انسحاب مفاجئ للجيش أسقط ود مدني بيد الدعم السريع.. خلل أم خيانة؟
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
وقعت مدينة ود مدني، المعروفة بولاية الجزيرة في يد قوات الدعم السريع بعد أيام من القتال، وسط إشارات استفهام كبرى حول كيفية وقوعها في ليلة وضحاها.
وتعد المدينة ثاني مدن السودان مساحة بعد الخرطوم، وتشتهر بأنها عاصمة زراعية مهمة جدا، وتضم أكبر مشروع زراعي بالري الانسيابي في العالم، بحسب ما قاله الكاتب الصحفي السوداني والمحلل السياسي الدكتور ياسر محجوب لـ "عربي21".
وانتقل إليها جزء كبير من النشاط التجاري والاقتصادي بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل / نيسان الماضي، فيما تبعد 86 عن الخرطوم كيلو مترا جنوبا.
ووصلت الحرب إليها السبت الماضي، حيث قامت قوات الدعم السريع، التي تتهم بارتكاب جرائم حرب، بمهاجمة المدينة في محاولة للسيطرة عليها.
وتمكنت تلك القوات من السيطرة على المدينة، ونشرت مقاطع فيديو لتجول عناصرها داخل المدينة، ونشرت عبر حسابها على "إكس": "قوات الدعم السريع تحرر اللواء الأول مشاة مدني ورئاسة الاحتياطي المركزي، وتسيطر على مدخل كوبري (جسر) حنتوب من الشرق".
اشاوس قوات الدعم السريع يدحرون الفلول في منطقة حطاب ويتوعدون بحسم أي تحركات جديدة#معركة_الديمقراطية #مطار_مروي #الطريق_إلى_الشمال #السودان #بل_بس #قوات_الدعم_السريع #الجيش_انتهي #ود_مدني #الاحتياطي_المركزي #سنار #الكيزان_لمزبلة_التاريخ #شندي pic.twitter.com/Ac6vWw3x1L — الخبر السريع - Quick News (@Quick_news12) December 20, 2023
"خلل لا خيانة"
وكان يتواجد في ود مدني، الفرقة الأولى مشاة في الجيش السوداني والتي كانت بقيادة اللواء أحمد الطيب، إلا أنه بعد يومين من المعارك، انسحبت الفرقة على حين غرة، وسط تفاجؤ الأهالي.
عقب ذلك، أكد الجيش السوداني انسحاب قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني، مشيرة إلى أنه "يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق العسكرية، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص، ومن ثم نشر الحقائق للرأي العام".
بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة العامة للقوات المسلحة
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣م
تعميم صحفي
إنسحبت يوم أمس الإثنين الموافق ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣ قوات رئاسة الفرقة الأولى من مدينة مدني.
يجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لإنسحاب القوات من مواقعها شأن بقية المناطق… pic.twitter.com/XCwXcTrFgl — القوات المسلحة السودانية (@SudaneseAF) December 19, 2023
الإنسحاب خلق جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المغردون عن السبب وراء الإنسحاب أدنى مقاومة، وما طبيعة الانسحاب؟
العميد طبيب الهادي كجاب الحدث في مدني ما خيانة من الجيش الخيانة من أولاد المنطقة البتعاون مع الدعامي ويدخله إلى قرى الجزيرة.#السودان #السودان_تلغراف pic.twitter.com/6912bErhT9 — السودان تلغراف sudan Telegraph (@Alsudantelgraph) December 19, 2023
ويتبين من بيان الجيش السوداني أن الإنسحاب لم يكن بأمر منهم، وهو ما يرجح أن القرار جاء من قبل اللواء قائد الفرقة.
هذا الترجيح، فتح باب الاتهام للواء أحمد الطيب، وقالوا بأنه ارتكب "خيانة عظمى" مع ضباطه بترك مدينة مدني بيد الدعم السريع، مطالبين بمحاكمته علنا، لمعرفة الأسباب الحقيقية خاصة لعدم استهدافهم لقوات الدعم السريع بواسطة الطائرات الجوية.
انسحاب قائد الفرقة الأولى مشاة وضباطه من مدني، دون قتال مع ترك السلاح والذخيرة في مخازن الفرقة، خيانة عظمى وطعنة نجلاء في خاصرة الشعب قبل الجيش.
هذا عارٌ لن يغسله سوى تحرير مدني وطرد الجنجويد وقائدهم المجرم كيكل عاجلاً غير آجل.#السودان#مدني_لازم_ترجع — الهندي عز الدين (@elhindiizz) December 19, 2023
من جانبه، يرى الدكتور ياسر محجوب، أن تصريحات القيادة العامة للجيش السوداني تنفي وجود أي خيانة.
واستدرك أن "قائد فرقة الجيش في مدني استبدل بقائد آخر، مما يشير إلى وجود خطأ ما أو تقصير"، حسب قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "الحرب كر وفر، لذا لا يمكن نسب أي إخفاق إلى كونه خيانة ما والحقيقة تنشد الدعاية المضادة من قبل المليشيا لتسويق ذلك تثبيطا للروح المعنوية لمقاتلي الجيش وللمواطنين على حد السواء".
وأشار إلى أن الخلل يكمن في إعلام الجيش السوداني الذي "لم يرتق حتى الآن لمستوى الأخطار الأمنية التي تواجهها البلاد"، وفقا لرأيه.
كما انتشر مقطع صوتي للفريق أول ياسر العطا، يعلق فيه على ما حصل في مدني، قائلا: "الجيش لن يخون ولن يبيع، ومعركة مدني ليست آخر المطاف، والحرب سينتصر فيها الجيش عاجلا غير آجل".
"سيتم إخلاء مدني بعد نهبها"
واستبعد المحلل السياسي السوداني، أن يكون لدى الدعم السريع منهج حرب احترافي يعتمد عليه في قتاله، مبينا أنه يركز على "الغنائم"، عن طريق هي سرقة وسلب اموال المواطنين.
#غنائم_مدني
البل الشامل للفلول pic.twitter.com/bL9oJEYzh7 — علي دخرو (@Ali_Aldakharo) December 16, 2023
وذكر محجوب أن تلك القوات "استطاعت إحداث اختراق في الروح المعنوية للجيش والمواطنين باعتبار أن الدعم الشعبي للجيش يعتبر أهم مصادر تفوق الجيش عليها"، كما قال.
ولفت إلى أن قوات الدعم السريع التي يصفها محجوب بـ "الميليشيا"، سوف "تخلي بعد نهبها، وهو ما يجري اليوم".
وتابع: "ستكتفي بإرسال رسالة بأنها قادرة على التخريب واحراج الجيش وربما تعتقد أن ذلك يقوي موقفها في أي تفاوض يتم لاحقا".
مدني ???? الله يعوض التجار .#السودان#sudan pic.twitter.com/W6wIKX7hqi — Hilal Nouri (@HelalNori) December 20, 2023
وكانت لجان المقاومة في مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة بالسودان، قد اتهمت قوات الدعم السريع بشن حملات نهب وسلب واسعة عقب سيطرتها على المدينة بعد اشتباكات ضارية مع الجيش السوداني.
وأظهرت مقاطع مصورة عناصر من الدعم السريع خلال قيامهم بعمليات نهب في المدينة التي شهدت موجة نزوح كبيرة مع احتدام الاشتباكات، كما وثقت مشاهد أخرى لحظات إضرام النار في أحد المصارف.
سرقة مليشيا الدعم السريع لبيوت المواطنين
وسياراتهم #السودان #مدني #مليشيا_الدعم_السريع_تستبيح_الجزيرة #الامارات_تقتل_السودانيين
pic.twitter.com/bq8S08fFsO — HOOD (@HOOD888888) December 19, 2023
كما وثقت مقاطع مصورة استيلاء عناصر من "الدعم السريع" على أمول البنك المركزي في "ود مدني".
ومع انتشار هاشتاغ #أنقذوا_السودان، نشر المعلق الجزائري حفيظ دراجي، منشورا مؤثرا عبر "إكس" عن تفاقم الأوضاع في السودان، قال فيها: “اللهم نستودعك أهلنا في السودان، الذين يعيشون منذ أشهر أجواء حرب مفروضة عليهم من طرف ميليشيات قوات الدعم السريع المدعومة بالسلاح والمال من أنظمة عربية عينها على ذهب السودان و خيراته”.
وأردف: "الدعم السريع" تستبيح دماء السودانيين وتنهب البيوت و الممتلكات، وتمارس ابادة جماعية وتصفية عرقية لأهلنا، ما أدى الى تهجير 6 ملايين سوداني من مدينة الخرطوم، وتوقف 19 مليون طفل عن التعليم في السودان الذي صارت فيه الحياة لا تطاق، بسبب انعدام المياه، وانقطاع الكهرباء أمام أنظار جامعة عربية لا ترى ولا تسمع ولا تتحرك لإنقاذ شعب عظيم يتألم بعيدا عن عدسات الكاميرات وشهادات ناس يخافون على أرواحهم إذا نشروا معاناتهم في حساباتهم.
الإمارات عايزه السودان كله الشمال والشرق، مشروع الإمارات في السودان هو مشروع السيطرة على المواني والذهب،ودا بيفسر ليه الدعم السريع هاجم مدني تزامنا مع إفتتاح مطار للقوات الجوية الأثيوبية وحصول أثيوبيا على طائرات f16 وطائرات مسيرة من طراز Akinie التركية الصنع،الجبهة الشرقية في خطر pic.twitter.com/yXYROyqi4s — شهيرة طاهر (@shahenaz_taher) December 17, 2023
ويخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، حربا متواصلة منذ منتصف نيسان /أبريل الماضي، ما تسبب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ود مدني الدعم السريع السودان الجيش السوداني البرهان حميدتي السودان الجيش السوداني حميدتي الدعم السريع البرهان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی الفرقة الأولى فی السودان pic twitter com ود مدنی
إقرأ أيضاً:
أميركا تشترط انسحاب قوات رواندا من شرق الكونغو لتوقيع اتفاق السلام
أفادت وكالة رويترز أن الولايات المتّحدة تسعى إلى إبرام اتفاق سلام، يشترط انسحاب القوات الرواندية من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل التوقيع على أي بند، وهو الأمر المرجّح أن يثير غضب كيغالي التي تعتبر الجماعات المسلّحة في الكونغو تهديدا وجوديا لها.
وتقود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثات لإنهاء القتال في شرق الكونغو، وجذب استثمارات غربية بمليارات الدولارات إلى المنطقة الغنية بالمعادن، مثل التنتالوم والذهب والكوبالت والنحاس والليثيوم.
وفي تصريح سابق لوكالة رويترز، قال كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية مسعد بولس إن واشنطن تريد الانتهاء من اتفاق سلام في غضون شهرين تقريبا، وهو جدول زمني طموح لحلّ صراع له جذور مرتبطة بالإبادة الجماعية في رواندا قبل أكثر من 3 عقود.
وتقول مسوّدة اتفاق السلام، التي اطلعت عليها رويترز إن أحد شروط التوقيع هو أن تسحب رواندا قواتها ومعدّاتها العسكرية من الكونغو.
وقد أكد 4 دبلوماسيين صحة الوثيقة التي لم يُذكر تاريخها، وقالوا إنها من إعداد مسؤولين أميركيين معنيين بأزمة شرق الكونغو الديمقراطية.
إعلانوتتجاوز المسوّدة إعلان المبادئ الذي وقّعه وزيرا خارجية البلدين في أبريل/نيسان الماضي بالعاصمة واشنطن، حيث قالت إن الجانبين سيعالجان أي مخاوف أمنية بطريقة تحترم سيادة وسلامة أراضي الطرفين.
اعتراف روانداومنذ أن سيطر المتمرّدون على المناطق الرئيسية في شرق الكونغو الديمقراطية أرسلت رواندا ما بين 7 آلاف، إلى 12 ألف جندي لدعم مقاتلي "حركة إم23".
وبعد الكثير من نفي الارتباط مع المتمردين، اعترفت رواندا مؤخرا بوجود قواتها، قائلة إن وجودهم في شرق الكونغو يندرج في إطار الدفاع عن النفس ضد الجيش الكونغولي ومليشيات الهوتو المرتبطة بالإبادة الجماعية عام 1994.
ووفقا لمصادر تحدثت إلى رويترز فإن رواندا لم تردّ على مسوّدة الاتفاق الأميركية لغاية الأسبوع الماضي، وقال وزير خارجيتها، أوليفييه نديهونغيريهي، إن خبراء من البلدين سيجتمعون هذه الأيام في واشنطن لبحث الاتفاق.
وفي سياق متّصل، اتّهم مسؤول كبير في مكتب الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي دولة رواندا بالمماطلة، مشيرا إلى أن انسحاب قواتها من المناطق الشرقية من الشروط الأساسية لتوقيع الاتفاق.
جهود قطريةوعلى صعيد الأزمة المرتبطة بالتمرّد في المناطق الشرقية، تخوض الكونغو مفاوضات مع حركة إم23، للتوصّل إلى اتفاق ينهي الاقتتال بينهما.
وكشف مصدر مطلع على تلك المحادثات أن قطر قدّمت مسودة اقتراح للطرفين الأسبوع الماضي، وأن الوفدين سيعودان للتشاور مع قادتهم قبل استئناف المفاوضات.
لكن مسؤولًا في صفوف المتمردين قال إن التقدّم نحو اتفاق نهائي لا يزال بطيئًا، خاصة فيما يتعلق بتسليم حركة إم23 للمناطق التي تسيطر عليها.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد اجتمع برئيسي الكونغو ورواندا في مارس/آذار الماضي بالعاصمة الدوحة، لمناقشة سبل وقف الصراع الدائر في شرق الكونغو.
إعلان