأممي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ضمن اجتماعه الشهري حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتقرير الدوري حول قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 المتعلق بعدم قانونية الاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد أن الخطوات الإسرائيلية المتعلقة بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة غير كافية عموماً، وأنه لا يوجد تقريباً أي مساعدات تصل إلى شمال غزة بسبب الوضع الأمني والقيود الإسرائيلية.
وأشار المسؤول الأممي كذلك إلى استهداف الحوثيين للسفن وتوجيه عدد من الشركات الكبرى سفنها بعدم عبور البحر الأحمر. ووصف العام الحالي "كواحد من الأعوام الأكثر دموية في تاريخ هذا الصراع... مع تدهور الوضع على جميع الجبهات تقريبًا".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ميلوني تخاطب نتنياهو بشأن مساعدات غزة وتقرير أممي يقلل من دور الهدن
طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "بشكل كامل ودون عوائق". ومن جانب آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الهدن التي أعلنت عنها إسرائيل "لا تسمح بالتدفق المستمر للإمدادات اللازمة لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة".
وقال مكتب ميلوني في بيان إنّ رئيسة الوزراء شدّدت في اتصال مع نتنياهو أمس الأربعاء على "ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، بالنظر إلى الوضع في غزة الذي وصفته بأنّه لا يُحتمل وغير مبرّر".
وأضاف المكتب أنّ "المحادثة شكّلت أيضا فرصة للتأكيد مجدّدا على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق إلى السكّان المدنيّين".
وأوضح البيان أنّه "بفضل التزام إيطاليا، سيتمّ استقبال 50 مدنيا فلسطينيا إضافيا، وسيتمّ إيصال مساعدات إلى السكّان في غزة".
والأسبوع الماضي، وصفت ميلوني الوضع في غزة بأنه "غير مقبول" مؤكدة أنّ "أيّ عمل عسكري لا يمكن أن يبرّر موقفا مثل هذا".
مطالب أمميةمن جانبه، قال مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ظروف إيصال المساعدات إلى غزة "بعيدة عن أن تكون كافية" لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع.
وأكد المكتب الأممي أن شحنات الوقود لا تزال بعيدة من الكميات اللازمة لمواصلة تشغيل خدمات الصحة والطوارئ والمياه والاتصالات في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وفي ظلّ ضغوط دولية مكثّفة، أعلنت إسرائيل الأحد عن "هدنة تكتيكية" يومية في مناطق محددة من غزة ادعت أنها لأغراض إنسانية، ومكّنت وكالات أممية وغيرها من المنظمات الإنسانية من توزيع مواد غذائية بالقطاع الذي يتخطى عدد سكانه مليوني نسمة.
واعتبر المكتب الأممي أن هذه الهدن "لا تسمح بالتدفق المستمر للإمدادات اللازمة لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة".
وقال "في حين تغتنم الأمم المتحدة وشركاؤها أي فرصة لدعم الأشخاص المحتاجين خلال الهدنة التكتيكية المعلنة من جانب واحد، ما زالت ظروف إيصال المساعدات والإمدادات بعيدة عن أن تكون كافية".
وأضاف المكتب الأممي "على سبيل المثال، لكي يصل سائقو الأمم المتحدة إلى معبر كرم أبو سالم، وهي منطقة مسيّجة، يتعين الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على المهمة، وتوفير طريق آمن لسلوكه، وإعطاء جهات عدة الضوء الأخضر للتحرك، إضافة إلى وقف القصف. وفي النهاية، فتح البوابات الحديدية للسماح لهم بالدخول".
إعلانوقال أيضا إنه على الرغم من "الهدن التكتيكية" الإسرائيلية، ما زالت تُسجّل وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، كما يُقتل ويُجرح أناس في صفوف منتظري المساعدات.
ولفت المكتب الأممي إلى مواصلة أشخاص "يائسين وجائعين" تفريغ كميات صغيرة من المساعدات من الشاحنات التي تدخل من المعبر.
وحذّر من أن "كميات الوقود التي يتم إدخالها حاليا لا تكفي" لتلبية الاحتياجات الإنقاذية الحيوية و"تمثل قطرة في محيط" داعيا إلى فتح كل المعابر المؤدية إلى غزة والسماح بإدخال كميات كبيرة من الإمدادات الإنسانية والتجارية.
نقطة تحولوأشار المكتب الأممي إلى "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الذي وضعته الأمم المتحدة في وقت سابق، محذرا من أن الأزمة الإنسانية "بلغت نقطة تحول مثيرة للقلق الشديد وفتاكة" وقال إن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة.
ومن جانبه أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة أن 112 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة أمس "تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة، نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرّسها الاحتلال بشكل ممنهج، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع، التي تهدف إلى إفشال عمليات توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها".
وطالب المكتب الحكومي المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات العدالة الدولية بـ"التحرك العاجل لفتح المعابر بشكل فوري، وكسر الحصار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك حليب الأطفال، بطريقة آمنة ومنظمة، تحت إشراف أممي كامل، ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم المتصاعدة".
وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات القطاعات الحيوية.
وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الأربعاء نحو 154 شهيدا، بينهم 89 طفلا.