الحرب في أوكرانيا تنعش دور البحر الأحمر كشريان لتجارة النفط
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
حولت حرب روسيا في أوكرانيا البحر الأحمر، الذي أصبح جنوبه منطقة محفوفة بالأخطار الغادرة في الفترة الحالية، إلى ممر تجاري عالمي حيوي للنفط، لا سيما بالنسبة لصادرات موسكو، في ظل تجنب أوروبا للنفط الروسي، وتزايد اعتمادها على الشحنات القادمة من الشرق الأوسط.
ولجأت موسكو أمام هذا الوضع إلى زيادة تدفقات نفطها إلى آسيا، في ظل بحثها عن منافذ لصادراتها، ما أدى إلى زيادة حركة النفط عبر البحر الأحمر، شمالاً وجنوباً، بنحو 140% لتبلغ 3.
وتظهر هذه الزيادة مواطن الضعف بنقطة عبور رئيسية لتدفقات النفط، فيما تعيد القوى العالمية رسم خريطة تجارة الطاقة العالمية، ففي الأيام الماضية، دفع التصعيد الكبير في هجمات ميليشيات الحوثي، المتمركزة في اليمن، على السفن التجارية لشركات، مثل "بي بي" وإكوينور"، إلى وقف الشحنات وتغيير مسار السفن، في ظل ارتفاع مبدئي في أسعار النفط.
قفزة في حجم الشحنات
ودفعت هذه الحوادث الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تشكيل فريق عمليات في المنطقة بهدف التصدي للهجمات، لكن الهجوم على سفن الشحن لفت الأنظار أيضاً إلى حجم النفط المنقول عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
هجمات البحر الأحمر ترفع أسعار النفط
في الشهرين اللذين سبقا هجوم روسيا على أوكرانيا، صدّرت موسكو نحو 120 ألف برميل نفط يومياً من موانئها الغربية إلى الأسواق في شرق قناة السويس، وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ"، وبلغ متوسط حجم هذه الشحنات 1.7 مليون برميل يومياً في الشهور الستة الماضية.
وخلال الفترة نفسها، قفزت شحنات الخام المتجهة من الشرق الأوسط إلى الدول الأوروبية من 870 ألف برميل يومياً إلى 1.3 مليون برميل.
تضاعف شحنات النفط المنقولة عبر قناة السويس
وزادت شحنات المنتجات النفطية المارة عبر قناة السويس بأكثر من الضعف منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا، وفقاً للبيانات الصادرة عن شركة "كبلر" (Kpler) لتحليل البيانات، التي جمعتها "بلومبرغ".
وإبان نفس الفترة في مطلع 2022، بلغ إجمالي حجم الشحنات التي مرت عبر قناة السويس 1.7 مليون برميل يومياً، وخلال المدة ما بين بداية يونيو ونهاية نوفمبر من العام الجاري، قفز هذا الإجمالي إلى 3.5 مليون برميل يومياً.
وتُعد هذه القفزة هي الأكبر فيما يخص شحنات ما يُطلق عليها المنتجات النفطية النظيفة، مثل البنزين والديزل ومواد المزج، التي ارتفعت من 1.2 مليون إلى 2.3 مليون برميل، ومع ذلك، زاد حجم شحنات المنتجات الملوثة، بما فيها زيت الوقود، بأكثر من نصف مليون.
مسارات أطول
وعزفت الشركات في الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي بعد فترة وجيزة من بدء الحرب، وفرض التكتل حظر استيراد على الخام الروسي في ديسمبر 2022، وبعد شهرين تبع هذا القرار قراراً آخر بحظر واردات الوقود.
تأثير محدود لتوترات البحر الأحمر على قناة السويس
وأجبر ذلك روسيا على تصدير نفطها عبر مسارات أطول إلى المشترين في الصين والهند، وهو ما يشركهما أيضاً، بشكل غير مسبوق، في مسؤولية تأمين الناقلات في البحر الأحمر، لأن كل النفط المُصدر من موانئ روسيا الغربية، تقريباً، يجب أن يمر قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر.
وربما لا تكون السفن الروسية معرضة بشكل مباشر لخطر هجمات ميلشيات الحوثي، فرغم كل شيء، إيران تدعم روسيا والحوثيين في حربهما، لكن ذلك لا يستبعد خطر إصابة سفينة تنقل النفط الروسي بشكل غير مقصود.
وتُعد معظم ناقلات الخام الروسي جزءاً من أسطول الظل الذي شكلته موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية، وفي الأغلب يكون مُلاك تلك السفن أو الشركات المؤمّن عليها مجهولين، ما يثير مخاوف حول ما إذا كانت الناقلات وشحناتها مؤمّنة على نحو فعال، بما يشمل المسؤولية عن أي تسرب نفطي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب روسيا في أوكرانيا البحر الأحمر موسكو أسعار النفط الروسي الشرق الاوسط البحر الأحمر برمیل یومیا قناة السویس ملیون برمیل
إقرأ أيضاً:
شركة هندية تدافع عن تصدير شحنة مركّب متفجّر إلى روسيا بقيمة 1.4 مليون دولار
يُعد مركّب "HMX" من المواد شديدة الانفجار ذات الاستخدام المزدوج، إذ يدخل في تركيب الرؤوس الحربية والصواريخ ومحركات القذائف، وفقًا لمركز المعلومات التقنية الدفاعية التابع للبنتاغون. اعلان
أكدت شركة "Ideal Detonators Private Limited" الهندية أنها التزمت باللوائح المحلية حين صدّرت في ديسمبر الماضي مركّبًا كيميائيًا شديد الانفجار بقيمة 1.4 مليون دولار إلى روسيا، مشددة على أن الشحنة كانت مخصصة لأغراض صناعية مدنية، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز" السبت.
وكان تقرير للوكالة نُشر في 24 يوليو قد كشف أن الشركة الهندية شحنت مادة تُعرف باسم HMX، أو أوكتوجين، إلى شركتين روسيتين مختصتين في صناعة المتفجرات، رغم التحذيرات الأميركية من فرض عقوبات على أي كيان يدعم الجهد الحربي الروسي في أوكرانيا.
ويُعد مركّب HMX من المواد شديدة الانفجار ذات الاستخدام المزدوج، إذ يدخل في تركيب الرؤوس الحربية والصواريخ ومحركات القذائف، وفقًا لمركز المعلومات التقنية الدفاعية التابع للبنتاغون. كما يُستخدم بشكل محدود في بعض الأنشطة المدنية مثل التعدين والتفجير الصناعي.
وتشير بيانات الجمارك الهندية إلى أن إحدى الشركتين الروسيتين المستوردتين للمركب هي شركة "Promsintez"، التي ذكرت أجهزة الأمن الأوكرانية أنها مرتبطة بالمؤسسة العسكرية الروسية، وكانت هدفًا لهجوم بطائرة مسيّرة شنّته كييف في أبريل/نيسان الماضي. ولم يصدر أي تعليق من الشركة الروسية على ما ورد في التقرير.
Related "أهداف عسكرية".. روسيا تجنّد الأطفال لتطوير المسيّرات عبر ألعاب ومسابقات وطنيةبسبب ستارلينك.. كيف أوقف إيلون ماسك هجوماً أوكرانياً حاسماً ضد روسيا في 2022؟سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل ساحة الصراعوفي ردّها عبر البريد الإلكتروني على استفسارات "رويترز"، أوضحت شركة "Ideal Detonators" أن المادة المرسلة "ليست من الدرجة العسكرية"، وقالت: "الشحنة مخصصة للنشاط الصناعي، وتُصنّف ضمن المتفجرات المدنية".
وتعتبر الحكومة الأميركية مركّب HMX "عنصرًا في المجهود الحربي الروسي"، وقد حذّرت وزارة الخزانة الأميركية المؤسسات المالية من تسهيل أي عمليات بيع لهذه المادة إلى موسكو، فيما أكد خبراء قانون العقوبات أن الوزارة تملك الصلاحية لفرض إجراءات عقابية على الجهات التي تصدّرها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة