بعد الضربات الروسية الدامية.. بايدن وبلينكن يدعوان الكونغرس للتحرك لدعم أوكرانيا
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح الجمعة يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.
وقال بايدن في بيان "ما لم يتخذ الكونغرس خطوات طارئة في السنة المقبلة، لن نتمكن من الاستمرار في إرسال الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية شعبها"، داعيا الكونغرس إلى التحرك "من دون أي تأخير إضافي".
وشنّت روسيا صباح الجمعة سلسلة من الضربات على عدد من المدن الأوكرانية من بينها كييف مستخدمة "عدداً غير مسبوق من الصواريخ" ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وجرح 160 آخرين، وفق أحدث حصيلة رسمية أوكرانية.
وأكد بايدن أن هذا كان "أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب" في فبراير 2022.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الهجوم "تذكير صارخ للعالم بأنه بعد نحو عامين من هذه الحرب المدمّرة، يبقى هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حاله "يريد محو أوكرانيا وإخضاع شعبها. يجب أن يتمّ وقفه".
ورأى الرئيس الديموقراطي أن على الأميركيين أن يشعروا بـ"الفخر" للمساعدات التي قدمها الجيش الأميركي لأوكرانيا من أجل أن تناضل في سبيل "حريتها واستقلالها".
وأكد أن العديد من القضايا على المحك في هذه الحرب، مثل مستقبل حلف شمال الأطلسي وأمن أوروبا والولايات المتحدة، موضحاً "عندما يسمح للديكتاتوريين والمتسلطين التصرف على هواهم في أوروبا، يتزايد الخطر بجرّ الولايات المتحدة بشكل مباشر".
كما أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بشدة الضربات الروسية المروعة في جميع أنحاء أوكرانيا، قائلاً في تغريدة على موقع "أكس"، "بينما يواصل بوتين حربه العدوانية الوحشية يتعين علينا أن ندعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. على الكونغرس التحرك في العام الجديد".
The U.S. strongly condemns Russia’s horrific strikes across Ukraine today. As Putin continues his brutal war of aggression, we must support Ukraine in defending itself. Congress needs to act in the new year.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) December 29, 2023يذكر أن الجمهوريين في الكونغرس عرقلوا مساعي الإدارة الديموقراطية لتقديم مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ويريد المشرّعون الجمهوريون وقف الدعم ورفضوا المصادقة على حزمة جديدة ما لم يوافق الديموقراطيون أولاً على إجراءات صارمة لكبح الهجرة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء الإفراج عن 250 مليون دولار من المساعدات العسكرية، هي الحزمة الأخيرة المتاحة لها في وقت يتعين على الكونغرس اتخاذ القرار بشأن مواصلة دعم كييف في صد الغزو الروسي.
إلى ذلك، أكد البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأميركي تواصل مع نظيره البولندي بعد تأكيد وارسو أن أحد الصواريخ التي أطلقتها روسيا في اتجاه أوكرانيا، عبرت مجالها الجوي. وأوضح بيان أن جايك ساليفان أعرب عن تضامن الولايات المتحدة مع بولندا، "حليفنا الوثيق في الناتو.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
خطة الـ28 بنداً.. تهديد أمريكي مبطن يضع أوكرانيا على حافة الانهيار | تقرير
جاءت الخطة الأمريكية الروسية التي طرحت هذا الأسبوع من 28 بنداً مع مهلة وتهديد ضمني بأن رفضها قد يترك كييف بلا سلاح أو استخبارات أو ضمانات سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخف ضغوطه على زيلينسكي قائلاً إنه سيتعين عليه أن يعجب بالخطة بينما يواجه أوكرانيا واقعاً صعباً يتمثل في أزمة جنود ونقص موارد وعجز عن مواجهة فضائح داخلية تهدد ثقة الشعب في قيادته رفض المبادرة قد يجرّد أوكرانيا من السلاح الأمريكي والاستخبارات والدعم السياسي وهو ما يهدد قدرتها على الصمود في الحرب ويعمّق أزماتها الداخلية.
وفي موجهة ذلك، تبقى أوروبا اليوم الممول العسكري الأكبر لأوكرانيا متجاوزة الولايات المتحدة إذ خصصت منذ بداية الحرب وحتى يونيو 2025 ما لا يقل عن 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية بزيادة خمسة مليارات عن الولايات المتحدة وأخطر ما قد تخسره كييف هو الاستخبارات الأمريكية التي تعتمد عليها دفاعاتها الجوية بالكامل تقريباً من منظومات باتريوت إلى NASAMS وIRIS-T وزيلينسكي ألح مراراً على واشنطن للحصول على المزيد من الصواريخ لكنها شحيحة حتى لو أوقفت الولايات المتحدة توفير الصواريخ وقطع الغيار فقد تسمح لحلفائها الأوروبيين بمواصلة الدعم.
واشنطن تعاقب كييفالولايات المتحدة أبدت استعداداً أكبر لبيع السلاح لصندوق أوروبي التمويل يعرف بقائمة الأولويات الأوكرانية PURL بقيمة نحو 90 مليار دولار لكنها قد تعاقب كييف بالانسحاب من البرنامج إذا رفضت الخطة.
وفي المقابل نجحت أوكرانيا في بناء صناعة قوية للمسيّرات والصواريخ ورغم حاجتها للتوسع يؤكد مسؤولون أوكرانيون أن 90% من المسيّرات المستخدمة حالياً مصنوعة محلياً.
وقف التعاون الاستخباراتيالولايات المتحدة كانت قد أوقفت مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف لفترة وجيزة في مارس بعد اللقاء المثير للجدل بين ترامب وزيلينسكي ورغم عدم الكشف رسمياً عن طبيعة التعاون الاستخباراتي فإنه يشمل على الأرجح الإنذار المبكر من إطلاق الصواريخ الروسية وتحليل تحركات القوات في الوقت الفعلي وهو أمر بالغ الأهمية في وقت تحرز فيه القوات الروسية تقدماً على عدة جبهات
وفي أكتوبر اعترف زيلينسكي بأن منظومات الدفاع الجوي كافة ستكون محدودة الفاعلية من دون المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إذ لن يتوفر القدر الكافي من البيانات لتأمين الدفاعات وقد استخدمت هذه المعلومات أيضاً في تنفيذ ضربات أوكرانية داخل العمق الروسي ضد مواقع عسكرية وبنى تحتية للطاقة بحسب مصادر أوكرانية
ورغم أن الأوروبيين يعملون على تحسين قدراتهم الاستخباراتية فإن تطوير مثل هذه الشبكات يتطلب سنوات من البناء والتنسيق وبين كل هذه التعقيدات تبقى أكبر مشكلات أوكرانيا ذاتية المنشأ إذ يعاني جيشها من أزمة موارد بشرية شديدة وهرب عشرات الآلاف من الجنود خلال الأشهر السبعة الأولى من العام وحده.
أخطر من نقص السلاحوتشير التقديرات العسكرية في كييف إلى أن أزمة القوى البشرية باتت أخطر من نقص السلاح نفسه فمع استمرار الحرب للعام الرابع تآكلت القدرة على تعويض الخسائر في الخطوط الأمامية بينما ازدادت حالات الهروب من الخدمة إلى مستويات غير مسبوقة وترافق ذلك مع إرهاق عام في المجتمع الأوكراني وتراجع الثقة الداخلية في قدرة الدولة على إدارة الحرب وسط فضائح سياسية متلاحقة.
وفي ظل هذا المشهد المضطرب تبدو الخطة الأمريكية الروسية اختباراً حقيقياً لمستقبل أوكرانيا إذ يتجاوز تأثيرها حدود الجبهة الميدانية ليطال جوهر التحالفات الدولية التي بنت عليها كييف صمودها فقبول الخطة يعني الرضوخ جزئياً لشروط فرضتها موسكو أما رفضها فيفتح الباب أمام احتمال خسارة الحليف الأهم في معادلة الحرب وبين هذا وذاك تقف أوكرانيا أمام مفترق طرق تاريخي حيث قد يحدد القرار القادم شكل الصراع ومسار الأمن الأوروبي لعقود مقبلة.