قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) السبت، إن المسيرة التي هاجمت ناقلة الكيماويات في المحيط الهندي قبالة سواحل الهند، انطلقت من إيران، ما يشير إلى توسع المخاطر التي تواجه صناعة الشحن الدولي، منذ بدأت جماعة الحوثي في اليمن مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

وذكر متحدث باسم البنتاجون أن ناقلة الكيماويات (Chem Pluto) والتي كانت ترفع ليبيريا، ومملوكة لشركة (Rio Brillante) اليابانية، وتديرها شركة الناقلات الكيماوية (Ace-Quantum) الهولندية، تعرضت لضربة صباح السبت في المحيط الهندي، وعلى بعد 200 ميل بحري من سواحل الهند، بواسطة مسيرة انتحارية انطلقت من إيران.

وهذه هي أول مرة تتهم فيها الولايات المتحدة خصمتها إيران، بمهاجمة السفن منذ اندلاع التوترات الإقليمية على وقع الحرب في غزة.

من جهتها، أشارت شركة أمبري للأمن البحري إلى أن السفينة "مرتبطة بإسرائيل"، مضيفة أنها "توقفت في السعودية وكانت متوجهة إلى الهند".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الشركة الهولندية التي تدير الناقلة "مرتبطة بقطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر".

اقرأ أيضاً

ناقلة نفط ترفع علم الهند تتعرض لهجوم في البحر الأحمر

وأفاد مسؤول في البحرية الهندية، أنه "تم إرسال طائرة إلى الموقع وتمكنت من الوصول إلى السفينة والتأكد من سلامتها وسلامة طاقمها".

وأضاف: "أُرسلت كذلك سفينة حربية تابعة للبحرية الهندية إلى الموقع لتقديم المساعدة اللازمة".

ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن هذا الهجوم.

والشهر الماضي، تعرضت سفينة تجارية إسرائيلية لأضرار اثر هجوم بمسيرة يشتبه في أن الحرس الثوري الإيراني نفذه في المحيط الهندي، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أمريكي .

وتنفي إيران ضلوعها في الهجمات، كما تنفي جماعة الحوثي اعتمادها على إيران في تنفيذ هجماتها.

وبدأت جماعة الحوثي اليمنية في شن هجمات على السفن التجارية المارة في البحر الأحمر ومنطق مضيق باب المندب، والذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن؛ ومن ثم المحيط الهندي، رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة.

اقرأ أيضاً

تقرير عن هجوم بحري جديد بباب المندب.. استهداف سفينة قبالة اليمن

وقال مدير الاستخبارات في شركة نيبتون الأمنية كريستوفر لونج، إن الهجوم وقع على بعد 1630 ميلاً من سواحل اليمن، وهو في مجال مسيرات "شاهد 136" الإيرانية، والتي تستخدمها جماعة الحوثي، ويمكنها التحليق لمسافة 1600 ميل.

وأضاف لونج، إنه "أياً كانت الجهة وراء الهجوم، فإن هذه الحادثة تغير قواعد اللعبة، نظراً لبعدها الكبير عن البر".

ورفض متحدث باسم جماعة الحوثي نفي أو تأكيد الحادث، وقال: "نحن نفخر بما نفعله، ونعلنه على الملأ رسمياً"، مضيفاً أن الجماعة "حريصة على التسبب بأي أذى لإسرائيل، حتى تسمح بدخول الغذاء والدواء إلى غزة، ووقف العدوان".

ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم التي تطال سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو تبحر من موانئها أو إليها، تأتي "نصرة للشعب الفلسطيني" في الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وحذّروا من أنهم سيواصلون هجماتهم حتى إدخال ما يحتاجه سكان قطاع غزة من ماء ودواء.

ومع تعطل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: مسيرة إيرانية نفذت الهجوم على سفينة إسرائيلية قبالة سواحل الهند  

واتهمت الولايات المتحدة الجمعة، إيران بالضلوع في هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر، قائلة إن طهران تدعمهم بتوفير طائرات مسيّرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية.

قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان "نعلم أن إيران ضالعة بشدة في تخطيط العمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر".

وأكدت أن "الدعم الإيراني للحوثيين قوي، ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة ومساعدة استخباراتية ومساعدات مالية وتدريب"، وأن طهران قامت بـ"تفويض القرارات العملياتية إلى الحوثيين".

في المقابل، نفى نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري صحّة الاتهامات الأمريكية لطهران، بالضلوع في هجمات شنها الحوثيون على سفن تجارية في البحر الأحمر.

وسبق أن نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين غربيين وإقليميين الجمعة، قولهم إن القوات الإيرانية توفر معلومات استخباراتية ومعدات بما فيها المسيرات والصواريخ إلى جماعة الحوثي، لاستخدامها في استهداف السفن المارة بالبحر الأحمر.

وقال المسؤولون إن طهران توفر للحوثيين بيانات التتبع التي تجمعها سفينة مراقبة بالبحر الأحمر تابعة للقوات الإيرانية، ومن ثم يستخدم الحوثيون تلك المعلومات للهجوم على السفن التجارية المارة في مضيق باب المندب.

وباتت سفن كثيرة تبحر في المنطقة، تغلق أجهزتها الراديوية، لمنع تتبعها عبر الإنترنت، لكن السفينة الإيرانية المتمركزة في البحر الأحمر، تمكن مسيرات الحوثيين وصواريخهم من استهداف السفن بدقة، وفق المسؤولين الذين تحدثوا إلى الصحيفة.

اقرأ أيضاً

هجوم بطائرة مسيرة تستهدف سفينة جنوب غربي الهند

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا اليمن الحوثيون إيران سفينة الهند إسرائيل فی البحر الأحمر المحیط الهندی جماعة الحوثی سواحل الهند اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

هجوم حماس يفجّر مراجعة بحرية كبرى في إسرائيل.. وتحذيرات من السيناريو الأميركي    

انتقلت البحرية الإسرائيلية بعد الهجوم من حالة الركود إلى إعادة الهيكلة، إذ استبدلت سياسة "الاحتواء والردع" القديمة بمقاربة جديدة تقوم على الضربات الاستباقية والدفاع الطبقي والمرونة العملياتية، وفق صحيفة "جيروزالِم بوست" اعلان

قالت صحيفة "جيروزالِم بوست" إن الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 أجبر إسرائيل على إعادة تقييم منظومتها الدفاعية البحرية بشكل جذري، في تحوّل وصفته الصحيفة بأنه قد يقدم دروسًا مهمة للبحرية الأميركية.

تحوّل استراتيجي

أوضحت الصحيفة أن مقاتلي حماس الذين وصلوا إلى شاطئ زيكيم جنوب إسرائيل كشفوا ثغرات أمنية لم تكن متوقعة، بعدما استهدفوا كيبوتس زيكيم ومنشآت عسكرية ومحطة كهرباء قريبة من الحدود.

وأضاف التقرير أن سلاح البحرية الإسرائيلي، مثل فروع الجيش الأخرى، لم يكن مستعدًا لذلك النوع من الهجمات المتعددة الجبهات، رغم أنه "تمكّن من منع كارثة أوسع".

وبحسب المقال، فإن حماس استخدمت البحر على مدى سنوات كقناة لتهريب الأسلحة ووسيلة للمناورة، إذ كانت قواربها تندمج مع أسطول الصيد المدني في غزة، وتستعيد شحنات تُلقى في عرض البحر.

وقد سمح الجيش الإسرائيلي، وفق التقرير، ببعض الخروقات المحدودة في المياه المحظورة ظنًّا منه أن الحركة لن تُقدم على تصعيد.

ورأت الصحيفة أن هذا النمط من التساهل العسكري كان مشابهًا لسلوك إسرائيل على حدودها الشمالية مع حزب الله، حيث تم تجاهل استفزازات محدودة، منها نصب خيمة "داخل الأراضي الإسرائيلية" قرب مزارع شبعا، لتجنّب مواجهة مفتوحة. لكن السابع من أكتوبر قلب هذه الافتراضات رأسًا على عقب.

Related الناجون يجتمعون في تل أبيب لتكريم ضحايا هجوم حماس على مهرجان نوفامقبرة السيارات في إسرائيل تصبح نصباً صامتاً لضحايا هجوم حماسالجيش الإسرائيلي ينشر نتائج تحقيقه حول أحداث 7 أكتوبر في موشاف ياخيني: قواتنا تأخرت بعد هجوم حماس ثغرات حاسمة وإعادة بناء العقيدة

ذكرت الصحيفة أن البحرية الإسرائيلية انتقلت بعد الهجوم من حالة الركود إلى إعادة الهيكلة، إذ استبدلت سياسة "الاحتواء والردع" القديمة بمقاربة جديدة تقوم على الضربات الاستباقية والدفاع الطبقي والمرونة العملياتية.

وأوضحت أن الاستراتيجية البحرية قبل الهجوم كانت تركز على الدوريات الروتينية وحماية منصات الغاز البحرية في الشمال من تهديدات حزب الله، لكنها تغيّرت جذريًا بعد الحرب.

وأضافت أن سفن "ساعر 6" المزوّدة بمنظومة "القبة الحديدية البحرية – C-Dome" أصبحت اليوم تحرس تلك المنصات، لتتحول إلى حصون عائمة حيوية لأمن الطاقة الإسرائيلي.

سفينة ألمانية حربية سفينة من طراز ساعر 6، في حيفا، إسرائيل يوم الأربعاء 2 ديسمبر 2020. Heidi Levine/Pool Photo via AP

كما تم، وفق التقرير، نشر سياج راداري وطائرات مسيّرة وأبراج مراقبة على ساحل غزة لمنع أي توغّل مشابه لهجوم زيكيم.

وأشارت الصحيفة إلى أن قطعًا بحرية إسرائيلية أُعيد انتشارها في البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة والصواريخ الحوثية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أخرى تعتمد خطوط الملاحة نفسها.

وخلص التقرير إلى أن الهجوم كشف ثلاث ثغرات جوهرية في العقيدة البحرية:

- الاعتماد المفرط على الدفاعات الثابتة بما ولّد شعورًا زائفًا بالأمان

- ضعف الدمج بين المعلومات الاستخباراتية والإنذار المبكر

- قلة الانتشار البحري الفعّال، حيث كانت خمس زوارق فقط تغطي سواحل غزة صباح الهجوم دون وجود سفن صواريخ قريبة

وقالت الصحيفة إن حماس استغلت تلك الثغرات بأسلوب وصفه الخبراء بـ"الهجوم الفوري دون إنذار" الذي يعتمد على عنصر المفاجأة عبر قوارب أو طائرات مسيّرة أو وحدات كوماندوس بحرية.

دروس للبحرية الأميركية

أشارت "جيروزالِم بوست" إلى أن البحرية الأميركية تواجه تحديات مماثلة، سواء في البحر الأحمر ضد طائرات الحوثيين المسيّرة وصواريخهم، أو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ حيث يمكن أن تتعرض الموانئ والقواعد المتقدمة لهجمات متزامنة تُربك الدفاعات التقليدية.

وذكرت أن من بين الدروس المستخلصة للولايات المتحدة:

ضرورة الاستعداد لهجمات متجمّعة تستهدف الموانئ ومنصات الغاز وممرات الطاقة

توظيف وسائل دفاعية منخفضة الكلفة مثل الحرب الإلكترونية والليزر والموجات الكهرومغناطيسية عالية الطاقة إلى جانب أنظمة الاعتراض المكلفة

- اعتبار البنى التحتية البحرية نقاطًا استراتيجية ينبغي حمايتها بدفاعات متنقلة ومتعددة الطبقات تشمل سفنًا غير مأهولة

تطوير آليات إعادة التموين والدعم الميداني للسفن البعيدة عن موانئها، لضمان الجاهزية الدائمة

تعزيز القدرات الهجومية البحرية نحو البرّ لتدمير مصادر التهديد قبل تنفيذها، كما تفعل إسرائيل ضد منصات إطلاق الحوثيين

الشراكات والتحالفات

أوضحت الصحيفة أن التعاون البحري بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال مناورات مثل "إنترينسيك ديفندر" و"نوبل دينا" يركّز على مكافحة الطائرات المسيّرة والاعتراض البحري والتكامل التكتيكي في المتوسط، مشيرة إلى مشاركة دول أوروبية مثل اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا، إلى جانب تعاون مع مصر لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة رغم التعقيدات السياسية.

ورأت أن هذه النماذج من التعاون الثلاثي والمتعدد الأطراف يمكن أن تُستخدم كقوالب لتأسيس شبكات أمنية مرنة في الشرق الأوسط والمحيطين الهندي والهادئ، لمواجهة خصوم الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الصين.

"مختبر ابتكار" عسكري

اعتبر التقرير أن البحرية الإسرائيلية تحولت إلى مختبر للابتكار العسكري من خلال تكيفها السريع وصيانة معداتها بانضباط، مما مكّنها من إطالة عمر سفنها وزيادة كفاءتها التشغيلية.

وأشار إلى أن هذه التجربة تمثل درسًا مهمًا لبحرية الولايات المتحدة التي تواجه أعباء انتشار عالمي وقيودًا في الميزانية.

وختمت الصحيفة بالقول إن هجوم 7 أكتوبر أثبت أن المفاجآت البحرية ليست سيناريوهات نظرية، بل تهديدات واقعية يمكن أن تقع في البحر الأحمر أو الخليج أو بحر الصين الجنوبي، مضيفة أن الخصوم يتعلمون استغلال الثغرات عبر أسلحة منخفضة الكلفة وتكتيكات غير تقليدية.

وأكد التقرير أن الردع الفعّال اليوم يتطلب دفاعات استباقية ومرنة ومتكاملة بالشراكة مع الحلفاء مثل إسرائيل، مشيرًا إلى أن تجربة تل أبيب في التحول من قوة ساحلية دفاعية إلى قوة بحرية استباقية تشكل نموذجًا يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منه.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية.. القرش «بهلول» يظهر مجددًا في شواطئ الغردقة
  • جماعة الحوثي تعلن حصيلة شهداءها منذ بدء معركة إسناد غزة
  • الأردن.. أحكام بالسجن على 9 متهمين في قضية صواريخ وطائرات مسيرة مرتبطة بـالإخوان المسلمين
  • هجوم حماس يفجّر مراجعة بحرية كبرى في إسرائيل.. وتحذيرات من السيناريو الأميركي    
  • مقتل عنصرين من الحرس الثوري بهجوم غرب إيران
  • إيران تتوعد برد فوري: عقوبات ترامب لا قيمة لها.. وسنحمي سفننا التجارية بكل قوة
  • كنز في أعماق البحر.. غواصون يعثرون على عملات بقيمة مليون دولار| ما القصة؟
  • بمشاركة 92 سفينة و66 طائرة.. تركيا تطلق مناورات بحرية واسعة النطاق
  • اليمن.. وفاة أحد طاقم سفينة شحن هولندية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن
  • الإعلان عن وفاة بحار جراء هجوم حوثي على سفينة هولندية بالبحر الأحمر