حراس الازهار ومعارك البحار (الطوفان الاقليمي والعالمي )
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
اولا _ حراس الازهار هو تحالف عسكري بحري من عشرة دول يؤسس له حاليا لويد اوستن وزير الدفاع الامريكي في المنطقة تحت ذريعة حرية الملاحة هذا التحالف يضم عموم دول الخليج كل من قطر والامارات والبحرين ومصر والسعودية والاردن واسرائيل بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومن المعلوم ان ذلك التحالف تم تشكيله لمواجهة الباس اليمني وفك الحصار البحري الذي فرضه انصار الله على الكيان الصهيوني في البحر الاحمر وان هذا الموقف المشرف لانصار الله جاء لتقديم الاسناد للقضية الفلسطينة بعد عملية طوفان الاقصى لغرض ايقاف العدوان و المجازر الصهيوامريكية في غزة ولابد من ذكر التالي ….
1_ ان تلك القوة بالاضافة الى الدول العشرة مع وجود الكيان الصهيوني ربما تشارك معها بعض القطعات البحرية التابعة للناتو على مستو ى عملياتي قتالي محدود او معلوماتي استخباري
2_ هي ليست القوة العربية الوحيدة التي حرصت امريكا على تشكيلها بمشاركة الكيان الصهيوني في اسرائيل بل سبقها مايلي ……
●أنشأت امريكا من خلال قيادتها للقوات البحرية متعددة الجنسيات(CMF) فرقة العمل البحرية الدولية الرابعة (CTF 153) وقامت بمناورة ضخمة نظمتها البحرية الأمريكية بمشاركة عدة دول في البحر الأحمر، والتي استمرت (18) يوما في فبراير 2021 غايتها على وجه التحديد السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن لغرض السيطرة عليهما ومحاصر ة واحكام الطوق على بلدان محور المقاومة ونهب ثرواتهما النفطية وضمان امن الكيان الصهيوني من خلال
نشر دوريات في الممر المائي بين مصر و السعودية عبر مضيق باب المندب إلى المياه الواقعة قبالة الحدود اليمنية العمانية
● تشكيل قوة المهام 59 _ وهي قوة بحرية متخصصة بالحرب الالكترونية والتي مهمتها دمج الانظمة غير المهولة بالذكاء الصناعي في نطاق العمليات الذي يستخدم في توجيه (الطائرات والغواصات او الزوارق السريعة) المسيرة كجزء من العمليات الاعتراضية للعمليات المضادة او الردعيةو أيضا لاستمرار عمليات المراقبة والاستطلاع كذلك لتقديم عمليات الدعم للطائرات المهولة او الشبحية في المهام البرية او البحرية على حد سواء •
3_ ان تلك القوة بالاضافة الى الأسطول الامريكي الخامس الذي يضم واحدة من اكبر حاملات الطائرات يعملان تحت امرة القيادة الوسطى الامريكية •
4_ ان جميع تلك القوات المذكورة والاتفاقيات بمشاركة عربية صهيونية لذلك اعترضت كل من مصر و الاردن الطائرات المسيرة اليمنية التي استهدفت الكيان الصهيوني في العدوان على غزة •
5 _ في المرحلة المقبلة سنرى القوات الخليجية البرية والبحرية والجوية جنبا الى جنب مع القوات الاسرائيلية منخرطة للدفاع عن الكيان الصهيوني او مشاركة في عدوان محتمل على بلدان محور المقاومة او عند الانزلاق الى حرب اقليمية •
6_ تضغط دول الخليج وبقية الانظمة (العربية العبرية) مع واشنطن على المنظومة السياسية في العراق ودول اخرى مثل الجزائر وسوريا للدخول في ذلك التحالف المشؤوم
ثانيا _ على ضو ء ماتقدم فان حسابات المعركة اختلفت على مستوى وسائطها( البرية والبحرية )
وكذلك على مستوى مسارحها
واجمالا نقدر اهمية الموضوع والتداعيات الخطيرة التي سوف تترتب عليه لكننا وتوخياللاختصار سوف نسلط الضوء على قضيتين في غاية الاهمية …هما
الاولى _ تتمثل في تموضع وانتشار الاساطيل في عموم البحار و المحيطات
الثانية _ الاثار المترتبة على واقع المعركة بعد حراس الازهار مابين محور المقاومة والمعسكر المعادي
(أ) _ على مستوى التحالفات والانتشار والتموضع
1_ هذا الحلف جاء استكمالا للتحالفات السابقة مثل الناتو _ شمال الأطلسي و اتفاقية ( أوكوس) الأمنية الثلاثية بين أستراليا وبريطانيا و أستراليا لتعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.
وايضا اتفاقية( كواد ) الامنية التي تضم كل من اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة الموجهة بالضد من الصين وتحذيرها من اجراء اي تغيير بالقوة في العالم او تايوان او غيرها •
2_ استكمالا لخطواتها السابقة التي نشرت من خلالها اساطيلها في كل من المحيط الهادي لمواجهة الصين وروسيا وايضا في المحيط الأطلسي وبحر البلطيق والابيض المتوسط والسيطرة على مضيق طارق ونشر قطعها البحرية في شرق الابيض المتوسط لاغلاق البحر الاسود هاهي اليوم تستكمل نشر قطعها البحرية في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان والخليج الفارسي عبر قواعدها
3_ تحاول السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الاحمر وهي بذلك تحقق التالي
● السيطرة على اغلب المحيطات والبحار في العالم
● تحاصر القواعد الصينية والروسية في المنطقة وافريقيا ( جيبوتي وسوريا ) وتقطع خطوط الدعم عنها
● تضغط وبقوة على دول امريكا اللاتينية وحتى حلقائها في اوربا
● السيطرة على جظء مهم وحيوي من الحزام الجيوأستراتيجي لجمهورية ايران الاسلام
● تامين حركة اساطيلها الحربية مابين المحيطات ومنها المحيط الهندي
●حرمان روسيا من الوصول الى المياه الدافئة
ومن الطبيعي ان مثل هكذا انتشار تحت نظر ومتابعة كل من الصين وروسيا لايخلو من ترتيب اثر كبير وموقف حازم وهنا تتداخل القضايا والمشاريع الاقتصادية والاستراتيجية مع تهديد ومقدمات على درجة من القوة لحرب عالمية ثالثة
(ب) _ اولويات الجبهات والساحات هنا تختلف بالنسبةللعدو فهو غير قادر على فتح اكثر من جبهة في معركة واحدة لذلك تهرب من وحدة الساحات وحذر من اتساع الحرب الى اقليمية وفي ذات الوقت هو يعيش قلق كبير على مستوى شمال فلسطين والجبهة اللبنانية ومن اولوياته بعد غزة شن عدوان على لبنان لذلك اسند مهمة مواجهة انصار الله الى عملائه وشركائه من الانظمة العبرية العربية تحت مسمى تحالف حراس الازهار ليتفرغ الكيان الصهيوني باستهداف لبنان في جهد مشترك مع امريكا والناتو
(ج)_ ردات الفعل هنا تختلف ايضا من قبل بلدان محور المقاومة حيث من العقل والحكمة عدم ترك العدو يتحرك وفق خياراته واولوياته ومايفرضه من قواعد الاشتباك او يترك وبيده زمام المناورة والمبادئه
وعليه هناك عدة خيارات وردات فعل صادمة
لعل من اهمها …..
1_ تناسى العدو ان احياء ميناء ايلات الذي مات سريريا بتلك الخطوة الغبية لا يعني عدم وجود قدرات لدى محور المقاومة يدمر فيها مل الموانئ الاسرائيلية مثل حيفا وميناء اشدود وحتى ميناء ايلات
2_ الجليل والجولان مقابل فزة ومابعدها من عدوان واحظاث ارباك وفوضى في المعسكر المعادي اقل ثمراتها تحييد العديد من الصنوف القتالية و وسائط المعركة التسليحية والتاثير على معنوياته والراي العام العالمي
3_ حرق العديد من الإمبراطوريات المالية في المنطقة المتخمة بالمؤسسات المالية الغربية والصهيونية
4_ استهداف كل القواعد التابعة للمعسكر الغربي الصهيوامريكي في المنطقة وباسلحة تدميرية ستشكل مفاجئات كبرى لمرتكبي العدوان والحماقات
5_ حرق مصادر الطاقة من الخليج الى البحر الى المحيط
6_ اهتزاز عروش وتدحرج تيجان وسقوط انظمة وامارات وممالك وفتح باب المهالك
7_ الدخول في منطقة الخطر النووي العالمي وحرب عالمية ثالثة•
ثالثا _ المعيار ومركز القرار …….
1_ هو المحور وقادة المقاومة
جعل الاعداء مسلوبي القدرة والخيار والقرار وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد
2_ النتيجة _ زوال اسرائيل وهروب امريكا من غرب اسيا
فانتظروا…. اني معكم من المنتظرين
@ملاحظة _ لمزيد من المتابعة والمعطيات ارجو مراجعة البحث والدرسة المعمة التي نشرت قبل اكثر من سنة تحت عنوان ( فرضيات معارك البحاروالمحيطات المقبلة ) للخبير عباس الزيدي بواقع(24 حلقة) في صحيفة المسيرة اليمنية والكثير من المواقع الرسمية العربية والاجنبية
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الکیان الصهیونی محور المقاومة السیطرة على فی المنطقة على مستوى
إقرأ أيضاً:
وأد فتنة ديسمبر.. ميلاد عصر القوة الإقليمية وسيّد البحار
تقف الكَياناتُ الأممية مشدوهة ومبهوتة أمام البأس والصمود اليماني المستحكم، هذا الصمود الأُسطوري الذي تأصّل وتجذّر في تربة العزة والكرامة، ونما كشجرة باسقة في وجه أعتى عدوان كوني غاشم شهده التاريخ الحديث.
إنه ليس مُجَـرّد ثبات راكز على الأرض، بل هو منعطف استراتيجي فارق في مسار الأُمَّــة، حَيثُ أضحى اليمن الشامخ قبلة الأحرار الصادقين ومعيارًا للفعل الرادع الصارم.
وفي خضم هذه الملحمة الكبرى ذات الفصول الدامية، ظهرت مكائدُ خبيثة ومحاولات خسيسة لنسف السد المنيع للجبهة الداخلية، في ما بدا أنه الرمق الأخير والفصل المبتذل من مسرحية العدوان الكوني البغيض.
حين استنفذ تحالف العدوان الغاشم على اليمن كُـلّ ترسانة الوغى المُحكمة وأدوات القصف الجهنمي، لم يبق لديهم سوى خنجر الغدر المسموم المستل من ضلوع الداخل المنهك.
لقد كانت محاولة تقويض الصرح الداخلي اليمني في 2 ديسمبر عام 2017 هي النفَس الأخير للتحالف المتداعي والمتهالك، فبعد أن أذعنت أمريكا وأبناؤها الصهاينة لحقيقة عقم عدوانهم المستطير، وإدراكهم أن جزءًا من الشعب اليمني قد تغلغل فيه روح الصمود الأبدي؛ لم يجدوا سبيلًا سوى تفجير بؤرة الفتنة المتربصة في عمق الشراكة الوطنية.
عندما أدركت الولايات المتحدة الأمريكية المتغطرسة والمُستكبرة، والكيان الصهيوني الغاصب المستأثر، وتحالف العدوان المتخاذل والمُخفق، أن اليمن عصي على الانكسار من خارج حدوده، وأن صواريخه ومسيراته قد تجاوزت خطوط الاحتواء المرسومة، وأن إرادَة شعبه المتوثبة فوق كُـلّ سلطة وإغراء؛ لم يبق لديهم سوى تفجير البركان الهامد من الداخل.
وكانت فتنة الخائن علي عبد الله صالح (عفاش) هي الضربة القاصمة التي ظنوا أنها ستُحقّق المستحيل الذي عجزت عنه أكثر من نصف المليون من الغارات وحصار ثلاث عجاف من السنين.
لم تكن هذه الانتفاضة الخيانية عملًا ارتجاليًّا عابرًا، بل جاءت في سياق تواطؤ مفضوح ومُخزٍ ينافي أي مبدأ من مبادئ الوطنية الصادقة، حَيثُ تَرَبّع سعر العملة في سوق الخيانة الرائجة عاليًا، حين بث عفاش قبل الانتفاضة المشؤومة تصريحاته المجدولة بحبال الارتهان، مُديرًا وجهه صوب تل أبيب والكيان الصهيوني قائلًا: «تعالوا يا (إسرائيل) نطبِّع معاكم».
هذه التصريحات المُدوية والماجنة لم تكن سوى إشارة البدء لتحالف الشر لتوفير الغطاء والدعم اللوجستي لتنفيذ المخطّط الهدام المدسوس، مُعلنًا بها عن تحول جذري من الشراكة الوطنية العفيفة إلى الغرق في مستنقع العمالة المُنتن.
لكن الإرادَة الإلهية الكلية كانت أقوى، ويقظة القيادة الحكيمة ووعي الشعب المتأجج بالبصيرة كانا لهما بالمرصاد، وتم وأد هذه الفتنة في مهدها البكر، وانتهت بمصرع زعيمها الأثيم، لـيُطوى بذلك سجل طويل من المكائد الدنيئة وتُطوى آخر صفحة من محاولات التقويض الداخلي المُمنهج.
إن هذا الانتصار ليس مُجَـرّد حدث أمني عابر، بل هو نعمة عظمى أنعم الله بها على اليمن وأهله، جزاءً لصبرهم الجميل وتضحياتهم وصمودهم المثالي المشهود.
ولو نجح هذا المخطّط الخبيث لا قدر الله، لكانت اليمن قد انشطرت إلى دويلات متناحرة، وتحولت إلى ساحة حرب أهلية متناهية الأطراف والويلات، ولما كان اليمن اليوم قوة إقليمية ضاربة ذات ثِقَل في حسابات المنطقة.
لقد كانت الثمرة اليانعة لوأد الفتنة هي التفرغ الكلي لخوض المعركة المحورية مع الكيان المحتلّ وداعميه.
ففي ساعة العسرة الغزّية، لم يتردّد اليمن المُتحرّر من الأغلال في تلبية نداء الضمير الحي والواجب الديني والقومي، حَيثُ أصبحت اليمن اليوم السند المتين والركيزة القوية لغزة والمقاومة الفلسطينية، مُدكّةً العمق الصهيوني بصواريخ البأس اليماني العاتية، ولم يتوانَ في إغلاق المضيق على الملاحة الآثمة المرتبطة بالكيان، ومنع التجارة الصهيونية في البحر الأحمر والعربي، محوّلًا إياهما إلى بحيرة للردع اليمني المُفاجئ.
والأهم من ذلك كله، هو مواجهة أمريكا وتحالفها المسموم «حارس الازدهار» لفترة واحد وخمسين يومًا من الاشتباك المباشر، والتي نجحت فيها القوات المسلحة اليمنية في إخراج أمريكا عن المعادلة برمتها، جاعلةً إياها تترك الكيان الصهيوني يواجه مصيره المحتوم أمام بأس الصواريخ والمسيرات اليمنية التي لا تُخطئ هدفها.
إن وأدَ فتنة عفاش هو قصةُ النجاة العظمى لليمن، والبُوصلة التي حدّدت مسار اليمن الجديد، ليتحول من بلد يقاوم الاحتلال والعدوان الخارجي الدنيء إلى قوة إقليمية مُحرّرة تعيد توزيع موازين القوة الراسخة في المنطقة، وتقف كصخرة صلدة صماء تتكسر عليها أحلام الهيمنة والتطبيع والانصياع.
فالشكرُ والثناء لله وحدَه الذي منّ وتكرَّم على هذا الشعب بنعمة البصيرة الصافية والانتصار المؤزَّر، والذي جعل من تلك اللحظة المهيبة نقطة تحول لانبثاق اليمن الجديد، اليمن العظيم في صموده الأُسطوري، المؤثر في قراره السيادي، والمستقل في سيادته المُطلقة.
وفي مسك الختام، يظل الشعب اليمني الأبيّ، ذو الجَلَدِ الموشى بالإيمان والصبر المستعذَب، مثالًا ساطعًا للصمود الأُسطوري، هذا الشعب الذي خاض غمار أعتى الخطوب وأشرس الملاحم على الثغور الداخلية والخارجية، وبرهن على تفوقه المَهيب في إجهاض ودحر كُـلّ المؤامرات المحاكة والمكائد المُدبرة.
لقد كان وأدُ هذه الفتنة بمثابة الاصطفاء الربّاني والتمكين الإلهي المبارك الذي أعتق موقفه، ليصبح اليومَ موقفًا شريفًا ماجدًا، يتبوَّأ صدارة العزة، ويغدو قاهر كيد المتآمرين، وسيدًا مهابًا على أمواج البحار، يسيّر دفّة النصرة وإغاثة المستضعفين والمنكوبين، معيدًا للأُمَّـة قيمة الشجاعة ونبل المبدأ.