جريدة الوطن:
2025-12-09@16:42:59 GMT

«قيامة غزة» بداية ونهاية

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

«قيامة غزة» بداية ونهاية

ينتهي عام ويأتي آخر جديد، بعيدًا عن إطفاء شمعة وإضاءة أخرى، تأتي أهمِّية التاريخ في قراءة أيِّ حدَثٍ قراءة صحيحة، بَيْنَما البعض «الصورة» يضع على وجهه الأقنعة احتفالًا وهو في عزله بعيدًا عن التفاعل الطبيعي مع الحياة، فيما «الأصل» يقرأ الحدث ويعرف أهمِّية العِلم والتاريخ والفكر والفلسفة في تحديد صحيح الأشياء.

وقبل أن يسدلَ الستار عن العام 2023 كنَّا على موعد في شهر أكتوبر مع «طوفان الأقصى» وهو المرحلة الأولى من «قيامة غزَّة» الَّتي ما زالت مستمرَّة خلال كتابة هذه السطور، ومن الطبيعي في الأشياء أنَّ بها الحلْوَ والمرَّ، فيما بلغ الحزن منتهاه ونحن نرى الشهداء الأبرياء يرتقون دُونَ ذنْبٍ وقَدْ تجاوز عددهم لأكثر من العشرين ألفًا، وهُدِّمت مدينتهم «غزَّة العزَّة» بالكامل حتَّى أصبحَ لا يفوح مِنْها إلَّا رائحة عطرة سكنَتْ تاريخنا بدماء شرفاء أُمَّتنا الَّتي سالت وما زالت تسيل وعيون الأصدقاء تحدق في الأفق بحثًا عن طريق للمواراة، ووسط هذه الآلام نور يضيء ويشير إلى إذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي الَّذي لا يملك إلَّا القذف من بعيد بطائرات محصَّنة تدكُّ وتقتل العباد وتُدمِّر البلاد، بَيْنَما على الأرض تمَّ تحويله إلى أضحوكة في قوانين الحروب، بضعف مراحل تكوينه من جندي وعقيدة وتحضير مخابراتي لمعرفة قوَّة واستعداد رجال للمقاومة ليسوا ككُلِّ الرجال، بل التحفت بهم العزَّة والقوَّة والفداء والنصر بإذن الله، لِتسقطَ أمامهم أساطير كانوا يسيطرون بها على عقولنا مِنْها «الجيش الَّذي لا يُقهَر»، وأنَّ ما يُسمَّى الموساد هو الَّذي يعْلَم كم عدد أنفاس أهل لُغة الضَّاد، والحقيقة أنَّهم لا يعرفون حتَّى قدرات أقرب جيرانهم جغرافيًّا، الَّذي أذاقهم رعبًا من وراء رعب بمثَّلث برمودا الأحمر وهو يشير إلى سقوط آلتهم الحربية الواحدة تلو الأخرى بما تحمله من جنود وعتاد.
لا يُمكِن قراءة أيِّ حدَث قراءة صحيحة إلَّا بعد معرفة الهدف من الحدث، حتَّى نفهمَ مغزى حقيقة أنَّ الأشياء لا تبدو متشابهة عِندما يتمُّ النظر إليها من زوايا مختلفة، فكان السؤال الملحُّ: لماذا يريد رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو إطالة الحرب تحت حجَّة أنَّ الهدف من شنِّ الحرب على غزَّة هو تحرير الأسرى، بَيْنَما الحقيقة أنَّه لَمْ ينجحْ في ذلك، بل إنَّه لَمْ يتم الإفراج عن جزء من الأسرى إلَّا بعد الاتِّفاق مع حماس من خلال الهدنة، وقَدْ تكُونُ الإجابة أنَّ التلذُّذ بشهوة البقاء في الحُكم، والخوف من العزْل والمحاكمة بعد أن حقَّق أكبر المنافع له بالمخالفة للقانون بتلقِّي الرشاوى، ومع إصراره على استمرار الحرب يتلقَّى أشدَّ الهزائم، وتظهر عورات الجيش الَّذي أصبح يُقهر رغم استعانته بمرتزقة من مُعْظم دوَل العالَم ووقوف أميركا وبعض الدوَل الأوروبيَّة معه عسكريًّا وماليًّا وسياسيًّا.
إنَّ قيامة غزَّة وتحوُّلها من الطوفان الأول إلى الثاني والثالث… منذ السَّابع من أكتوبر الفائت تكتب تاريخًا جديدًا للمنطقة، رغم التخاذل من بعض الأصدقاء والأشقاء. وإذا كان العام المنصرم شهد بداية القيامة فإنَّ المؤشِّرات تقول إنَّه لا نهاية لهذه القيامة إلَّا بنصرة القضيَّة الفلسطينيَّة، الَّتي أصبحت هي القضيَّة الأولى الَّتي تتصدر عواصم الدوَل الَّتي كانت ماضيًا تقف مع دَولة الاحتلال، والآن عرفت الحقيقة وأصبح «الإسرائيلي» مكروهًا بعد أن وُصم بالهمجيَّة والعنصريَّة ومشاهدة شعوب العالَم لجُثَث الأطفال والنِّساء والعجائز الأبرياء الباحثين عن مكان يوارى الثرى بعد أن ضاقت عَلَيْهم الحياة وهُمْ أحياء، ولهؤلاء أقول: عامٌ مضَى وأنتُم شهداء تنعمون بالجَنَّة وبصحبة الأنبياء، وعامٌ آتٍ والنَّصر يُحلِّق مع رائحتكم الذكيَّة، بفضل رجال ليسوا ككُلِّ الرجال.

جودة مرسي
[email protected]
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سارة سلامة تحتفل بعيد ميلادها بإطلالة سوداء جذابة

احتفلت الفنانة سارة سلامة بعيد ميلادها في أجواء مليئة بالبهجة، حيث خطفت الأنظار بإطلالة أنيقة وجذابة ارتدت خلالها فستانًا أسود أنيقًا أبرز جمالها.

وشاركت سارة متابعيها مجموعة من الصور عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت فيها بإطلالة راقية تجمع بين البساطة والأناقة، ما جعل جمهورها يتفاعل معها بكثافة، موجهين لها التهاني ومتمنّين لها عامًا جديدًا مليئًا بالنجاحات.

ولاقت إطلالة الفنانة الشابة إعجاب جمهورها الذين اعتادوا على ظهورها المتجدد والمميز في مختلف المناسبات، فيما واصلت تلقي رسائل الحب والدعم من زملائها في الوسط الفني.

يذكر أن تشارك سارة سلامة في مسلسل السرايا الصفرا في رمضان 2026

مسلسل السرايا الصفرا

مسلسل “السرايا الصفرا” ينتمي إلى نوعية الدراما الإجتماعية حيث تتصاعد الأحداث في إطار من التوتر والصراع بين "ضرّتين" تتنافسان على قلب رجل واحد، في أجواء تُلقي بظلالها على معاني الغيرة والجنون.

المسلسل من بطولة النجوم وفاء عامر ، إلهام عبد البديع ، وسارة سلامة ، عمرو عبد الجليل واخرون، ومن تأليف السيناريست حسين مصطفى ومن إخراج جوزيف نبيل

طباعة شارك سارة سلامة اخبار الفن نجوم الفن

مقالات مشابهة

  • البابا لاون يترأس الاحتفال بعيد الحبل بلا دنس في ساحة إسبانيا بروما
  • لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
  • سارة سلامة تحتفل بعيد ميلادها بإطلالة سوداء جذابة
  • ارتفاع حالات الانتحار في جيش الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة
  • محمد علي رزق يحتفل بعيد ميلاد نجله الـ ثالث
  • الجالية السودانية في الإمارات تحتفي بعيد الاتحاد الـ 54
  • زي القمر.. ريهام سعيد تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها
  • نفير الحرب.. جبهات كردفان تشتعل والدعم السريع تزحف نحو هجليج في أكبر حشد منذ بداية الصراع
  • أبرزها المتحصلات.. مصادرة هذه الأشياء في جريمة غسيل الأموال طبقا للقانون
  • «الأعمال الأردني الإماراتي» يحتفي بعيد الاتحاد