فايننشال تايمز: قيود حرب غزة تدمر اقتصاد الضفة الغربية.. 5 إجراءات إسرائيلية عقابية
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أرفقت دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارها لغزة بحصار من نوع مختلف في الضفة الغربية ــ حيث أغلقت نقاط التفتيش بين المدن الفلسطينية، وخنقت تدفق البضائع والعمال فيما بينها، وتركت الناس عالقين في كثير من الأحيان، لتتقاسم الضفة آلام الجرب الاقتصادية مع غزة.
كلوي كورنيش وجيمس شوتر يلقيان الضوء، في تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، ترجمه "الخليج الجديد"، على الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر.
قيود على تحركات الفلسطينيين، غارات عسكرية يومية على المدن والمخيمات، منع شبه كامل للفلسطينيين من الضفة من دخول إسرائيل للعمل، هجمات مستوطنين لا تتوقف، تشديد احتجاز أموال الضرائب (المقاصة) للسلطة الفلسطينية.
كانت هذه أبرز الإجراءات العقابية التي بدأ الاحتلال تطبيقها في الضفة الغربية تزامنا مع بدء عدوانه على غزة، ما ترك مئات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة ومدنها في حالة يرثى لها، يقول الكاتبان.
اقرأ أيضاً
أونروا: عام 2023 الأكثر دموية لفلسطيني الضفة الغربية
خنق تحرك الفلسطينيينومنذ بدء الحرب، توقفت إسرائيل بشكل شبه كامل عن السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية بدخول إسرائيل للعمل، وخنقت تدفق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين يدخلون الضفة الغربية للتسوق. كما أصبح بعض الفلسطينيين خائفين للغاية من التحرك بمحض إرادتهم.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن القيود المفروضة على الحركة في الضفة هي رد على "التهديدات الإرهابية الفلسطينية الوشيكة" ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، وأن المدن الخاضعة رسميًا لسيطرة السلطة الفلسطينية، مثل جنين ونابلس وطولكرم، كانت "مراكز" للمسلحين.
كما تركت هذه الإجراءات السلطة الفلسطينية، التي توظف عشرات الآلاف من الأشخاص، تكافح من أجل دفع الرواتب، مما أدى إلى تقويض موقفها في الوقت الذي يتسابق فيه الدبلوماسيون لدعم استقرار الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حملات اقتحامات واعتقالات في الضفة.. ماذا حدث؟
تضرر الشركاتوقد تضررت الشركات الناشئة التي تتمتع بحماية أقل من الشركات القائمة بشكل خاص من جراء الاضطرابات الاقتصادية.
على سبيل المثال، خسرت شذى مسلم، رائدة الأعمال في مجال التكنولوجيا الزراعية، مكانًا مهمًا للترويج في حدث تأهلت له في المغرب لأنها لم تتمكن من مغادرة الضفة الغربية فعليًا.
وكانت تأمل في جمع مبلغ 500 ألف دولار للحفاظ على بقاء شركتها الناشئة Agritopia، التي تبني تقنيات لمساعدة المزارعين، على قيد الحياة خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة.
الآن، تقول إن شركة Agritopia قد تتمكن من الاستمرار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 - ولكن فقط إذا استمرت في الإنفاق عند الحد الأدنى.
لقد اضطرت إلى تأجيل جمع البيانات الزراعية لأن هجمات المستوطنين جعلتها تخشى نشر عمال ميدانيين.
وتكافح الشركات أيضًا للتكيف مع انخفاض عدد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين يأتون إلى الضفة الغربية للتسوق.
ويقدر نصر عبدالكريم، الخبير الاقتصادي المقيم في رام الله، أن الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل ينفقون عادة حوالي مليار شيكل (277 مليون دولار) سنويا، وهو ما كان يمثل مصدرا هاما للسيولة في الضفة.
اقرأ أيضاً
الاحتلال يصادر أموالا من شركات الصرافة بالضفة الغربية
شلل ماليوقال عبدالكريم، إنه بالتوازي مع التباطؤ الاقتصادي، فإن التخفيضات – التي تأتي على رأس التخفيضات السابقة للمخصصات من قبل إسرائيل – تركت سلطة النقد الفلسطينية "مشلولة ماليا"، في حين أن العقود الحكومية غير المدفوعة والرواتب المخفضة أدت إلى تفاقم "الأزمة النقدية" في الأراضي الفلسطينية.
وقال أمين صندوق في متجر حلويات مملوك لعائلة طلب عدم الكشف عن اسمه: "تراجعت الأعمال بنسبة 70%".
وخفض مالك مرآب سيارات في رام الله، يدعى عمرو، أجور الموظفين بنسبة 40%، قائلا إن مرآبه كان به ما بين 10 إلى 15 سيارة للصيانة يوميا، والآن أصبح لديه واحدة أو اثنتين.
وأضاف: "إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلن نتمكن من دفع الـ 60% المتبقية من الأجور".
ويردف: "في العادة لدي أكثر من 100، 120، 150 عاملاً في مشاريعي، ولكن في الوقت الحاضر، لدي أقل من 50 عاملاً. وربما قبل عام أو عامين، كان لدي 200 أو 250 عاملاً".
ويتوقع الخبير الاقتصادي عبدالكريم أنه إذا استمرت الحرب فإن الألم الاقتصادي سيتفاقم، مما يؤدي إلى "ارتفاع معدل الفقر وهذا من شأنه أن يضغط على المنظمات الإنسانية الدولية" والسلطة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
313 شهيدا بالضفة الغربية منذ انطلاق طوفان الأقصى و 3800 جريح
قطاع الضيافةقطاع الضيافة يعاني أيضًا، حيث يقول محمد خلف، مدير العمليات في فندق "رويال كورت": "لطالما كانت رام الله تحظى بشعبية كبيرة بسبب المقاهي والمطاعم والوجبات السريعة والمطاعم الفاخرة والصالات والمشروبات والموسيقى".
ويتابع: "الناس كانت تسهر حتى الساعة 12 بالليل وتذهب إلى المطاعم أو حفلة في مكان ما.. الآن ذهب كل هذا".
ومن بين غرف الفندق البالغ عددها 46 غرفة، هناك 42 غرفة شاغرة.
ولأن ضيوفه القلائل غالباً ما يكونون من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في رام الله بسبب إغلاق نقاط التفتيش، فقد خفض خلف أسعار الغرف إلى نصف مستواها قبل الحرب.
وتبلغ إيرادات مقهى الفندق عُشر معدلها الطبيعي.
المصدر | كلوي كورنيش وجيمس شوتر / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الاقصى الضفة الغربية غزة عقاب اقتصاد الضفة الغربية الضفة الغربیة اقرأ أیضا فی الضفة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: كيف ساعدت قطر في التوسط بين إسرائيل وإيران؟
أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن الدوحة لعبت دور الوسيط بين إسرائيل وإيران لإنهاء المواجهة الدامية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطّلعة ومسؤولين رسميين. وبحسب الصحيفة، فإن قطر كانت قد شرعت بالفعل في تحركات دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس، بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل ومع المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لوقف التصعيد وتهدئة الوضع الإقليمي الآخذ في الاشتعال في الشرق الأوسط.
وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، إن ما حدث يُظهر أن قطر «قادرة على امتصاص الضربات، لكنها في الوقت نفسه تتصرف بحكمة.» وذكرت الصحيفة بأن تطور التصعيد جاء بعدما ردت إيران على قصف أمريكي استهدف منشآت نووية إيرانية، بهجوم صاروخي على قاعدة العديد.
ووفقاً للواء الركن شايق مسفر الهاجري، نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة في القوات المسلحة القطرية، فإنه تم اعتراض معظم الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
وأشار السفير البريطاني السابق في قطر، نيكولاس هوبتون، إلى أن هذا التحول السريع من موقف الاحتجاج إلى الوساطة يحمل في طياته «تنسيقاً محسوباً» يعكس نهج الدوحة في السياسة الخارجية. وترى الصحيفة أن المخاوف الخليجية كانت حاضرة بقوة، إذ أن اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران كان من الممكن أن يشكل تهديداً مباشراً لمنشآت الطاقة الحيوية في دول الخليج، وبالتالي ضرب اقتصاداتها المعتمدة بشكل كبير على تصدير الطاقة.
وبحسب دبلوماسيين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي يلعب دوراً مؤثراً في السياسة الخارجية – طلب من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التدخل لإقناع إيران بالموافقة على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، كانت إسرائيل قد وافقت عليه مسبقاً.
وتولى معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مهمة التواصل مع القيادة الإيرانية، ونجح في الحصول على موافقتها قبل منتصف ليل الإثنين، وفقاً لنفس المصادر. وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن قطر تواصل الاستثمار في دورها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، وهو ركن أساسي في سياستها الخارجية، خاصة في ظل محيط إقليمي متقلب.
❖ عواطف بن علي – الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب