أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الإثنين، تقريرًا مشتركًا مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تحت عنوان "بؤر الجوع الساخنة"، حذّر فيه من تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 13 منطقة حول العالم بحلول تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. اعلان

ولفت التقرير إلى أن غزة، السودان، جنوب السودان، هايتي، ومالي تواجه خطر المجاعة الوشيك في حال لم تُقدّم مساعدات إنسانية عاجلة، مشيرًا إلى أن النزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، والظواهر المناخية المتطرفة تبقى عوامل رئيسية تؤجج أزمات الجوع عالميًا.

وفيما لا تزال دول مثل بوركينا فاسو، تشاد، الصومال، وسوريا ضمن قائمة المناطق المهددة، إلى جانب اليمن، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ميانمار، ونيجيريا. في المقابل، خرجت بعض الدول من القائمة، من بينها إثيوبيا وكينيا ولبنان، بعد تسجيلها تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات الأمن الغذائي.

ودعا مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في ميانمار، إلى ضرورة إنهاء النزاعات المسلحة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة التمويل المخصص للإغاثة بشكل كبير، معتبرًا هذه الخطوات أساسية لمواجهة التدهور المتسارع في الوضع الغذائي.

غزة بين حصار وتجويع

في قطاع غزة، الذي يعيش تحت وطأة الحصار والحرب الإسرائيلية، تُشير التقديرات إلى أن 2.1 مليون شخص سيواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، بينهم نحو نصف مليون في وضع يُصنف على أنه كارثي.

وحذر الخبراء من أن استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية، مع توقف شبه كامل لإمدادات الإغاثة، يضع القطاع المحاصر على شفير المجاعة. ووفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدت إلى مقتل أكثر من 55,300 فلسطيني.

فلسطينيون يصطفون لتلقي المساعدات الغذائية في دير البلح، قطاع غزة – 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.AP Photoالسودان: أزمة جوع هي الأكبر عالميًا

يشير التقرير إلى أن أكثر من نصف سكان السودان، أي نحو 24.6 مليون شخص، يواجهون مرحلة "الأزمة" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة فما فوق) أو أسوأ، من بينهم 8 ملايين في حالة طوارئ، و637 ألفًا في وضع كارثي، بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

ويُتوقع أن يعاني نحو 772,200 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام.

وتشهد البلاد حربًا ضروسًا اندلعت في نيسان/ أبريل 2023، بعد تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى قتال دموي امتد من الخرطوم إلى مناطق أخرى، أودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وشرّد قرابة 13 مليونًا، وسط ما تصفه منظمات الإغاثة بأنها "أكبر أزمة جوع في العالم حاليًا".

ائلات سودانية نازحة تلجأ إلى مدرسة بعد إجلائها من قبل الجيش السوداني، غرب نهر النيل مقابل الخرطوم – 23 آذار/ مارس 2025.AP Photoجنوب السودان: تدهور الأمن الغذائي

في جنوب السودان، يعاني نحو 7.7 ملايين شخص – أي ما يمثل 57% من السكان – من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة لعوامل متعددة تشمل تدهور الاقتصاد، واستمرار الصراعات، والفيضانات المدمرة.

وتظهر الأرقام أن 2.1 مليون طفل و1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، بزيادة تبلغ 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

نازحة تحمل المياه على رأسها في مخيم للنازحين في جوبا، جنوب السودان – 13 شباط/ فبراير 2025.Brian Inganga/AP

وأكدت ماري إلين ماكجروارتي، ممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، أن البرنامج يواصل جهوده للوصول إلى 4 ملايين شخص هذا العام بالمساعدات الغذائية.

هايتي ومالي: الفوضى المسلحة والجوع الممنهج

في هايتي، أدت أعمال العنف المتزايدة بين العصابات إلى نزوح 1.3 مليون شخص، وسط عجز السلطات المحلية والمجتمع الدولي عن احتواء الفلتان الأمني. ويصنّف مليونا شخص ضمن المرحلتين الأكثر خطورة في مؤشر انعدام الأمن الغذائي، بينهم 8,500 في المرحلة الخامسة (المرحلة الكارثية)، حيث لا يجد واحد من كل خمسة أفراد ما يسد رمقه.

أما في مالي، فتتفاقم أزمة الغذاء بسبب تصاعد النزاعات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتزايد خطر الفيضانات خلال موسم الجفاف. وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.5 مليون شخص سيواجهون أزمة غذائية أو ما هو أسوأ بين الآن وأيلول/ سبتمبر، في ظل اضطراب سلاسل الإمداد الغذائي وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الشمالية والوسطى.

Relatedغزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة أوكسفام: غزة على شفا مجاعة وأطفال ينهكهم الجوع حتى البكاءتحت وطأة المجاعة في غزة.. أم تبحث في أكوام القمامة لإطعام أطفالها المنظومة الأممية في مأزق تمويلي

تتزامن هذه التحديات الإنسانية مع واحدة من أشد الأزمات التي تواجهها وكالات الأمم المتحدة في تاريخها، في وقت يشهد فيه تمويل المساعدات الدولية تقليصًا حادًا من قبل الولايات المتحدة والجهات الغربية المانحة، لأسباب تتعلق بتحويل الأولويات نحو دعم الإنفاق العسكري والدفاعي.

ويأتي ذلك في وقت تتعاظم فيه الحاجات الإنسانية حول العالم، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي ومكافحة الجوع، وسط تحذيرات من خطورة تراجع التمويل واستجابة المجتمع الدولي للأزمات المتعددة، التي تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الحرس الثوري الإيراني إيران بنيامين نتنياهو حروب هجمات عسكرية إسرائيل الحرس الثوري الإيراني إيران بنيامين نتنياهو حروب هجمات عسكرية جنوب السودان جمهورية السودان مجاعة الأمم المتحدة قطاع غزة الأمن الغذائي إسرائيل الحرس الثوري الإيراني إيران بنيامين نتنياهو حروب هجمات عسكرية النزاع الإيراني الإسرائيلي صواريخ باليستية فرنسا علي خامنئي ضحايا سياحة انعدام الأمن الغذائی جنوب السودان ملیون شخص إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المنحطة!

 

 

القرار الأمريكي الفضيحة الصادر بشأن غزة قبل يومين.. والذي أُلبس زورا جلبابا “أمميا” عبر مجلس الأمن! نزع آخر شعرة مشروعية من رأس المنظمة الدولية الأكبر في هذا العالم (الأمم المتحدة) وكشف تماما عن واقعها الفاضح الساقط الذي آلت إليه وباتت فيه راقصة تعرٍّ عجوزا شمطاء في البار الأمريكي الصهيوني المتداعي الجنبات من فرط الصخب الجنوني لرواده السكارى وحفلاتهم الدموية التي تصاعدت وزادت سخونتها في العامين الأخيرين على شرف عديمَي الشرف النتن وصنوه في مص دماء الغزيين وغيرهم من الضحايا ..ترامب!
والحال هذه فإن الكرة باتت في ملعب العالم بأسره،وبات هذا العالم معنيا بالبحث دون تباطؤ عن بديل لهذه الأمم المتحدة ومجلس أمنها التي أخرجها الطاغي الأمريكي المسيطر والمستغل عن طورها وحرفها تماما عن مهمتها ووظيفتها كملتقى لإرادات وتطلعات شعوب العالم ودولها وناظم لعلاقاتها البينية على أساس من التوازن المفترض بين مصالحها ومواقفها في شتى القضايا والمسائل والنزاعات، وهذا ماينطبق على مجلس أمنها المهزلة بكل تأكيد .
ماحدث حقا ،وبدون شطط أو مبالغة، تتويج  لفضيحة قانونية وأخلاقية وسياسية كبرى وبحجم”دولي” ثقيل ،جريمة مستمرة منذ حين وتتمثل في الإستغلال الأمريكي الغربي الهيمني السافر للمنظمة الدولية العتيدة ومؤسساتها في تمرير مشاريع هؤلاء الطغاة ومؤامراتهم وجرائمهم بحق الشعوب المظلومة المستضعفة بل إنها كسر وهتك فج لناموس واعتبار (الأمم المتحدة) كمظلة سياسية قانونية إنسانية لكل شعوب ودول العالم الأعضاء فيها والمنضوية تحت جناحها وليس لحفنة من اللاعبين المهيمنين التوسعيين المتوحشين الطامعين في حقوق الآخرين وثرواتهم يتصدرهم ثلاثي الشر والظلام سيئ الصيت : الأمريكي البريطاني الفرنسي.
فالقرار الصادر عن مجلس الأمن بالإتساق التام مع إرادة القاتل الصهيوني الذراع الدموي الأشرس لذلك الثلاثي البغيض ورغبته في استمرار احتلاله لقطاع غزة وتجريد مقاومتها من سلاحها.. هو قرار أمريكي وبتحديد أكثر هو إعادة صياغة لخطة ترامب الإجرامية الرامية إلى استكمال إبادة سكان القطاع وإخراجهم من بيوتهم ومساكنهم المدمرة ومن أرضهم ليخلو لشايلوك المرابي اليهودي الجديد ترامب وزِلمه النتن وجهُ القطاع ومافيه من مُسيلات للعاب المجرمَين القاتلَين  الطامعين..
نعم هذا القرار الجائر الذي تلا بأيام قليلة مثيلا له بحق الشعب اليمني يشدد من الحصار العدواني الإجرامي اللاشرعي المضروب عليه منذ أكثر من ١٠ سنوات تحت مسماه الزائف “عقوبات”!..وكلا القرارين الأمريكيين الصهيونيين الموسومين زيفا ب”الأممية” وتحت توقيع مجلس الأمن المنتحل والمصادر من الغاصب الأمريكي الغربي الصهيوني يضعان مسمارهما الأخير في نعش الأمم المتحدة بكل توابعها وملحقاتها الهيكلية والتنظيمية، بل إن في هذه الفضيحة التي تمَّت بتواطؤ خياني من طابور المستعربين والمتأسلمين الملتحقين بسلك الخدمة الأمريكية المجانية مايُخرج هذا “المجلسَ الأمن” و”أممَه المتحدة” عن الجلد الميثاقي والمهني لهما والهوية القانونية والدولية التي تحكم وجودهما ومهامهما المفترضة ذات الصلة الحيوية بما يسمى “المجتمع الدولي” الذي بدوره تعرض للمسخ والإستلاب والضغط المميت في شرنقة الإرادة العدوانية الأمريكية وأجنداتها ومشاريعها ومصالحها لتعبر عنها وعنها فحسب حصرا وقصرا.
وهكذا يصحو العالم اليوم مصدوما بأممه المتحدة وقد مُسخت بيد الأمريكي والصهيوني وغرب التوسع والتصهين والنفاق.. وأضحت لديهم عربةَ تاكسي أجرة تقلهم إلى حيث يشاؤون بعيدا عن مشيئة ومصلحة المجتمع الدولي الحقيقي المعبِّر عن مصالح جميع الدول والشعوب والراعي لحقوقها دونما شطط أو تمييز أو محاباة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الأطفال السودانيون محاصرون في إحدى أخطر البيئات في العالم
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بعد موجة الأمطار
  • الأمم المنحطة!
  • مجلس الخوف الأمريكي!!
  • الأمم المتحدة تتنبأ بصورة قاتمة لحالات الجوع في اليمن وارتفاع عدد الحالات إلى 18 مليون
  • وزير الخارجية يناقش مع نظيره اليوناني تطورات الأوضاع في قطاع غزة والسودان
  • الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يعانون من الأمن الغذائي
  • الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي
  • برنامج الأغذية: 318 مليون شخص معرضون لجوع حاد في 2026
  • «اليونيسيف» تحذر من تدهور أوضاع أطفال غزة