اشتباكات عنيفة في طولكرم ونابلس.. قوات الاحتلال تواصل اقتحامات الضفة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين، ليل السبت/الأحد، في مدينتي طولكرم ونابلس في الضفة، خلال اقتحام واسع للمدينتين، في حين نفذت القوات الإسرائيلية اقتحامات أخرى للعديد من مدن الضفة وسط مواجهات ضارية واعتقالات بين الناشطين.
في طولكرم، أفادت مصادر محلية، باقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال لمدينة طولكرم، ومخيم نور شمس، وسط اشتباكات شديدة.
وفي اقتحامها من محورها الغربي، جابت قوات الاحتلال الحي وتحديدا منطقة دوار العليمي، والمحاكم، ودوار شويكة، وشارع السكة، باتجاه شارع نابلس بمحاذاة مخيمي طولكرم ونور شمس شرق المدينة.
وأضافت المصادر أن طائرات الاستطلاع تحلق في سماء المدينة ومخيماتها.
وطوقت قوات الاحتلال مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وفرضت حصارا مشددا عليه، حيث تمركزت آليات الاحتلال على مدخله الرئيسي ومحيط جبل النصر.
More images of the U.S.-backed Israeli Occupation storming Tulkarm in West Bank, with D9 bulldozers and accompanied by large Israeli forces pic.twitter.com/pNdsCYQ9XI
— Suribelle ???? (@Syribelle) December 23, 2023اقرأ أيضاً
اقتحامات إسرائيل للضفة تتواصل واشتباكات مع مقاومين في جنين وأريحا وطولكرم
وشرعت جرافات الاحتلال بتدمير خط المياه الرئيسي المغذي لمخيم نور شمس، وتجريف الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم، وتدمير البنى التحتية فيه، وتدمير عدد من مركبات المواطنين المتوقفة على جانبي الشارع، وتحديدا في منطقة حي المدارس، وحارات المسلخ والمنشية وجبل النصر.
كما نشر الاحتلال القناصة على أسطح البنايات المحيطة بالمخيم ومنطقة الاحراش المقابلة له، وداهم عددا من منازل المواطنين وأجرى عمليات تفتيش واسعة داخلة بعد احتجاز ساكنيها في غرفة واحدة واخضاعهم للاستجواب.
وأمام ذلك، اندلعت مواجهات واشتباكات في المكان، وسط سماع أصوات انفجارات ضخمة في المنطقة.
وفجّر مقاومون عبوات ناسفة بآليات الاحتلال في محيط مخيم نور شمس، كما أطلق المقاومون النار تجاه قوات الاحتلال في المدينة والمخيم.
من جهتها، قالت "كتيبة طولكرم" التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، إن "مجاهديها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس قرب طولكرم".
استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعبوة ناسفة محلية الصنع في مدينة طولكرم بالضفة الغربية#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/ygAybN5mK8
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 24, 2023اقرأ أيضاً
نادي الأسير: قوات الاحتلال اعتقلت 4600 فلسطيني في الضفة الغربية منذ بدء الحرب
وأضافت "السرايا"، أنها استهدفت قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة، مما أدى إلى إعطاب عديد من الآليات العسكرية الثقيلة المقتحمة للمخيم وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوفهم.
ومن ناحيتها، قالت كتائب "شهداء الأقصى- الرد السريع"، إن "مجاهديها شاركوا في التصدي لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم نور شمس".
وأضافت أن عناصرها أطلقوا وابلا من الرصاص وفجروا عبوات شديدة الانفجار في آليات الاحتلال التي اقتحمت المخيم.
وقال تلفزيون فلسطين (حكومي) إن "جيش الاحتلال دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية وبدأ بفرض حصار على مخيم نور شمس".
ونشر التلفزيون مقطع فيديو، تظهر فيه جرافة وآليات عسكرية متجهة إلى المدينة، وآخر تُسمع فيه أصوات إطلاق نار.
وأكد شهود عيان أن المقاومين استهدفوا قوة راجلة من جيش الاحتلال بعبوة ناسفة في حارة المنشية بمخيم نور شمس، كما استهدفوا آليات الاحتلال بعبوات شديدة الانفجار.
في اعتداء صارخ، جرافة قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمر ممتلكات الفلسطينيين خلال اقتحام مخيم نور شمس في طولكرم بالضفة الغربية. pic.twitter.com/wwVRhS7Wdf
— Enas JABER (@EnasJABER19) December 23, 2023اقرأ أيضاً
إصابات واشتباكات في مداهمات واسعة للاحتلال بالضفة
وهذا هو الاقتحام الثالث الذي يتعرض له المخيم خلال هذا الشهر، والثاني خلال أسبوع والذي أسفر وقتها عن استشهاد خمسة مواطنين.
وفي مدينة نابلس، استهدف مقاومون قوات الاحتلال اثناء تواجدها في حي المساكن الشعبية بالمدينة بوابل من الرصاص.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة المساكن الشعبية في نابلس، وشرعت بحملة مداهمات حيث دارت اشتباكات عنيفية مع المقاومين الذين تصدوا لقوات الاحتلال.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من عدة اتجاهات، وشرعت بحملة مداهمات وتفتيش، في حين تصدى الشباب الثائر لقوات الاحتلال بالأكواع المتفجرة والحجارة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتا جنوب نابلس، وبلدتي بيت أمر وسعير شمال شرق الخليل، وقرية كرمة جنوب الخليل.
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عند مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل، بعد أن دهمته قوات الاحتلال.
مراسل الجزيرة: اشتباكات متواصلة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم نور شمس شرق طولكرم بالضفة الغربية#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/q6D5ovZxFP
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 24, 2023اقرأ أيضاً
اعتقالات واشتباكات بالضفة وتفجير منزل أسير في نابلس
وأطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص الحي وقنابل الغاز باتجاه الشبان الذين ردوا بإطلاق الألعاب النارية باتجاه القوة المتوغلة.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف عمليات الدهم والاقتحام لبلدات ومدن الضفة الغربية، بالموازاة مع حربه المدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلّف هذا التصعيد مقتل 303 فلسطينيين في الضفة خلال هذه الفترة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فضلا عن آلاف المعتقلين.
كما ارتفعت حصيلة المعتقلين الفلسطينيين بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 4675، بينهم 260 طفلا، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
وكشفت المؤسستان الفلسطينيتان في بيان مشترك، أن أعلى حصيلة اعتقالات لفلسطينيين، سجلت في محافظة الخليل، وبلغت أكثر من 1000 حالة اعتقال.
ويتزامن هذا التصعيد، مع شن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى مساء السبت، 20 ألفاً و258 شهيداً و53 ألفاً و688 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
جرافات الاحتلال تشارك في اقتحام مدينة طولكرم. pic.twitter.com/uqUlxTbigd
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) December 23, 2023اقرأ أيضاً
الضفة تغلي.. شهداء واعتقالات وانتهاكات واقتحامات وإطلاق نار
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الضفة اقتحامات الضفة إسرائيل طولكرم نابلس اشتباكات مقاومون قوات الاحتلال الإسرائیلی بالضفة الغربیة الضفة الغربیة مدینة طولکرم مخیم نور شمس اقرأ أیضا pic twitter com
إقرأ أيضاً:
مداهمات واعتقالات في عدة مناطق بالضفة
تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم تصعيدا إسرائيليا واسعا شمل مداهمات واعتقالات وإغلاقات وحملات قمع في عدة محافظات، إلى جانب اعتداءات نفذها مستوطنون.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، حيث أفاد مراسل الجزيرة أن الاحتلال احتجز عشرات الشبان في بلدات الزاوية ومسحة وقراوة بني حسان، وحقق معهم ميدانيا بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة الزاوية بالسواتر الترابية، ومنعت السكان من الدخول أو الخروج بالتزامن مع اقتحامات جديدة لبلدات في محيط سلفيت.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مسحة وداهمت عدة منازل ونفذت حملة اعتقالات إضافية، بحسب مصادر محلية.
اقتحامات واعتقالاتكذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، وتحديدا حارة الياسمينة، حيث اعتقلت الشاب أسعد السمحان.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام في محيط المنطقة خلال عملية الاقتحام، بدون الإبلاغ عن إصابات، في حين تبعت القوات الخاصة تعزيزات من الجيبات العسكرية القادمة من حاجز الطور.
ولم تقتصر الاقتحامات الإسرائيلية على سلفيت ونابلس، إذ تجددت المداهمات اليومية في مناطق أخرى من الضفة الغربية، شملت مخيم بلاطة في نابلس وعددا من القرى والبلدات في بيت لحم وقلقيلية، بينها بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، التي شهدت اعتقال 5 شبان بعد اقتحام منازلهم.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من حي الشيخ جراح بعد الاعتداء عليه، كما أغلقت مداخل بلدة الرام شمال المدينة، ومنعت حركة الدخول والخروج منها بشكل كامل، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال على الطرق الرئيسة.
اعتداءات المستوطنينوفي موازاة ذلك، شهدت الضفة الغربية اعتداءات جديدة للمستوطنين، إذ أفاد مراسل الجزيرة أن مجموعة منهم اعتدت بالضرب على متضامنين أجانب في قرية عين الديوك شمال أريحا.
إعلانوفي بلدة سنجل شمال شرق رام الله، أقدم مستوطنون على إدخال جرار زراعي إلى أراض فلسطينية في منطقة سهل المعرشية، وشرعوا بحراثتها في خطوة وصفها الأهالي بأنها مؤشر واضح على نية الاستيلاء عليها.
ويمنع الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة سهل المعرشية منذ إعلانها منطقة عسكرية مغلقة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من أنها لا تبعد سوى 200 متر عن المنازل، وتبلغ مساحتها نحو 8 آلاف دونم.
"الضم الزاحف"ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن هذه العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية ليست منفصلة، بل تهدف إلى "زرع اليأس لدى الفلسطينيين وتقليص إمكانية استمرار حياتهم في مناطقهم" من خلال سياسات ممنهجة تشمل مصادرة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وقتل المواشي وتسميم آبار المياه، في محاولة لدفع السكان نحو مناطق أقل ضيقا أو تهجيرهم قسرا من مناطق مثل العوجة والخان الأحمر والأغوار الشرقية.
وأوضح أبو عواد في تصريح للزميلة ديانا جرار، أن هذه الإجراءات جزء من إستراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى السيطرة على الضفة وتقليص الوجود الفلسطيني فيها، من خلال إشغال الفلسطينيين بالمشكلات اليومية وإبعادهم عن التفكير في الدولة والاستقلال، في سياق ما وصفه بسياسة "الضم الزاحف" التي تتزامن مع مساعي تهجير سكان غزة وتقليص عدد الفلسطينيين.
ويتقاطع ذلك مع رؤية الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، الذي يؤكد للجزيرة نت أن العملية العسكرية الحالية تأتي ضمن سياسة "التصعيد على مختلف الجبهات"، أي في لبنان وسوريا وغزة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تعميق حالة القمع في الضفة وتعزيز المشروع الاستيطاني.
ويرى مصطفى أن السردية الأمنية التي يروجها الجيش الإسرائيلي ليست السبب الحقيقي لهذه العمليات، وإنما تُستخدم كذريعة لعرقلة أي إمكانية لبناء كيان سياسي فلسطيني، خصوصا بعد عودة الحديث دوليا عن خيار حل الدولتين.
كما أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال هذا التصعيد إرضاء مكونات اليمين الاستيطاني داخل الائتلاف الحاكم، خاصة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتراجع مشاريع الضم والتهجير، معتبرا أن العملية الحالية خطوة استباقية لمنع تشكّل أي بنية نضالية فلسطينية قد تحد من توسع المشروع الاستيطاني.