طالب الدكتور ناجح غربية، وكيل وزارة الزراعة في محافظة كفر الشيخ، بضرورة وقف المزارعين جميع عمليات الري للمحاصيل الحقلية والخضروات، لمدة أسبوع من الآن، بهدف حماية المحاصيل من التلف، وذلك عقب سقوط أمطار غزيرة على سواحل ومدن كفر الشيخ حتى الساعة منذ ما يقرب من 5 ساعات متواصلة.

وقف عمليات ري القمح والفول والشعير

وأوضح وكيل وزارة الزراعة لـ«للوطن»، أن بعض المزارعين يقومون بري محاصليهم الحقلية ليلا، أو فجراً، ويجب عليهم وقف عمليات الري فوراً، نظراً لغزارة الأمطار التي هطلت اليوم الأربعاء، والتي تعد بديلا عن عمليات الري، خاصة لمحاصيل الفول، والقمح، والشعير، وهي من المحاصيل التي لا تحتاج إلى كميات مياه كبيرة.

صرف الماء الزائد من الأمطار 

وأشار «غربية» إلى أن الأمر يستوجب من المزارعين صرف الماء الزائد المتراكم داخل الزراعات الحقلية، جراء سقوط الأمطار الغزيرة، خاصة المساحات المزروعة بالخضروات والفول والقمح، بما يحافظ على مساحة 550 ألف فدان من الحقول المنزرعة في كفر الشيخ، والتي يعمل بها نحو 2.5 مليون مزارع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زراعة كفر الشيخ كفر الشيخ القمح الفول کفر الشیخ

إقرأ أيضاً:

“عطش في عروق الثقافة”.. تعز تغوص في أزمـة مائية تهدد وجودها الإنساني (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محمد عبدالقادر اليوسفي

على أطراف حي الضربة وسط مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، تقف أم سليم يوميًا عند زاوية حوش منزلها بقلقٍ مُرهق، تراقب الأفق بحثًا عن أي أثر لصهريج المياه المنقذ. مرّت خمسة أيام عصيبة منذ أن دَفعت 18 ألف ريال – ما يعادل نصف راتب زوجها الشهري – لتعبئة خزان منزلها بصهريجٍ لا تتجاوز سعته ألفي لتر.

تقول بصوتٍ يختلط فيه اليأس بالألم: “صرنا نُنفق على الماء ضعف ما نُنفقه على الطعام، لكن حتى هذه السلعة صارت سرابًا نطارده كل يوم”.

في المدينة التي نُعِتت يومًا بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، تتحول مشاهد الانتظار المُذِل خلف صهاريج المياه إلى روتين يومي، وسط أزمة متشعبة الأسباب: جفاف يضرب الأحواض المائية، واستنزافٌ جائر للآبار، وتقاعسٌ مؤسسي مُريب. بينما تُسجل أسعار المياه ارتفاعاتٍ جنونية، يغيب أي تدخل عاجل من الجهات الرسمية، وكأن حياة الآلاف وكرامتهم باتت رهينة سوقٍ سوداء تتحكم بها أيادٍ خفية.

ماء أم خبز؟.. معادلة البقاء المستحيلة

في حي البعرارة، يقطع علي حسن – عامل بأجر يومي وأب لأربعة أطفال – مسافة كيلومترين يوميًا حاملًا جرارات بلاستيكية فارغة.

وجهه المُتعب يختصر معاناةً جماعية: “أقضي ساعتين يوميًا لأملأ الجرار من خزان مدرسة مهجورة. إذا ذهبت للعمل، نحرم من الماء، وإذا جلبته، نفقد قوت اليوم”. كلماته لا تصف حاله وحده، بل حال آلاف الأسر التي تحوَّل الماء لديها إلى “هاجس وجودي” يُهدد استقرارها المعيشي.

تؤكد لميس الصوفي – إحدى سكان المدينة – أن الأزمة تجاوزت كل التوقعات: “وصلنا لمرحلةٍ كارثية. لا خدمات أساسية، ولا كهرباء، والماء صار سلعةً نادرة بأسعار خيالية”.

وتضيف في حديثٍ لـ”يمن مونيتور”: “خمسة آلاف لتر من الماء تُكلف الآن 40 ألف ريال، بعد أن كانت 20 ألفًا قبل أشهر. حتى المطر صار شحيحًا، وكأن السماء تشارك في حصارنا”.

من جانبه، يصف محمد الصبري من حي الجمهوري الوضع بأنه “حصار مائي مُتعمَّد”: “الماء أضحى أزمة كل بيت. نعيش تحت سطوة سماسرة الصهاريج، بينما الجهات الرسمية تتعامى عن معاناتنا”.

المدارس والمستشفيات.. ضحايا غير مباشرة

لا تقتصر الكارثة على المنازل، بل تمتد إلى المدارس والمراكز الصحية التي تتحول إلى مساحاتٍ مهددة بالأمراض بسبب انعدام المياه النظيفة.

في مدرسة “النهضة” التي تحوّل فناءها إلى نقطة تجميع للمياه – يقول مدير المدرسة: “التلاميذ يغيبون أيامًا بسبب أمراض الإسهال. كيف نُعلمهم تحت شمسٍ حارقة وهم عطشى؟”.

مؤسسة المياه: غيابٌ في لحظة مصيرية

رغم تفاقم الأزمة، تغيب مؤسسة المياه المحلية عن المشهد تمامًا. شبكة الأنابيب في أحياء “الحوض” و”الحصب” و”بئر باشا” – التي كانت يومًا مصدر فخر – تحوَّلت إلى هياكل صدئة.

يقول أحد السكان: “الأنابيب مجرد ديكور منذ سنوات. كأنها نصب تذكاري لعصرٍ كان الماء فيه حقًا، لا امتيازًا”.

عند محاولة التواصل مع مدير المؤسسة، لم يُجب على اتصالات “يمن مونيتور”. لكن مصدرًا إداريًا – طلب عدم الكشف عن اسمه – برر التقاعس بـ”انعدام الكهرباء والتمويل”. إلا أن مراقبين يُشيرون إلى أن هذه المبررات لا تُخفف من الجرم المزدوج: إهمال المؤسسة، وتواطؤها الضمني مع شبكات استغلال الأزمة.

المبادرات الدولية.. قطرة في محيط العطش

في ظل غياب الدولة، تحاول منظمات دولية تقديم حلولٍ ترقيعية، مثل توزيع خزانات أو صيانة آبار مجتمعية. لكن المهندس أحمد الصنوي – منسق مشاريع مياه سابق – يرى أن هذه الجهود “لا تُغطي 15% من الاحتياج الفعلي”.

وأضاف في حديثيه لتقريرنا: “المشكلة بنيوية. الاعتماد على الصهاريج خلق سوقًا سوداء يهيمن عليها المتنفذون، بينما يُدفع المواطن ثمن الفساد واللامبالاة”.

جفافٌ مناخي.. وحربٌ تُجفف الأرض

يربط الخبير البيئي عبدالكريم السبئي الأزمة بالتغير المناخي: “انخفضت معدلات الأمطار 60% خلال عقد، ما أدى لتناقص تغذية الخزانات الجوفية”. ويحذر: “تعز مُهددة بجفاف شامل خلال 5 سنوات إذا استمر الاستنزاف. نحن أمام خطرٍ وجودي”.

من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية استغلال المياه كسلاح: “الأحواض الشمالية تحت سيطرة الحوثيين، والآبار المتبقية ملوثة أو جافة بسبب التوسع العشوائي في زراعة القات”.

ويشدد على أن الحل الجذري يكمن في “تنفيذ مشروع محطة تحلية مياه البحر في المخا”، الذي جُمِّد بسبب الحرب.

الماء رفاهية.. والحياة انتظارٌ

وسط هذا المشهد، يبدو سكان تعز وكأنهم أمام خيارين مريرين: إما دفع نصف دخلهم لشراء الماء، أو الاستسلام لعطشٍ يهدد صحتهم وحياتهم. بينما تغيب خطط الإنقاذ، تترسخ قناعة بأن الماء – ذلك الحق الأساسي – صار هنا سلعةً تُقاس بالدماء، لا بالأموال.

و في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية والتي طالما ناضلت من أجل البقاء، تُكتب الآن فصولٌ جديدة من المعاناة، حيث يُختزل الإنسان إلى مجرد ظمءٍ يسير على قدمين.

مقالات مشابهة

  • توقف عن شرب الشاي لمدة أسبوع.. إليك كيف سيغير جسمك بشكل غير متوقع
  • السيد القائد: نفذنا 9 عمليات في أسبوع .. احداها تزامنت مع كلمة ترامب
  • لا نوم منذ أسبوع.. قلق كبير في إسرائيل بسبب تحركات ترامب
  • لمدة يومين.. مد فترة التعاقد على توصيل الغاز بمدينة بيلا بكفر الشيخ
  • دوخة وهبوط.. جمال شعبان يوجه نصائح قوية للمواطنين بسبب الجو المتقلب
  • نتنياهو وكاتس يهاجمان ماكرون بسبب مطالبته بوقف الحرب
  • المحكمة العليا ببريطانيا تنظر دعوى تطالب بوقف إمداد إسرائيل بقطع غيار إف 35
  • “عطش في عروق الثقافة”.. تعز تغوص في أزمـة مائية تهدد وجودها الإنساني (تقرير خاص)
  • 18 بنكا يودع 612.8 مليار جنيه بالبنك المركزي المصري لمدة أسبوع
  • عمليات اليمن تلغي ٧٠٠ رحلة إلى مطار اللد الصهيوني خلال أسبوع