المرض .. الجريمة الأكبر للعدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تسلِّط التقارير الأُمميَّة حَوْلَ الوضع المزري في قِطاع غزَّة على الجريمة الأكبر الَّتي اقترفها العدوان الإسرائيلي والمتمثلة في تفشِّي المرض، خصوصًا بَيْنَ أطفال القِطاع، سواء جرَّاء الاستهداف المتعمَّد من قِبل الاحتلال للمنظومة الطبيَّة وجهود الإسعاف أو عمليَّات التهجير الَّتي تؤدِّي إلى تكدُّس أعداد كبيرة من النازحين، ما يُشكِّل بيئة خصبة لانتشار الأمراض لِيأتيَ الجوع بِدَوْره لِيضعفَ المناعة.
ويُعدُّ الوضع في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قِطاع غزَّة كاشفًا للوضع الصحِّي في القِطاع، حيث ينتقل الأطبَّاء والمَرْضى وذووهم بَيْنَ المجاري الَّتي طفحت في ساحة وأروقة المستشفى مع تفشِّي الأمراض المعويَّة والالتهابات الصدريَّة بَيْنَ الأطفال؛ كون شحِّ المياه يقلِّل من عمليَّة النَّظافة في مناطق النزوح، فيما يجاهد الأطبَّاء في التنقل بَيْنَ الحالات الَّتي اكتظَّت بها غرف المستشفيات لِتملأَ الممرَّات، حيث إنَّ القِسم الواحد الَّذي كان يتعامل يوميًّا مع زهاء 70 حالة قَبل السَّابع من أكتوبر، يستقبل في هذه الآونة زهاء 350 حالة.
وتمضي سُلطات الاحتلال في مفاقمة الوضع من خلال إصدار المزيد من أوامر الإخلاء للسكَّان في المنطقة الوسطى من غزَّة للانتقال إلى دير البلح لتوسيعِ العمليَّة العسكرية المستمرَّة، حيث إنَّ أكثر من 150 ألف شخص قَدْ تأثروا في القرار، خصوصًا أنَّ المنطقة بالأصل مكتظَّة بالنَّازحين.
ويقول تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين «أونروا» إنَّه منذ يوم 7 أكتوبر نزح ما يصل إلى 1,9 مليون شخص (أو أكثر من 85 بالمئة من سكَّان غزَّة) في مختلف أنحاء قِطاع غزَّة، بعضهم عدَّة مرَّات. ويتمُّ إجبار العائلات على الانتقال بشكلٍ متكرِّر بحثًا عن الأمان، ويقطن بعضهم في خيام بجانب أكوام من القمامة.
كما يقول المدير العامُّ لمنظَّمة الصحَّة العالَميَّة، تيدروس جيبريسوس إنَّ الجوع يضعف دفاعات الجِسم، وإنَّ غزَّة تشهد بالفعل معدَّلات مرتفعة لتفشِّي الأمراض المُعْدية، وحالات الإسهال بَيْنَ الأطفال دُونَ سنِّ الخامسة تضاعفت 25 مرَّة عمَّا كانت عَلَيْه قَبل العدوان.
وتلخِّص الأونروا الحلَّ العاجل القائم على اعتبارات إنسانيَّة بالمقام الأوَّل دُونَ النظر إلى العوامل السِّياسيَّة بالقول إنَّه «ثمَّة حاجة إلى وقفٍ فوري وإنساني لإطلاق النَّار في قِطاع غزَّة وتدفُّق المساعدات، دَوْنَ وضع شروط للمفاوضات السِّياسيَّة. حيث تؤكِّد أنَّه «من المفجع للغاية أنَّ السِّياسة تقف في طريق بقاء 2.2 مليون شخص على قَيْد الحياة في غزَّة».
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
قاتل مشتبه به يلتقط "سيلفي" بهاتف الضحية بعد الجريمة
بعد أكثر من عام على جريمة قتل في إيطاليا، اقتربت الجريمة من الحل بفضل فيديو "سيلفي" التقطه الجاني المشتبه به.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية مختلفة، الأحد، أن والد الضحية تمكن بعد محاولات عديدة غير ناجحة من فتح هاتف ابنه الذكي. واكتشف الأب عليه مقطع فيديو سجله المشتبه به لنفسه بعد الجريمة.
وتصدرت القضية عناوين الأخبار العام الماضي: حيث عثر على رجل يبلغ من العمر 32 عاما مطعونا في أواخر أبريل 2024 في بلدة فيلفرانكا بادوفانا، التي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، بشمال إيطاليا.
وسرعان ما أصبح أحد معارفه، أكبر منه بعامين، موضع شك، والذي تم اعتقاله بعد ذلك. وقد باءت جميع محاولات الشرطة لفتح هاتف الآيفون الخاص بالضحية، ربما للعثور على أدلة حول الجاني، بالفشل.
وفي النهاية، أعادت الشرطة الهاتف الذكي إلى الأب، الذي تمكن من فتح الجهاز باستخدام الرقم السري الصحيح.
ووفقا لتقرير صادر عن الصحيفة المحلية "إيل غازيتينو"، تم تسجيل الفيديو، الذي لا يتجاوز بضع ثوانٍ، في مسرح الجريمة، وحول وقت وقوع الجريمة.
ويقال إن الفيديو السلفي يظهر الجاني المشتبه به وهو يقول بعض الجمل غير الواضحة قبل أن يمرر يديه في شعره.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة الرجل البالغ من العمر 34 عاما، والموجود قيد الاحتجاز، في سبتمبر المقبل. ويجب أن يمثل الرجل أمام المحكمة بتهمة القتل.
ويواجه القاتل عقوبة سجن طويلة، بسبب مشاكل المخدرات، كان قد أقام في عيادة إعادة تأهيل قبل وقت قصير من الجريمة.
وكان الجاني المشتبه به والضحية يعرفان بعضهما البعض منذ الطفولة. ويقال إنهما كانا قد تشاجرا عدة مرات سابقا.