تقرير: بوتين يضطر لنقل السفن الروسية من شبه جزيرة القرم
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
بعد نحو عقد من احتلالها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، تواجه موسكو خطر فقدان ذلك المركز البحري الرئيسي، في ظل تصعيد أوكرانيا لهجماتها على المنطقة، بحسب موقع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وذكر التقرير أن الكرملين أمر بنقل السفن الروسية بعيدًا عن مناطق الاستهدافات في القرم. وفي هذا الصدد قال مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، رسلان بوخوف: "لم يعد أي ميناء في القرم آمنًا للسفن الحربية الروسية".
وتابع: "قامت أوكرانيا بطرد الأسطول من شبه جزيرة القرم".
وإجمالاً، فقدت روسيا ما لا يقل عن 20 سفينة، بما في ذلك سفن حربية وغواصة وزوارق إنزال، منذ أمر بوتين بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022، وذلك وفقًا للقوات المسلحة الأوكرانية وتقييمات مستقلة من منفذ الاستخبارات مفتوح المصدر "أوريكس" (Oryx).
ووفقا لخبراء، فإن الهجمات على أسطول الكرملين في البحر الأسود، زادت الضغط على الدفاعات الروسية في شبه الجزيرة، وكذلك على خطوط الإمداد لقواتها في جنوب أوكرانيا المحتلة، لافتين في الوقت نفسه إلى أنه من المرجح أن يكون لها تأثير "محدود" على التطورات في ساحة المعركة، مع وصول القتال على الأرض إلى طريق مسدود إلى حد كبير، وفق بلومبيرغ.
ومع ذلك، فإن نجاح أوكرانيا في البحر جدير بالملاحظة، لأنها تفتقر إلى سفنها الحربية الخاصة، وبدلاً من ذلك، فهي تتحدى التفوق البحري الروسي باستخدام الصواريخ والدرونز.
وساعدت إمدادات صواريخ كروز البريطانية "ستورم شادو"، وصواريخ كروز "سكالب" الفرنسية، أوكرانيا على ترجيح كفة الميزان لصالحها، مما مكنها من تجاوز الدفاعات الجوية خلال توجيه ضربات دقيقة على أهداف روسية.
وأثبتت الضربات فعاليتها لدرجة أنها ساعدت أوكرانيا على كسر جهود الكرملين لمنع صادراتها من الحبوب عبر البحر الأسود، بعد أن تخلت موسكو في يوليو عن اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، والذي يضمن المرور الآمن للسفن.
وقامت أوكرانيا بشحن 10 ملايين طن من السلع، معظمها من الحبوب، عبر الممر منذ أغسطس.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 24 أكتوبر الماضي، إن الأسطول الروسي "لم يعد قادرًا على العمل في الجزء الغربي من البحر الأسود"، واصفًا ذلك بأنه "إنجاز تاريخي" لبلاده.
ورغم أن القوات الأوكرانية لم تتمكن بعد من فرض سيطرتها الكاملة على شبه جزيرة القرم ومياهها، بيد أن زيلينسكي أكد أنها "مجرد مسألة وقت".
وكان إغراق الطراد الصاروخي الروسي "موسكوفا" في أبريل من العام الماضي، هو الضربة الأقوى للأسطول الروسي، لكن موسكو زعمت وقتها أن سفينتها الشهيرة غرقت بسبب "عاصفة"، وذلك رغم أن مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تناقض هذا التفسير.
وتعرض جسر مضيق كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويستخدم لإعادة إمداد القوات الروسية، للهجوم مرتين، في يوليو وأكتوبر من العام الماضي.
وفي سبتمبر الماضي، ضربت أوكرانيا حوض بناء السفن الآخر على الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم، مما أدى إلى إصابة سفينتين تابعتين للبحرية.
وأطلقت صواريخ كروز على مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم في سبتمبر، مما تسبب في أضرار جسيمة، ودفع روسيا إلى نقل السفن إلى موانئ أخرى، بما في ذلك فيودوسيا ونوفوروسيسك.
ولم تغب أهمية ضربة فيودوسيا عن الكرملين، الذي أفاد في غضون ساعات أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أبلغ بوتين بالأضرار التي لحقت بسفينة إنزال.
وجاء الهجوم بعد يوم من حضور بوتين حفل رفع العلم في سانت بطرسبرغ لثلاث سفن عسكرية جديدة، كجزء من برنامج لبناء السفن قال إنه يهدف إلى "تحسين القوة البحرية الروسية بشكل أساسي في جميع المجالات الاستراتيجية".
وبعد الهجوم الذي وقع، الثلاثاء، في فيودوسيا، أصبح الأسطول الآن يعتمد بشكل أساسي على ميناء نوفوروسيسك. ومع ذلك، يذكر أن الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية الأوكرانية نجحت في تدمير سفينة إنزال كبيرة هناك في أغسطس.
وكان سلاح الجو الأوكراني، قد أعلن فجر الثلاثاء، أنه دمر سفينة حربية روسية في البحر الأسود، يشتبه أنها كانت محملة بطائرات مسيرة إيرانية الصنع تستخدمها موسكو في حربها ضد كييف.
وقال سلاح الجو في منشور على تطبيق "تليغرام"، إن "سفينة الإنزال نوفوتشركاسك دمرت على أيدي طياري القوات الجوية".
ومن المتوقع أن تستغرق الخطط الروسية لبناء قاعدة بحرية جنوبًا على طول ساحل البحر الأسود في منطقة أبخازيا الانفصالية المدعومة من الكرملين في جورجيا، عدة سنوات.
وأثبت الأسطول الروسي أنه "ضعيف" في شبه جزيرة القرم، على الرغم من الإنفاق واسع النطاق لتعزيز الدفاعات في شبه الجزيرة، وفق بلومبيرغ.
وقال شويغو بعد فترة وجيزة من ضم روسيا للقرم عام 2014، إن بلاده "ستستثمر 86 مليار روبل (أكثر من 2.4 مليار دولار في ذلك الوقت) حتى عام 2020، على وحدات دفاع جوي وبحرية جديدة".
ووجهت قناة "رايبار" العسكرية الموالية لروسيا على تطبيق تليغرام، التي تضم 1.2 مليون مشترك، غضبها إلى القيادة البحرية الروسية بسبب الخسارة الأخيرة، مشيرة بأصابع الاتهام إلى "إهمال أسطول البحر الأسود".
ولم تؤكد كييف أو لندن استخدام صاروخ ستورم شادو في الهجوم الأخير الذي دمر سفينة الإنزال الكبيرة نوفوتشركاسك، الثلاثاء الماضي، وذلك على الرغم من ترحيب وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس بالضربة الأوكرانية.
وقال شابس على منصة إكس: "إن هيمنة روسيا في البحر الأسود تواجه الآن تحديًا"، مردفا: "هذا التدمير الأخير لبحرية بوتين يظهر أن أولئك الذين يعتقدون أن هناك جموداً في الحرب الأوكرانية مخطئون!".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شبه جزیرة القرم البحر الأسود فی البحر فی شبه
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسية
تقول إيكونوميست إن الضربات الأوكرانية المستهدفة بنية الطاقة الروسية تتصاعد بشكل سريع ومنظم، بحيث انتقلت الحملة من بضع هجمات أسبوعيا إلى وتيرة تبلغ الآن 4 أو 5 هجمات، مع توقع أن تصبح يومية قريبا.
وأوضحت المجلة في تقرير لها أن هذه العمليات المكثفة بدأت في أغسطس/آب الماضي، واستهدفت مصاف ومحطات ضخ وموانئ تحميل على امتداد آلاف الكيلومترات داخل روسيا، من نوفوروسيسك على البحر الأسود إلى مصفاة في باشكورتوستان على بعد أكثر من 1300 كيلومتر، ومحطة ضخ في تشوفاشيا على بعد نحو ألف كيلومتر، ومصفاة كبيرة في ياروسلافا أصيبت في الأول من الشهر الجاري واعتبرت السلطات الروسية ذلك حادثا فنيا.
وعلقت إيكونوميست بأن هذا التركيز المتواصل على المصافي هو ما يغيّر سير الحرب؛ إذ لطالما كان استهداف البنية التحتية للطاقة وسلاسل التكرير وسيلة لضرب قدرة الخصم على تمويل الحرب واستمراريته اللوجستية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيسعى لإفشال خطة ترامب بألاعيبه كالمعتادlist 2 of 2ناشونال إنترست: الخوف يدب في أوروبا جراء مسيرات يعتقد أنها روسيةend of listوذكر التقرير نقلا عن رويترز أن تقديرات متباينة، لكنها مقلقة، تظهر أن حجم الأضرار في أواخر أغسطس/آب بلغ نحو 17% من قدرات التكرير الروسية التي تعطلت مؤقتا.
وأضاف أن تقارير أخرى تشير إلى أن ما يصل إلى 40% من المصافي تأثرت على نحو ما، مع احتمال توقف حوالي 20% منها في أي لحظة، أي بخسارة تفوق مليون برميل يوميا بحسب مجموعة "إنرجي أسبكتس".
وقال إن هذه الأرقام ديناميكية لأن كثيرا من المنشآت قابلة للإصلاح، لكن الضربات المتكررة تجعل الأضرار أكثر استدامة، لا سيما عندما تُدمر وحدات التكسير الباهظة الكلفة التي يصعب استبدالها بسبب العقوبات.
باتت ملموسةوأشار إلى أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية باتت ملموسة داخل روسيا: صادرات الديزل هبطت بنحو 30% مقارنة بالعام الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ 2020، مما دفع أسعار الجملة للارتفاع، كما ظهرت طوابير بطول كيلومتر أو أكثر أمام محطات الوقود في مناطق بعيدة من فلاديفوستوك في أقصى الشرق إلى ضواحي موسكو.
إعلانبعض السلطات المحلية، وفقا للتقرير، قننت الشراء، في حين شهدت شبه جزيرة القرم قيود شراء تصل إلى 30 لترا للسيارة. وردا على ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك قيودا جزئية على صادرات الديزل وتمديد حظر على صادرات البنزين حتى نهاية العام.
واستمرت المجلة تقول إن غالبية الضربات العميقة تنفذها طائرات مسيّرة من إنتاج محلي، خصوصا نماذج "فاير بوينت 1" التي تشكّل نحو 60% من الضربات العميقة، بمدى يصل إلى 1500 كيلومتر وبتكلفة تقارب 55 ألف دولار لكل واحدة.
إضافة إلى ذلك تستخدم أوكرانيا طائرات أثقل مثل "ليوتي" (مداها 2000 كيلومتر) ونماذج أسرع وأقوى مثل صاروخ كروز (فلامنغو-5) بمدى يفوق 3 آلاف كيلومتر وحشوة متفجرة نحو 1150 كيلوغراما، كل منها يغيّر ميزان الخطر إذا نجح في اختراق الدفاعات الروسية.
مشكلة روسيا مركبةونقل التقرير عن محللين القول إن المشكلة الروسية مركبة: كثرة الأهداف، اتساع المساحة، وتآكل القدرات الجوية والدفاعية بعد أعوام من القتال، الأمر الذي يجعل منع هذه الهجمات صعبا.
كما أن الهجمات الأوكرانية ضد المصافي تضرب إيرادات روسيا عالية الهامش من بيع المنتجات المكررة أكثر من خامها، مما يضع ضغطا طويل الأمد على تمويل الحرب.
وختمت المجلة بما أعلنه بعض الخبراء أن الهجمات الأوكرانية تتصاعد والروس يواجهون صعوبة في وقف موجة الهجمات، بينما لا سبب لأوكرانيا للتراجع.