الضفة الغربية.. اقتحامات وتنكيل بالمعتقلين وتصاعد هجمات المستوطنين
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
اقتحم جيش الاحتلال عدة مدن وقرى بالضفة الغربية المحتلة، ونفذ حملة اعتقالات ضد المدنيين الفلسطينيين، مما رفع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى نحو 4700 معتقل، وفي إطار ما تتعرض له الضفة المحتلة زادت وتيرة هجمات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين لأكثر من الضعف، وفقا لتقارير دولية.
وبعد عملية اقتحام استمرت أكثر من 6 ساعات انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس، شرقي مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقامت جرافات الاحتلال خلال الاقتحام بتجريف وتدمير بنى تحتية في المخيم وتدمير سيارات المواطنين وعدة منشآت أهلية وحكومية.
كما نشر الاحتلال القناصة على أسطح البنايات المحيطة بالمخيم ومنطقة الأحراش المقابلة له، وداهم عددا من منازل المواطنين، وأجرى عمليات تفتيش واسعة داخله بعد احتجاز ساكنيها في غرفة واحدة وإخضاعهم للاستجواب.
واندلعت عقب ذلك اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال، تخللها إلقاء عبوات ناسفة بكثافة نحو آليات وجنود الاحتلال.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باقتحام قوات كبيرة من الجيش وآليات الاحتلال، مصحوبة بعدد من الجرافات، مدينة طولكرم من محورها الغربي باتجاه مخيم نور شمس، وتمركزت على مداخله.
ويعد هذا العدوان الثالث الذي يتعرض له المخيم خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، والثاني خلال أسبوع والذي أسفر وقتها عن استشهاد 5 مواطنين.
اقتحامات واعتقالات
كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين، الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، في نابلس، خلال اقتحام واسع للمدينة، واعتقلت شابين قبل انسحابها من المدينة.
وفي بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من عدة اتجاهات، وشرعت بحملة مداهمات وتفتيش، وتصدت لها المقاومة والمواطنون.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 مواطنين من محافظة الخليل، بينهم امرأة، في حين اعتقلت 3 فلسطينيين بينهم أسير محرر بعد اقتحام منازلهم في قرى الخليل.
واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من قرية برطعة شمال الضفة المحتلة، واقتحمت قريتي الجلمة وعرانة شمال الضفة، وشنت حملة تفتيش وتمشيط واسعة في القريتين.
وطالت حملة الاعتقالات مدينة بيت لحم، حيث اُعتقل فلسطيني يبلغ من العمر (61 عاما) بعد دهم منزله وسط بيت لحم وتفتيشه.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أسيرا محررا في إحدى قرى مدينة طولكرم عقب مداهمة منزله.
وفي السياق ذاته، ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى 4695 منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لتقارير حقوقية.
وتوزعت الاعتقالات في محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وطولكرم، وتشمل المعطيات من اعتقل وأفرج عنه، أو من بقي رهن الاعتقال.
وفي سياق ذي صلة، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية في عيادة سجن الرملة كثفت خلال الآونة الأخيرة من تضييقها وإجراءاتها القمعية بحق المعتقلين المرضى القابعين هناك، والبالغ عددهم 14 أسيرا.
وأوضحت الهيئة أن "الحالات المرضية في عيادة سجن الرملة هي الأصعب في السجون، فهناك مصابون بالرصاص، ومقعدون، ومصابون بأمراض مزمنة، وأورام خبيثة منذ سنوات، وجميعهم محتجزون بظروف قاسية، إلى جانب ما يتعرضون له من انتهاكات طبية متواصلة تجعل منهم فريسة للأمراض".
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها أكثر من 800 أسير مريض، من بينهم نحو 250 أسيرا يعانون من أمراض مزمنة، منهم 24 أسيرا يعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.
تهجير ومستوطنونكشفت مؤسسات دولية وحقوقية فلسطينية أنه تم تهجير أكثر من ألف فلسطيني من 10 تجمعات خاصة في منطقة الأغوار منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المستوطنين شنوا أكثر من 170 اعتداء جسديا على الفلسطينيين، وهي إحصائية لا تتضمن حالات المضايقة والتحرش والتعدي والترهيب التي تزيد من الضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل.
حيث تواجه التجمعات البدوية في منطقة الأغوار صعوبات جمة وتهديدات متزايدة لإفراغ مناطقهم المحاصرة بالمستوطنات، حيث لم يعد بمقدورهم كسب رزقهم المعتمد على الرعي بعد إغلاق الأراضي الرعوية.
ويقول الحاج علي أبو محيسن، وهو مزارع وراعي أغنام، للجزيرة "يحاول المستوطنون بحماية الجيش أن يرحلونا، ولكننا صامدون".
ويوضح عمار حسن وهو من سكان المنطقة "من بعد 7 أكتوبر ضغطوا علينا أكثر، يدخلوا علينا بالسلاح، ويضربونا حتى الأطفال والنساء لم تسلم منهم" وأشار حسن إلى أنهم يهدفون من وراء ذلك إلى " أنهم يريدون أن يخرجونا من أرضنا وبيتنا، وصاروا يدخلون بالطائرة المسيرة لداخل البيت تصور كل شيء، ويهددونا بالتهجير".
وفقا لمؤسسات دولية زاد عنف المستوطنين من 3 اعتداءات يوميا إلى 7 في اليوم الواحد، والأغوار الشمالية مثال لما يحدث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الاحتلال الضفة الغربیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
اقتحامات جيش الاحتلال.. كابوس لفلسطينيي الضفة
رام الله- يعيش نحو 12 ألف مواطن فلسطيني على وقع اقتحامات إسرائيلية شبه يومية لمخيم الفوّار للاجئين الفلسطينيين جنوبي الضفة الغربية، نظرا لما يتخللها من قتل وعنف وتخريب واعتداء وإذلال واعتقال.
وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحولت حياة سكان المخيم، إلى جحيم بسبب "كابوس" الاقتحامات المتكررة، مع استمرار إغلاق المدخل الرئيسي وتقييد حركة سكانه.
ولا ينظر الفلسطينيون إلى هذه الاقتحامات بمعزل عن العدوان الشامل على مخيمات شمالي الضفة، في ما يعتبرونها محاولات إسرائيلية حثيثة لإنهاء ملف اللاجئين.
يوضح المواطن محمد النجار، وهو من سكان مخيم الفوار، أن اقتحام المخيم كان يتم على فترات متباعدة قبل حرب غزة، لكنه بات شبه يومي وبعشرات الجنود منذ بدء الحرب، وقد يتكرر الاقتحام عدة مرات في اليوم الواحد.
ويذكر أن الاقتحام "يكون مباغتا، وقد يكون من مدخل المخيم الرئيسي، حيث يثبت الاحتلال بوابة حديدية ويمنع حركة المركبات الفلسطينية، أو يكون مباغتا من أي جهة أخرى في محيطه، ويبدأ بإطلاق كثيف للنيران على كل من يتحرك والقنابل الغازية عشوائيا بين البيوت".
وأشار إلى فقدان المخيم 7 من أبنائه شهداء منذ تكثيف العدوان، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين.
إعلانبعد الانتشار في أزقة المخيم -يضيف النجار- تبدأ مداهمات البيوت وتفتيشها وتخريب محتوياتها، بالتزامن مع الاعتقالات الجماعية، فضلا عن تصوير الشوارع والأزقة والبيوت وعمل قياسات لها وتوزيع منشورات تحذيرية للسكان.
قبل أيام، وتحديدا منتصف مايو/أيار الجاري، كان منزل عائلة النجار واحدا من بين عشرات المنازل التي اقتحمت، يقول النجار "دهموا منزلنا واعتدوا عليّ وعلى شقيقي أمجد وطفله (11 عاما) وسيدتين بالضرب المبرح"، مشيرا إلى اقتحام المنزل 3 مرات في اليوم ذاته.
عن الاعتقالات الجماعية، يوضح أن "جيش الاحتلال يعتقل كل الرجال من البيوت التي يقتحمها، ويتم تعصيب أعينهم ونقلهم إلى أحد المنازل بغرض التحقيق أو إلى نقطة عسكرية دائمة على مدخل المخيم".
وبيّن أن عدد المعتقلين في آخر اقتحام وصل إلى 120 طفلا وشابا ومسنا، مشيرا إلى أعمال تنكيل وإهانة للمعتقلين وإجبارهم على السير في طوابير خلف بعضهم أو إجبارهم على الجلوس في ساحة عامة معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.
وبينما يتم تدمير مخيمات شمالي الضفة بذريعة وجود عناصر من المقاومة، فإن مخيم الفوار هادئ نسبيا، وهنا يشير النجار إلى أن مزاعم الاحتلال المتكررة لتبرير اقتحامات المخيم هي البحث عن أطفال بعمر 15 عاما تقريبا بذريعة إلقائهم الحجارة على الجنود.
ولفت النجار إلى معاناة السكان نتيجة استمرار محاصرة المخيم منذ بدء الحرب، قائلا إن "الحركة مقيدة ويضطر السكان للمشي في مسالك ترابية لمغادرته، ويمنعون من استخدام الشارع المعبد عند المغادرة إلى أشغالهم في مدينة الخليل أو القرى المجاورة، ومن يمشي على الطريق المعبد يصرخ عليه الجنود في البرج العسكري بمكبرات الصوت وبأبشع الألفاظ ويجبر على العودة للمسلك الترابي".
إعلانبرأي، المواطن الفلسطيني، فإن ما يجري "سياسة ممنهجة لاستهداف المخيمات بشكل خاص، بهدف القضاء على ملف اللاجئين".
قوات الاحتلال تقتحم مخيم الفوار بالخليل وتطارد الأطفال تزامنا مع خروجهم من المدارس pic.twitter.com/FXtEPss90X
— شبكة رصد (@RassdNewsN) April 13, 2025
آثار وانعكاساتمن جهته، يقول أمين البايض -وهو ناشط حقوقي ومن سكان المخيم- إن هدف ما يجري من اقتحامات "كي وعي" سكان المخيم وإذلالهم.
وأوضح أن المخيم تحوّل إلى ما يشبه ميدان تدريب لجنود الاحتلال قبيل توجههم إلى الحرب في غزة "بهدف كسر الحاجز النفسي لدى الجنود، وهذا محرم دوليا حيث يستخدم السكان دروعا بشرية وحقل تجارب، وهذا محرم دوليا".
وتابع أن الاقتحامات تُخلف حالة فزع وتأثيرات نفسية بهدف تحطيم النفوس، خصوصا عند الأطفال والنساء والشيوخ، مشيرا إلى "معاناة نفسية كبيرة جدا بدأت تلاحظ وظاهرة البطء في التعلّم والتحصيل العلمي المتدني ترافقها حالة خوف وفزع لدى الأطفال بعد أن كانت المخيمات منارة في العلم".
ولا يستبعد البايض أن يكون ترحيل السكان أحد أهداف الاقتحام الذي يستهدف قلب المخيم ويستثني التوسعات الحديثة في محيطه.
ووفق توثيق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن الاقتحامات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية تزايدت بشكل ملحوظ بالتزامن مع حرب غزة، حيث بلغت 16 ألفا و612 اعتداء للجيش والمستوطنين خلال العام الماضي 2024، مقابل 12 ألفا و161 اعتداء عام 2022.
أما خلال الثلث الأول من العام الجاري 2025، فقد نفذ الجيش والمستوطنون 7163 اعتداء، منها نحو 6 آلاف اعتداء وانتهاك نفذها الجيش.
وتتراوح الاعتداءات بين الاقتحامات والهجمات المسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضي واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
إعلانبينما تشير معطيات نادي الأسير الفلسطيني إلى أكثر من 17 ألف حالة اعتقال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في الضفة الغربية، وعدد غير معروف من المعتقلين من قطاع غزة.