تحديات متزايدة لأزمة الهجرة غير النظامية في تونس
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
أحمد شعبان (تونس، القاهرة)
أخبار ذات صلةتشكل الهجرة غير النظامية تحدياً خطيراً يواجه تونس، سواءً على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي، لا سيما مع تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة بشكل كبير، مما يدفع السلطات التونسية إلى اتخاذ إجراءات مشددة لمراقبة حدودها ومنع تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى أراضيها.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي التونسي، بسام حمدي، أن ملف الهجرة غير النظامية يحمل في طياته الكثير من التعقيدات والتحديات، سواءً من الناحية الأمنية أو الدبلوماسية، ويتمثل أبرزها في أن المهاجرين الذين يفدون إلى الأراضي التونسية ليسوا، في الغالب، من الدول المجاورة، مما يجعل عملية ترحيلهم عبر الحدود البرية أمراً بالغ الصعوبة.
ولفت حمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن التحديات لا تقتصر فقط على الحدود، بل تمتد إلى عمليات الترحيل الجوية، التي تواجه صعوبات كبرى بسبب الأوضاع غير المستقرة في العديد من الدول الأفريقية، موضحاً أن التنسيق مع تلك الدول أو تنظيم رحلات جوية إليها يظل أمراً معقداً، خصوصاً في ظل هشاشة الأنظمة بها.
وشدد على أن ملف الهجرة غير النظامية له تداعيات خطيرة على المستوى الاقتصادي والأمني والاجتماعي، مؤكداً أن السلطات التونسية مطالبة بالتحرك بشكل أكثر فعالية على الصعيد الدبلوماسي، سواءً من خلال ممارسة ضغوط أكبر على الدول الأفريقية التي ينتمي إليها المهاجرون أو من خلال التنسيق مع الدول الأوروبية، بهدف الحصول على دعم مباشر في عمليات الترحيل.
ودعا حمدي إلى تشكيل كيان أو إطار تعاوني يجمع بين دول المغرب العربي، بهدف التخفيف من حدة تدفقات الهجرة غير النظامية، وتسهيل تنفيذ عمليات الترحيل ضمن مقاربة إقليمية شاملة.
من جهتها، أوضحت الأستاذة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية في الجامعة التونسية، سلمى السعيدي، أن تونس تواجه تحديات متزايدة في إدارتها لظاهرة الهجرة غير النظامية، وخاصة فيما يتعلق بتطبيق سياسة الترحيل، في ظل وجود شبكات تهريب منظمة تنشط على المستويين المحلي والإقليمي.
وذكرت السعيدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك صعوبة في تفكيك الشبكات الإجرامية التي تستغل هشاشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية والقدرات اللوجستية التي تتطلبها عمليات الترحيل المنظمة.
وأشارت إلى أن التعاون مع دول المصدر يُعد أحد أعقد الإشكاليات، حيث إن العديد من هذه الدول ترفض استعادة رعاياها أو تتباطأ في إجراءات التنسيق، مما يعقد جهود تونس في ترحيل المهاجرين غير النظاميين بشكل قانوني وآمن.
وأفادت السعيدي بأن هناك تحديات مرتبطة بالضغوط الدولية حول ضرورة احترام حقوق الإنسان واللاجئين، وهو ما يضع السلطات التونسية أمام معادلة صعبة، خاصة مع تنامي الخطابات المعادية للمهاجرين، والتي تثير بدورها مخاوف داخلية بشأن التوترات الاجتماعية والانقسامات المجتمعية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تونس الهجرة غير النظامية الهجرة غير الشرعية مكافحة الهجرة أزمة الهجرة الهجرة إلى أوروبا الهجرة غير القانونية الهجرة الهجرة غیر النظامیة عملیات الترحیل
إقرأ أيضاً:
الشعبة العامة للمخابز تستعرض تحديات القطاع
استعرضت الشعبة العامة للمخابز أبرز التحديات التي تواجه القطاع خلال اجتماعها اليوم بمقر الاتحاد العام للغرف التجارية، وذلك بمشاركة ممثلي شُعب المخابز في 17 غرفة تجارية، وبحضور كل من حسام الجراحي مساعد وزير التموين لشؤون الرقابة، وسمير البلكيمي نائب رئيس الإدارة المركزية للرقابة، والمهندس عيسى كمال نائب رئيس هيئة السلع التموينية، إضافة إلى أحمد أبو الفضل مستشار الاتحاد العام لشؤون التجارة الداخلية.
وأكد عبد الله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز، أن الدكتور شريف فاروق وزير التموين وقيادات الوزارة يبذلون جهودًا كبيرة لحل مشكلات المخابز، موجّهًا الشكر للوزير وكل مسؤولي الوزارة على حرصهم الدائم على الاستماع لشكاوى أصحاب المخابز والسعي لإيجاد حلول عملية لها، بما يضمن توفير خبز مدعم لائق بالمواطن المصري. كما ثمّن استمرار الاجتماعات الدورية مع قيادات الوزارة وسرعة الاستجابة لحل العقبات التي تواجه المخابز، مؤكدًا أن الهدف المشترك هو تمكين المخابز من التفرغ لإنتاج رغيف ذي جودة ووزن مناسبين.
وشدد غراب على رفض الشعبة لأي تجاوزات قد تصدر عن قلة من المخابز، موضحًا أن تلك الحالات تبقى محدودة للغاية مقارنة بعدد 33 ألف مخبز على مستوى الجمهورية، وأن أغلبية أصحاب المخابز ملتزمون بالقواعد والوزن والسعر الرسمي، ويدركون أهمية رغيف الخبز باعتباره جزءًا من الأمن القومي.
وأضاف أن اجتماع اليوم يأتي استكمالًا لاجتماع منتصف نوفمبر الماضي الذي شهد طرح عدد كبير من المشكلات، لافتًا إلى أن الدولة حريصة على دعم كل القطاعات التجارية لضمان استقرار الأسواق وتحسين خدمة المستهلك، تنفيذًا لتوجيهات وزير التموين.
وخلال الاجتماع، استعرض غراب الجهود التي بذلتها الوزارة مؤخرًا في حل العديد من المشكلات، ومنها توجيه المديريات بتسهيل عمل المخابز وإنتاج الخبز بالجودة المطلوبة، والسماح للمخابز بالحصول على إجازة يوم أو يومين دون تحرير محاضر، والاكتفاء بإخطار المطحن لوقف الحصة. كما تم تعديل آلية محاسبة بعض المخالفات لتكون وفقًا للحصة اليومية الفعلية على النظام بدلاً من الحصة التأمينية، بما يحقق عدالة أكبر ويخفف الأعباء المالية على أصحاب المخابز.
واختتم غراب كلمته بالتأكيد على استمرار التعاون الكامل بين الشعبة والوزارة لتطوير منظومة الخبز المدعم، وعلى التزام المخابز بالمواصفات القانونية حفاظًا على حق المواطن في الحصول على خبز جيد بالسعر المقرر.
من جانبه، أكد حسام الجراحي أن للمخابز حقوقًا لدى الدولة، كونها توفر الخبز يوميًا لـ60 مليون مواطن، كما أن للدولة حقوقًا على المخابز لضمان تقديم خبز جيد للمواطن. وأوضح أن العلاقة بين الطرفين حساسة وتتطلب التعاون الدائم، مشددًا على ضرورة عدم الدفاع عن المخالفين الذين يحصلون على الدقيق المدعم دون تشغيل مخابزهم.
وفي السياق ذاته، أكد سمير البلكيمي أن الوزير شدد على ضرورة تكثيف الرقابة على المطاحن لضمان جودة الدقيق، مطالبًا أصحاب المخابز بالإبلاغ فورًا عن أي دقيق غير مطابق. كما أشاد بالتعاون المستمر مع الشعبة وبالجهود التي يبذلها عبد الله غراب في معالجة مشكلات القطاع.