جهود مكثفة بهدف التوصل لهدنة جديدة في غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أحمد عاطف، وكالات (عواصم)
أخبار ذات صلةأكد متحدث باسم البيت الأبيض، أمس، أن محادثات جارية بشأن هدنة جديدة محتملة في قطاع غزة «جادة للغاية»، فيما أكد مصدر مطلع وجود محادثات مكثفة بشأن هدنة جديدة تسمح بوصول المساعدات إلى القطاع وإطلاق سراح الرهائن.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية، ونأمل أن تؤتي ثمارها»، مضيفاً: «إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة».
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب، التي تسببت بحصيلة بشرية ضخمة ودمار هائل وأزمة إنسانية، برزت مؤشرات في الأيام الأخيرة عن انفتاح الطرفين على هدنة جديدة، بعدما أتاحت سابقتها التي استمرت أسبوعاً في أواخر نوفمبر الماضي، إطلاق سراح رهائن من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ورغم ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، إنه لا يتوقع التوصل قريباً إلى «اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة».
وقال بايدن للصحفيين خلال رحلة إلى ميلووكي بولاية ويسكونسن: «نحن نضغط».
وذكر مصدر مطلع على المباحثات أنه تجري «مناقشة اقتراحات عديدة، منها أفكار تشمل هدنة مؤقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين».
وأضاف أن «هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل».
وذكر المصدر أن مبعوثين يعملون على تحديد الرهائن المحتجزين في غزة، الذين يمكن تحريرهم بموجب اتفاق هدنة جديد، وكذلك السجناء الذين قد تطلق إسرائيل سراحهم في المقابل.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال المسنين المتبقين بين الرهائن، وربما تتضمن قائمة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مدانين بجرائم خطيرة. ووصف المصدر المفاوضات بأنها مكثفة، وقال إن تحقيق انفراجة قد يكون ممكناً خلال أيام.
ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين المواقف المعلنة للجانبين بشأن أي وقف للقتال. وترفض الفصائل الفلسطينية أي هدنة مؤقتة أخرى، وتقول إنها ستناقش فقط وقفاً دائماً لإطلاق النار. واستبعدت إسرائيل ذلك وقالت إنها لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بأن الحرب لن تنتهي إلا بالإفراج عن جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد آخر.
وقال في بيان أمس: «من يظن أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع».
وتأتي هذه المفاوضات بينما تواجه إسرائيل ضغوطاً متزايدة من حلفائها الدوليين لتهدئة حملتها على غزة، والتي أدت إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي.
ودعت واشنطن، خلال الأسبوع الماضي، إلى تقليص نطاق حرب إسرائيل الشاملة، وتحويلها إلى ضربات أكثر دقة، وإلى إنهاء ما وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه «قصف عشوائي».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، عن أمله في التوصل إلى نتيجة إيجابية حول قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في السابق على هذا الصعيد. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن: «عملنا على ذلك بشكل مكثف، وآمل في أن نتمكن من الوصول إلى نتائج مرضية». وفي هذه الأثناء، أكد بلينكن أن حل الدولتين سيتطلب من جميع الأطراف اتخاذ خيارات صعبة، بما في ذلك أميركا.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، تم التأكد من مقتل ما يقرب من 20 ألف فلسطيني في الغارات الإسرائيلية، ويعتقد بأن آلافاً آخرين مفقودون ودُفنوا تحت الأنقاض.
كما تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً سياسية داخلية للتوصل إلى اتفاق آخر لإطلاق سراح الرهائن، وخصوصاً بعدما كشفت الأسبوع الماضي بأن قواتها قتلت عن طريق الخطأ ثلاثة من الرهائن المحتجزين في غزة. وتعتقد إسرائيل أن 129 رهينة ما زالوا في غزة، ويُخشى أن يكون 21 منهم قد لاقوا حتفهم خلال الاحتجاز.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية حاصرت مركز الإسعاف التابع له في جباليا بشمال القطاع، والتي كانت مسرحاً لبعض من أعنف المعارك. وأضاف أن 127 شخصاً موجودون داخل المركز من بينهم عمال ونازحون ومصابون.
كما يدور قتال عنيف بالقرب من وسط خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع الذي لجأ إليه معظم سكان غزة بعد فرارهم من مناطق أخرى. وكانت قوات إسرائيلية اقتحمت أنحاء من المدينة. وقال مسعفون محليون إن أربعة فلسطينيين قتلوا وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية قرب المستشفى الكويتي في رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة صاروا على شفا كارثة بسبب الدمار الذي أجبر 90 في المئة منهم على ترك منازلهم والحصار الذي يقيد وصول الغذاء والإمدادات الطبية إليهم. ويحتشد في رفح عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق شمال القطاع في ظل المعارك. وفي المدينة الحدودية مع مصر، تعرض مخيم الشابورة لقصف إسرائيلي. وقالت سمر أبو لولي إنها استفاقت على «صوت الانفجار القوي الذي هز منطقة الشابورة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «يوسع نطاق عملياته ويعمقها» في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، وأنه نفذ أكثر من 300 غارة. وقال إنه نفذ «عمليات برية وجوية وبحرية».
وقال الجيش إن عدد القتلى في صفوف قواته ارتفع إلى إلى 134 جندياً منذ بدء العملية البرية.
وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أمس، أن نصف سكان القطاع يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90 في المئة منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.
وبالرغم من دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع، أمس الأول، من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم في شمال إسرائيل، إلا أن هذه الإمدادات لا تكفي لتلبية أبسط حاجات السكان.
وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حالياً دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام الـ70 الأخيرة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل فلسطيني، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة الخليل، حسبما أعلنت وزارة الصحة والجيش. وأكد الأخير أن قواته أطلقت النار على سيارة حاولت تنفيذ «هجوم دهس» عند تقاطع بيت عينون شمال الخليل، وأن جنوده قاموا «بشل حركة» سائقها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هدنة غزة غزة فلسطين إسرائيل قطاع غزة هدنة جدیدة إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقصف ميناء الحديدة باليمن وتهدد بحصار بحري وجوي
دبي"رويترز":
كثفت إسرائيل ضغوطها على جماعة "أنصار الله" اليمنية اليوم ونشرت قواتها البحرية لقصف أهداف في ميناء الحديدة على البحر الأحمر وهددت الجماعة بحصار بحري وجوي إذا استمرت الهجمات على إسرائيل.
وذكرت قناة المسيرة التابعة لجماعة جماعة "أنصار الله" أن إسرائيل استهدفت أرصفة ميناء الحديدة بغارتين جويتين. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سفنا تابعة لسلاح البحرية هاجمت أهدافا لجماعة "أنصار الله"في الميناء .
ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات. وتشن إسرائيل غارات جوية على أهداف جماعة "أنصار الله"في إطار حملة عسكرية وأمر الجيش الإسرائيلي الاثنين بإخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" والابتعاد عنها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان على منصة إكس "حذرنا جماعة "أنصار الله" من أنها إذا استمرت في إطلاق النار صوب إسرائيل، فستواجه ردا قويا وستخضع لحصار بحري وجوي".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن العملية كانت هجوما فريدا بعيد المدى نُفذ من على بعد مئات الكيلومترات وإن البحرية كانت تستعد له منذ فترة طويلة.وأضاف المسؤول أنه تم اختيار البحرية بناء على اعتبارات تشغيلية.
وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أنه لم ترد أنباء عن تعرض سفن تجارية في الميناء لأي أضرارعقب الغارات الإسرائيلية.
ونصحت أمبري السفن بتقليل تحركات الأطقم على سطحها وفي قمرات القيادة إلى الحد الأدنى أثناء الإبحار في المنطقة المجاورة.
وأطلق جماعة "أنصار الله" عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة صوب إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين ونفذت إسرائيل عددا من الضربات .
كما شنت الولايات المتحدة هجمات مكثفة ضد جماعة "أنصار الله"هذا العام، قبل أن يوقف الرئيس دونالد ترامب الحملة بعد موافقة "أنصار الله"على وقف الهجمات على السفن الأمريكية.