يشكل عدد المتطرفين البريطانيين الذين ما زالوا في سوريا لغزاً غامضاً للحكومة، والتي صرحت بأنها لا تعرف عددهم، رغم أن من بينهم أخطر الأشخاص الذين غادروا للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.

تبقى الأولوية هي ضمان سلامة وأمن المملكة المتحدة بكل ما هو ضروري

وبحسب تقرير لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية، تقدر وزارة الداخلية أن حوالي ربع المواطنين البريطانيين الذين ذهبوا إلى المنطقة، والذين يزيد عددهم عن 900 شخص، لم يعودوا بعد، مشيرة إلى غموض حالة أكثر من 200 شخص، ربما يكون الكثيرون منهم قد ماتوا، لكن في النتيجة النهائية فإن الحكومة ليس لديها أي فكرة عن عدد الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة.

Revealed: children of Isis brides quietly sent to UK for adoptionhttps://t.co/lpn63cQiFJ

— Bob For A Full Brexit (@boblister_poole) December 3, 2023 بعد انهيار الخلافة

وخلص تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في عام 2017 إلى أن 79 شخصاً قد لقوا حتفهم بالفعل، ويعتقد أن المزيد منهم قتلوا بعد انهيار ما أطلق عليه "دولة الخلافه الإسلامية" في العراق والشام.

وبحسب الأرقام الرسمية البريطانية عاد ما يقدر بنحو 675 شخصاً ممن ذهبوا إلى سوريا والعراق للقتال منذ عام 2013 إلى المملكة المتحدة، وقالت وزارة الداخلية إنه تم التحقيق معهم جميعاً وتم تقييم معظمهم على أنهم يشكلون خطراً أمنياً منخفضاً، أو لا يشكلون أي خطر على الدولة البريطانية.

وقدرت المديرة التنفيذية لمنظمة ريبريف الخيرية لحقوق الإنسان مايا فوا، أن من 10 إلى 15 رجلاً بريطانياً كانوا في سجون الإدارة الذاتية (الأكراد)، ومن المستحيل أن تتأكد المجموعة لأن الأسرى غير قادرين على التواصل ومع ذلك، قالت إنه من غير العادي أن الحكومة لا تعرف العدد لأن المسؤولين يمكنهم الاتصال بالأكراد لتحديد الرقم ولو بشكل تقريبي.

وقالت: "عليهم أن يعرفوا كم بقي من هؤلاء الأشخاص الذين يفترض أنهم خطرون، وهم بريطانيون أو سافروا إلى سوريا من بريطانيا، يقال إنهم يشكلون هذا الخطر، لذا يجب على الحكومة أن تعرف من هم وأين هم، ثم تتخذ جميع الخطوات لتقييم وفهم هذا الخطر". وقالت فوا إن الحكومة فشلت في التعامل بشكل هادف مع هذه القضية.

ويعيش ما يقدر بنحو 20 امرأة يعرفن باسم "العرائس الجهادية" و40 طفلاً في مخيمين شمال سوريا، هما روج والهول.

رفض الإرهابيين

وكانت سياسة الحكومة هي معارضة إعادة أولئك الذين فروا من بريطانيا للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من أن حلفاءها، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، اتبعوا نهجاً مختلفاً.

كانت إحدى أولى العرائس الجهاديات، التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها، عندما هربت إلى سوريا من بيثنال غرين شرق لندن شاميما بيجوم، مع صديقتين وتزوجت من أحد أعضاء داعش وأنجبت 3 أطفال، ماتوا جميعاً صغاراً وفي عام 2019، عثر عليها أنتوني لويد، مراسل صحيفة التايمز، في مخيم الهول فيما رفضت الحكومة البريطانية محاولاتها المتكررة للعودة، وتم سحب جنسيتها البريطانية.

ويجب على الآخرين الذين قد يرغبون في العودة الاتصال بخدمات المساعدة القنصلية بوزارة الخارجية، حتى يتم النظر في حالتهم، وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن العديد من المواطنين البريطانيين من سوريا أعيدوا إلى وطنهم في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك امرأة و5 أطفال يتم منح معظم النساء والأطفال ضمانات بعدم الكشف عن هويتهم عند عودتهم.

وتشير الصحيفة أنه ومع ذلك، من المفهوم أن وزارة الداخلية البريطانية منعت عودة آخرين هذا العام، بسبب مخاوف من أن يشكلوا سابقة، وأن الأجهزة الأمنية ستتعرض للإرهاق في فحصهم ومتابعتهم، وتحديد إذ ما كانوا يشكلون خطراً إرهابياً على الدولة.

وحذرت وزارة الخارجية البريطانية من أن منع طلبات العودة من شأنه أن ينتهك حقوق المواطنين البريطانيين، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وأن الحكومة ستخسر في نهاية المطاف الطعون القانونية أمام المحاكم، وقالت فوا إن معظم الأطفال في مخيمات اللاجئين تقل أعمارهم عن 10 أعوام، ودعت منظمة ريبريف الحكومة إلى اتباع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا في إعادة المواطنين البريطانيين القلائل المتبقين من شمال شرق سوريا.

Shamima Begum’s lawyer quits over ‘unfair’ secret terror hearings https://t.co/dYADgof8SL pic.twitter.com/wqz1dFUgO7

— Politico Digital UK (@PoliDigitalUK) November 8, 2023 كل حالة على حده

وتقول منظمة ريبريف إن غالبية النساء البريطانيات المحتجزات في معسكرات الاعتقال تم الإتجار بهن من قبل داعش الإرهابي، للاستغلال الجنسي والاستعباد المنزلي.

قال المدير السابق لجهاز "أم 16"، الذي عمل مراقباً للإرهاب في الأمم المتحدة، ريتشارد باريت، إنه يجب إعادة المواطنين البريطانيين إلى وطنهم، ومحاكمتهم في محاكم المملكة المتحدة إذا لزم الأمر"، مبيناً أن المعسكرات التي يعيشون فيها شكلت أرضاً خصبة لجيل قادم من المتطرفين.
وأضاف باريت: "يتعلق الأمر بماذا نمثل؟.. السبب الذي يدفعنا إلى القول بأن مجتمعنا أفضل من المجتمع الذي كان داعش يحاول خلقه هو أننا نتمتع بسيادة القانون، ونحترم حقوق الإنسان.. الحكومة بحاجة إلى التعامل مع قضية البريطانيين، الذين ما زالوا في المنطقة بشفافية ووضوح.

وذكرت "ذا تايمز" أن ممثل للحكومة تحدث لها قائلاً: "تبقى الأولوية هي ضمان سلامة وأمن المملكة المتحدة، سنواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية أرضنا من أولئك الذين يشكلون تهديداً لأمننا وسلامتنا".

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة داعش بريطانيا سوريا المواطنین البریطانیین المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة تجدد عزمها على مواصلة التعاون مع سوريا

دمشق-سانا

جددت ممثلة المملكة المتحدة لدى سوريا أنا سنو، التأكيد على عزم بلادها مواصلة التعاون مع الدفاع المدني والحكومة الجديدة في سوريا.

وقالت سنو في منشور على منصة “إكس” اليوم: ” فخورون بدعمنا طويل الأمد للدفاع المدني السوري، ونتطلع إلى مواصلة شراكتنا معهم ومع الحكومة الجديدة”.

ويأتي تصريح الدبلوماسية البريطانية في سياق الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة منذ سنوات لجهود الاستجابة الإنسانية في سوريا، وخاصة في مجال الإغاثة والطوارئ، بالتوازي مع متابعتها للتطورات السياسية التي تشهدها البلاد.

 

أنا سنو 2025-07-05mohamadسابق حرائق ريف اللاذقية تُخرج محطة تحويل البسيط عن الخدمة.. والورشات تبدأ أعمال الصيانةآخر الأخبار 2025-07-05المملكة المتحدة تجدد عزمها على مواصلة التعاون مع سوريا 2025-07-05حرائق ريف اللاذقية تُخرج محطة تحويل البسيط عن الخدمة.. والورشات تبدأ أعمال الصيانة 2025-07-05باريس سان جيرمان إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025-07-05الرئيس الشرع يستقبل وفد دار الفتوى للجمهورية اللبنانية 2025-07-05كيف صُمّم شعار سوريا الجديد وما هي دلالاته؟ 2025-07-05حملة نظافة شاملة في مدينة نوى بريف درعا 2025-07-05المحامي العام بدمشق: ضرورة رعاية نزلاء السجون وتأهيلهم لإعادة دمجهم بالمجتمع 2025-07-05افتتاح معرض البازار الذهبي في فندق شهباء حلب 2025-07-05مجلس مدينة درعا يواصل أعمال تأهيل الأرصفة وتجميل مداخل المدينة 2025-07-05عمليات الإخماد مستمرة في جبال اللاذقية.. التضاريس الوعرة وتغير الرياح يصعبان المهام

صور من سورية منوعات دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة 2025-07-04 فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • المملكة المتحدة تجدد عزمها على مواصلة التعاون مع سوريا
  • حفاظًا على سلامة المواطنين.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة بشأن الطريق الإقليمي
  • الحكومة البريطانية تعلن عن حزمة مساعدات جديدة لسوريا
  • جسم غامض يخترق النظام الشمسي .. وعالم يرجّح أنه مركبة فضائية
  • العليا البريطانية ترفض إلغاء قرار الحكومة حظر حركة فلسطين أكشن
  • مصر: دعم تدشين عملية سياسية شاملة في سوريا
  • الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك
  • الحكومة تفتتح المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بجهاز مدينة العلمين الجديدة
  • العمانيون يشكلون 39 % فقط من سكان مسقط وارتفاع الوافدين بـ5 آلاف
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل قائد القوات الخاصة البريطانية