قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الجلسة العامة لمنتدى التعاون الروسي العربي، إن روسيا تواصل بذل الجهود لنقل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى القناة الدبلوماسية.

وأضاف لافروف: "بالتنسيق مع شركائنا، وخاصة العرب، نواصل بذل الجهود من أجل استقرار الوضع على المدى الطويل ونقل العمل لحل الصراع [الفلسطيني الإسرائيلي] إلى المستوى السياسي والدبلوماسي.

ويتطابق موقف روسيا المبدئي مع موقف الدول العربية التي أكدت التزامها بحل الأزمة على أساس الإطار القانوني الدولي المعترف به عموما خلال قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في 11 نوفمبر".

إقرأ المزيد لافروف يصل إلى المغرب للمشاركة في اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي (فيديو)

وتابع الوزير الروسي: "لقد أصبح من الواضح أن بعض القوى الخارجية لا تمانع استخدام التصعيد الدوري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لتلبية مصالحها الخاصة - وإشعال نار العداء الإقليمي في تطوير للعديد من المغامرات السابقة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط على مدار العشرين عاما الماضية، والتي أسفرت عواقبها عن تقويض بنية العديد من الدول وسقوط مئات الآلاف من الضحايا، وتدفقات هائلة من اللاجئين، وتفاقم حاد للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة".

ووفقا للوزير، ترى روسيا أن الأولوية القصوى في قطاع غزة هي وقف سفك الدماء وحل المشاكل الإنسانية.

وقال لافروف: "ينعقد اجتماعنا في سياق تفاقم غير مسبوق للوضع في الشرق الأوسط، وفي سياق الاضطرابات المستمرة في العالم ككل. ولا شك في أن الطبيعة المعقدة والمتكاملة للتحديات والتهديدات الناشئة تجعل من الضروري بشكل متزايد اتباع نهج جماعي لحل المشاكل لتعزيز السلام والأمن في المنطقة وضمان تطورها المستدام. بعد هجوم 7 أكتوبر الإرهابي الذي قمنا بإدانته بشدة، تفاقم الوضع بشكل حاد في أقدم منطقة حساسة في هذا الجزء من العالم - منطقة المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية. هذه المرة، اتخذ العنف الذي نشهده كل يوم نطاقا غير مسبوق وكارثيا حقا. لقد وصل عدد القتلى والجرحى إلى عشرات الآلاف، غالبيتهم من المدنيين في قطاع غزة، ومعظمهم من الأطفال والنساء".

وشدد لافروف على أن "معاناة سكان القطاع تتفاقم بسبب عواقب الحصار الذي تفرضه إسرائيل. ونرى أن المهمة الأساسية هي وقف إراقة الدماء وتوفير الظروف اللازمة لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لجميع المحتاجين".

ونوه لافروف بأن "روسيا ترحب بالنزعة نحو زيادة دور دول الشرق الأوسط في حل المشاكل في المنطقة. هذا النهج سمح بالفعل، بالتوصل إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتسريع عملية التطبيع الشامل بين سوريا وجيرانها العرب من خلال إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية".

المصدر: RT

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة جامعة الدول العربية سيرغي لافروف وزارة الخارجية الروسية الدول العربیة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

النزاعات والتحديات الاقتصادية .. توقعات صادمة لقطاع السفر العالمي في المنطقة

توقعات مستقبلية للسفر الجوي العالمي، كشفها الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، حول العشرين عاما القادمة، على مستوى مختلف مناطق بلدان العالم وتحديدًا منطقة الشرق الأوسط، يتنبأ من خلالها أن السفر الجوي العالمي سوف ينمو بنسبة 3.3% سنوياً على مدى العشرين عاماً القادمة.

وأن حصة الشرق الأوسط ستكون فرصتها في النمو أكبر خلال هذه التوقعات، إذ ستصل إلى نسبة 4.8%، إلا أنه علينا مواجهة حقيقة يصعب على البعض قبولها، وهي أن المنطقة لا تتطور بشكل متساوٍ. 

التفاوت الاقتصادي واضطرابات المنطقة

وأرجع حالة المفارقات والاختلاف في نمو المنطقة لعدة عوامل، أهمها التالي:

•    عدم الاستقرار الجيوسياسي: الصراعات تؤثر سلباً على صناعة الطيران. ففي بلدان مثل اليمن، سوريا، العراق، ولبنان نجد أنها شهدت تراجعاً في السفر الجوي بسبب حالات عدم الاستقرار، كما أن العقوبات تجعل الأمور أسوأ. وفيما يستمر الطيران في إظهار مرونة ملحوظة في مواجهة عدم الاستقرار السياسي، فيما يكون هذا بشكل أفضل بكثير في البلدان المستقرة والتي سجلت أداءً أفضل بكثير.

•    التجزئة التنظيمية: على عكس أوروبا، لا يوجد في الشرق الأوسط سوق نقل جوي موحد. وبدلاً من ذلك فإننا نرى فسيفساء من اتفاقيات خدمات النقل الجوي الثنائية والسياسات المتباينة. ففي الوقت الذي تبنت فيه بعض الدول سياسة منفتحة، تستمر دول أخرى في فرض قيود على الترددات، والطرق، وشركات الطيران غير الوطنية. كما أن عدم وجود سوق نقل جوي موحد يعيق الاتصال، خاصة بالنسبة للأسواق الصغيرة التي تعتمد على الوصول الإقليمي، وإذا كنت تريد ربط المنطقة، فإن هذا يتطلب المزيد من التعاون والتنسيق. 

•    التفاوت الاقتصادي: استفادت الدول الأكثر ثراءً، وخاصة الموجودة في منطقة الخليج، من موقعها الجغرافي، وسكانها ذوي الدخل المرتفع لإنشاء مراكز عالمية. بينما تكافح الدول الأصغر أو ذات الدخل المنخفض، مع الطلب المحلي المحدود، والموارد المقيدة، ونماذج الأعمال التي لا يمكنها مطابقة اقتصادات الحجم التي تتمتع بها شركات الطيران الكبرى. 

إن هذه تحديات مترابطة، لكنها ليست عصية على الحل.

طريق إلى الأمام: شرق أوسط أكثر اتصالاً

إذا أردنا سد فجوة التنمية هذه، يرى أنه علينا أن نعمل بشكل جماعي، في نهج أكثر تكاملاً -مبني على المصالح المشتركة والدعم المتبادل- ليفتح الإمكانات الكاملة للطيران في الشرق الأوسط. وما نحتاج إليه هو: 

1.    تنسيق إدارة المجال الجوي وحركة المرور: نحتاج إلى تنسيق أفضل. يمكن إدارة المجال الجوي في المنطقة بشكل أفضل. إذ يجب على الحكومات في المنطقة التعاون، ودعم رؤية لإدارة حركة جوية سلسة، وذلك لتسهيل تدفق الحركة الجوية من خلال مشاركة البيانات، وتنسيق الإجراءات، وتخفيف القيود العسكرية، حيث يلعب كل هذا دوراً في تعزيز سلامة وكفاءة الطيران.

2.    تنسيق القوانين والنظم: إن فسيفساء القوانين يجعل الحياة صعبة بالنسبة لشركات الطيران، وللركاب. إن القوانين المجزأة وغير المتسقة تخلق عدم الكفاءة، وتزيد من التأخير، وتطرح تحديات أمنية. بينما يمكن من خلال تنسيق الأطر التنظيمية ضمان عمليات أكثر سلاسة، وبتكاليف أقل، مع الحرص على تعزيز السلامة والأمن العام للسفر الجوي.

3.    الاستدامة:  إننا نتشارك السماء نفسها، لذلك فالاستدامة هي تحدٍ لا يمكن معالجته من قبل دولة واحدة فقط، وإن التعاون الإقليمي في استخدام وقود الطيران المستدام (SAF)، ووقود الطيران منخفض الكربون (LCAF)، وتتبع الانبعاثات الكربونية، والحوافز للاستثمارات الخضراء سيمكن الشرق الأوسط من قيادة الطريق عالميا في العمل المناخي. إن وقود الطيران المستدام (SAF) على وجه الخصوص، هو رافعة رئيسية، والمنطقة في وضع جيد لتصبح رائدة في إنتاجه وتصديره، وذلك بفضل الخبرات في مجال الطاقة، وسهولة الوصول إلى رأس المال.

4.    مشاركة التكنولوجيا والمعرفة: يمكن لمراكز الطيران في المنطقة أن تلعب دوراً محورياً في بناء قدرات عابرة إلى الدول المجاورة، وذلك من خلال مشاركة الخبرات، وتقديم فرص التدريب، وتعزيز المبادرات التعاونية، ويمكن لهذه المراكز تعزيز القدرات العامة للمنطقة. هذا الدعم يمكن أن يعزز الكفاءة التشغيلية، ويحسن معايير السلامة، كما يساهم في النمو المستدام لقطاع الطيران في جميع أنحاء المنطقة.

إن هذه الخطوات تشكل أساساً متيناً لطيران أكثر اتصالاً ومرونة عبر منطقة الشرق الأوسط بأكملها - حيث يكون لكل دولة، بغض النظر عن حجمها أو دخلها، مقعد على الطاولة وطريق إلى التكامل العالمي.

منطقة واحدة، سماء واحدة

يعتبر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن قصة الطيران في الشرق الأوسط هي قصة طموح، تحول، وفرص. ومع ذلك، يجب ألا نتجاهل الفوارق التي لا تزال قائمة.

وأشار إلى الخبر السار هو أن المنطقة قد أثبتت بالفعل أن الرؤية الجريئة، والاستثمار الاستراتيجي يمكن أن يحقق نتائج استثنائية. الآن هو الوقت لتمديد روح التعاون هذه عبر الحدود لإنشاء شراكات تحقق فوائد ليس فقط للدول إنما للمنطقة بأسرها. 

ويرى إن الشرق الأوسط الموحد بسماء مفتوحة، وقوانين متسقة، وابتكار مشترك سيكون أكثر تنافسية، وأكثر مرونة، وسيحقق فوائد اقتصادية واجتماعية أكبر للناس، وسيضمن نمواً لجميع الدول. 

وأكد، “إننا في إياتا ملتزمون بتسهيل هذا الحوار، ودعم أصحاب المصلحة الإقليميين بالبيانات، والرؤى. كما أننا مستعدون للمساعدة في بناء الأطر والشراكات التي ستشكل المستقبل، وأقول لكل حكومة، ولكل شركة طيران، ولكل سلطة طيران مدني في هذه القاعة: نجاحكم هو نجاح الجميع. المد المرتفع يرفع جميع القوارب - وفي هذه الحالة، جميع الطائرات… دعونا نعمل معاً -بتعاون ومن أجل هدف واحد لإنشاء مستقبل أكثر اتصالاً، وتنافسية، واستدامة في سماء الشرق الأوسط”.

طباعة شارك السفر الجوي إياتا منطقة الشرق الأوسط صناعة الطيران

مقالات مشابهة

  • الدكتور الربيعة يلتقي المبعوث الخاص للحكومة الألمانية للمساعدات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط
  • أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط ٢٠٢٥
  • أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط بدبي
  • النزاعات والتحديات الاقتصادية .. توقعات صادمة لقطاع السفر العالمي في المنطقة
  • قمة بغداد العربية والحاجة للمّ الشمل العربي !
  • وزيرة البيئة: تحفيز الاستثمارات الخضراء بتعاون القطاعين العام والخاص.. المعرض العربي للاستدامة فرصة لإتاحة الشراكات المختلفة في المنطقة العربية
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بقمة بغداد أكدت مواقف مصر تجاه الأمن القومي العربي
  • كريم عوض ضمن قائمة أبرز 30 قائدًا ماليًا في الشرق الأوسط
  • رئيس دفاع النواب: مصر لخصت حل قضية الشرق الأوسط في قمة بغداد