قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إنّ مصر تعتبر السودان عمقا استراتيجيا نتيجة للروابط الأخوية والتاريخية والحضارية التي تجمع البلدين منذ عهد المصريين القدماء. 

حرب غزة ونزيف السودان.. أحداث هزت المنطقة العربية في ٢٠٢٣ حميدتي يصل اديس أبابا لبحث تطورات الأوضاع في السودان مازالت الروابط الأخوية المصرية السودانية حاضرة

وأضاف في حواره مع برنامج “صباح الخير يا مصر”، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية: “مازالت الروابط الأخوية المصرية السودانية حاضرة، وكلما شعر السودانيين بالمشكلات والأزمات التي تنتاب بلادهم قد تطول فإنهم لا يجدون إلا مصر ملجأ لهم”.

 

وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس: “مازالت مصر تبذل الجهود الكثيرة من أجل إيجاد حل، وآخر هذه الحلول مؤتمر دول جوار السودان الذي تحدث عن ضرورة وحدة السودان والحفاظ على الدولة السودانية”. 

 مصر تنتهج سياسة "دبلوماسية القمة والمؤتمرات

وأوضح أن مصر تنتهج سياسة "دبلوماسية القمة والمؤتمرات"، حيث إن كثيرا من المؤتمرات عقدتها مصر أو حضرت فيها بقوة، ومصر ما تزال رقما صعبا سواء كانت في المعادلة السياسية والاقتصادية بما تحتويه من فرص واعدة للاستثمار والقدرات وناتج محلي وأسواق واسعة جدا رغم بعض الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها والعالم، مشددًا على أن دبلوماسية القمة هي أفضل وسيلة لاقتحام المشكلات والتعامل مع العالم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوابة الوفد الوفد السودان مصر الخرطوم غزة دبلوماسیة القمة

إقرأ أيضاً:

لماذا تكون هنالك حروب في السودان؟

إبراهيم سليمان
هذا العنوان (بتصرف)، عبارة عن تساؤل عريض طرحته إحدى شخوص رواية (ذهب مع الريح) للكاتبة الأمريكية مارغريت متشيل على أحد أصدقائها خلال الحرب الأهلية الأمريكية قائلة:

"آه، يا بتلر، لماذا تكون هنالك حروب؟ كان الأفضل للشماليين أن يدفعوا لنا ثمن الزنوج بدلاً من أن يحدث هذا"

فأجابها: "ليس هذا سبباً يا سكارلت. إنه مجرد عذر، ستكون هناك دائماً حروب ما دام الرجال يحبون الحروب".

في بلادنا، الرجال هم النخبة المركزية وتجار الحرب من جنرالات العسكر، وقادة الكفاح المسلح، أما بالنسبة للأعذار، يمكننا القول، لماذا لم تعيد الحكومات المركزية المتعاقبة، تقسيم الثروة والسلطة بين مكونات البلاد بصورة عادلة، بدلاً من شن الحرب على حركات الكفاح المسلح المطلبية؟

هناك ناشط سوشل ميديا لخص أسباب انهيار الدولة السودانية في محتوى مدته أقل من ثلاث دقائق، مضمناً وسائل إمكانية نهوضها مرة أخرى، حصر أسباب الانهيار في أربعة محاور، هي الجهل والفساد، الحروب الأهلية، العنصرية وسوء الإدارة.

نكاد نجزم، أن الأخيرة، هي الشاملة لكافة الشرور الأخرى، وتحديداً سوء إدارة التنوع في البلاد، فالإدارة الجيدة للتنوع الإثني والديني والتباين الثقافي الأيدلوجي، كفيلة بتبديد كافة مظاهر العنصرية، وإخماد نيران الحروب، والإدارة العامة الجيدة بالبلاد، قمينة بمحاصرة الجهل، تربوياً وتعليمياً وثقافيا.

الفشل في إدارة التنوع، بدافع الغطرسة، ووهم الانتماء، وتعمد تزيف هوية البلاد، من النخب المركزية، هو إرث تاريخي أثقل كاهل الدولة السودانية، وساهم في انهيارها وبدخولها في حرب شاملة، لا تبقى ولا تذر.

يرى أستاذ العلوم السياسية عوض أحمد سليمان "أن تلازم سمتي السيطرة والعجز التي تمثلت في سيطرة الوسط النيلي ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وعجزها عن استيعاب حاجات الأطراف الأخرى في الاقتصاد والسلطة والتنمية.

وأضاف، إن الحكومات السودانية عززت -بدون وعي- نموذج المركز القابض بدكتاتورية سياسية واقتصادية غير مبررة، مشيرا إلى أن العدالة ظلت النقطة المحورية في فشل إدارة التنوع، وإلى تخلي الدولة عن وظيفتها الأساسية في حماية التنوع ورعايته لتتحول إلى دولة تسعى للتربح وتحقيق الذات."

سوء الإدارة العامة لشؤون الدولة السودانية، أفرزت المحسوبية، والتمكين الجهوي والأيدلوجي، وغياب سيادة القانون، والتهرب الضريبي، والأموال المجنبة، وتهريب الصادر، وغيال ولاية وزارة المالية على المال العام.

ومما لا شك فيه أن حب الرجال "النخبة المركزية" للحروب، بدافع الكراهية، وحب الذات، مستفيدين من قلة الوعي بين المكونات، بحقائق التاريخ السياسي للبلاد، والسيطرة على الأجهزة الإعلامية، واحتكار منابر الاستنارة والتوعية.

يمكننا الخلاصة، أن فشل النخب المركزية، في إدارة التنوع في البلاد، عن عجز أو عن قصد، عزز خطاب الكراهية، وساهم في تفشي العنصرية البغيضة، وهو السبب المباشر في إشعال الحروب في كافة ربوع البلاد. ولإخمادها إلى الأبد، لابد من بناء دولة جديدة على أسس جديدة، تنطلق من إعادة النظر في الهوية العرقية والثقافية للبلاد، وتقسيم الثروة والسلطة بصورة فدرالية عادلة، ووضع أسس واضحة لإدارة التنوع بشكل تفصيلي.

قال الشاعر الجاهلي أوس بن حجر

إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت

عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ

ebraheemsu@gamailc.om

//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 153//  

مقالات مشابهة

  • تفاصيل القمة المصرية الأردنية
  • اجتماع بين روسيا ومصر يؤكد على إنهاء الحرب في السودان
  • هل تنجح القاهرة في “لمّ شمل” السودانيين؟
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • لماذا تكون هنالك حروب في السودان؟
  • الحياد الروسي في حرب السودان
  • الحروب في السودان تؤكد هشاشة التكوين القومي وعجز الحكومات عن الحسم
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!
  • أستاذ علاقات دولية: مؤتمر غزة سيبحث إيجاد مخرج حقيقي لإيصال المساعدات الإغاثية
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل