مدينة صنعاء القديمة.. هوية اليمنيون التاريخية عرضة لعبث حوثي جديد ذات أبعاد طائفية
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تجري مليشيا الحوثي ترتيبات تخريبية تستهدف الهوية التاريخية لمدينة صنعاء القديمة، بعد حجزها مساحة كبيرة في مدخل المدينة المُدرجة في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، تمهيداً لاستحداثات حضرية عليها تخالف قوانين اليونسكو، ما يزيد هويتها المهددة تهديداً أكثر.
وكانت اعلنت لجنة التراث العالمي لليونسكو، في يوليو/ تموز 2015 إدراج مدينة صنعاء القديمة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، والتي سبق وأُدرجت على قائمة التراث العالمي عام 1986م.
وأقدمت مليشيا الحوثي الأيام الماضية، على إزالة بنايات أثرية وبسطات باعة داخل باب اليمن، في مدينة صنعاء التاريخية، وفرضت سياجا على المساحة المستهدفة زعمت أنها تنوي تحسين مدخل المدينة.
وذكرت مصادر مطلعة، أن المليشيا الحوثية تنوي تنفيذ استثمارات بطريقة حضرية مخالفة لمعايير المدينة التاريخية، على غرار مبان نفذتها سابقا في ذات المدينة، وكانت سبباً رئيساً في وضعها في قائمة الخطر.
وأكد الدكتور محمد جميح -سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"- أن "هذه المشاريع مخالفة لمعايير الحفاظ على التراث العالمي". وسيتم وضع منظمة "اليونسكو في الصورة بشكل رسمي".
واوضح، "أية مشاريع في صنعاء القديمة يجب أن تحظى بموافقة اليونسكو، وإلا فإنها ستضر بمكانة المدينة كموقع تراث عالمي؟!
وذكر أن "صنعاء على قائمة التراث المعرض للخطر"، ما يعني أن مثل هكذا مخالفات عندما تحدث فإنها قد تعرض المدينة للإزالة النهائية من قائمة التراث العالمي.
وحذر خبراء آثار من المخالفات الحوثية والأهداف المبطنة لهذه الأعمال، ذات الأبعاد الطائفية الانتقامية من الهوية التاريخية لليمنيين، وباتت تشكل تهديداً بالإزالة النهائية للمدينة من قائمة التراث العالمي.
وسبق وقامت مليشيا الحوثي، في فبراير من العام 2021، بهدم مسجد النهرين، الذي بُني في القرن الأول الهجري، في ذات المدينة التي تعد من أقدم المدن في العالم ولاكثر من 2500 عام.
وزعمت المليشيا الحوثية المدعومة ايرانياً، انحراف قبلة المسجد، فقامت بهدمة بعد أكثر من 1400 عام على بناءه والصلاة فيه، في واحدة من أشد الجرائم على وجه الأرض التي طالت دور العبادة.
ويقول شهود عيان أنه بعد هدم مليشيا الحوثي، المسجد الذي بُني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، أنشأت في مساحته "قباب حُسينية طائفية"، كاشفة بذلك البعد الطائفي للهدم.
وفي مارس الماضي، إزالت المليشيا 4 أسواق تاريخية في صنعاء القديمة، واستحدثت مزارات شيعية وأضرحة، لترويج مشروعها الطائفي.
يأتي ذلك ضمن مشروع تدمير ممنهج للهوية التاريخية في صنعاء القديمة وغيرها من المدن والمواقع التاريخية والأثرية في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها، مستثنية من ذلك المعالم الدينية التي تحمل أبعادا طائفية تصب في صالح مشروعها المفعم بالسلالية والعنصرية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی صنعاء القدیمة ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي
كشف الصحفي المحرر من سجون المليشيا الحوثية وأحد وجهاء مديرية بني الحارث في صنعاء، الزميل حارث حميد، عن معلومات صادمة تتعلق بجريمة انفجار مخزن الأسلحة في حي صرف، مؤكدًا أن الحادثة لم تكن عرضية، بل جريمة متعمدة نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين.
وأضاف ان الانفجار الحوثي تسبب في واحدة من أبشع صور المأساة، حيث أُبيدت سبع عائلات من أبناء منطقة وصاب بمحافظة ذمار بالكامل، قائلاً: "ثلاثة أجيال انتهت، الأب والابن والحفيد، لم يبقَ منهم أحد".
وفي بث مباشر عبر صفحته على "فيسبوك"، قال حميد إن الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 250 شخصًا بين قتيل وجريح، يندرج ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الحوثية
التي تستهدف السكان، مشددًا على أن هذه ليست الحادثة الأولى، بل تكرار لنهج دموي ممنهج.
وكشف حميد ان مخزن الأسلحة الذي انفجر في منطقة صرف كان بجوار مدرسة الراعي، التي راح ضحيتها 20 طالبة بريئة، إضافة إلى جريمة اختطاف الصحفيين عبد الله قابل، ويوسف العيزري، والشيخ أمين الرجوي، الذين احتجزتهم المليشيا داخل مخزن سلاح تعرض لاحقًا للقصف.
وأضاف حميد ان الأهالي رصدوا أكثر من 250 مخزنًا للسلاح منتشرة في عدة مناطق مدنية.
واضاف أن الصراع الداخلي بين أجنحة الحوثيين منذ عام 2015، دفع المليشيا إلى نقل مخازن الأسلحة من المعسكرات إلى الأحياء السكنية، ما حول العاصمة صنعاء إلى قنبلة موقوتة، مشيرًا إلى
وأشار إلى أن المليشيا حاولت التستر على الجريمة، إذ زعمت في البداية أن الانفجار ناجم عن قصف خارجي، قبل أن تسارع إلى مصادرة هواتف السكان، ومنع التصوير، وإخفاء معالم المأساة، بما في ذلك حظر إقامة العزاء في العاصمة.
وكشف حميد أن 60 حيًا سكنيًا في صنعاء معرضة لخطر الانفجار في أي لحظة، بفعل انتشار ورش تصنيع الأسلحة داخل الأحياء تحت واجهات تجارية كاذبة مثل "محلات زجاج"، وتخزين الذخائر في الطوابق الأرضية.
وفي ختام رسالته، دعا حميد أبناء العاصمة إلى عدم الصمت أمام جرائم الحوثيين، مطالبًا بتوثيقها ونشرها، ومؤكدًا أن: "الفضاء مفتوح، والإعلام لا يمكن تكميمه، وعلى الشعب أن يرفع صوته قبل أن تُفنى أجيالٌ أخرى تحت أنقاض الجريمة الحوثية."