تناول تقرير لموقع "شيناري إيكونومتشي" التوتر المتصاعد في البحر الأسود بعد تفجّر حادث خطير أصاب ناقلتي نفط من "الأسطول الشبحي" المتجه نحو روسيا؛ حيث وقعت الانفجارات على بُعد 30 ميلاً من السواحل التركية، محدثة أعمدة نار ودخان فوق السفينة “كايروس” التي كانت متجهة خالية إلى ميناء نوفوروسيسك، بينما نجت الطواقم دون إصابات.



وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ناقلتي نفط - تنتميان إلى ما يُعرف بـ"الأسطول الشبحي" وكانتا في طريقهما إلى روسيا في  البحر الأسود -  تعرضتا لانفجارات في  البحر الأسود قبالة تركيا، فيما ظلّ أفراد الطاقمين في أمان؛ حيث يبقى سبب الانفجارات بين احتمالين: ألغام بحرية أو طائرات مسيّرة.

وأضاف الموقع أنه بذلك الحادث عاد البحر الأسود مجددًا ليصبح مسرحًا عملياتيًا عالي الخطورة؛ ليس في ما يتعلّق بالحبوب فقط، بل بالطاقة أيضًا، قيم يدور البحث عن سبب تفجير الناقلتين هل هو ألغام بحرية خبيثة من بقايا الحرب— وأداة حرب ناشطة — في النزاع الدائر في أوكرانيا؛ أو ربما هجوم أكثر دقّة وتحديدًا؟ 



الحادث: نار ودخان قبالة كانديرا
وأوضح الموقع أن الحادث وقع لسفن تندرج ضمن ما يُعرَف غالبًا باسم "الأسطول الشبحي"، وهي مجموعة من السفن التي فُرضت عليها عقوبات غربية لكنها تواصل الإبحار على الخطوط الروسية. وبالتحديد، تشير المعلومات إلى أن الانفجارين طالا ناقلة نفط واحدة من فئة سوِزمَكس وأخرى من فئة أفراماكس.

واستنادًا إلى تقارير السلطات التركية ووسائل إعلام محلية مثل ديلي صباح، يمكن إعادة بناء تسلسل الأحداث على النحو الآتي:

·       الاصطدام: في توقيت يكاد يكون متزامنًا يوم الجمعة الماضي، تعرّضت السفينتان لـ«اصطدام خارجي» على بُعد نحو 30 ميلًا بحريًا (55 كيلومترًا تقريبًا) شمال السواحل التركية في البحر الأسود.

·       سفينة كايروس: تركز الاهتمام على ناقلة النفط كايروس التي ترفع علم غامبيا. السفينة، التي كانت تبحر فارغة باتجاه الميناء الروسي في نوفوروسيسك، اشتعلت النيران على متنها، وكان الدخان الكثيف المنبعث منها مرئيًا حتى من السواحل التركية.

·       عمليات الإنقاذ: أكدت المديرية العامة للشؤون البحرية في تركيا إرسال وحدات إنقاذ وزوارق قطر على الفور. ولحسن الحظ، تم الإعلان عن نجاة جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 شخصًا، وأن حالتهم جيدة.



لغم طافٍ أم هجوم مُحكم؟
وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن السبب الرسمي لم يُحسَم بعد بشكل قاطع، فإن الشهادات المنقولة عن أفراد الطاقم في التقارير البحرية جاءت واضحة: ما وقع كان انفجارًا خارجيًا.

وتدور السيناريوهات المطروحة حول احتمالين أساسيين:

·       ألغام بحرية طافية: وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا، والمفارقة أنه الأكثر توقعًا أيضًا. فالبحر الأسود مليء بالذخائر البحرية التي قد تدفعها التيارات نحو الجنوب، ما يهدد حركة الملاحة التجارية بلا تمييز. وفي هذه الحالة، يبدو أن الألغام وصلت إلى مسافة قريبة من السواحل التركية.

·       طائرات مسيّرة: لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال نظرًا لطبيعة الصراع، سواء كانت طائرات مسيّرة بحرية أو جوية. لكن المعطيات الحالية تميل بشكل واضح إلى ترجيح فرضية الألغام.

التداعيات على "الأسطول الشبحي" 
وفقا للموقع فإن هذا الحادث يُسلّط الضوء على حجم المخاطر التي تواجهها السفن التي تُبحر خارج إطار العقوبات؛ فهذه السفن، التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى أنظمة التأمين الغربية التقليدية (نوادي بي آند آي)، تشق طريقها عبر مياه شديدة الخطورة لضمان استمرار صادرات الطاقة الروسية.

وأضاف الموقع أنه من ناحية الحمولة، فكانت الناقلتان تبحران فارغتين في طريقهما إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي، الأمر الذي ساعد على الحد من حجم الخسائر المحتملة.

وتساءل الموقع عما إذا كان هذا الحادث سينعكس على أسعار التأمين—التي بلغت أصلًا مستويات قياسية لكل من يعمل في تلك المنطقة—أم أنه سيُسجَّل ببساطة كحلقة جديدة في سلسلة "التكاليف التشغيلية" لحربٍ اقتصادية تُخاض عبر استهداف الهياكل البحرية؟ 

لماذا تُوصَف هذه السفن بأنها “خاضعة للعقوبات” وما الذي كانت تفعله هناك؟
وذكر الموقع أن هذه السفن تنتمي إلى ما يُعرَف بـ"الأسطول الشبحي"، وهو شبكة بحرية تُستخدم لنقل النفط الروسي مع التحايل على سقف الأسعار والقيود التي فرضتها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي. وكانت هذه السفن موجودة في البحر الأسود في طريقها إلى ميناء نوفوروسيسك لتحميل النفط الخام أو المنتجات المكررة، قبل إعادة ضخّها في الأسواق الدولية عبر عمليات التفاف معقدة ومتعددة الحلقات تهدف إلى إخفاء مصدر الشحنة الحقيقي.

هل تأكّد أنها لغم؟ وهل هناك خطر تلوّث؟
وبيّن الموقه أن تصريحات السلطات التركية وأفراد الطاقم تشير إلى وقوع «اصطدام خارجي»، وهو تعبير يُرجّح بقوة—ضمن سياق البحر الأسود—أن يكون السبب لغمًا بحريًا طافيًا، وإن كان احتمال استخدام طائرة مسيّرة لا يزال مطروحًا ولم يُستبعَد نهائيًا.

ولحسن الحظ، كانت السفن تبحر فارغة (في وضع الزِّنة) باتجاه روسيا، ما يعني أن خطر وقوع كارثة بيئية نتيجة تسرب النفط الخام قد تم تجنّبه. واقتصر الضرر على وقود التشغيل وبعض أجزاء جسم السفينة، دون أي تسرّب يهدد البيئة البحرية.

هل سيؤدي هذا الحادث إلى وقف نقل النفط الروسي؟
اختتم الموقع تقريره بالقول إن ذلك من غير المرجّح؛ فروسيا تعتمد على مئات السفن القديمة في عمليات تصديرها، ما يجعل توقف الحركة غير وارد على المدى القريب. لكن الحادث يكشف بوضوح الهشاشة اللوجستية التي يقوم عليها هذا النظام. فإذا رأت شركات التأمين—وغالبها من دول ثالثة أو مملوكة للدولة الروسية—أن المخاطر في المياه التركية باتت هيكلية ومفرطة، فمن المحتمل أن ترتفع تكاليف النقل البحري بشكل كبير، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تقليص هامش الربح الذي تحققه موسكو من بيع الهيدروكربونات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية روسيا روسيا اوكرانيا البحر الاسود ناقلات نفط صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السواحل الترکیة البحر الأسود الموقع أن هذه السفن التی ت

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: الحديث عن تقدم روسي على الخطوط الأمامية مبالغ فيه

قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، خلال تصريحاته منذ قليل، إن الحديث عن تقدم روسي على الخطوط الأمامية مبالغ فيه، موضحًا أن مسألة الأراضي هي التحدي الأهم خلال المحادثات، وفقًا لقناة العربية.

الخارجية الروسية: تصريحات الناتو بشأن ضربات محتملة ضد روسيا غير "مسؤولة" روسيا: تصريحات الناتو حول ضربات استباقية ضدنا "تصعيد غير مسؤول"


وعلى صعيد آخر، أدان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الاثنين الهجمات الإرهابية الأخيرة على ناقلات النفط في البحر الأسود .. مؤكدا أن هذه الأعمال تشكل اعتداء مباشرا على سيادة تركيا وممتلكات مالكي السفن.
أدان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الاثنين الهجمات الإرهابية الأخيرة على ناقلات النفط في البحر الأسود .. مؤكدا أن هذه الأعمال تشكل اعتداء مباشرا على سيادة تركيا وممتلكات مالكي السفن.
وأشارت وكالة أنباء (تاس) الروسية إلى أن تصريحات بيسكوف جاءت ردا على أسئلة حول ما إذا كانت الهجمات على اتحاد خط أنابيب بحر قزوين (CPC) وناقلات النفط في البحر الأسود قد تقوض جهود السلام الجارية.
وأطلقت ناقلتا النفط "كايروس" و"فيرات"، وهما فارغتان وفي طريقهما إلى روسيا ، نداءات استغاثة يوم الجمعة على بعد 28 و38 ميلا بحريا من سواحل تركيا في البحر الأسود.
واندلع حريق في غرفة محركات سفينة كايروس بينما أبلغ طاقم سفينة فيرات عن أضرار في هيكلها، ولكن لم يكن هناك حريق كبير على متنها ، وتم إجلاء 25 من أفراد طاقم كايروس إلى الشاطئ ، ولم يكن بينهم أي روس.
وأشارت وزارة النقل التركية ، في تقاريرها السابقة عن هذه الحوادث، إلى احتمال وجود تأثير خارجي على السفن..ووقع هجوم آخر بطائرة مسيرة على سفينة فيرات صباح السبت الماضي

 

مقالات مشابهة

  • تركيا تحذر أوكرانيا: الهجمات على السفن في البحر الأسود تهديد لأمننا الملاحي
  • «التفاحة الحمراء» التركية بالواجهة.. أردوغان: تهديد الملاحة «غير مقبول»
  • تركيا تعلن تعرض سفينة روسية للهجوم في البحر الأسود
  • هكذا علق أردوغان على استهداف أوكرانيا ناقلات نفط روسية في المياه التركية
  • السلطات التركية تُعلن اعتراض سفينة في البحر الأسود
  • الرئيس الأوكراني: نأمل في إجراء محادثات مع ترامب
  • زيلينسكي: لا يجب منح روسيا أي مكافأة مقابل حربها في أوكرانيا
  • زيلينسكي: الحديث عن تقدم روسي على الخطوط الأمامية مبالغ فيه
  • الكرملين: الهجمات على ناقلات النفط في البحر الأسود تكشف عن طبيعة نظام أوكرانيا