• بلا مقدمات، وفي أوج توتر العلاقة بسبب تداعيات وإفرازات الحرب والسلام في اثيوبيا بين الحكومة وجبهة اقليم التقراي ، ووسط دهشة واستغراب كل المراقبين والمهتمين بشئون منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر ، كان التحول الامريكي المفاجئ نحو العلاقة مع “إرتريا” بعد عشرين عاما حافلة بالتشدد والحصار و العقوبات ، لكننا توقعنا ذلك، وأشرنا له في مقال تحليلي سابق بعنوان (بايدن والقرن الإفريقي وملامح تغييرالسياسات والآليات الأمريكية )، حيث كتبنا نصاً : ( الولايات المتحدة الأمريكية أعادت صياغة تصوراتها حول المنطقة من الناحية الجيواسترإتيجية، بمفهوم لا يُلغي الميزات القديمة،وإنما يضيف إليها أبعاداً وموضوعات متعدية لحدود التعريفات التقليدية، حيث إنطلقت خطة إعادة الصياغة ،والتي بدأها المساعد السابق لوزير الخارجية الامريكى للشؤون الافريقية (دونالد ياماماتو).

فبالتالي نتوقع بأن منطقة القرن الإفريقي ستشهد تطورات (دراماتيكية) وتحولات إستراتجية تتعدي خطة التغيير وإعادة صياغة المنطقة ، لتشمل التغيير وإعادة ضبط مصنع التحالفات الإقليمية ، وطالما السياسية عموماً لا تعترف بالثابت وتدين بالمتغير ووفقاً للمبدأ الأمريكي الراسخ (المصالح الأمريكية أولاً).

• الحرب في السودان والتحشيد الشعبي والمقاومة الشعبية التي انتظمت شرق السودان في ظل نوايا الميلشيات لتفجير الاوضاع يعد تهديد أمني مباشر لأهم معبر مائي في العالم وبالتالي تهديد استراتيجي للمصالح الأميريكية، مما سارع بان تُغير من سياستها مع ارتريا وكان التحول دون تمهيد او تدرج حتي تنقذ ما يمكن إنقاذ ، بإعتبار الموقع الإستراتيجي لإرتريا في البحر الأحمر ومع السودان.

• المهم في الأمر ، ثمة تسآؤلات تفرض نفسها حول ادارة السودان لعلاقته مع “ارتريا” التي أثبتت وقوفها مع الحكومة السودانية من قبل وبعد الحرب وبادرت مرارا وتكرارا نحو السُودان ؟ ماهو “(العائق المانع) الذي يحول دون استجابة حكومة السُودان التي هي الآن في أمسً الحاجة في التحول نحو إرتريا من امريكا ؟

خلاصة القول ومنتهاه:

• هنالك غموض وعدم وضوح في ادارة السُودان لعلاقته مع ارتريا؟ غموض غير مفهوم لكل الباحثيين والمهتمين بالعلاقة ،الذين اجمعوا ونصحوا بالتعاطي والتقارب الاستراتيجي مع ارتريا من قبل الحرب ، وبعد الحرب بات التقارب والتعاطي ضرورة ، ولكن لسان حالهم ، لسان دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة حين قال :
بذلت لهم نُصحي بِمُنعرَجِ اللِّوى ..
فلم يَستبينوا النصحَ إلا ضُحى الغَدِ

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: العركي حرب السودان عمار يكتب

إقرأ أيضاً:

أبو عمار السوداني المليشي معلقاً حول مطالبة البعض الاعتذار عن حملة شيراز!

من أحاجي الحرب ( ١٩٥٠٣ ):
□□ أبو عمار السوداني المليشي معلقاً حول مطالبة البعض الاعتذار عن حملة شيراز!

من أحاجي الحرب ( ١٩٥٠١ ):
□□ حملة شيراز ضد الخمور بغرب كردفان!
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • إيران والسودان تحالف قديم يهدد الحاضر…
  • أبو عمار السوداني المليشي معلقاً حول مطالبة البعض الاعتذار عن حملة شيراز!
  • غزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقة
  • الزراعة: تعزيز العمل الإفريقي المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة
  • المستشارة أمل عمار تستقبل وفدا من الجامعة الأمريكية وجامعة جورج واشنطن بأمريكا
  • المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان ومصر.. صهر الجغرافيا في أتون الحرب
  • يوسف عبد المنان يكتب: عبدالله بلال وحده في الصفوف الأمامية
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: حفتر وحسابات السودان الجديدة
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح