ترامب ينتقد قرار استبعاده من الانتخابات الرئاسية: "يا له من عار على بلدنا"
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
لجأ الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إلى موقع التواصل الاجتماعي الخاص به لإدانة القرار الخاصة بمحكمة كولورادو، حيث قال ترامب اليوم الأربعاء: "يومًا حزينًا في أمريكا!"، وذلك بعد أن استبعدته المحكمة العليا في كولورادو من الانتخابات الرئاسية العام المقبل بسبب تمرد 6 يناير.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يتطرق إلى القرار خلال تجمع حاشد ليلة الثلاثاء في ولاية أيوا، حيث أطلق تصريحات غاضبة ضد الهجرة، إلا أنه نشر عدة إعلانات غاضبة بأحرف كبيرة على موقع Truth Social منذ صدور القرار في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وقال ترامب: "يا له من عار على بلدنا !!!" ، وكما هو الحال مع التهم الجنائية الـ91 والمحاكمات المدنية المتنوعة، استغل ترامب أيضًا حكم كولورادو لأغراض جمع التبرعات.
ومنحت محكمة كولورادو المجال لترامب لتقديم استئناف يمكن أن يصل إلى المحكمة العليا الأمريكية. قال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم حملة ترامب، ليلة الثلاثاء، إن الحملة لديها "ثقة كاملة في أن المحكمة العليا الأمريكية ستحكم بسرعة لصالحنا وتضع حدًا أخيرًا لهذه الدعاوى القضائية غير الأمريكية".
وعلى الرغم من ثقة فريق ترامب بشأن قرار المحكمة العليا المستقبلي، فقد أظهرت ردود الفعل على حكم كولورادو حتى الآن مدى الغموض الذي سيحيط بالنقاش القانوني المحيط به.
وتعكس صفحة ترامب الحقيقة الاجتماعية هذا بالفعل. ليلة الثلاثاء، نقل ترامب عن جوناثان تورلي، أستاذ القانون المحافظ في جامعة جورج واشنطن الذي ظهر كشاهد للجمهوريين في مجلس النواب الذين يسعون إلى عزل بايدن بسبب مزاعم غامضة بالفساد.
وكتب ترامب: "هذا البلد عبارة عن برميل بارود وهذه المحكمة ترمي أعواد الثقاب عليه.. بالنسبة للأشخاص الذين يقولون إنهم يحاولون حماية الديمقراطية، فهذا هو أكثر رأي مناهض للديمقراطية رأيته في حياتي". نقلاً عن حديث تورلي على قناة فوكس نيوز.
لكن ترامب اقتطع جزءًا من مقابلة تورلي حيث قال إنه على الرغم من اعتقاده أن محكمة كولورادو كانت مخطئة، إلا أن "6 يناير كان أشياء كثيرة، معظمها لم يكن جيدًا".
"من وجهة نظري، لم يكن الأمر تمردًا. قال تورلي: “لقد كانت أعمال شغب”. "هذا لا يعني أن الأشخاص المسؤولين عن يومهم لا ينبغي أن يخضعوا للمساءلة. لكن وصف هذا بالتمرد لأغراض عدم الأهلية من شأنه أن يخلق منحدرًا زلقًا لكل ولاية في الاتحاد.
وكانت قد قضت المحكمة العليا في كولورادو بأن المادة 3 من التعديل الرابع عشر تحرم ترامب من تولي منصبه لأن المادة - المشار إليها باسم بند التمرد - تمنع أي شخص من شغل منصب سياسي إذا أقسم اليمين على احترام الدستور ولكنه "شارك" في "التمرد أو التمرد". التمرد" ضدها. تم إدراج هذا القسم في الدستور بعد الحرب الأهلية لمنع القادة الكونفدراليين من شغل مناصب في الحكومة التي تمردوا ضدها.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: المحکمة العلیا
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
نيويورك: إسلام الشافعي
في خطوة تعيد رسم خريطة تنظيم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا بعنوان «ضمان إطار وطني للسياسة الخاصة بالذكاء الاصطناعي»، يهدف إلى ترسيخ هيمنة واشنطن في هذا القطاع عبر تقليص سلطة الولايات في سنّ قوانينها المنفردة. يأتي الأمر استكمالًا لمسار بدأه ترامب في يناير 2025 بالأمر التنفيذي 14179 «إزالة العوائق أمام قيادة أمريكا في الذكاء الاصطناعي»، الذي ألغى عددًا من سياسات الإدارة السابقة واعتبر أنها تعرقل صناعة الذكاء الاصطناعي وتكبّل الابتكار.
يقدّم الأمر التنفيذي الجديد رؤية واضحة: الولايات المتحدة تخوض سباقًا عالميًا على الريادة في الذكاء الاصطناعي، وأي «ترقيع تنظيمي» على مستوى الولايات من شأنه إضعاف الشركات الأميركية في مواجهة منافسيها الدوليين. الإدارة ترى أن تعدد القوانين بين ٥٠ ولاية يخلق عبئًا تنظيميًا معقدًا، خاصة على الشركات الناشئة، ويحوّل الامتثال القانوني إلى متاهة مكلفة تهدد الاستثمارات التي تقول الإدارة إنها بلغت تريليونات الدولارات في هذا القطاع داخل الولايات المتحدة.
يلفت الأمر التنفيذي النظر بشكل خاص إلى تشريعات بعض الولايات، وعلى رأسها قانون في كولورادو يستهدف «التمييز الخوارزمي» في أنظمة الذكاء الاصطناعي. ترامب يهاجم هذا النوع من القوانين بوصفه محاولة لفرض «انحياز أيديولوجي» على النماذج، بل يذهب إلى القول إن متطلبات تجنّب «الأثر التفاضلي» على الفئات المحمية قد تجبر الأنظمة على تقديم نتائج خاطئة أو غير دقيقة من أجل استيفاء الاعتبارات القانونية.
لتنفيذ هذه الرؤية، يكلّف الأمر التنفيذي وزارة العدل بإنشاء «فريق تقاضٍ للذكاء الاصطناعي» تكون مهمته الوحيدة الطعن في قوانين الولايات التي تتعارض مع السياسة الفدرالية الجديدة، سواء بحجة انتهاك سلطة الحكومة الاتحادية في تنظيم التجارة بين الولايات، أو بحجة تعارضها مع اللوائح الفدرالية القائمة، أو أي أسباب قانونية أخرى تراها الوزارة مناسبة. بالتوازي، يطلب من وزارة التجارة إعداد تقييم شامل لقوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات، مع تحديد تلك التي تُلزم النماذج بتعديل مخرجاتها الصحيحة أو تجبر المطورين على إفصاحات يُحتمل أن تصطدم بالتعديل الأول للدستور الأمريكي وحماية حرية التعبير.
أحد أكثر بنود الأمر إثارة للجدل هو ربطه بين موقف الولايات التشريعي من الذكاء الاصطناعي وبين إمكانية حصولها على تمويل اتحادي في مجالات حيوية، مثل برنامج «الإنصاف في النطاق العريض وإتاحته ونشره» (BEAD) المخصص لتوسيع الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة. فالأمر التنفيذي يفتح الباب أمام حرمان الولايات ذات القوانين «المُرهِقة» من بعض التمويل غير المخصص للبنية التحتية المباشرة، بذريعة أن البيئة التنظيمية المجزأة تهدد انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على الشبكات فائقة السرعة وتعطّل هدف تحقيق اتصال شامل للمواطنين.
ويمضي الأمر أبعد من ذلك، إذ يدعو هيئات فدرالية مثل لجنة الاتصالات الفدرالية ولجنة التجارة الفدرالية إلى بحث وضع معايير وطنية ملزمة للإبلاغ والإفصاح عن نماذج الذكاء الاصطناعي، تكون لها الأسبقية على القوانين المتعارضة في الولايات، وإلى توضيح متى تُعتبر قوانين الولايات التي تفرض تعديل المخرجات «الحقيقية» للنماذج نوعًا من الإلزام بالسلوك المضلِّل المحظور بموجب قانون التجارة الفيدرالي.
في الخلفية، تلوّح الإدارة أيضًا بمسار تشريعي طويل الأمد؛ إذ يوجّه الأمر المستشار الخاص بالذكاء الاصطناعي والتشفير، ومستشار الرئيس للعلوم والتكنولوجيا، لإعداد مشروع قانون يضع إطارًا فدراليًا موحدًا للذكاء الاصطناعي يَسمو على قوانين الولايات المتعارضة مع هذه السياسة، مع استثناءات تتعلق بحماية الأطفال، والبنية التحتية للحوسبة، واستخدام الحكومات المحلية للذكاء الاصطناعي.
بهذا، لا يقتصر الأمر التنفيذي على كونه وثيقة تنظيمية تقنية، بل يتحول إلى محطة جديدة في الصراع بين الحكومة الفدرالية والولايات حول من يملك الكلمة العليا في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في أميركا، بين من يرى أن التساهل التنظيمي شرطٌ للحاق بالسباق العالمي، ومن يخشى أن يتحول ذلك إلى فراغ رقابي يترك الحقوق المدنية والبيانات الحساسة دون حماية كافية.
و بينما تصف إدارة ترامب هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية الابتكار الأميركي وتفادي “فسيفساء تنظيمية” تعطل الاستثمار، ترى حكومات ولايات ومجموعات حقوقية أن الأمر التنفيذي يضعف طبقة الحماية المحلية التي فُرضت استجابة لمخاوف حقيقية تتعلق بالتمييز الخوارزمي والخصوصية، ما يفتح جولة جديدة من الجدل القانوني والسياسي حول من يملك حق رسم قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
حذّرت حكومات عدد من الولايات من أن الأمر التنفيذي يعتدي على سلطاتها الدستورية في تنظيم شؤون مواطنيها، خصوصًا في مجالات حماية الخصوصية والتمييز في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد مسؤولون في هذه الولايات أن القوانين المحلية لا تستهدف عرقلة الابتكار، بل وضع حدّ لاستخدامات قد تضر بالحقوق المدنية أو تعزز التحيّز ضد مجموعات بعينها.
ومن جانبها، سارعت المجموعات الحقوقية إلى انتقاد القرار، معتبرة أنه يمنح الشركات التكنولوجية حرية واسعة على حساب آليات المساءلة والشفافية، ويُضعف قدرة الضحايا المحتملين على مواجهة الأضرار الناجمة عن أنظمة خوارزمية متحيزة أو غير شفافة.
وترى هذه المنظمات أن ربط التمويل الفيدرالي بمواقف الولايات التشريعية قد يتحوّل إلى أداة ضغط سياسي تُستخدم لثني المشرّعين المحليين عن سنّ قوانين لحماية المستهلكين.