«واشنطن بوست»: الحرب على غزة فاقت كل حروب القرن «الحادي والعشرين»
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تقارير صحفية تكشف عن أكبر حرب في التاريخ
الثورة/ناصر جراده
كشفت تقارير صحفية أن الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قد أطلقت النار على قائمة الحملات الدموية والتدميرية الكبيرة في تاريخ النزاعات العسكرية.
وأكدت مصادر عسكرية في تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية فاق كل الصراعات والحروب التي اندلعت في القرن الحادي والعشرين.
وبيّن التحقيق أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة وبشكل سريع يتجاوز أي حرب وقعت في المنطقة، إذ يتجاوز ما جرى تدميره خلال الحملة التي قادتها الولايات المتحدة التي استمرت ثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدى القصف الإسرائيلي الانتقامي بآلاف القنابل براً وبحراً وجواً، إلى استشهاد نحو 20258 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة للقطاع.
واعتمدت “واشنطن بوست” في تحقيقها على مقارنات بتحليل صور الأقمار الصناعية، وبيانات الغارات الجوية وتقييمات الأمم المتحدة، وكذلك إجراء مقابلات مع أكثر من 20 شخصاً يعملون في الإغاثة والرعاية الصحية وخبراء في الذخائر والحرب.
وكشف التحقيق أن جيش الإحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة واسعة النطاق قرب مستشفيات يفترض أنها محمية بموجب قوانين الحرب.
وتظهر صور الدمار ومكان الضربات الجوية أنها كانت قريبة من 17 مستشفى على الأقل من بين 28 مستشفى في شمال غزة، وفي بعض الحالات استخدمت إسرائيل قنابل وزنها يزيد على ألفي رطل، أي نحو طن.
«لا توجد منطقة آمنة”، هكذا وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرينا سبولجياريك إيغر، الوضع في غزة بعد زيارتها مطلع الشهر الجاري.
وقالت: “لا تمر بشارع واحد إلا وترى فيه تدميراً للبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات”.
ومنذ بداية الحرب وحتى الآن أجبر ما يقارب 1.9 مليون شخص- أي أكثر من 85 ٪ من سكان غزة- على ترك منازلهم، وهو أكبر نزوح منذ عام 1948.
أكبر معدل ضحايا مدنيين في القرن الحالي
من جهته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الأسبق، مايكل لينك، إن “حجم القتلى المدنيين الفلسطينيين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، هو أعلى معدل للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين».
وعلى صعيد المباني خلال الفترة الممتدة ما بين 7 أكتوبر وحتى 26 نوفمبر الماضي، تضرر أكثر من قرابة 38 ألف مبنى في غزة، نحو 30 ألفاً منها في شمال القطاع لوحده.
وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 70 % من المباني المدرسية في غزة تعرضت لأضرار، كما أنه تم تحويل نحو 56 مدرسة إلى ملاجئ للنازحين، ودمر القصف 110 مساجد وثلاث كنائس.
وفيما يزيد على شهرين، أطلقت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 29 ألف ذخيرة جو-أرض، نحو 45 في المئة منها لم تكن موجهة، حسب تقييم صادر من مكتب مدير الاستخبارات الأمريكي، ما يكشف عن معدل قصف أعلى بنحو ضعفين ونصف عن ذروة الضربات التي شنها التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش، حسب بيانات “أير وارز”.
ووفق تحاليل بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل-1 ، الذي أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، فإن القصف ألحق أضرارا هائلة في البنية التحتية للمنطقة، حيث دمرت العديد من المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
فيما يظهر تحليل البيانات أن القصف الإسرائيلي ألحق الأضرار بالمباني على مسافة 180 مترا من جميع مستشفيات شمال غزة البالغ عددها 28 مستشفى، إذ أظهرت دلائل مرئية أن قوات الإحتلال الإسرائيلية أطلقت النار على مستشفيات وقصفتها وحاصرتها وداهمتها، حسب الصحيفة.
قصف هو الأكثر عشوائية
وكانت دراسة إسرائيلية نشرتها صحيفة هآرتس العبرية، كشفت أن “حملة القصف الجوي التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هي الأكثر عشوائية من حيث سقوط ضحايا مدنيين في السنوات الأخيرة”.
وأشارت الدراسة إلى أن “نسبة الوفيات بين المدنيين في غزة أعلى مما كانت عليه في جميع الصراعات التي حدثت في القرن العشرين”، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأجرى الدراسة أستاذ علم الاجتماع، ياجيل ليفي، الذي وجد أن نسبة الوفيات بين المدنيين في الغارات السابقة التي كانت تشنها إسرائيل خلال الفترة 2012 وحتى 2022 لم تتجاوز 40 في المئة، وانخفضت إلى ما نسبته 33 في المئة حملات القصف التي جرت سابقاً خلال العام الحالي.
في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن “الطلب الأكثر إلحاحاً هو وقف فوري لإطلاق النار».
وأشار إلى أن القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة، تهدده إلى حد كبير “الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض».
بدوره، قال مدير وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، عبر منصة إكس: “لا يوجد مكان آمن، لا يوجد مكان نذهب إليه”، مضيفاً: “الناس في غزة بشر وليسوا أحجاراً على رقعة شطرنج».
وقال روبرت بيب، المؤرخ العسكري الأمريكي، في تقرير لصحيفة “الإندبندنت”، إن “غزة هي واحدة من أشد حملات العقاب المدني في التاريخ”، مضيفا أنها من أشد حملات القصف الأكثر تدميراً على الإطلاق”.
من جهته قال مارك جارلاسكو، مسؤول دفاع سابق في البنتاغون ومحقق في جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة،”إنها تحول الأرض إلى سائل.. إنها تدمر المباني بأكملها».
وأفادت المعلومات- في ما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية المستخدمة- بأن الأسلحة التي أطلقتها “إسرائيل” على غزة في أغلب الأحيان كانت أمريكية الصنع، حيث يشير تحليل شظايا القنابل إلى استخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك والقنابل ذات القطر الأصغر، وفقاً لبرايان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی القرن أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤرخ في جحيم غزة.. خبير فرنسي يكتب عن القطاع الذي اختفى
أصدر المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو قبل أقل من أسبوع كتابا بعنوان "مؤرخ في غزة"، يعرض فيه مشاهداته وتفاصيل إقامته طيلة 32 يوما و33 ليلة (من 19 ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى 21 يناير/كانون الثاني 2025) في القطاع الذي تحول إلى جحيم وأنقاض بعدما كان في الماضي البعيد واحة مشهورة بثراء غطائه النباتي ومناخه المعتدل.
ويكتسب هذا الكتاب (الوثيقة/الشهادة) أهمية خاصة، أولا لكونه يحمل توقيع أكاديمي فرنسي مشهود له بالنزاهة الفكرية والمصداقية العلمية، ويعتبر من أبرز المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، وثانيا لكونه شهادة نادرة في وقت يمنع فيه الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، باستثناء الذين قبلوا الزيارة على متن دباباته.
وقبل صدور الكتاب في 28 مايو/أيار، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقتطفات تعطي فكرة عن مضمونه، الذي يراوح بين المشاهدات العينية للمؤرخ فيليو الذي زار القطاع ضمن وفد من منظمة "أطباء بلا حدود"، وتحليله لخلفيات هذه المأساة في إطار الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى بعدها الكوني، لأنها في نهاية المطاف قصة إنسانية في جوهرها.
وقبل هذه الزيارة الخاصة، كان فيليو يقيم بشكل منتظم في قطاع غزة وفي إسرائيل منذ عام 1980. وقد نشر أكثر من 20 كتابا عن قضايا الشرق الأوسط، ومنذ عام 2015 يحظى عموده الأسبوعي في صحيفة "لوموند" بعنوان "مثل هذا الشرق الأدنى" بإقبال ملايين القراء.
إعلان يوميات غزة المفقودةوقرر الكاتب، وهو أستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ودبلوماسي سابق بين عامي 1988 و2006، سبق له أن عين في الأردن وتونس والولايات المتحدة، أن يتبرع بجميع العائدات من هذا الكتاب لمنظمة "أطباء بلا حدود" لدعم عملها في قطاع غزة.
وخلافا للكتب السابقة ذات النفس الأكاديمي والعلمي، وأحدثها "كيف ضاعت فلسطين: ولماذا لم تنتصر إسرائيل؟"، فإن كتاب "مؤرخ في غزة" (224 صفحة) يتخذ شكل يوميات أو تحقيق صحفي طويل، معزز بتحليلات وتأملات وإضاءات وإدانات للصمت الإقليمي والدولي تجاه ما يجري في القطاع.
ويعزز الكاتب شهادته المباشرة عن المعاناة التي سببتها الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بإضاءات تاريخية على الصراع حول قطاع غزة منذ أن سقط في أيدي الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب 1967، وباستشراف سبل إنهاء هذا الصراع الطويل.
ويشير الكاتب في أولى صفحات الكتاب إلى أن غزة التي زارها في أواخر عام 2024 هي شيء مختلف تماما عما ألفه منذ عام 1980، بل إنها اختفت. ويقول فيليو في هذا الصدد: "الأرض التي عرفتها واستكشفتها لم تعد موجودة. ما تبقى منها يعجز اللسان عن وصفه".
غزة بلا ملامحوعن هول الصدمة التي شعر بها لدى وصوله إلى غزة، يقول فيليو: "لا شيء كان يهيئني لما رأيته وعايشته في غزة. لا شيء، لا شيء. لا شيء على الإطلاق". ويستقي الكاتب معجمه من القرون الوسطى ليصف أول ليلة له في غزة تحت القصف، وهو يدخلها مع موكب "أطباء بلا حدود"، ويقول مستعملا تعبيرا يحيل إلى الكاتب الإيطالي دانتي أليغييري إنه "مشهد مرعب لا يمكنك أن تميز فيه سوى الشهب المتناثرة، وسرعان ما يغمره الظلام الكثيف".
ومع اقتراب منتصف الليل، بدأ الكاتب يسمع شهادات مؤثرة عن المأساة المستمرة في بيت لاهيا، في أقصى شمال القطاع، المعزول كليا عن العالم منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2024. ويقول الكاتب: "لا يبدو تعبير التطهير العرقي مبالغا فيه لوصف الطرد المنهجي للسكان، والتدمير المنهجي للمباني، واستهداف المستشفيات باعتبارها آخر الأمكنة التي يمكن أن تضمن سبل الحياة السليمة".
إعلانوعلى الطريق الساحلي من بيت لاهيا جنوبا نحو خان يونس، سيرصد الكاتب على جانب الطريق خياما منصوبة على امتداد عدة كيلومترات، في حين نصب بعض النازحين ملاجئهم العشوائية المؤقتة على الشاطئ، متحدين هبات الرياح والأمواج.
في هذا المكان الذي كان أرضا خلاء قبل الحرب، وأصبح الآن يضج بآلاف اللاجئين، بدأ الكاتب يسمع قصصا عن الموتى، والمفقودين، والمدفونين تحت الأنقاض، والهروب المحموم، ومشاعر الخوف والرعب، وإنقاذ الأطفال، والنزوح مرة، ومرتين، و10 مرات، والألم والخسارة، والحزن والرعب. وهنا يقول: "لقد أدركت منذ وقت طويل أن غزة التي عرفتها وتمشيت فيها لم تعد موجودة".
وعندما تعجز الكلمات عن تصوير المأساة، يستحضر الكاتب تقييمات الأمم المتحدة للكارثة الإنسانية بحلول نهاية عام 2024: تم تدمير 87% من المباني السكنية (411 ألف مبنى) كليا (141 ألف مبنى)، أو بشكل خطير أو جزئي (270 ألف مبنى). أكثر من 80% من الشركات وثلثا شبكة الطرق أصبحت خارج الخدمة. قرابة مليوني امرأة ورجل وطفل أجبروا على النزوح ما بين مرة و10 مرات…
وهنا لا يجد الكاتب بدا من مقارنة مأساة غزة بغيرها، ويقول: "رغم أنني زرت العديد من مسارح الحرب في الماضي، من أوكرانيا إلى أفغانستان، مرورا بسوريا والعراق والصومال، إلا أنني لم أشهد قط أي شيء مثل هذا. (…) وأنا أفهم بشكل أفضل لماذا تمنع إسرائيل الصحافة العالمية من الوصول إلى مثل هذا المشهد الصادم".
حياة بين الركامأمام هذه الفظاعات، يلتقط الكاتب بقايا حياة تطفو من الحطام. فتيات صغيرات يحملن حقائب مدرسية على ظهورهن ويخرجن من أحد الأزقة، حيث يواصلن تلقي تعليمهن في مدرسة تدعمها سلطنة عمان. أحد الناجين يحافظ على كرامة مأواه داخل خيمته العالقة وسط الأنقاض، ويفرغ دلوا من النفايات على عتبة "بابه". عائلة تلجأ إلى الطابق العلوي من مبنى مدمر، وتقوم بتجفيف ملابسها على شرفة متهالكة..
إعلانأمام هذه المشاهد، ينبهنا الكاتب إلى أن "هذا الخراب من شأنه أن يجعلنا ننسى أن غزة كانت منذ آلاف السنين واحة مشهورة بتنوع غطائها النباتي واعتدال مناخها، وأن ثرواتها بدأت تتعرض للاستنزاف منذ عام 1967 تحت وطأة الاحتلال والاستيطان إلى غاية عام 2005، وما تلاهما من حصار كامل منذ عام 2007".
وبالعودة إلى حاضر القطاع، يعرب الكاتب عن قلقه من كون الحرب على غزة دخلت بسرعة دوامة المألوف بسرعة أكبر من الحرب في أوكرانيا، وهنا يوجه اللوم إلى الصحافة الدولية لأنها لم تبذل جهدا كبيرا لممارسة حقها في تغطية حرة ومهنية لما يجري في غزة.
وهنا يخلص الكاتب إلى أن ضحايا غزة يقتلون مرتين، المرة الأولى عندما تصيبهم آلة الحرب الإسرائيلية مباشرة في أجسادهم أو تخنقهم ببطء في خيامهم، والثانية عندما تنكر الدعاية الإسرائيلية شدة معاناتهم وحجم خسائرهم.
غزة وخيانة العالمأمام هذا الوضع، يلاحظ الكاتب أن "أهل غزة يشعرون أن العالم تخلى عنهم. كانوا يعتقدون في البداية أن صور المذبحة سوف تهز الرأي العام الدولي وتجبره على التحرك لوضع حد لها. وعندما تبين لهم أن الأمر ليس كذلك، تفاقم حجم الألم، وانضافت خيبة الأمل إلى جروح الأجساد المصابة. هناك تنصب اللعنة على سلبية الأنظمة العربية، بل تواطؤها، في حين لا أحد يتوقع الكثير من الدول الأوروبية، التي لم يطالب أي ممثل منها بالسماح له بدخول غزة".
مرة أخرى، يأخذ الكاتب بيد القارئ من جحيم الحاضر إلى بدايات القصة، وتحديدا إلى فصول المعاناة الممتدة منذ بدء الحصار الإسرائيلي المطبق والخانق على قطاع غزة عام 2007، وما تلاه من اعتداءات وحروب.
ويتساءل الكاتب: ماذا تغير مقارنة بالحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع قبل عام 2023؟ ويجيب بالقول إن الحروب السابقة كانت محدودة نسبيا من حيث الوقت والدمار، أما الدمار هذه المرة، فهو مستمر بشكل منهجي ومنظم، أسبوعا بعد أسبوع، وشهرا بعد شهر. وما تغير أيضا هو أن عالمنا لم يعد يستطيع أن يتظاهر بتجاهل حجم هذه الكارثة هذه المرة، وأن عالمنا سمح بحدوثها عندما لم يصفق لها".
إعلانويواصل الكاتب صرخته: "غزة لم تتحطم على نساء ورجال وأطفال غزة فحسب، بل تحطمت على بنود القانون الدولي التي تم التوصل إليها لمنع تكرار وحشية الحرب العالمية الثانية. (…) أصبحت غزة الآن تحت رحمة اللاهثين وراء الصفقات، ومحترفي الذكاء الاصطناعي، ومن يصطادون في مياه البؤس البشري".