معرض جديد في اللوفر يكشف ملامح "اليمن المنسي" ويعيد إحياء أسطورة العربية السعيدة (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
يقدّم متحف اللوفر في باريس، بالتعاون مع متحف "الحياة الخيرية" في مرسيليا، معرضًا جديدًا يسلّط الضوء على تاريخ اليمن القديم وروابطه البحرية مع أوروبا، في وقت يعيش فيه البلد واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والسياسية.
ونشرت التايمز تغطية عن هذا المعرض ترجمها الموقع بوست والذي جاء بعنوان «عدن – مرسيليا: من ميناء إلى آخر»، مجموعة من الكنوز الأثرية النادرة التي تعود إلى الحقبة الممتدة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن السادس بعد الميلاد، حين كانت جنوب الجزيرة العربية تُعرف باسم العربية السعيدة وتشتهر بازدهار الزراعة والتجارة والبخور والمرّ، إضافة إلى الإرث المرتبط بأسطورة ملكة سبأ.
القائمون على المعرض يؤكدون أن الرسالة ليست تاريخية فقط، بل سياسية أيضًا. فالمعرض يبرز الروابط القديمة بين ميناء عدن ونظيره في مرسيليا، من خلال حركة البضائع والمهاجرين والتحف التي عبرت بينهما عبر القرون، في محاولة لمواجهة خطاب اليمين المتطرف في فرنسا الذي يعتبر الهجرة الأفريقية تهديدًا للهوية الأوروبية.
وقالت آن بلانشيه، أمينة متاحف مرسيليا، إن الهدف هو “إظهار الروابط العميقة بين المدينتين والتي لا تزال حية حتى اليوم”.
تعزّزت الحركة الأثرية بين اليمن وأوروبا بعد احتلال بريطانيا لعدن عام 1839، حين بدأت القطع تصل إلى لندن وباريس وروما وبرلين وميونيخ، وتكشف وثائق المعرض عن وصول عشرات القطع إلى مرسيليا أواخر القرن التاسع عشر، بينها نقوش حجرية وشواهد قبور ومذابح بخور، اكتُشفت لاحقًا في أحد المستودعات، بعضها يعود إلى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.
القطع المعروضة - ومن بينها مصابيح نحاسية، نقوش سبئية، عروش من المرمر، ومباخر من الحجر الجيري - تروي حقبة بلغت فيها ممالك جنوب الجزيرة العربية أوج قوتها، واستطاعت مقاومة النفوذ الروماني، بينما كانت القوافل التجارية تمر عبر أراضيها محملة بالبضائع القادمة من أفريقيا والهند.
لكن المعرض يذكّر أيضًا بالتهديدات التي يتعرض لها التراث اليمني اليوم، سواء بسبب نهب الآثار، أو تدمير الجماعات المتطرفة، أو الأضرار الناتجة عن الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.
وبحسب الأمم المتحدة، خلّفت الحرب بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتحالف الذي تقوده السعودية نحو 400 ألف قتيل، و4.5 مليون نازح، و 18.2 مليون محتاج للمساعدات الإنسانية، فضلًا عن انتهاكات واسعة وثّقتها منظمات حقوقية، تشمل القتل والاغتصاب والتعذيب من مختلف الأطراف، إلى جانب الهجمات الحوثية المتكررة على السفن في البحر الأحمر.
ويخلص التقرير إلى أن اليمن، الذي كان موطنًا لملكة سبأ واللبان والمرّ، بات اليوم بلدًا منكوبًا، وأن هذا المعرض يقدّم نافذة نادرة على حضارة مهددة بالاندثار، ويذكّر العالم بما كان عليه اليمن قبل أن يغرق في أتون الحرب.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأثار اليمنية أثار اليمن معرض فرنسا جماعة الحوثي
إقرأ أيضاً:
بعد أسابيع من حادث السطو.. متحف اللوفر يغلق إحدى قاعاته احترازيا
أغلق متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس إحدى صالات العرض التابعة له مؤقتا، في خطوة احترازية جاءت عقب تدقيق هندسي كشف عن ضعف هيكلي في بعض العوارض الخشبية التي تحمل أرضية الطابق العلوي.
ووفق بيان رسمي، فإن معرض "كامبانا" -وهو جناح يضم 9 غرف مخصصة لعرض الخزف اليوناني القديم- سيظل مغلقا حتى انتهاء التحقيقات الفنية الخاصة بـ"العوارض الخشبية التي تدعم أرضيات الطابق الثاني" فوقه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حطّم عملا فنيا عمره 90 عاما.. سياسي إيطالي يعتذر بعد "عثرة" فادحةlist 2 of 2بريطانيا.. طفرة في سرقة السيارات الفارهة باستخدام أجهزة تُباع عبر الإنترنتend of listوأكد المتحف أن الإجراء وقائي بحت، ولا علاقة له بحادثة السرقة الأخيرة.
توقيت حساس وانتقادات سابقةورغم أن الإغلاق غير مرتبط بالسطو الذي وقع الشهر الماضي داخل المتحف الأكثر زيارة عالميا فإن الواقعة تُعد ضربة جديدة لمؤسسة تخضع أصلا لانتقادات لاذعة بسبب ثغراتها الأمنية، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي اقتحم 4 أشخاص المتحف في وضح النهار مستخدمين سلّما قابلا للتمديد وأدوات صنفرة لسرقة مجوهرات تقدّر قيمتها بـ102 مليون دولار، وسط ذهول الزوار.
وكان رئيس المتحف لورانس دي كار قد عبّر مسبقا عن قلقه من حالة المبنى التاريخي، محذرا في مذكرة داخلية (يناير/كانون الثاني الماضي) من "انتشار الأضرار" في مواقع عدة داخل القصر الملكي السابق الذي استقبل 8.7 ملايين زائر العام الماضي.
وأشار في مذكرته إلى أن بعض المساحات "لم تعد محكمة الإغلاق"، وأن مناطق أخرى تعاني "تقلبات كبيرة في درجات الحرارة"، مما يهدد سلامة الأعمال الفنية المعروضة.
منطقة "خارج الخدمة" مؤقتايقع معرض "كامبانا" في الطابق الأول من جناح "سولي" شرق مجمع اللوفر، في حين تبين أن الطابق الذي يعلوه -ويُستخدم مكاتب إدارية- يعاني من مشكلات هيكلية استدعت نقل نحو 65 موظفا بشكل مؤقت حتى الانتهاء من التقييمات الهندسية.
وجاء في البيان "سيبقى معرض كامبانا مغلقا أمام الجمهور خلال فترة التحقيقات، وذلك ضمانا لأعلى معايير السلامة".
ومع أن المتحف أكد أن الإغلاق "احترازي" و"مؤقت" فإن حادث السطو الأخير جعل كل قرار مرتبط بالسلامة أو الصيانة محط متابعة وتدقيق من الرأي العام ووسائل الإعلام.
إعلان