جدل حول اختبار اللغة العربية بالثانوية
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
أدى أمس، طلبة الشهادة الثانوية العامة اختبار مادة اللغة العربية في المدارس الحكومية ضمن امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي 2023 - 2024، وسادت حالة من الجدل بين الطلبة حول مستوى الاختبار بين من رآه في متناول الطالب المتوسط مع وجود سؤالين للمتفوقين ومنهم من ذهب إلى أنه يتضمن أسئلة تعجيزية.
وقال مديرو مدارس ثانوية لـ «العرب»، إنهم لم يرصدوا أي شكاوى من أسئلة اختبار اللغة العربية، مؤكدين أن سياسة وضع الاختبارات تشمل بأن يتضمن الاختبار سؤالا أو سؤالين للطالب المتفوق من أجل إظهار قدرات كل طالب على حدة.
وأضافوا أن معلمي اللغة العربية أجروا مراجعات مكثفة قبل بدء الاختبارات، بالإضافة إلى درس ليلة الاختبارات وحاولوا مساعدة الطلبة بشكل كبير، بالإضافة إلى توفير دروس إثرائية واختبارات تجريبية على منصة «قطر للتعليم»، الأمر الذي أهل الطلبة أكاديميا قبل الاختبار، منوهين بأنه من المعتاد وجود حالة من تباين الآراء حول بعض الاختبارات.
وأكدت عينة من الطلبة عقب انتهاء الاختبار، أن أسئلة اللغة العربية كانت في متناول الطالب المتوسط، موضحين أن الأسئلة جاءت واضحة ومباشرة ماعدا سؤالين تضمنا بعض الغموض.
وأوضح الطلبة أن وقت الاختبار كان كافيا وهو ساعتان للحل والمراجعة أكثر من مرة مع خروج العديد من الطلاب في منتصف وقت الاختبار، مضيفين أن الاختبار جاء مقسما ما بين سؤال للحفظ وسؤالين لقضايا الأدب وأسئلة للقواعد وأسئلة للقراءة والكتابة.
ورأى الطلبة أن الاختبار جاء طويلا عند مقارنته بالاختبار التجريبي إلا أنهم قالوا انه جاء متوافقا في الأسئلة مع الاختبارات التجريبية بنسبة كبيرة، مستبعدين حصول نسبة كبيرة من الطلبة على الدرجة النهائية.
في المقابل، تصدر وسم #اختبار_العربي_التعجيزي» قائمة التداول على منصة «إكس» في قطر عقب انتهاء اللغة العربية، وعبر الطلبة وأولياء الأمور عن استيائهم من اختبار لغة الضاد وتحديدا سؤال القراءة والقصة.
وتساءل الطلبة عن الغرض من وضوع سؤال القصة «القميص المسروق»، وقال الطالب عبدالرحمن الكثيري «اختبار تعجيزي ما عرفت أحل ولا شي، ليش تصعبون الأسئلة علنا واحنا آخر سنة!!».
وفيما قال الطالب سعيد حمد «أتمنى تراعوننا في الدرجات والتصحيح مع لأن الاختبارات اللي راحت ما شوف فيها أي إشكالية بس ليش العربي بهالصعوبة؟».
على جانب آخر، قالت الطالبة الريم «يا جماعة مو حلاوة الموضوع الاختبار مباشر بشكل مو طبيعي واساله بس يبي لها تفكير أنتوا شكلكم تبون الإجابة مكتوبة جمب السؤال عشان تقولون مو تعجيزي ما فهمت شنو تبون أكثر، لأنه ماجاكم ولا سؤال قاعدة مقالي ولا إعراب مقالي. أسهل من كذا شنو؟».
وتختتم الاختبارات اليوم الخميس، بمادة الفيزياء لطلبة المسارين العلمي والتكنولوجي، ومادة الجغرافيا لطلبة المسار الأدبي، وكانت اختبارات الشهادة الثانوية انطلقت يوم الأحد 10 ديسمبر الحالي، حيث أدى الطلبة اختبارات الرياضيات واللغة الإنجليزية والتربية الإسلامية والمادة الاختيارية والتاريخ والأحياء وتكنولوجيا المعلومات كل حسب مساره.
واشتكى الطلبة على الاختبارات الماضية من صعوبة اختبار مادة التاريخ الذي وصفه بأنه تعجيزي الأمر الذي أصابهم بالإحباط، فيما اعتبر عدد من الطلبة أن اختبار الأحياء تضمن أسئلة صعبة في مستوى الطالب المتوسط، بينما وصف بعض الطلاب اختبار الكيمياء تحديدا بالتعجيزي، أما اختبار الحاسب الآلي فكان في مستوى الطالب المتوسط.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر اختبار اللغة العربية امتحانات الفصل الدراسي الطالب المتوسط اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
البيئة خارج اهتمام النواب: 81% لم يطرحوا أي سؤال وأقل من 2% من الأسئلة تهم القطاع (تحليل بالبيانات)
رغم التحديات البيئية التي واجهها المغرب في السنوات الماضية، من الجفاف إلى التلوث، مرورًا بحرائق غابات غير مسبوقة في تاريخ المملكة، يبدو أن حضور قضايا البيئة في مجلس النواب لا يزال « باهتًا »، وفق تحليل بالبيانات لأهم آليات مراقبة العمل الحكومي (الأسئلة الشفوية والكتابية)، وذلك منذ بداية الولاية التشريعية الحالية وحتى الآن (حوالي ست دورات تشريعية ونصف).
المعطيات البيانية التي اشتغل عليها « اليوم 24″، بعد تجميعها وتحليلها، تكشف أن 81% من أعضاء مجلس النواب في الولاية التشريعية الحالية لم يطرحوا أي سؤال كتابي منذ بداية ولايتهم الانتدابية وحتى الأسبوع الأخير من ماي 2025، يتعلق بقضايا البيئة.
ويكشف تحليل المعطيات المستخرجة من محاضر جلسات الأسئلة الشفوية المنشورة في البوابة الرسمية لمجلس النواب، والتي بلغ عددها 86 جلسة منذ بداية الولاية وحتى اختتام آخر دورة تشريعية، عن رقم « محتشم » للغاية، حيث لم تتجاوز نسبة أسئلة قطاع البيئة، التي بُرمجت وأُجيب عنها في جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية، نحو 1.6% فقط من مجموع الأسئلة.
%1.6 فقط… البيئة تتذيل تحت القبة
الصادم أن نسبة أسئلة قطاع البيئة المبرمجة في جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية في مجلس النواب، منذ بداية الولاية الحالية وحتى بداية فبراير الماضي، أي اختتام دورة أكتوبر 2024 التشريعية، لا تتجاوز 1.6% من مجموع الأسئلة الشفوية التي بُرمجت وأُجيب عنها من طرف أعضاء الحكومة.
ومنذ بداية الولاية، وعلى امتداد ثلاث سنوات تشريعية (6 دورات)، بلغ مجموع الأسئلة الشفوية التي أُجيب عنها 2693 سؤالًا، منها 42 سؤالًا فقط حول قضايا البيئة.
وطرح البرلمانيون على وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في 86 جلسة للأسئلة الشفوية عقدت منذ بداية الولاية وحتى آخر دورة تشريعية اختُتمت في بداية فبراير الماضي، ما مجموعه 108 أسئلة، منها 42 سؤالًا تهم قطاع البيئة، بما يعني أن أسئلة البيئة تشكل 39% من مجموع الأسئلة الموجهة إلى وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المبرمجة في الجلسات خلال ثلاث سنوات.
مصادر حكومية وأخرى برلمانية متطابقة، أكدت أنه لا مسؤولية للوزراء في تحديد مواضيع الأسئلة التي تُطرح في الجلسات الأسبوعية، حيث يتم اختيار القطاعات من طرف مكتب المجلس وندوة الرؤساء، بينما تحدد إدارات الفرق الأسئلة التي ستُطرح، بناءً على رغبات البرلمانيين، ما يعني في النهاية أن النائب البرلماني هو من يحدد السؤال الذي سيطرحه ضمن النسبة المخصصة له لتوجيهها إلى الحكومة خلال السنة التشريعية.
تحليل معطيات حضور الوزراء في جلسات الأسئلة الشفوية الـ86 يؤكد أن قطاع الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حضر 21 مرة، وحضرت أسئلة البيئة 19 مرة، أي أن قضايا البيئة غابت مرتين فقط من الجلسات التي بُرمجت فيها أسئلة هذا وزارة « بنعلي » التي تجمع قطاعي الطاقة والتنمية المستدامة.
%0.83 من الأسئلة الكتابية… البيئة الغائب الأكبر!
وإذا كانت برمجة الأسئلة الشفوية مرتبطة أساسًا بحصة الفرق والمجموعات النيابية ضمن التمثيلية داخل المجلس، فإن الأسئلة الكتابية تتيح للنواب فضاء أوسع لمساءلة الحكومة. إلا أن تحليل البيانات المرتبطة بعدد الأسئلة الكتابية التي وُجهت إلى الوزيرة المسؤولة عن قطاع البيئة، يكشف تراجع أولوية الملف البيئي ضمن اهتمامات ممثلي الأمة، رغم التزامات المغرب الدولية في هذا المجال.
ومنذ بداية الولاية التشريعية الحالية (2021–2026)، وجه النواب والنائبات نحو 21520 سؤالًا كتابيًا إلى الحكومة، منها 180 سؤالًا فقط حول قضايا البيئة، بنسبة لا تتعدى 0.83% من مجموع الأسئلة.
وبلغت نسبة أعضاء مجلس النواب الذين طرحوا أسئلة كتابية في قطاع البيئة، منذ بداية الولاية وحتى نهاية ماي 2025، نحو 19%، بما مجموعه 75 برلمانيًا وبرلمانية فقط، أي أن أزيد من 80% من أعضاء المجلس لم يضعوا أي سؤال يتعلق بالبيئة بعد مرور ثلاث سنوات ونصف من عمر الولاية الحالية.
أصدقاء البيئة
بالرغم من الأرقام الصادمة حول حضور قضايا البيئة في أسئلة أعضاء مجلس النواب، سواء الكتابية أو الشفوية، إلا أن المعطيات تبرز عددًا محدودًا من البرلمانيين والبرلمانيات كـ »أصدقاء للبيئة »، من خلال حرصهم المتواصل على طرح أسئلة كتابية حول مواضيع بيئية مختلفة، تتعلق أساسًا بالتغيرات المناخية، التلوث، النفايات، حرائق الغابات، والتدهور البيئي في بعض المناطق.
البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، نعيمة الفتحاوي، كانت الأكثر توجيهًا للأسئلة الكتابية في قطاع البيئة، بـ14 سؤالًا موجهًا إلى الوزيرة ليلى بنعلي، منذ بداية الولاية وحتى ماي 2025.
ويليها البرلماني عن الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية سعيد بعزيز بـ13 سؤالًا، ثم النائبة عن التقدم والاشتراكية نادية التهامي بـ10 أسئلة، ورابعًا رئيس فريق التقدم والاشتراكية رشيد حموني بـ8 أسئلة.
ووجّه 17 برلمانيًا وبرلمانية ما بين 3 و7 أسئلة كتابية في قطاع البيئة، بينما اكتفى 54 برلمانيًا وبرلمانية بسؤال أو سؤالين فقط خلال الفترة نفسها.
تحليل المعطيات المتوفرة لواضعي الأسئلة الكتابية، وفق الانتماء السياسي، يظهر أن الفريق الاشتراكي في المقدمة بـ38 سؤالا يهم البيئة من مجموعة الأسئلة الـ180 التي وجهت للقطاع المعني منذ بداية الولاية الحالية وحتى نهاية ماي 2025، وفي المرتبة الثانية فريق التقدم والاشتراكية بـ33 سؤالا، ثم العدالة والتنمية بـ30 سؤالا.
وفي المرتبة الرابعة يأتي فريق الأصالة والمعاصرة بـ25 سؤالا، يليه الفريق الحركي بـ24 سؤالا، ثم الأحرار بـ17 سؤالا وأخيرا الفريق الاستقلالي بـ9 أسئلة، بينما طرح الأسئلة الأربعة المتبقية النواب غير المنتسبين لأي فريق.
التفاعل الحكومي
تشير المعطيات التحليلية إلى أن 72% من الأسئلة الكتابية في قطاع البيئة مصدرها فرق المعارضة، بما يعني أن هذه الأخيرة تُظهر اهتمامًا أكبر بالملف البيئي من خلال آلية المراقبة البرلمانية، رغم أنها تمثل أقل من ثلث أعضاء المجلس.
وتتفاوت نسبة التفاعل الحكومي مع هذه الأسئلة، إذ تبلغ نسبة الإجابة على أسئلة الأغلبية 74%، مقابل 60% فقط بالنسبة لأسئلة المعارضة.
وبشكل عام، بلغت نسبة استجابة وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، لأسئلة أعضاء مجلس النواب المتعلقة بالبيئة، منذ بداية الولاية التشريعية، نحو 65%.
تحت قبة البرلمان، تمر القضايا البيئية خافتة، في بلد يواجه تحديات مناخية وبيئية، بينما لا تتجاوز هذه القضايا سوى أسطر معدودة في دفاتر أسئلة البرلمانيين والبرلمانيات. ويبقى « أصدقاء البيئة » قلائل، يرفعون أصواتهم وسط ما يشبه صمتًا جماعيًا، في محاولة لزرع وعي أخضر داخل مؤسسة تشريعية يسعون لجعل البيئة أولوية لا ترفًا داخل أروقتها.
كلمات دلالية البيئة في البرلمان، مجلس النواب، والتنمية المستدامة