يحدد 155 صنفاً.. البرنامج الوطني للتشجير يعتمد هوية ”الباحة“ النباتية
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
حدّد البرنامج الوطني للتشجير خارطة الطريق البيئية لمنطقة الباحة، كاشفاً عن قائمة تضم 155 نوعاً من النباتات المحلية الملائمة لبيئة المنطقة، في خطوة استراتيجية لتعزيز الغطاء النباتي.
وتأتي هذه القائمة الموسعة لتغطي التضاريس المتنوعة للباحة، بدءاً من المرتفعات الشاهقة والوديان السحيقة، وصولاً إلى المنحدرات والسهول الساحلية «تهامة» وصحاري النفود.
أخبار متعلقة 5 ملايين مصاب بالسكري في المملكة.. و"الشرقية" تحاصره بالذكاء الاصطناعيمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يعيد مراجعاً مصاباً بورم نادر بالبنكرياس يسبب هبوط السكر إلى حياته الطبيعية بعملية منظار متقدمةاستثمار التنوع البيئي
ويستهدف البرنامج من خلال هذا التحديد الدقيق استثمار التنوع البيئي الفريد للمنطقة، لضمان نجاح مشاريع التشجير ورفع معدلات بقاء الشتلات، تماشياً مع مستهدفات ”مبادرة السعودية الخضراء“.
وضمت القائمة المختارة أشهر الأشجار التي تشكل الهوية البصرية والبيئية للباحة، وفي مقدمتها السِّدر، واللوز الشرقي، والعرعر، والزيتون البري، التي تعد أيقونات طبيعية للمنطقة.
كما شملت الأنواع المعتمدة نباتات عطرية وجمالية وأخرى ظليلة، مثل الضرم، والياسمين البري، والبان، والطلح النجدي، مما يعزز الجوانب الجمالية إلى جانب الفوائد البيئية.
وأوضح البرنامج أن هذه النباتات تنتمي إلى فصائل نباتية عريقة ومتنوعة، أبرزها الفصيلة السروية، والوردية، والزيتونية، والبقولية، مما يعكس الثراء البيولوجي لأراضي المملكة.
وغطت الترشيحات كافة البيئات الدقيقة في المنطقة، بما في ذلك النباتات التي تنمو في الشقوق الصخرية، وتلك التي تزدهر في الروضات ومجاري السيول، لضمان شمولية الغطاء الأخضر.
التكيف مع المناخ
ويركز البرنامج على ”النباتات المحلية“ حصراً؛ لقدرتها العالية على التكيف مع الظروف المناخية، واستهلاكها المنخفض للمياه، ومقاومتها للآفات، مقارنة بالأنواع المستوردة.
وتسهم هذه الخطوة في توجيه الجهود الفردية والمؤسسية نحو الزراعة الصحيحة، مما يحد من تدهور الأراضي ويعيد التوازن البيئي للمنظومة الطبيعية في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة.
وتعد هذه التحركات جزءاً من حراك أوسع يقوده البرنامج لقيادة ”الحقبة الخضراء“، وترسيخ ثقافة التشجير المستدام الذي يحقق أهداف رؤية السعودية 2030 في حماية البيئة والمقدرات الطبيعية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الرياض البرنامج الوطني للتشجير الباحة
إقرأ أيضاً:
المشاتل الزراعية بجازان.. رحلة سياحية بين الطبيعة الساحرة والمعرفة الزراعية
أينما توجهت في منطقة جازان، تجد المشاتل الزراعية كواحات حيويةٍ تنبض بالألوان والحياة، تحتضن آلاف النباتات التي تمتد ظلالها وتتداخل ألوانها لتشكل لوحة طبيعية آسرة، تعكس وعي المنطقة العميق بأهمية البيئة والحفاظ على الغطاء النباتي واستدامته.
ولم تعد هذه المشاتل مجرد أماكن لبيع النباتات، بل تحولت إلى وجهات سياحية جاذبة، تجمع بين الجمال الأخاذ والمتعة البصرية والهدوء الطبيعي والمعرفة الزراعية، مستقطبة زوارًا يبحثون عن تجارب فريدة تمزج بين الاِسترخاء والاستكشاف.
فعند دخول الزائر إلى هذه المشاتل، يستقبله تنوع نباتي مذهل، من الزهور المتفتحة والشجيرات الندية، إلى الحوليات العطرية والصبار المتكيف مع الظروف المناخية القاسية، وصولًا إلى المغطيات الأرضية التي ترسم بساطًا أخضر يعكس روح الطبيعة المفتوحة.
وتشكل الممرات المظللة والزوايا المزدانة بالنباتات المتسلقة ومساحات الجلوس الريفية مشاهد خلابة تمنح الزائر فرصةً لالتقاط الصور والتأمل والاستمتاع بجلسات هادئة وسط طبيعة تضاهي حدائق العالم المفتوحة.
وتعد هذه المشاتل رافدًا مهمًا للحدائق العامة والخاصة، إذ توفر أشجارًا متنوعةً تشمل اللوزيات وأشجار الزينة والورود الموسمية ونخيل الزينة، معتمدةً على أحدث التقنيات الزراعية وطرق العناية المحدثة، من مزيجٍ دقيقٍ بين الأسمدة الطبيعية والصناعية، وبرامج ري مدروسة، وإنتاج شتلات قوية وخالية من الأمراض، مما يضمن ملاءمتها للبيئة المحلية وقدرتها على النمو المستدام، ويعزز حضورها كعنصر جذب بارزٍ للمهتمين بمجال الحدائق والبستنة.
اقرأ أيضاًتقاريرمكتبة الإسكندرية.. منارة معرفية تجمع عبق التاريخ وأفق المستقبل
ولا يقتصر دور المشاتل على الإنتاج فحسب، بل امتد ليصبح تجربة تعليمية استكشافيةً من خلال جولات إرشادية يقودها القائمون على المشاتل، لتعريف الزوار بأنواع النباتات وفوائدها وأساليب العناية بها وطرق تنسيق الحدائق المنزلية، حيث يعيش الزائر خلال جولته لحظات من الاكتشاف الممتع؛ من لمس النباتات النادرة، إلى مراقبة مراحل نمو الشتلات، وتعلم خطوات الزراعة الصحيحة، مما يمنح الزيارة قيمة إضافيةً تجعلها أقرب إلى رحلات السياحة البيئية التي ينجذب إليها محبو الطبيعة.
والتقت وكالة الأنباء السعودية، خلال جولتها في عددٍ من المشاتل، بالقائمين عليها، الذين أوضحوا أن الإقبال المتزايد على زراعة أشجار الزينة والحمضيات مثل: البرتقال، واليوسفي، والليمون، إلى جانب الفواكه الاستوائية كالمانجو والبابايا، يعكس وعي المجتمع بأهمية الزراعة في تحسين جودة الحياة المنزلية، مبينين أن الطلب على زراعة التين والسرو والنخيل يشهد تزايدًا، لما لها من دور في تنقية الهواء وطرد الحشرات وإضفاء لمسة جمالية على المنازل والحدائق، فضلًا عن كونها عنصرًا رئيسًا في تصميم المساحات الخضراء المنزلية التي باتت جزءًا من الوجهات السياحية المصغرة داخل البيوت.
وأشاروا إلى أن الحضور النسائي يبرز بشكلٍ لافت، كون النساء هن الأكثر اقتناءً للنباتات وإقبالًا على التجارب الزراعية المنزلية، تقديرًا لقيمتها الجمالية والصحية، فالزراعة أصبحت نشاطًا عائليًا ممتعًا يجمع أفراد الأسرة، ويمنح البيوت نوافذ طبيعيةً تبعث على الراحة، وتضفي لمسات من الحيوية والانتعاش.
وأكد عدد من زبائن تلك المشاتل أن اقتناء النباتات لم يعد مجرد هوايةٍ، بل أصبح ضرورةً لتعزيز الصحة النفسية، وإيجاد بيئة منزلية متزنة، وتنقية الهواء والتخلص من الطاقة السلبية، مشيرين إلى أن وجود النباتات داخل المنازل يحول المساحات الداخلية إلى رواق طبيعي يبعث الطمأنينة ويضفي أجواءً قريبةً من المنتجعات الطبيعية.
وعلى المستوى التنظيمي، تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على دعم المشاتل الزراعية من خلال منح التراخيص، وتقديم الإشراف الفني، وتنظيم الدورات التدريبية، وتوفير الإرشاد الزراعي للمزارعين والمستثمرين، إلى جانب متابعة جودة الإنتاج وملاءمته للمواصفات البيئية والصحية، مما يعزز دور المشاتل كوجهات سياحية وتعليمية وترفيهية، ويسهم في زيادة الرقعة الخضراء، ونشر ثقافة الزراعة في المجتمع.
وتتجلى المشاتل الزراعية في جازان كعالم أخضر متكامل، يجمع بين السياحة والاسترخاء والمعرفة، وتقدم للزوار رحلةً لا تنسى بين ممرات الطبيعة، حيث تتداخل ألوان النباتات وعبق الزهور لتصنع تجربة سياحية ملهمةً تغني الروح وتمنح القلب سكينةً وبهجةً.