إلى متى سيستمر الغرب في خداع نفسه بشأن أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
لقد خدع الغرب نفسه كثيرا في صراعه على بقاء أوكرانيا. والآن هناك دلائل أن الغرب سيستمر في خداع الذات في العام المقبل. لي هوكستادر – واشنطن بوست
اعتقد الغرب بما يدعو للسخرية أن العقوبات ستجعل روسيا تركع، رغم الموارد الهائلة التي يتمتع بها الكرملين ومناعته في مواجهة الضغوط السياسية.
كما خدع الغرب نفسه بالاعتقاد بأن رفع الشعارات يمكن أن يؤدي إلى إجماع على دعم كييف.
وخدعت أوروبا نفسها والأوكرانيين في صفقة تعهدت من خلالها في مارس الماضي بإرسال مليون قذيفة مدفعية إلى كييف خلال العام المقبل. وكان هذا الهدف مجرد أمنيات نظرا لقدرة الإنتاج الهزيلة في القارة التي أنهكها عقود من الضمور في أعقاب سقوط جدار برلين.
وتضاعف أوروبا من أوهامها بإقناع نفسها أنها قادرة على الاستمرار في مشروعها الرئيسي في السلام في مرحلة ما بعد الحرب. وقد انتشر خطر خداع الذات إلى حد كبير بسبب رجل واحد وهو رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان الذي لم يخف نيته في تدمير الوحدة الغربية في أوكرانيا.
والأمر الأكثر أهمية هو أن المجر هو حصان طروادة لبوتين في قلب أوروبا. ولا يهم مطلقا أن اقتصاد المجر في حفرة. والمهم أن محبوب الجمهوريين الأمريكيين، أوربان، سيكون على رأس المجر التي ستترأس الاتحاد الأوروبي في الدورة المقبلة. وهذا سيمنح أوربان صلاحيات وضع جدول الأعمال لفترة ولاية مدتها ستة أشهر.
إن تصدّر المجر لهذا المنبر سيحرج الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا. والتهديد الأكبر تمثله قواعد التصويت العتيقة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك شرط الإجماع بين جميع الدول الأعضاء بشأن المسائل الأمنية والمالية.
وفي هذا الشهر استخدم أوربان حق الفيتو من جانب المجر لمنع حزمة بقيمة 55 مليار دولار لدعم أوكرانيا. كما أنه أعاق محادثات أوكرانيا بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وستكون أمام أوربان 70 فرصة أخرى لعرقلة تقدم أوكرانيا نحو هذا الهدف.
ويبدو أن أوربان رجل قوي ولن يتأثر بتهديدات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بوقف التمويل عنه. فالدول الأعضاء في النهاية لا تعمل ضد بعضها. ولا يوجد هناك آلية لطرد دولة عضو من الاتحاد الأوروبي. لكن هل يستطيع الاتحاد الأوروبي احتواء الضرر الذي يسببه أوربان لأجندته بخصوص أوكرانيا؟
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
أمنستي ترحب بمراجعة متأخرة بشكل كارثي للعلاقات الأوروبية مع إسرائيل
رحبت منظمة العفو الدولية بمراجعة الاتحاد الأوروبي علاقاته مع إسرائيل، لكنها أكدت أن هذه الخطوة جاءت "متأخرة بشكل كارثي" في ظل معاناة إنسانية "لا توصف" يواجهها الفلسطينيون.
وقالت إن سياسة الاسترضاء غير الرسمية التي ينتهجها الاتحاد تجاه إسرائيل تتناقض كليًا مع التزامات دوله الأعضاء، "وسيحكم عليها إلى الأبد في صفحات التاريخ".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مؤسسة التعليم فوق الجميع تغير حياة آلاف اللاجئين بكينياlist 2 of 2حفريات لكشف حقيقة دور فرنسا في "مجزرة تياروي" بالسنغالend of listجاء ذلك تعقيبا على قرار الاتحاد الأوروبي الشروع بمراجعة مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي بمقتضى اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وقالت إيف غيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية التابع لمنظمة العفو الدولية، "على الرغم من أنها خطوة أولى مُرّحب بها، إلا أنها جاءت متأخرة بشكل كارثي. حيث إن المعاناة الإنسانية التي يتكبّدها الفلسطينيون منذ 19 شهرًا لا توصف".
وأكدت المنظمة أن إسرائيل تواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة وسط "إفلات مروع من العقاب". وقالت إنه بسبب تقاعس الاتحاد الأوروبي، بل بدعم من بعض دوله الأعضاء، "يتجرّأ قادة إسرائيليون على المجاهرة بأهدافهم المتعلقة بالإبادة الجماعية".
وطالبت المنظمة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بحظر التجارة والاستثمارات التي من شأنها الإسهام في ارتكاب الإبادة الجماعية وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
إعلانوأضافت أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تعليق جميع أشكال التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية. وحثت دول الاتحاد التي تنقل الأسلحة إلى إسرائيل على تعليق هذه العمليات، موضحة أن ذلك يمثل "خطوة حاسمة تكفل اضطلاع دول الاتحاد الأوروبي بمسؤوليتها في منع الإبادة الجماعية وتجنّب التواطؤ في ارتكابها".
ويوم أمس الثلاثاء، وافقت المفوضية الأوروبية، استجابة لطلب دعمته 17 دولة عضوا، على إجراء مراجعة لتحديد ما إذا كانت إسرائيل قد أخلّت بالتزاماتها بموجب المادة 2 من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي تنص على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.